الرئيسية الحقائق لماذا حقوق الطفل ضرورية لتنشئة جيل سوي وصالح ومنتج؟

لماذا حقوق الطفل ضرورية لتنشئة جيل سوي وصالح ومنتج؟

0

حقوق الطفل ليست كلمات مجازية بل هو واجب مجتمعي، بداية من الأب والأم، وينتهي بالمؤسسات الحكومية العامة، الطفل هو إنسان، له معاملة خاصة به نظرًا لعدم إدراكه الكافي لأفعاله، كما أن احتياجات الطفل أكثر من احتياجات الكبار، واعتماد الطفل على الآخرين ضروري للحياة، وفي حالة عدم تسديد هذه الاحتياجات والحقوق، الطفل لن يكبر على أسس نفسية سليمة بل سيكون هناك الكثير من الانحرافات الأخلاقية الواضحة، أيضًا انتهاك الطفل جسديًا ولفظيا ونفسيًا، يجعل الطفل في حالة نفسية صعبة جدًا، وربما ينتج فيما بعد ما دعاه عالم النفس الأشهر سيجموند فرويد “عقدة نفسية”، وهذا ما ذكره في كتابه “الكبت”.

انتهاك حقوق الطفل

لأجل الإجابة عن سؤال “لماذا حقوق الطفل ضرورية؟”، يجب عرض الكوارث التي من الممكن أن تتسبب بها انتهاكات حقوق الطفل ، فالأمر ليس فقط سيء على الطفل نفسه، ولكن عندما تنتشر هذه الظاهرة، سيتكون خلال عشر سنوات بالأكثر جيل كامل ليس متزن نفسيًا ويعاني من العديد من العُقد والأمراض النفسية التي ستظهر على هيئة عنف وكراهية وتعصب ونبذ.

انتهاك الطفل جسديًا وتأثيره السلبي

للأسف هناك مناهج تربوية عرفية تعتمد على فكرة القسوة في التعامل مع الطفل، وأن هذه القسوة فيما بعد ستجعل الطفل خشن وقادر على مقابلة المشاكل، أيضًا هناك عنف يوجه بقصد تجاه الأطفال كنوع من أنواع العقاب، أو كوسيلة قمع للسيطرة على أفعال الطفل، وأحيانًا أخرى يكون انتهاك الطفل جسديًا مجرد شهوة أو نزوة عند شخص كبير يجد متعته في قمع أو ضرب أو التعامل بسوء مع الطفل، كل هذه الانتهاكات الجسدية، تولد داخل الطفل إما نوع من أنواع الانطواء والصمت، أو نوع من العدوانية المقابلة، أو الانتقام.

سلب حقوق الطفل في التعليم

من حق كل طفل في العالم أن يتعلم، ولذلك مرحلة الطفولة في معظم دول العالم هي مرحلة مجانية في التعليم، أما إذا كان هناك انتهاك لحق الطفل في التعليم، فحينها سينتج طفل جاهل، لن يستطيع التعامل مع التكنولوجيا الحالية، مستوى ذكاءه سيكون أقل من أقرانه نظرًا لقلة معرفته، عند الكبر سيعاني من الشعور بالنقص وأنه أقل من الآخرين ومن الممكن أن يحاول إثبات أفضليته عن طريق التوجه إلى طرق غير شرعية للنجاح، كل هذا فقط بسبب انتهاك حق الطفل في أن يتعلم.

عمالة الأطفال

من حقوق الطفل الأساسية أن يعيش سنه، وفي حالة استغلال الطفل وتوجيهه إلى أحد الأعمال، وحرمانه من الدراسة، أو اللعب، أو التفاعل مع الأطفال الآخرين في سبيل إحضار المال، سيجعل الطفل في حالة من الاثنين، إما سيكبر على أن يكون شخص أكبر من عمره لدرجة ستجعله قاسي ولا يعترف بالبديهيات مثل الصداقة والحب والأسرة، ببساطة لأنه لم يعش هذه المعاني، إما سيعاني من فترة طفولة أو مراهقة متأخرة من خلالها سيقوم بأفعال غير عقلانية.

في الأخير حقوق الطفل ليست فضل من أحد على الطفل بل هي حقوق، وبما أن الطفولة هي المرحلة الأساسية لتكوين الشخصية الإنسانية، إذًا انتهاك هذه المرحلة يساوي انتهاك شخصية مستقبلية لإنسان، لو قدمت له حقوقه كاملة ربما لكانت حياته ستتغير جذريًا.

Exit mobile version