الرئيسية الفن لماذا تعد لوحات دافنشي الأغلى والأكثر رواجًا عالميًا؟

لماذا تعد لوحات دافنشي الأغلى والأكثر رواجًا عالميًا؟

0

تخطت لوحات دافنشي ال40 مليون دولار كقيمة سوقية. والكثير من جامعي التحف بل والمتاحف نفسها تحاول جاهدة أن تحصل على لوحات دافنشي الأصلية كنوع من أنواع السبق والجذب السياحي. وقد يعرف معظم الناس الرسام دافنشي ولكن لا يعرفون سر شهرته العجيبة. والتي تتزايد مع الأيام من لحظة وفاته حتى الآن. بل وأن هناك بعض الروايات والأفلام الشهيرة جدًا مثل فيلم شيفرة دافنشي المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي البريطاني الشهير دان براون. فما هو سر ليوناردو دافنشي وما هي ألغازه التي جعلت من لوحاته الأكثر رواجًا في التاريخ. خصوصًا أنه كان في نفس الحقبة التي عاش فيها الرسام والمهندس المعماري مايكل أنجلوا.

شخصية ليوناردو دافنشي في هذه اللوحات

ليوناردو دافنشي ليس مثل “فان جوخ” الرسام الهولندي الشهير الذي اشتهرت رسوماته بعد وفاته. ولكن ليوناردو كان شهير من يومه ومحبوب وله شخصية خاصة ومتميز عن الجميع. وقد لا يعرف معظم الناس أن ليوناردو دافنشي لم يكن فقط رسامًا، بل كان جيولوجي ومهندس معماري وعالم أحياء وعالم نبات ودارس للخرائط والموسيقي ونحات. كان عبقريًا بكل معنى الكلمة. ومَثل عصر النهضة في أوروبا. وهذه العبقرية التي امتلكها جعلته من أشهر الرسامين بل ومن أشهر الشخصيات في تاريخ إيطاليا عمومًا. مما جعل الكثير من الأثرياء والمشاهير يطلبون منه أن يرسمهم وبالفعل كان يرسمهم.

لوحة الرجل الفيتروفي

هي لوحة لرجلين لا يرتديان ملابس وعاريين، جسد الرجلين متراكبين، أحدهم يحدده من الخارج دائرة والآخر يحدده من الخارج مربع. وتحتوي هذه اللوحة على كلمات مرسومة ونص كبير يدعى (شريعة الأنساب). وهذه اللوحة تجسد مدى تلاحم الفن والعلم في لوحات دافنشي. وشخصيته الغريبة التي ظهرت بطريقة مبتكرة في ذلك زمن، حيث أن الكلمات المكتوبة أو المرسومة فيها لا تُرى بشكل صحيح سوى لو وضعت اللوحة أمام مرآة. وبعدها توصلوا إلى معلومات غريبة أفادتها هذه الرسمة، كف اليد يساوي عرض 4 أصابع، أما قدم الإنسان فهي تساوي أربع مرات من مساحة عرض اليد. وطول ذراع الإنسان يقدر بست مرات من مساحة عرض كف اليد. ولو وضعت الذراعين مفرودتين فهذا سيعطيك طول جسم الشخص كله. أيضًا المسافة من مكان نبت شعر الإنسان إلى أسفل ذقنه هي عُشر طول الإنسان، أي عشر مرات هذه المسافة سيعطيك طول الشخص. أما عرض الكتفين فهو يمثل ربع طول الشخص. كلها رموز ومعلومات غريبة. فضلًا عن أن هذه اللوحة لا تُعرض حاليًا.

لم يتعلم في مدرسة

في عصر النهضة كان معظم الفنانين المعروفين هم من فئة المتعلمين، ولكن ليوناردو برغم كل العلم الذي امتلكه إلا إنه لم يدرس كل هذه العلوم الذي كان يتقنها. بل كان فقط يعرف كيفية القراءة والكتابة واللذان كانا حجر الأساس في عملية المعرفة السريعة لديه. وبما أنه كان يعيش في الريف في أوائل حياته فكان يقضي معظم وقته في مراقبة الطبيعة وكتابة ما يلاحظه في هذه الطبيعة. مثل أشكال الطيور، مسار الرياح، وقد وصف في أحد كتاباته عملية صيد لطير جارح. وعندما وصل إلى سن المراهقة أرسلوه حينها إلى رسام في مدينة فلورنسا ليعمل له كمساعد. وكان ما يميز ليوناردو في هذا الوقت أنه جميل ولبق وحاد الذكاء مما جعله مقبول عند أستاذه وعند زبائن أستاذه.

