الرئيسية الصحة لماذا طب الطبيعة من أفضل أنماط العلاج؟ وما غاياته؟

لماذا طب الطبيعة من أفضل أنماط العلاج؟ وما غاياته؟

0

طب الطبيعة لا يوجد دليل تاريخي نستدل منه على بداية ظهوره، أو على أول من قاموا بالاشتغال به، لكن المؤرخون رجحوا إن طب الطبيعة قد ظهر منذ فجر التاريخ، إذ اعتبروا كافة محاولات المداواة باستخدام الوسائل الطبيعية، والتي كانت متوفرة في محيطة بيئة الإنسان البدائي الأول، هي النواة الأولى التي مهدت الطريق أمام ظهور طب الطبيعة كنمط علاجي فيما بعد، واليوم اصبح طب الطبيعة معترفاً به رسمياً مقبل منظمات الصحة العالمية، كأحد الوسائل العلاجية الآمنة والفعالة، التي تقوم على اجتناب اللجوء إلى الجراحات أو العلاج الكيميائي، إنما بحقق الشفاء بواسطة الاستناد إلى الوسائل الطبيعية وتعريف الإنسان بالطاقة الهائلة الكامنة بداخله.. وإن كان سؤالنا حول توقيت ظهور هذا النمط العلاجي بلا إجابة، فعلينا -على الأقل- أن نسأل عن أسباب ظهوره وعوامل تميزه؟

غايات طب الطبيعة وعوامل تميزه :

عوامل تميز طب الطبيعة تتشابه كثيراً مع العوامل التي قادت إلى ظهوره، فإن الغاية الكبرى منه هي تحقيق الشفاء مع اجتناب التعرض لأية مضاعفات أو آثار جانبية، ويعد ذلك أيضاً هو أبرز عوامل تميزه، والتي تدفع الملايين إلى الاستعاضة به عن طرق العلاج التقليدية الأخرى، فكيف يحقق طب الطبيعة هذا التوازن الفريد بين الفاعلية والأمان؟ وما أهدافه وغاياته؟

1- معالجة مسببات الأمراض وليس ظواهرها :

من أسباب ظهور طب الطبيعة وغاياته في آن واحد، هو عدم الاكتفاء بعلاج الأعراض الظاهرية للمرض، إنما يسعى طب الطبيعة إلى الكشف عن العوامل التي أدت إلى ظهوره، والعمل على علاجها لضمان عدم تكرارها مرة أخرى مستقبلاً، أي إن هذا النمط من الأنماط العلاجية يسعى لتوفير حماية مطلقة للإنسان، فالعاملون بـ طب الطبيعة عندما تعرض عليهم أية حالة مرضية، فإن أول سؤال يقفز إلى أذهانهم، هو لماذا حدثت تلك الإصابة بالذات لهذا الشخص بالأخص؟.

فعلى سبيل المثال إن أصيب شخص ما بكسر في العظام، فإن الطب التقليدي يقوم بتجبير الكسر حتى يتم الالتئام، ومن ثم قد يخضع الشخص إلى جلسات علاج طبيعي إن كانت الإصابة قوية.. ألخ، بينما طب الطبيعة يبحث عن العوامل التي قادت إلى الكسر، فإن كان الشخص يعاني من مرض هشاشة العظام مثلاً، فإن الطبيب حينها يسعى لعلاجه من هشاشة العظام وليس علاج الكسر فقط، وذلك ليخفض من احتمالات تعرضه للكسر مرة أخرى في أوقات لاحقة.

2- قاعدة الوقاية خير من العلاج :

مقولة “الوقاية خير من العلاج” هي إحدى المقولات الشائعة، ورغم إنها كثيرة الترديد إلا إنها قليلة التطبيق، قد يكون الأمر كذلك في عالم العلاج الكيميائي والطب التقليدي، أما بالنسبة لـ طب الطبيعة فإن تلك المقولة هي أساسه الذي يقوم عليه، فطب الطبيعة لا يسعى لعلاج المرض بعد حدوثه، إنما يرى المشتغلون به إن دورهم الحقيقي يتمثل في منع حدوث المرض من الأساس، ولهذا فهم يدعون الأصحاء ممن لا يعانون من أية أعراض ظاهرية، من التوجه إليهم والخضوع لعملية كشف طبي شاملة.

ومن أهم مقومات طب الطبيعة الارتقاء بمستويات كفاءة جهاز المناعة البشري، ليصبح مؤهلاً للتصدي إلى الفيروسات والميكروبات، قادر على مكافحة الأمراض على اختلاف أنواعها حين يتعرض الإنسان لها، وهذا الإجراء وإن يبدو في ظاهره بسيطاً إلا إنه بالغ الأهمية، فالأبحاث تؤكد إن الإجراءات الوقائية المعمول بها في مجال طب الطبيعة ،تحد بنسبة كبيرة من احتمالات تعرض الشخص لأي مشكلات صحية، ابتداء من البسيط منها مثل نزلات البرد والأنفلونزا، ووصولاً إلى الأمراض المهددة للحياة مثل السرطان والأزمات القلبية.

