الرئيسية الصحة مريض التخاطب : لماذا يعتبر مرضى التخاطب ذوي طبيعة خاصة ؟

مريض التخاطب : لماذا يعتبر مرضى التخاطب ذوي طبيعة خاصة ؟

لماذا مريض التخاطب يحتاج إلى رعاية خاصة وعناية فائقة؟.. سؤال الإجابة عليه ليست هينة فهي متشعبة وتتكون من عِدة محاور جميعها على ذات الدرجة من الأهمية

0

مريض التخاطب هو مصطلح عام وشامل، يقصد به الإشارة إلى الإصابة بأي اضطراب بعملية النطق، ويصل ذلك الاضطراب إلى الحد الذي يعيق تواصله مع الآخرين، و مريض التخاطب من المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية فائقة، وخاصة خلال مرحلة الطفولة، وذلك لعِدة أسباب، منها ما يتعلق بعملية العلاج والارتقاء بالقدرات العامة للمريض، ومنها ما يكون بهدف تجنب التعرض للمضاعفات المحتملة.

مريض التخاطب والرعاية الخاصة :

اعتبرت التقارير الطبية مريض التخاطب من ذوي الطبيعة الخاصة، إذ أن التعامل معهم يجب أن يتم بأساليب معينة، ووفقاً لضوابط محددة، وذلك لعِدة أسباب سنوردها في الفقرات التالية:

أولاً : المضاعفات المحتملة لـ مريض التخاطب :

من أهم العوامل التي يجب الحذر منها عند التعامل مع مريض التخاطب ،هو المضاعفات الخطيرة المحتمل أن تنتج عن هذا المرض، وهي في الغالب مضاعفات نفسية، فـ مريض التخاطب هو أكثر عرضة من غيره لحالات الاكتئاب، والتي تختلف مسبباتها باختلاف المواقف والمرحلة العمرية، ومن أمثلة الدوافع التي تقود إلى التعرض لتلك الحالة ما يلي:

1- السخرية والإحساس بالنقص :

إذا تعرض مريض التخاطب لحالة من السخرية أو الاستهزاء، فذلك كفيل بتدميره داخلياً والتسبب في تدهور حالته النفسية، والطفل الذي يواجه صعوبة في النطق بشكل سليم، هو أكثر عرضة لهذا الموقف من مريض التخاطب البالغ، فالأطفال في عمر المدرسة كثيراً ما يسخرونه من بعضهم البعض، أو يطلقون الألقاب التهكمية على الآخرين.. كذلك قد يتعرض الطفل لأزمة مماثلة بسبب معلميه، مثل تجاهلهم له بسبب تلعثمه، وعدم اهتمامهم بمطالبته بالإجابة شفوياً على بعض الأسئلة، فذلك يخلف في قرارة الطفل إحساساً بالنقص، ويُشعره بأنه شخص منبوذ منعدم الوجود.

2-  الصعوبات الحياتية :

مريض التخاطب في مرحلة البلوغ يلازمه شعور بالنقص، فهو دائماً يشعر بأنه شخص معيب، يفتقر إلى قدرة طبيعية يتميز بها كافة المحيطين به، وذلك بالطبع ينعكس بشكل بالغ السوء على حالته النفسية، خاصة إذا ما كان مرضه سبباً في تعرضه لمواقف محرجة متكررة، مثل مقابلة عرضه للزواج بالرفض بسبب معاناته مع النطق، أو انخفاض احتمالات حصوله على عمل لائق للسبب ذاته.

3- العصبية المفرطة :

تساءلنا قبلاً لماذا يجب التخلص من العصبية ؟ وما مخاطرها الصحية؟، والحقيقة أن كافة المخاطر التي من الممكن أن تترتب على تلك الحالة، يزداد احتمال التعرض إليها بالنسبة لـ مريض التخاطب ،فقد وجدت الدراسات أن مرضى التخاطب بصفة عامة، يتسمون بسرعة الغضب وسهولة الاستثارة، وذلك بسبب تعقد حالتهم النفسية نتيجة لما يمرون به من مواقف، تسبب لهم الضيق وتشعرهم بالنقص والإحراج.

ومما سلف ذكره نتستنج أن الرعاية النفسية لـ مريض التخاطب ،هي واحدة من أهم الخطوات على طريق العلاج، إن لم تكن الخطوة الأهم على الإطلاق، وإنها من العوامل التي تشكل حساسية هذا المرض، وتجعل المصاب به ذو طبيعة خاصة التعامل معها يجب أن يكون بحذر، فالحفاظ على معنويات المريض مرتفعة يشكل قرابة 50% من عملية العلاج.

