الرئيسية الشخصيات لماذا والت ديزني رائد فن الكرتون ؟ وما قصة نجاحه؟

لماذا والت ديزني رائد فن الكرتون ؟ وما قصة نجاحه؟

0

والت ديزني هو أحد الاسماء الخالدة في التاريخ، اسم ارتبط بطفولة كل شخص منا، فمن يمكن أن ينسى أوقاته الممتعة مع ميكي ماوس ودونالد دك والأقزام السبعة، وغيرهم من الشخصيات الكرتونية، وتلك الشخصيات جميعها أبدعها فنان واحد، هو والت ديزني رائد هذا النوع من الفنون، والذي لا يزال اسمه حتى يومنا هذا يُطلق على واحدة من كبرى شركات الإنتاج الفني في هوليود، والأهم أنه لا يزال يمثل البهجة والسعادة بالنسبة للكبار والصغار.

والت ديزني .. مسيرته وكفاحه :

نهاية القصة معلومة للجميع، فـ والت ديزني اسم غني عن التعريف؛ فهو أحد أعلام هوليود ورائد من رواد صناعة السينما.. لكن ترى كيف كانت البداية؟، وكيف تمكن من تحقيق تلك الشهرة وذلك النجاح؟

طفولة قاسية :

والت ديزني إن كنا سنعده أحد الرواد وهو كذلك بالفعل، فسيكون رائد صناعة البهجة والسعادة في عالمنا، فهو مبتكر أحب الشخصيات الكرتونية إلى قلوبنا، وصانع أفلام الرسوم المتحركة التي طالما رسمت على شفانا البسمة، وهذا خير دليل على أن فاقد الشيء يُعطيه.. فـ والت ديزني الذي صنع بهجة أطفال العالم، كانت طفولته أبعد ما يكون عما يمكن وصفه بالسعيد، فقد وُلد والت ديزني في عام 1901م، بمدينة شيكاغوا بالولايات المتحدة الأمريكية لأب من أصل أيرلندي، وكان يٌعرف والده بعصبيته المفرطة وطباعه الحادة، الأمر الذي جعل علاقته بابنائه فاترة وغير مستقرة، ولكن والت وجد لنفسه ملاذاً من تلك الحياة الرتبة أحادية الوتيرة، وذلك الملاذ كان خياله الممتد دوماً إلى أبعد مدى، وأدرك في وقت مبكر جداً أنه يمتلك موهبة، وكانت أسعد لحظاته حين يجتمع بأوراقه وقلمه ويمارس الرسم.

ترحال وفقر :

حِدة الأب إلياس ديزني لم تكن المسبب الأوحد لعدم استقرار حياة الأسرة، بل زاد الأمر سوءاً باضطرارهم للتنقل أكثر من مرة، فقد قضي والت ديزني السنوات الخمس الأولى من عمره بولاية شيكاغو، ثم عمل والده بمجال الزراعة، وقام بشراء مزرعة بولاية ميسوري، الأمر الذي ترتب عليه انتقال الأسرة بالكامل إلى هناك، ولكن في عام 1909م أصيب الأب بحالة مرضية مزمنة، ترتب عليها إهماله لأعمال المزرعة التي تدهورت أحوالها، وخلال فترة قصيرة اضطر إلى إعلان إفلاسه، وتم عرض المزرعة والمنزل للبيع لسداد الديون، وقامت الأسرة بالانتقال لبيت بالإيجار في مدينة كنساس.

العمل بمطبعة الأب :

في وقت لاحق تمكن ديزني الأب من العودة إلى الاستثمار، ولكن كان ذلك برأس مال زهيد، لم يكن كافياً لشراء مزرعة مرة أخرى، وكذلك لم يمكنه من العمل بأي من أنواع التجارة، فاهتدى في النهاية من استثمار مدخراته بأعمال الطباعة، وقام بالفعل بإقامة مطبعة صغيرة بمدينة كنساس، وتوفيراً لأجرة العمالة اعتمد على ولديه روي و والت ديزني كمساعدين، وفي سبيل مضاعفة دخليهما ومعاونة أسرتهما، قام الأخوين روي و والت ديزني بالعمل خلال فترة المساء، كموزعين للجرائد لصالح واحدة من دور النشر الصحفية الأمريكية، وكان ذلك الصبي – والت ديزني – يبدأ عمله يومياً من الرابعة فجراً، ويستمر به حتى حلول المساء، أما أوقات الفراغ فكان يستغلها في استذكار دروسه المدرسية، واقترابه من أعمال الطباعة والنشر إلى هذا الحد، ساهما في إيقاظ الحلم القديم في صدره مجدداً، وهو أن يصبح أحد رسامي الكاريكاتير في بلاده.

الفشل والطرد :

شارك والت ديزني وهو عمره 16 عاماً فقط في الحرب العالمية الأولى، كسائق لسيارات الهلال الأحمر التابعة للحكومة الأمريكية، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى وطنه عازماً تحقيق حلمه، وقضى أغلب وقته يبحث عن دار نشر، تقبل توظيفه لديها ضمن فريق رسم الكاريكاتير، ورغم موهبته لم تتحمس له أغلب صحف شيكاغو المحلية، بل والعجيب أن إحدى الصحف قد طردت والت ديزني ،وذلك بسبب فقر خياله وعدم قدرته على الابتكار والتجديد!!!..