3- علاقة النظام الغذائي والحالة الصحية :

طب الطبيعة يعتمد في كثير من جوانبه على النظام الغذائي، فمن المعلوم إن العادات الغذائية هي المؤثر رقم واحد في صحة الإنسان، سواء كان ذلك التأثير إيجابي أو سلبي، ولهذا يهتم أساتذة طب الطبيعة بوضع الأنظمة الغذائية القريبة من المثالية، والتي الانتظام في تناولها والالتزام بها، يجنب الإنسان التعرض لتلك الآثار السلبية التي قد تنتج عن الطعام، وفي الوقت ذات الوقت تكسبه تلك الآثار الإيجابية، وبالتأكيد لا يوجد برنامج غذائي واحد ينصح جميع البشر باتباعه، بل إن هناك العديد من العوامل تأخذ بعين الاعتبار عند إعداد هذه البرامج، أولها الفئة العمرية التي ينتمي لها المريض، فاحتياجات الأطفال إلى العناصر الغذائية على تنوعها، تختلف بنسبة كبيرة عن احتياج الشباب أو الشيوخ لذات العناصر، أيضاً الحالة الصحية للشخص الذي يُعد البرنامج الغذائي من أجله، هي العامل الأهم الذي يحدد طبيعة ونوعية الأطعمة التي تقدم إليه، وتلك التي يحظر عليه تناولها، ومثال على ذلك أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، فهما من الأمراض المزمنة التي يساهم النظام الغذائي في استقرار حالة المصاب بها، وكذا قد يؤثر عليه سلباً فيؤدي إلى تدهور حالته، وقد كشفت الأبحاث التي جرت مؤخراً حول هذه الأمراض، إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قد يشكل عامل وقائي، ويحد من احتمالات إصابة الإنسان بهما في مرحلة ما من عمره، وهذا تماماً ما يهدف طب الطبيعة إلى تحقيقه.

4- مفهوم دور الطبيب في طب الطبيعة :

استناداً إلى كافة الأمثلة المذكورة المتعلقة بـ طب الطبيعة ،والأسباب التي أدت إلى ظهوره كأحد الأنماط العلاجية والغايات المراد تحقيقها منه، فبالتأكيد إننا قد تبينا إن طب الطبيعة لا يسعى إلى علاج حالة مرضية بعينها، إنما الغاية الأساسية منه هي الارتقاء بالصحة العامة للإنسان على الإطلاق، ولهذا يعتبر الهدف الاسمى لكل المشتغلين بـ طب الطبيعة والمؤمنون به، هو أن يجعلوا من كل شخص طبيباً لنفسه، بمعنى أن يكون كل شخص لديه قدر وفير من المعلومات الطبية، التي تمكنه من الاعتناء بصحته وتحسيين حالتها باستمرار، كذلك يُمد طب الطبيعة الناس بمجموعة معلومات يمكنهم من خلالها تشخيص المشكلات الصحية الشائعة البسيطة، وفي ذات الوقت يقدم لهم النصائح التي تمكنهم من التعامل معها، دون اللجوء إلي الأدوية والعقاقير الكيميائية.

وللصدق فإن مفهوم دور الطبيب في طب الطبيعة وفقاً لما سبق توضيحه، يمثل الترجمة الحرفية المقصودة من كلمة طبيب، إذ أن لفظ أو مصطلح “دكتور” في اللغة الإنجليزية، جاء اشتقاقاً من كلمة “Docere” وهي كلمة لا تعني المداوي أو المعالج، إنما الترجمة الأقرب لها هي “المدرب” أو “المُعلم”، فمن مبادئ طب الطبيعة التي تلقن إلى الطلاب الدارسون لهذا النوع من الطب، هو إنه لا يجب معالمة المريض على إنه قطعة جماد متضررة عليهم إصلاحها، إنما يجب إشراك المريض في عملية العلاج، من خلال مصارحته بما يعاني منه من أمراض، ومن ثم توجيهه إلى الطرق المثلى التي يمكنه بواسطته مكافحتها والتصدي لها.

5- تجنب الآثار الجانبية :

أيضاً من أساسيات طب الطبيعة وعوامل تميزه التي تكسبه الأفضلية، وتجعله -رغم عدم شيوعه- حل مثالي مقارنة بطرق العلاج التقليدية، سواء الكيميائية أو الجراحية، هو إن طب الطبيعة يهدف إلى إشفاء المريض دون أن يُعرضه لأي آثار جانبية محتملة، أو أن يصيبه مضاعفات جراء استخدام تركيبات معينة من الأدوية، فبالتأكيد قد لاحظت قبلاً مجموعة من التحذيرات مدونة بجانب علب الأدوية الكيميائية، فكافة العقاقير الدوائية من هذا النوع رغم فاعليتها، إلا إنها تسبب العديد من الآثار الجانبية متفاوتة الشدة، فمنها ما يسبب الأرق واضطرابات النوم، ومنها ما يكون له أثر معاكس فيصيب متناوله بحالة من الخمول والنعاس، وهذه كلها آثار بسيطة مقارنة بالآثار الأخطر التي قد تصل إلى حد الإدمان على تناول العقار العلاجي، أو ترسب الحبوب في الجهاز البولي فتتكون بسببها حصوة الكلى أو الحالب.

بينما نجد الوسائل المستخدمة في طب الطبيعة من المستبعد أن تسبب مثل هذه الآثار، وذلك لأن الاعتماد يكون بالكامل على الأعشاب ذات الخصائص الدوائية، أو ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء والتمدد، وما يشابه ذلك من وسائل، ولا يتم اللجوء لأي وسيلة كيميائية أو جراحية إلا في أضيق الحدود، وحين يكون اللجوء إليها ملحاً لإنقاذ حياة المريض.

Exit mobile version