ثانياً : صعوبات التعلم :

أيضاً من العوامل التي تجعل مريض التخاطب ذا طبيعة خاصة، هو مواجهته للعديد من الصعوبات خلال العملية التعليمية، وجهل معلميه بالحالة الصحية للطالب مريض التخاطب ،أو إن كانوا غير مؤهلين للتعامل مع تلك الحالات، فإن ذلك قد يزيد من احتمالات تعرضه للصدمات النفسية والعصبية، الأمر الذي سيؤثر سلباً على حالته النفسية وبالتالي الصحية.. والأمر هنا يختلف عن طرق تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، أو من يعانون من إحدى حالات التأخر العقلي، فالقدرات الإدراكية والقدرة على الاستيعاب، لا علاقة لها بتلعثم اللسان وإيجاد صعوبة في النطق، وعلى النقيض من حالات فرط الحركة والتشتت الذهني، مريض التخاطب يكون لديه قدرة فائقة على التركيز وتحصيل المعلومات.. لكن المقصود بأساليب التعليم الخاصة هنا، هو أن تكون اكثر اعتماداً على التحرير من التفاعل الشفوي، وكذا على المعلم التحلي بالصبر عند مناقشة الطالب، وكذلك عليه احتواء طالبه – مريض التخاطب – كي لا يخجل من الحديث أمامه، وغيرها من الصفات اللازم توافرها بمعلمي مرضى التخاطب، والتي تجعل من العملية التعليمية سبباً لاعتبار مريض التخاطب في حاجة لرعاية خاصة.

ثالثاً : التعامل مع مريض التخاطب :

بعد كل ما ذكرناه حول اضطرابات النطق وصعوبته، يمكننا تصور مدى احتياج مريض التخاطب للرعاية الفائقة، والتي تشكل الركيزة الأساسية للعلاج، والجانب الأكبر من مهمة التقوييم وتحقيق الرعاية النفسية لـ مريض التخاطب ،يقع على عاتق أفراد الأسرة والأبوين بصفة خاصة، وذلك يتم من خلال اتباع مجموعة من النصائح، والتي يقدمها المتخصصون في علاج هذا النمط من الاعتلالات، والتي تتمثل في الآتي:

1- الامتناع عن السخرية :

كما ذكرنا سلفاً فإن السخرية من مريض التخاطب أمر موجع، أما إذا كان مصدرها الأبوين أو أحد الأخوة، فهي في تلك الحالة تكون بمثابة طعنة قاتلة، أقل ما سيترتب عليها هو فقدان الطفل لثقته بأويه، وابتعاده عنه وانصرافه عن مشاركتهما مشاكله، وبالتالي فإن ذلك يحكم على عملية العلاج مقدماً بالفشل، لذا على الأبوين ألا يبديا أي سخرية من طريقة كلام الطفل، حتى وإن كان ذلك على سبيل المداعبة والمرح.

2- المشاركة :

الطفل مريض التخاطب حالته تجعل لديه شعوراً بالنقص، لذا يجب على الأبوين تعويضه عن ذلك الشعور، وذلك عن طريق إشعاره بأهميته كفرد بالأسرة، فعليهما أن يحرصا على مشاركته الحديث، سواء كان ذلك الحديث يدور حول أموره الخاصة، مثل أن يسألونه عن يومه بالمدرسة وعن أصدقائه، أو إشاركه في النقاش حول الأمور الأسرية العامة، على أن يكون الموضوع متناسباً مع سنه وقدراته الإدراكية بالطبع، كذلك أيضاً يمكن مشاركته الأنشطة المحببة إليه، فذلك كله يُشعر الطفل بأهميته وينتمي لديه الثقة بالنفس، التي غالباً ما يكون مريض التخاطب مفتقدها.

3- الصبر :

على أفراد الأسرة التي تتضمن مريض التخاطب أن يتحلوا بالصبر، فأفدح الأخطاء التي قد يرتكبها أفراد أسرة المريض، هو استعجالهم له عند محادثتهم إياه، البعض يفعلون ذلك بحسن نية باعتباره تحفيزاً له على النطق، بينما في الحقيقة هم يرهبونه، ويشعورنه بمدى القصور الذي يعاني منه.. ويوصي الأطباء بضرورة التحلي بالصبر وتحمل تلعثم الطفل، خاصة حين يجد مشقة في التعبير عن ذاته وعن مشاكله.

4- القراءة :

القراءة أفضل الهوايات وأعظمها على الإطلاق، نظراً لكم الفوائد التي تعود على المرء من ممارستها، وفيما يخص مريض التخاطب فهي من الوسائل المساهمة في العلاج، وذلك لما وجده العلماء من علاقة وطيدة، تربط بين القدرة على القراءة والتمكن من النطق، ونحن في الدول العربية نملك كنز ثمين، ألا وهو القرآن الكريم، فهو أعظم كتب اللغة العربية بل هو الأعظم على الإطلاق، ومن ثم فاعتياد الطفل تلاوة ما تيسر منه، من الأمور المعززة للوسائل العلاجية الاعتيادية، وستساهم بفاعلية في استقامة لسانه وتمكينه من نطق الحروف بشكل سليم.

4- الوعي بمستوى الإدراك :

تمرين الطفل وتشجيعه على الحديث من وسائل العلاج، ولكن كي يحقق ذلك النتائج المأمولة يجب أن يتم بشكل صحيح، والشكل الصحيح هو مناقشة الطفل في أمور تتناسب مع مستويات إدراكه، فإقحام الطفل في أمور تفوق سنه وقدرته الاستيعابية، ستزيد من ثقل الحِمل الواقع على عاتقه، فبجانب أن مريض التخاطب يصعب عليه النطق، فإنه في تلك الحالة سيكون جاهلاً بما عليه قوله، وفي النهاية سيجد ملاذه في الهروب والانسحاب من النقاش.

Exit mobile version