الرئيسية الحقائق لماذا يعد النفط من أهم اكتشافات القرن العشرين؟

لماذا يعد النفط من أهم اكتشافات القرن العشرين؟

0

في القرن الرابع الميلادي اكتشف أول بئر بترول في العالم ولكنه استخدم بغرض تكرير المياه وإخراج الملح منها، واستمر الحال هكذا لفترة طويلة من الزمان حتى قامت العراق بأخذ القطران منه واستخدمته في رصف الطرق، إلى أن تم استخدام النفط في إشعال مصابيح الزيت واستخراج الكيروسين منه في نهايات القرن التاسع عشر، ثم مع بداية صناعة السيارات المتطورة أدت الحاجة إلى استخدام النفط في المحركات الحرارية حتى تم استهلاك كل الكمية الموجودة بالولايات المتحدة وبدأوا يبحثون عن منطقة جديدة تتوافر بها كميات كبيرة من النفط، وكان الشرق الأوسط هو المنقذ للصناعة العالمية حيث أن النفط يتوافر في الشرق الأوسط بنسبة تقارب الثمانين بالمائة من المخزون العالمي، ويتركز تحديدًا في السعودية والكويت والعراق وإيران، ولكنه في الحقيقة خلق الكثير من الصراعات والحروب، عامة عد النفط من أهم اكتشافات القرن العشرين، ونحن هنا سنتناول أهم العوامل التي جعلته يحتل هذه المكانة الكبيرة، فتابعوا معنا.

استخدام البترول في توليد الطاقة

تكمن أهمية النفط الرئيسية في استخدامه في توليد الطاقة، حيث أنه مع اكتشاف البترول تغيرت الكثير من المفاهيم في العالم الصناعي، فقد تم استخدامه في تشغيل المحركات الحرارية التي تسير السيارات فبدونه لم نكن وصلنا لما نحن فيه الآن، ويستخدم النفط في إنارة المصابيح المنزلية، والنقل الجوي والبحري، فكل الطائرات والسفن والقطارات تتحرك بالطاقة المستمدة من النفط، ولا ننسى دور النفط الهام في العملية الحربية حيث أن الدبابات والمدرعات والمعدات الحربية بأكملها لا تسير إلا بالنفط أيضًا، كل هذا وأكثر لم يكن موجود قبل اكتشاف البترول فقد ظهر البترول بأبهى صوره في القرن العشرين بعدما كان يستخدم في التكرير والتقطير وأمور بسيطة جدًا، ولكن بفضل اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية وحرصها على التقدم الصناعي الدائم قامت بإجراء البحوث ثم بعدها البحث والتنقيب وعمل الاختبارات العلمية الهامة بمعداتها الحديثة حتى تمكنت من الكشف عن النفط واستغلاله بصورة كبيرة جدًا، وبالأخص في مجال الطاقة فهو أهم عمل يقدمه لنا النفط، ولذا عد البترول من أهم اكتشافات القرن العشرين.

دخول النفط بقوة في المجال الصناعي

بعدما تم اكتشاف النفط في القرن العشرين دخل في المجال الصناعي بقوة رهيبة، حيث أنه قرابة النصف مليون منتج صناعي يتم بواسطة النفط سواء اعتمادًا كليًا أو جزئيًا، فمثلا يستخدم في صناعة المبيدات الحشرية وأدوات التجميل وفرش الأسنان وطلاء الأظافر والكحل والإسفنج الصناعي والأحواض والأسمدة، هذه هي أهم الأشياء التي يشارك في صناعتها النفط بدرجة كبيرة، ناهيك عن المواد البتروكيميائية والتي يتم إنتاجها من النافثا المستخرجة من النفط الخام، والمواد البتروكيميائية هذه تشارك في صناعة البولي بول والميلامين والبولي أميد والبارازلين والبولي إيثلين، كل هذه المواد لها الكثير من الاستخدامات في شتي المجالات اليومية والتي غيرت المجرى الصناعي في العالم أجمع، فقبل القرن العشرين لم تكن تعرف هذه الأشياء وبالتالي العملية الصناعية كانت محدودة ومقتصرة على عدة صناعات قليلة نوعًا ما، ولكن البترول غير من هذه العملية وجلها أكثر سلاسة وأشد قوة، وهذا ما ارتكزت عليه الصين والولايات المتحدة في سوقها المصنع حتى غدت هذه الدول تحتل المراتب الأولى في الإنتاج الصناعي العالمي.

