الرئيسية الدين لماذا الطلاق من الأمور المباحة في الشريعة الإسلامية ؟

لماذا الطلاق من الأمور المباحة في الشريعة الإسلامية ؟

0
لماذا الطلاق مباح في الشريعة الإسلامية

الطلاق وإن كان حلالاً فهو أبغض الحلال، ففي النهاية هو أمر يترتب عليه فرقة زوجين اجتمعا على سنة الله ورسوله، لكن لابد أن تشريع الطلاق جاء لحكمة معينة.. فترى ما الحكمة من تشريع الطلاق بالإسلام؟ ولماذا أباح الإسلام للرجل أن يرد الزوجة إلى عصمته مرتين؟ ولماذا هو أبغض الحلال ولا يتم اللجوء إليه إلا كحل أخير؟

طلاق .. لماذا أحله الله تعالى ؟

الطلاق من الأمور التي أباحتها الشريعة الإسلامية، وقد وردت أحكامه في القرآن الكريم بسورة حملت اسمه.. فما أسباب تشريع الطلاق وما أحكامه وشروطه؟

لماذا شرع الله الطلاق :

تشريع الطلاق ككل ما أُحِلّ بشريعة دين الإسلام، لم تأت إلا رحمة بالعباد وإشفاقاً عليهم من الشقاق، فشروط إتمام عقود الزواج أو النكاح متعددة بالشريعة، وأولها وأهمها هو قبول كل طرف بالطرف الآخر، وذلك الزواج الذي يجرى على سنة الله ورسوله، يُراد له أن الدوام والاستمرار إلى نهاية العمر، ولكن كيف يكون الوضع إذا استحالت الحياة بين الطرفين؟، وإذا فقد كل منهما الرغبة التي كانت متوفرة لديه في باديء الأمر؟.. في تلك الحالة فلا مناص من اللجوء إلى الطلاق ،وذلك يأتي في صالح كلا الزوجين على حد السواء.

  • بالنسبة للزوج : ألزم الإسلام الرجل بالإنفاق على امرأته، والإنفاق لم يقصد به بذل المال والإنفاق فحسب، إنما يقصد به توفير الرعاية والحماية، والزوج حين يفعل ذلك لزوجته فأنه يفعله بنفس راضية، ينبع رضاها ذلك من حبه لها ورغبته في استمراره بالحياة معها، أما إذا غاب الحب وانقضت الرغبة، فأن الأمر سيتحول إلى إجبار وسيفعله الزوج مكرهاً، ولهذا جاء الطلاق ليُحله من هذا الإلزام إذا ما استحالت العشرة بينه وبين الزوجة.
  • بالنسبة للزوجة : الأمر بالنسبة للمرأة لا يختلف كثيراً عن الرجل، فأن الإسلام قد أمر المرأة بطاعة الزوج وأن تحسن معاشرته، ومن المؤكد أن ذلك يشترط أن تكون راغبة في الاستمرار معه، لكن إن ماذا إذا كان الرجل يسيء معاملتها ولا يتقى الله في معاشرتها، وهنا فأن المرأة ليست مجبرة على التمادي في الحياة معه، وصار من حقها أن تطلب الطلاق والخلاص من تلك الحياة.

لماذا الطلاق حل أخير ؟

الطلاق في الإسلام لم يُباح في المُطلق، إنما أول شروطه أن يكون حلاً أخيراً، ولا يتم اللجوء إلى الطلاق إلا بعد استنفاذ كافة محاولات الإصلاح، وذلك الأمر قد وجهه الله تعالى إلى المقربين من الزوج والزوجة، كما أن كثير من أحاديث الرسول تحث على السعي في الخير، ورأب الصدوع والشقاق التي قد تصيب العلاقات الإنسانية، وبالطبع لا توجد علاقة إنسانية أكثر قرباً وترابطاً، من العلاقة الرابطة بين الزوج والزوجة.

لماذ مرات الطلاق محددة ؟

ما تم تحريمه من أمور بموجب الشريعة الإسلامية، فأن تحريمه غير مرهون بعدد معين من المرات، فنجد أن تحريم الميسر وتحريم الخمر وأشباههما محرماً تحريماً كلياً، وكذا ما هو حلال يكون مباحاً في جميع الأحوال، بعدها لا يجوز للزوج أن يرد زوجته مرة أخرى، ولا يتم ذلك إلا من خلال مُحلل، أي أن تتزوج بغيره وإذا لم تدم حياتها معه لأي سبب، فحينها يحق للرجل الذي طلقها في المرة الأولى أن يتزوج منها ثانية.. والحكمة الإلهية من ذلك هو كف الإنسان عن استباحة الأمر، فلو كان الطلاق مباحاً في المطلق لصار نتيجة كل خلاف، ولا خلاف على أن لفظ الطلاق ذو وقع قاس على النفس، ويصعب أن تعود الألفة والمودة كما كانت قلب نطقه؛ لذلك جاء محدداً بعدد مرات لا يمكن تجاوزها، كي لا يستهين الرجل بالطلاق فيكرره مع كل خلاف عابر، ولا تستهين الزوجة فتكون مطالبتها به دائمة مع كل مشادة.

لماذا مرات الطلاق متعددة ؟

بذكرنا لحكمة الله عز وجل من تحجيم الطلاق بثلاث مرات فقط، وكيف أراد بها منع الاستهانة بحلف يمينه، فلعل السؤال الذي يطرح نفسه، هو ما السبب في أن الطلاق لم يُشرع بمرة واحدة فقط؟!، فذلك من المفترض أن يجعل الأزواج أكثر حرصاً.. لكن في الواقع أن ذلك التعدد في مرات الطلاق ،ما هو إلا شكل من أشكال رحمة الله –عز وعلا- بعباده، فكثيراً ما يُقدم الإنسان في خضم انفعاله على فعل ما، ثم يشعر بأنه قد تسرع ويبدي الندم على ما فعل، ومن ثم فإن وقوع الطلاق بشكل نهائي من المرة الأولى، لكانت الحياة الزوجية معرضة للانهيار كنتيجة للحظة غضب عابرة، أو بسبب وساوس الشيطان الرجيم، أي أن الله عز وجل كما أباح الطلاق بعدد معين ليُحجم الناس عنه، أباح أيضاً إمكانية التراجع عن القرار مرتين، إذا اكتشف الطرفين أنهما قد حادا عن الحق وخلافا الصواب، وذلك رحمة بهما من مشاعر الضيق والندم، وحفاظاً على الرباط الأسري من التفكك والشتات.

Exit mobile version