هوليود : لماذا تعد هوليود عاصمة السينما في العالم ؟

منطقة هوليود هي إحدى مناطق مدينة لوس أنجلوس الواقعة ضمن ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وقد ارتبط اسم هذه المنطقة منذ عقود طويلة بمجال صناعة السينما، وتحمل ألقاب مثل عاصمة صناعة السينما أو امبراطورية السينما العالمية وغيرها. فترى ما السر وراء ذلك؟ ولماذا ارتبط اسم منطقة هوليود بعالم الفن عامة والسينما بصفة خاصة؟

منطقة هوليود .. عاصمة السينما الأمريكية :

تعدد الأسباب التي حولت منطقة هوليود إلى أكبر مراكز صناعة السينما في العالم، ومن أهمها التالي:

مقر شركات الإنتاج الكبرى :

بدأت علاقة منطقة هوليود بعالم الفن السابع في 1908م، حين قامت إحدى المؤسسات الفنية الصغيرة بالتوجه إليها لتصوير مشاهد الفيلم السينمائي (الكونت دي مونت كريستو). كانت تلك التجربة ناجحة إذ قدمت إدارة مدينة لوس أنجلوس الكثير من التسهيلات لصُناع الفيلم، مما شجع عدد كبير من المنتجين على نقل استثماراتهم إليها واتخاذها مقراً رسمياً لشركاتهم.

بدأ الأمر بالشركات الصغيرة التي جاءت إلى منطقة هوليود هرباً من هيمنة شركة توماس أديسون، التي كانت تحتكر صناعة السينما في الولايات المتحدة كونها الشركة المالكة لبراءة اختراع جهاز العرض السينمائي. مع الوقت نمت استثمارات هذه الشركات خاصة بعد تخلصها من رقابة شركة أديسون وسيطرتها على السوق السينمائي بالولايات المتحدة، ومع الوقت صارت هوليود تضم أكبر تكتل لكبرى شركات السينما في العالم.

المختبرات السينمائية وتطوير الصناعة :

إن ما تشهده صناعة السينما اليوم من تطور سواء في تقنيات الصناعة نفسها مثل وسائل الخدع البصرية أو تقنيات العرض مثل تقنية الثري دي 3D أو تقنية I-Max، الفضل فيها يعود إلى منطقة هوليود امبراطورية صناعة السينما في العالم، حيث إنها تضم مجموعة من أكبر استوديوهات ومختبرات السينما في العالم، والتي تولى خبراءها مهمة تحديث وتطوير تقنيات التصوير والعرض السينمائي، فبفضلهم تحولت الأفلام الصامتة إلى أفلام ناطقة، كذلك هم من تولوا مهمة إدخال الألوان إلى شاشة السينما، وصولاً إلى تطوير وسائل تنفيذ مشاهد الأكشن فائقة التطور التي نشهدها اليوم، والتي بفضلها نشاهد الأفلام الضخمة القائمة على الإثارة مثل أفلام باتمان ضد سوبر مان أو ثلاثية فارس الظلام، وكذلك فيلمي أفاتار وماتريكس التي اعتمدت على المؤثرات البصرية في 90% من مشاهدها تقريباً.

الهيمنة على صناعة السينما في العالم :

من الأسباب المباشرة التي جعلت من منطقة هوليود عاصمة السينما في العالم، هو إنها تضم رؤوس الأموال المتحكمة في صناعة السينما في العالم. بدأ ذلك خلال فترة الحرب العالمية الأولى حيث أصيبت السينما الأوروبية بانتكاسة وتراجعت أسهمها بصورة كبيرة، واضطرت أغلب استوديوهاتها بتلك الفترة إلى تصفية أعمالها، كل هذا ساهم في بزوغ شمس السينما الأمريكية، حيث فرضت شركات هوليود سيطرتها الكاملة على السوق السينمائي في العالم من خلال شركات فوكس للقرن العشرين وبارامونت وورنر بروس ويونيفرسال وكولومبيا ومترو جولدن ماير، ولا تزال تلك الشركات حتى يومنا هذا متربعة على عرش صناعة السينما في العالم.

تطوير نظريات التسويق :

تطوير ستوديوهات هوليود لصناعة السينما لم يقتصر فقط على أساليب تنفيذ الأفلام فحسب، بل إنه امتد ليمشل كل ما يتعلق بعالم صناعة السينما، وكافة وسائل الدعاية والتسويق المستخدمة في العالم اليوم بدأت من قلب منطقة هوليود ،وأبرز هذه الأساليب التسويقية هو أسلوب صناعة النجم السينمائي.

حيث سعت شركات هوليود خلال عشرينيات القرن العشرين إلى صناعة نجوم من السينمائيين، يستطيعون باسمائهم زيادة معدلات إقبال الجماهير على دور السينما، فظهر خلال تلك الفترة اسماء مثل ماري بيكفورد ودوجلاس فايربانكس بالإضافة إلى شارلي شابلن، ولا زال ذلك النمط التسويقي يُعمل به في مجال السينما والدراما حتى اليوم وهو ما يعرف اصطلاحاً بمسمى (نجم الشباك)

المعالم والفاعليات :

لا تكتفي منطقة هوليود بلقب عاصمة صناعة السينما في العالم، بل أن القائمون عليها يحاولون تأكيد ذلك بشتى السبل، فقاموا بتشييد العديد من المعالم المرتبطة بمجال السينما أو الفن بصفة عامة، ومن أمثلة ذلك ممر المشاهير وهو عبارة عن ساحة مشاة على هيئة نجوم كل نجمة منها تحمل اسم واحد من المشاهير كنوع من التكريم، كذلك تضم هوليود عدد غير قليل من المسارح ودور العرض السينمائي العريقة أشهرها مسرح دولبي الذي تم افتتاحه في عام 1958م.

كذلك تقام في منطقة هوليود العديد من الفاعليات السينمائية العالمية، منها حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي يقام سنوياً على مسرح كوداك في هوليود، ويعد ذلك الحفل هو الحدث السينمائي الأبرز والأكثر متابعة في العالم.