أتاح الكثير من فرص العمل للشباب

في الحقيقة مع اكتشاف النفط وازدياد أهميته زاد طلب سوق العمل للأيدي العاملة، حيث أن عملية البحث عن النفط حتى استخراجه واستخدامه في المجالات المختلفة تمر بعدة مراحل تستلزم وجود من يقوم بها من الأيدي العاملة، ففي البداية نحتاج لبعض الباحثين لكي يقوموا بالتنقيب والبحث عن البترول، ثم بعد اكتشافه نحتاج لمن يقوم بتكريره وتقطيره، ثم استخراجه من باطن الأرض بواسطة المعدات الثقيلة والكثير من الأشخاص، ثم القيام بنقله وتسويقه للشركات والمصانع، كل هذه الخطوات تحتاج للعديد من الأيدي العاملة فلذا خلق النفط فرصة كبيرة للعمل وإيجاد الوظائف الشاغرة التي ندرت في وقتنا الحالي نظرًا لزيادة الهائلة في أعداد الناس المتخرجين من الجامعات أو الدبلوم أو الغير متعلمين مع قلة العملية الصناعية في الوطن العربية خاصة، ولذلك يعد النفط باب جديد افتتح لسد حاجة الناس الصناعية والمعيشية في آن واحد.

مشاركة النفط لصناعة الأدوية الطبية

في بداية القرن العاشر الميلادي تم استخدام مشتقات البترول للمرة الأولى على يد العالم أبو بكر الرازي، وذلك عندما قام بتقطيره لكي يأخذ منه بعض المواد لعلاج حالات الشلل النصفي وآلام المفاصل، واستمر هكذا حتى أتى القرن العشرين وازدادت طرق تقطيره واستخلاص مشتاقاته حتى دخل في الكثير من الأدوية الطبية مثل الفازلين الذي يرطب الجلد ويزيد من نعومته، والإيثانول الذي يستخدم في حل المواد الصلبة أو السائلة حتى تصبح محاليل طبيه، وهناك أيضًا اليود الذي يعمل كمطهر جيد للجروح بجانب معالجته للعديد من أمراض الغدة الدرقية، والميثانول والنفثالين شائعي الاستخدام في أدوية الأمراض الجلدية، وبعض المواد المستخدمة في صناعة الصابون، وغيرها من المواد الهامة لصحة الإنسان والتي تعمل على ضبط الهرمونات وتعزيز عملية الهضم ومنع الالتهاب والأمراض الجلدية المختلفة، كل هذا واكثر يجعل من النفط شيئًا هام جدًا في تصنيع الأدوية الذي تطور بشكل كبير مع بداية القرن العشرين.

تطويره للعملية العسكرية والحربية

دخل النفط في العديد من الصناعات الحربية وخاصة المعدات القتالية الثقيلة، هذا بجانب فتحه للكثير من الأسلحة التي لم تكن تعرف قبل القرن العشرين، فقد كانت الدول قديمًا تستخدم زيت الحوت والفحم وبعض المواد قليلة الانتشار لكي تلبي حاجتها في توليد الطاقة اللازمة للمنازل والمنشآت العسكرية، ولكنها كانت قليلة نوعًا ما وقد ملت الشعوب منها حتى ظهر لنا النفط بمشتقاته العديدة والتي سهلت وأسرعت من العملية الصناعية والحربية، وزادت إنتاجية الدول من المعدات وأدوات التسليح والمركبات العسكرية مثل الدبابات والمدرعات والطائرات والصواريخ والسفن والزوارق البحرية، ويعتبر عنصر الكيروسين هو الأكثر ذيوعًا من مشتقات البترول المختلفة لأنه عنصر شديد الاشتعال ويستخدم بشدة في تركيبات الصواريخ والقنابل، ويشارك قليلًا في تصنيع النووي، وقد أهتمت دول معينة بزيادة النشاط العسكري المبني على النفط بشكل كبير مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وكوريا الشمالية والصين واليابان وتركيا وألمانيا، حتى غدت هذه الدول الأقوى عسكريًا على مستوى العالم.

أهم إنجاز في تاريخ دول الخليج

يعتبر النفط هو أهم حدث في تاريخ دول الخليج حيث أنها انتقلت من حياة البدو البسيطة إلى تحولها لدولة صناعية كبيرة، فقد كانت شعوب دول الخليج قبل منتصف القرن العشرين لا تتمتع بأقل الحقوق المعيشية ولا تعرف أي شيء عن الرفاهية، ولكن بعد اكتشاف البترول تحولت دول الخليج إلى الدخول في زخم الدول الصناعية الكبرى وأصبح اقتصادها هو الأقوى عالميًا، وهذا ما يظهر جليًا في السعودية والكويت والتطور الهائل الذي حدث بهم.

الكاتب: أحمد علي

Exit mobile version