نظام لينكس أوبنتو والمعروف باسمه الشائع نظام أوبنتو هو أحد أنظمة تشغيل الحواسيب والذي بدأ في اكتساب المزيد من الشهرة وتحقيق المزيد من الانتشار خلال السنوات الماضية، وقد توقع عدد من الخبراء في هذا المجال استمرار هذا النظام في النجاح خلال السنوات المقبلة للدرجة التي تجعل منه منافساً قوياً لنظام التشغيل الكلاسيكي ويندوز، بل أن البعض ذهب لأبعد من ذلك واعتبر نظام أوبنتو هو الأفضل.. ترى لماذا؟ وما العوامل التي يميز هذا نظام التشغيل؟
أسباب نجاح وتفوق نظام أوبنتو Ubuntu :
تمكن نظام أوبنتو من تحقيق شعبية كبيرة خلال السنوات الماضية وبدأ عدد كبير من المستخدمين حول العالم في الاعتماد عليه بدلاً من نظام التشغيل ويندوز، ويمكن إرجاع ذلك إلى ما يتوفر في هذا النظام من عوامل عديدة كفلت له التميز -وأحياناً التفوق- ومن أبرز تلك العوامل ما يلي:
إمكانية تجربة النظام قبل التنصيب :
تتوفر في نظام أوبنتو مجموعة كبيرة ومتنوعة من الخصائص المميزة والتي لعب دوراً محورياً في انتشاره بمعدلات متزايدة خلال السنوات القليلة الماضية، وفي مقدمة تلك المزايا أن هذا النظام يُتيح للمستخدم الجديد إمكانية تجربته النظام كاملاً واختبار كامل خواصه ومزياه قبل تنصيبه فعلياً على الجهاز محل نظام التشغيل الأصلي.
يمكن القيام بذلك الأمر بسهولة شديدة عن طريق تحميل وحرق نظام Ubuntu على ناقلة بيانات “فلاش ميموري” USB، ومن ثم تشغيل النظام مباشرة دون تثبيته على الجهاز، ومن خلال الضغط على خيار تجربة أوبنتو “Try Ubuntu” سوف يتم تشغيل النظام مباشرة، بما يسمح للمستخدم لخوض تجربة أداء متكاملة وبمجرد إعادة تشغيل الجهاز سوف يتم استرجاع نظام التشغيل القديم بشكل طبيعي تماماً.
السرعة وقوة الأداء :
إحدى المشاكل الشائعة التي تواجه المستخدمين مع نظام التشغيل ويندوز هي أن الإصدارات الحديثة منه لا تتوافق مع أغلب أجهزة الكمبيوتر الشخصية، حيث أنها تؤدي إلى إبطاء سرعة الأجهزة وتزيد من معاناة المستخدم وتتطلب توافر أجهزة قوية ذات قدرات خاصة حتى يعمل النظام بكامل كفاءته، وقد سعت شركة مايكروسوفت بكل طاقتها للتغلب على تلك المشكلة ولكن -في النهاية- الأمر لم يتحسن بصورة كبيرة.
يرى الخبراء أن نظام أوبنتو سوف يحقق انتشاراً أكبر حول العالم خلال السنوات القليلة القادمة، وقد أرجعوا السر في ذلك إلى تمكنه من التغلب على المشكلة التي تؤرق مُستخدمي نظام التشغيل ويندوز والمُتمثلة في إبطاء الأجهزة؛ حيث أثبتت التجربة العملية أن نظام التشغيل أوبنتو يوفر للمستخدم أفضل أداء بأقل المواصفات حتى لو استمر العمل على الحاسوب لعدة ساعات متواصلة، وهو ما يجعل هذا النظام الخيار الأمثل بالنسبة لمن يمتلكون أجهزة قديمة الطراز وذات مواصفات متوسطة أو ضعيفة.
تحديث النظام والبرامج تلقائياً :
يعد التحديث الدائم والمستمر لأنظمة التشغيل نفسها أو البرامج المختلفة المُثبتة عليها من الأمور المزعجة التي تواجه المستخدمين، حيث أنها تؤدي إلى إبطاء الجهاز بالإضافة إلى أنها تؤدي لإظهار العديد من رسائل التنبيه المزعجة بشكل متكرر مما يُفسد جلسات العمل، وأسوأ ما بالأمر أن عملية التحديث تتم لكل برنامج مُثبت على نظام التشغيل بشكل منفصل، وقد يتطلب الانتهاء منها إعادة تشغيل الجهاز أكثر من مرة، ويُعد ذلك أحد الجوانب السلبية التي انتبه إليها مُطوري نظام أوبنتو وعملوا على تفاديها بكافة الطرق.