البدء من جديد :

طرد والت ديزني من تلك الصحيفة المحلية، كان نهاية علاقته بمدينة شيكاغو، لكنه بالتأكيد لم يكن نهاية المطاف بالنسبة له، فقام مع أخيه بالانتقال إلى مدينة كنساس بحثاً عن فرصة عمل، وفي البداية عمل لصالح شركة “آرت ستوديو”، والتي تعمل في مجال رسم الإعلانات والكتالوجات، وكان ذلك نظير راتب شهري قدره 50 دولاراً فقط، لكن والت ديزني لم يهتم كثيراً بالمقابل المادي، وكفاه أنه يعمل بالحقل الإبداعي وهو الأمر الذي طالما تمناه، لكن ذلك لم يرض طموحه طويلاً، وبعد فترة قصيرة بدأ يبحث عن وسيلة يستغل بها موهبته كما ينبغي، ويتمكن بواسطتها من الارتقاء بمستوى أعماله، فراح يعمل على تصميم الإعلانات التوضيحية لدور النشر المحلية، وبعدها التحق بالعمل بشركة كنساس سيتي فيلم، وهي الشركة المسئولة عن تنفيذ المواد الدعائية لأفلام السينما.

شركة ديزني الأولى :

لم تتوقف الصدمات في حياة والت ديزني عند حد معين، ولم يتوقف هو عن مواجهتها في كل مرة، وفي النهاية تأكد من أن طموحه المرجو لن يتحقق، طالما هو يعمل تحت إمرة رجال آخرين، ولهذا جمع مدخراته التي كونها خلال سنوات عمله جميعها، وبمعاونة شقيقه روي قاما بإنشاء أول شركة تحمل اسم ديزني، وكان ذلك في بدايات عام 1923م، واتخذوا من مرآب العم روبرت مقراً لشركتهما، التي حملت اسم “ستوديو الأخوين ديزني”، ومن خلالها قدما مجموعة أفلام رسوم متحركة بسيطة، الواحد منها لا تتجاوز مدته الـ 5 دقائق، إلا أنها أبهرت الجماهير ونجحت في جذب الأنظار إلى صانعيها، وفي العام نفسه قام والت ديزني وشقيقه، بتوقيع عقداً لتنفيذ 12 فيلماً كرتونياً لصالح إحدى الجهات، وكانت هذه هي انطلاقة والت ديزني الحقيقية، التي طالما انتظرها وحلم بها.

الإفلاس مجدداً :

قام والت ديزني بابتكار شخصية أرنب مرح اسماه أوزوالد، ونتيجة لقلة خبرات بالعمل الإنتاجي، وجعله بنصوص القانون وثغراته، وقع على عقد يتضمن بنداً ينص على تنازله عن حقوق ملكية الشخصية، وذلك لصالح “شركة وينكلر” المسئولة عن التوزيع، وكان ذلك في الفترة ما بين عامي 1927م : 1928م، وبسبب فقدان الشركة لشخصية الأرنب المحببة للجمهور، واجهت شركة والت ديزني خسائر فادحة متتالية، وأصبح إعلانها للإفلاس أمر شبه محسوم.

شخصية ميكي ماوس :

لم يدع والت ديزني اليأس يسيطر عليه يوماً، وفور وقوعه بالفخ الذي نصبه له الموزع، بدأ يبحث عن مخرج ووسيلة يحافظ بها على شركته من الانهيار، والحل الوحيد من وجهة نظره كان ابتكار شخصية أخرى، يمكنه بها التوقف على شخصيته السابقة، والتي امتلك شركة وينكلر حقوقها عن طريق التحايل والخداع.. فقام والت ديزني بتصميم شخصية فأر اسماه مورتيمر، إلا أن زوجته وجدت أن الاسم غير مناسب واقترحت عليه اسم ميكي، ومن هنا كان ميلاد أشهر شخصية كارتونية في التاريخ، شخصية ميكي ماوس التي قُدم من خلالها أول فيلم رسوم متحركة ناطق، ومن خلالها كانت الانطلاقة الثانية والحقيقية لـ والت ديزني ،إذ توالت النجاحات وابتكر العديد والعديد من الشخصيات الأخرى، حتى صارت شركته هي الرائدة في مجال صناعة الرسوم المتحركة، ولازالت تحتل الصدارة حتى يومنا هذا، والعلامة التجارية الخاصة بها صارت تقدر بمليارات الدولارات.

والت ديزني والأوسكار :

حقق والت ديزني رقماً قياسياً من الصعب جداً أن يتكرر، بل أنه في واقع أمر أكثر من رقم قياسي واحد، فبداية يعد والت ديزني هو الشخص الأكثر ترشحاً لنيل جائزة الأوسكار في التاريخ، إذ تم ترشيحه إليها حوالي 37 مرة، أما ثاني الأرقام فهو عدد مرات حصوله على ذات الجائزة، حيث أن والت ديزني على مدار مشواره الفني الحافل، تمكن من الحصول على 22 جائزة أوسكار، أما الرقم القياسي الثالث فهو مرات حصوله على الأوسكار الفخرية، حيث منح منظمي حفلات الأوسكار ثلاث جوائز أوسكار فخرية لـ والت ديزني ،كنوع من التعبير عن امتنانهم له، وعلى مجهوداته التي أثرى بها صناعة السينما بصفة عامة، وصناعة أفلام الكرتون والرسوم المتحركة على وجه الخصوص.

Exit mobile version