كان يشهر نفسه بنفسه

قبل أن يشتهر كان من الصعب أن تباع لوحات دافنشي. فقد كان مجرد مساعد لرسام مرموق. ولكنه سرعان ما أثقل موهبته وقرر أن يستقل عن مشغل فريكو. والذي كان صاحبه في الأصل صديق لوالد دافنشي. قبل أن يستقل أنجز أولى لوحاته الفنية التي تدعى “الطبيعية مع النهر” موجودة حتى الآن في مكتب يدعى “أوفيتسي”، ثم بعد ذلك انجذب لفن النحت والرسم على الجدران وعمل التماثيل من الشمع. وكانت بعد ذلك لوحات دافنشي لها طابع خاص، حيث في أحد لوحاته وهي لوحة “السيدة العذراء” كان لها ملمس قشور السمك. وكان هذا التكنيك في ذلك الوقت جديد وحديث، ولذلك كان يتنقل دافنشي بين البلاد لينشر لوحاته ويعرضها للبيع مما جعله معروف لدى الناس والمشاهير أنه فنان جديد موهوب.

وجود ألغاز داخل لوحات دافنشي

من ضمن الأشياء الأساسية التي جعلت لوحات دافنشي ضمن الأغلى والأشهر في العالم على مدار التاريخ. هو وجود الألغاز والفنيات الدقيقة جدًا والذي أكتشف بعضها بالصدفة. مما جعل هذه اللوحات مسار تساؤل مستمر عن القصد من خلف هذه الرسمة وطريقة رسمها بهذه الطريقة.

لوحة العشاء الأخير

في بداية حياة دافنشي مثله مثل أي تلميذ لمعلمه كان متأثرًا بأسلوب فيروتشيو الرسام الشهير في ذلك الوقت. ولكن سرعان ما فطن دافنشي أنه حتى يتميز فيجب أن يبدع رسوماته الخاصة. وبالفعل نفذ ذلك وغير أسلوبه من الواقعي البحت إلى الأسلوب الحر الخيالي. الذي يضفي إلى الواقعية لمسة جمالية وصدمة للعين بهذا التداخل الغريب. ونفذ ذلك بالفعل في لوحته (توقير ماغي) التي جمع فيها بين رسم الوجه الأساسي، والخلفية التي كانت عبارة عن تصوير خيالي لأطلال حجرية ومعركة. ثم بعد ذلك وصل ليوناردو بخياله لواحدة من أشهر لوحات دافنشي في التاريخ وهي لوحة العشاء الأخير.

رسم دافنشي في هذه اللوحة السيد المسيح مع الحواريين الإثنا عشر. وكان المشهد غريب في ذلك الوقت. أن يتم تصويره كما صوره دافنشي. حيث كان السيد المسيح في اللوحة معزولًا. وكل حواري مستقل عن الآخر. وخلف السيد المسيح قام برسم صورة كأنها مشهد طبيعي. كأنها خلفية درامية. ويقال إن هذه اللوحة شهدت وجود دافنشي نفسه في اللوحة. وشهدت بُعد جديد في التعبير عن المشاعر التي كانت تنتاب السيد المسيح بسبب معرفته أن هناك من سيخونه. ومن عظمة وتقنية هذه الصورة في الرسم استطاع دافنشي أن يضع لنفسه قاعدة فنية جليلة الشأن وسبق الكثير من رسامي جيله.

ابتسامة الموناليزا

من أشهر القطع الفنية في تاريخ الفن الحديث هي لوحة الموناليزا. يُقدر عدد زوار الموناليزا سنويًا بأكثر من 80% من رواد متحف اللوفر. في إحصائية عالمية وضعت الموناليزا كأشهر عمل فني في تاريخ البشرية. والحقيقة هي أن الموناليزا كانت عمل فني عادي حتى مطلع القرن العشرين. لكن مع ملاحظة اللوحة من بعض المشاهير مثل الطبيب النفسي سيجموند فرويد. والذي احتار في تفسير ابتسامة هذه المرأة المرسومة في اللوحة. أصبحت الموناليزا شهيرة جدًا وتم شرائها من قبل متحف اللوفر بما يقارب الثلاثين مليون دولار. والغريب في هذه الابتسامة هي أنك لن تُحدد هي سعيدة أم لا. أيضًا لو غيرت زاوية رؤيتك للوحة فقد تجد أنها حزينة وليست سعيدة.

عبقرية لوحة (سيدة مع قاقم)

هذه اللوحة للسيدة (سيسليا غاليراني)، تم رسمها في عام 1490 تقريبًا. وعندما تم مسح هذه اللوحة بالأشعة والتقنيات الحديثة، رأي العلماء ثلاث صور لهذه اللوحة. كل صورة مختفية وراء الأخرى، والصورتين التي تظهر بالأشعة مختلفين في الشكل عن الأصلية وعن بعضهما. خاصة الصورة الثالثة التي تظهر فيها السيدة دون أن تمسك القاقم. ويعد هذا إبداعًا لا يعلم العالم هل كان مقصود من دافنشي أم غير مقصود.

Exit mobile version