يعد نظام Ubuntu هو الأفضل على الإطلاق فيما يتعلق بتحديث نظام التشغيل ومختلف البرامج المُثبتة عليه، وذلك بفضل أداة بسيطة تم تزويده بها تُعرف باسم مدير التحديثات “Update Manager”، حيث تتيح هذه الأداة للمستخدم إمكانية فرض سيطرته التامة على عملية التحديث الدوري للنظام والبرامج، وتساعده على القيام بالأمر بشكل جمعي دون الحاجة إلى فتح كل برنامج من البرامج بشكل منفصل، هذا إلى جانب أن هذه الأداة -بالغة التميُز- تضع المستخدم أمام عدد غير محدود من الخيارات الهدف منها جعل عمليات التحديث أسرع وأسهل وتتم في هدوء تام دون أن تتسبب في أدنى إزعاج للمستخدم.
نظام أوبنتو مفتوح المصدر :
نجحت شركة مايكروسوفت في جعل نظام التشغيل ويندوز Windows -الذي تم تطويره من قبلها- هو الأوسع انتشاراً في مختلف دول العالم والأكثر استخداماً، إلا أنها في النهاية لا تقدم تلك الخدمة بشكل مجاني بل أن تكلفة الحصول على نسخة من نظام تشغيل ونيدوز 10 Windows 10 تقدر بنحو 119 دولار أمريكي تقريباً للنسخ المنزلية، بينما يصل سعر بيع نسخة Windows 10 الاحترافية إلى 199 دولار أمريكي.
أحد أبرز العوامل التي تُميز نظام أوبنتو وتجعله في الخيار الأمثل في نظر ملايين المستخدمين هو أن ذلك النظام مفتوح المصدر، أي أن المطور يقدم النسخة الأصلية منه مجاناً ويمكن الحصول عليها بسهولة عبر الإنترنت وتنصيبها على جهازك ومن ثم التمتع بكافة المزايا التي توفرها دون سداد أي مقابل مادي، وهو ما يجعل ذلك النظام بالغ التميز خاصة بالنسبة للمستخدمين في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة في سعر ارتفاع أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات المحلية مما يجعل امتلاك نسخة أصلية من نظام ويندوز أمراً مُكلفاً.
توفير أعلى درجات الحماية والأمان :
لا شك أن الأجهزة الرقمية الحديثة على اختلاف أنواعها -وكذلك شبكة الإنترنت– قد ساهمت في جعل الحياة أكثر سهولة، لكن لا يمكن إغفال الخطر الذي تمثله هذه التقنيات الحديثة؛ إذ أنها تجعل بيانات المستخدم عُرضة للاختراق والتطفل وقد يصل الأمر إلى الاستيلاء على الأموال الخاصة، ودليل ذلك تزايد معدلات الجرائم الإلكترونية ومخاطر الإنترنت خلال السنوات القليلة الماضية؛ فالإنسان في العصر الحديث يعيش ضمن عالم مفتوح على مدار 24 ساعة ولذلك عليه أن يبحث دائماً عما يوفر له الحماية والأمان ضمن هذا العالم وهذا سبب آخر قد يدفعك للاعتماد على نظام أوبنتو Ubuntu.
قام عدد كبير من المُبرمجين والخبراء بالعديد من الاختبارات الأمنية لـ نظام أوبنتو وجميعها انتهت إلى نتيجة واحدة، ألا وهي أن هذا النظام هو الأفضل في توفير الحماية للمستخدم وحمايته من الاختراقات والبرامج الخبيثة، وذلك لما يتوفر به من خواص مميزة من بينها على سبيل المثال عدم السماح بتثبيت أي برمجيات دون إدخال كلمة المرور الخاصة بالمستخدم، مما يقلل بنسبة كبيرة من احتمالية زراعة أي فيروسات خبيثة أو برامج اختراق. بالتأكيد لا يوجد نظام تشغيل منيع وخالي من الثغرات لكن في حالة إضافة أحد برامج مكافحة الفيروسات إلى جانب خواص نظام أوبنتو المميزة فإن ذلك حتماً سوف يوفر لك أعلى درجات الحماية.
خاتمة :
في النهاية يُمكننا القول بأن الشهرة لا تعني شيئاً في عالم التقنيات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات المتطورة، كما أن الأسبقية لا يمكن الاعتداد بها كمقياس للجودة، صحيح أن شركة مايكروسوفت واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال وأن نظام التشغيل “ويندوز” المُطور من خلالها هو الأوسع انتشاراً والأكثر استخداماً، لكن بعد كل هذه السنوات ربما يكون قد آن الأوان للبحث عن بديل أكثر تطوراً وأكثر قدرة على تلبية احتياجات المستخدم، وقد يكون نظام أوبنتو Ubuntu هو البديل الأفضل هنا.