الرئيسية الشخصيات لولا دا سيلفا : لماذا يحظى الرئيس البرازيلي بكل هذه الشعبية ؟

لولا دا سيلفا : لماذا يحظى الرئيس البرازيلي بكل هذه الشعبية ؟

لولا دا سيلفا هو الرئيس البرازيلي الأكثر شعبية وأحد الشخصيات المؤثرة في العالم وتعد تجربته تعد هي الأنجح في التاريخ المعاصر. ترى لماذا ؟

0

لولا دا سيلفا هو الرئيس الخامس والثلاثون لدولة البرازيل، تولى المنصب للمرة الأولى في عام 2002م وأعيد انتخابه لفترة رئاسية جديدة في 2006م، و لولا دا سيلفا هو معشوق الشعب البرازيلي، كما يعد أحد أهم الشخصيات المؤثرة في العالم، واختير كشخصية العام من خلال العديد من الاستفتاءات العالمية.. فترى لماذا حظي دا سيلفا بتلك الشعبية الطاغية؟ وما الإنجازات التي حققها؟

إنجازات لولا دا سيلفا :

لولا دا سيلفا حين تولى رئاسة البرازيل كانت دولة آيلة للسقوط ومهددة بالإفلاس، وحين ترك منصبه كانت في منتصف رحلة صعودها إلى مصاف الدول المتقدمة.. فما السياسات التي اتبعها لتحقيق ذلك؟ والتي جعلت منه الرئيس الأكثر شعبية في تاريخ البرازيل؟

بناء الجيش :

الجيوش من أهم المقومات والأسس التي تقوم عليها الدول وربما هو أهمها على الإطلاق، فالمؤسسة العسكرية بأي دولة هي الموكلة بمهمة حماية الأمن القومي لها، وخوض الحروب -عند الضرورة- للدفاع عن سلامة أراضيها ومواطنيها، وحين تولى لولا دا سيلفا مهامه كرئيس لدولة البرازيل، كان جيشها الوطني في حالة يرثى لها، يعاني من قلة الأفراد وضعف الإمكانيات والتسليح، وعلى الرغم من كونه رئيساً ذو خلفية مدنية، إلا إنه بمعاونة مجموعة مستشاريه العسكريين تمكن من إعادة هيكلة وبناء القوات المسلحة البرازيلية، فطبق نظام التجنيد الإجباري للمواطنين من سن 21 : 45 عاماً، على أن تكون مدة تجنيدهما تتراوح ما بين 9 : 12 شهراً، كما فتح الباب أمام المتطوعين البالغين من العمر سبعة عشر عاماً ومنحهم العديد من الامتيازات، كذلك خصص لولا دا سيلفا جزء كبير من ميزانية الدولة لنفقات الجيش، فعقد العديد من الصفقات التي من خلالها سلحه بأحدث الأجهزة المتطورة، وفي النهاية صار جيش البرازيل في عهده أكبر جيش بقارة أمريكا الجنوبية، وتجاوز عدد أفراده 370 ألف فرد مقاتل.

العدالة والتعليم :

العدالة الاجتماعية والتعليم في نظر لولا دا سيلفا وجهين لعملة واحدة، كل منهما يضمن تحسين الآخر واستمراره، ولهذا ربط بينهما حين أعد برنامجه التنموي بعوان (بولسا فاملي)، فذلك البرنامج التنموي بلغت ميزانيته 80 مليار ريال برازيلي تقريباً، تمكن لولا دا سيلفا من توفيرهم عن طريق إقراره نظام الضرائب التصاعدية، وقد استفادت 8 ملايين أسرة برازيلية فقيرة ومُعدمة من ذلك البرنامج، والذي ارتقى بالطبقة الفقيرة، وارتفع الحد الأدنى للدخل لأول مرة منذ عشرات السنين ليصبح 160 دولاراً أمريكياً، وكان شرط الحكومة الوحيد لاستمرار دعمهم لتلك الأسر، هو إلحاق أطفالهم بالمدارس وانتظامهم في التعليم، فقد كان دا سيلفي يعي جيداً إن التعليم حق مشروع لكل إنسان، بجانب إن النهضة التي يسعى إليها لا يمكن أن تتحقق بأيدي الجهلاء.

الاقتصاد بين الحاضر والمستقبل :

خطة لولا دا سيلفا الاقتصادية كانت طموحة جداً، حتى إن المدة الزمنية المحددة لإنجازها لم تقتصر على سنوات ولايته فقط، ومن البداية كان مقرراً أن يواصل من يخلفه ما بدأه هو، فهو لم يسع فقط إلى توفير مقومات الحياة الأساسية للشعب البرازيلي، إنما هدفه الرئيسي هو الارتقاء بالاقتصاد البرازيلي ككل، وتحقيق مناخ جاذب للاستثمار المحلي والعالمي، فطور مجالي الزراعة والصناعة بجانب سعيه للكشف عن البترول والثروات الطبيعية، وبذلك انخفضت معدلات البطالة في البلاد بنسبة كبيرة وارتقى بمستويات الدخل وتقلصت الفوارق بين طبقات المجتمع.

وبفضل مجهودات دا سيلفا في هذا الصدد وضعت البرازيل للمرة الأولى على الخرائط الاقتصادية، وبعض الخبراء يتوقعون إن استمرار معدلات النمو الاقتصادي بها ستبلغ ذروتها بحلول عام 2040م، وإنها آن ذاك سيكون اقتصادها أقوى من اقتصاد دولتي اليابان وألمانيا.

الوفاء بالعهد :

من الأسباب التي جعلت لولا دا سيلفى يحظى باحترام وتقدير شعبه والعالم أجمع، هو رفضه الاستمرار في منصبه بعد انقضاء مدة ولايته، على الرغم من إن ذلك كان مطلباً شعبياً، ولكنه رأى إن عليه أن يكون قدوة، وأن يحترم الدستور المُحدد به مدة الفترة الرئاسية وعدد مرات الولاية، فخرج الشعب البرازيلي في تظاهرات حاشدة ليودع دا سيلفا بالدموع، معبرين له عن مدى حبهم وامتنانهم له، ولما فعله في سبيل النهوض بوطنهم من كبوته.

Exit mobile version