الرئيسية الطبيعة لماذا تقوم الأبقار بعملية اجترار الطعام ؟ وكيف تتم؟

لماذا تقوم الأبقار بعملية اجترار الطعام ؟ وكيف تتم؟

0
لماذا تقوم الأبقار بعملية اجترار الطعام

الأبقار هي إحدى الكائنات التي تصنف ضمن الحيوانات المجترة للطعام، وهو ما يُقصد به الحيوانات التي تعتمد في تلقي غذائها على عملية الاجترار، وبجانب الأبقار فأن حيوانات أخرى مثل الماعز والخراف والظباء واللاما تعتمد على الاجترار، مما يعني أن تقريباً كافة فصائل الحيوانات الآكلة للعشب تعتمد على هذه الوسيلة، فما المقصود باجترار الطعام وما أهميته بالنسبة لهذه الحيوانات وكيف يتم؟

 الأبقار من الحيوانات المجترة :

الأبقار والماشية والأغنام بصفة عامة تعتمد على هذه الوسيلة بشكل كلي في تلقي الغذاء، والمقصود بكونها حيوانات مجترة هو أنها لديها قدرة على اختزان الطعام بداخلها لفترات زمنية طويلة نسبياً، ثم تقوم باسترجاع ذلك الطعام في وقت لاحق من داخل غرف المعدة إلى الفم مرة ثانية، ومن ثم تقوم بإعادة مضغ وطحن هذه المواد مرة أخرى والتغذي عليه، ويمكن التعرف ظاهرياً على قيام الأبقار بأداء عملية الاجترار الحيوية من خلال مؤشرات ظاهرية مثل:

  • أن نجد البقر أو ما يشابهه من الحيوانات المجترة يقوم بعمليات المضغ في وقت الراحة، حيث أن الأبقار حينما يتوفر لها الطعام في المراعي المفتوحة أو الحظائر، فأنهم يحرصون على تناول كمية كبيرة منه دفعة واحدة لاختزانه، ثم في وقت الراحة يردون ذلك الطعام إلى فمهم ويقومون بمضغه مجدداً في ساعات الراحة.
  • أما المؤشر الثاني فهو صوتي ويمكن للشخص القريب من الأبقار استشعاره، إذ يكون بمقدوره استماع صوت نبضات معدة الأبقار في ساعات الراحة، وذلك الصوت ينتج عن عملية التبادل الغذائي بين انتقال الطعام المختزن إلى الفم وعودته إليها مرة أخرى.

 أهمية الاجترار بالنسبة لـ الأبقار :

قد يتساءل البعض عن سر حصول الأبقار على طعامها بهذه الطريقة، ولماذا لا تحصل عليه بالشكل المعتاد الذي تعتمد عليه أغلب الحيوانات الأخرى، علم العلماء بأن حتماً هناك مميزات لذلك الأسلوب في تلقي مصادر الغذاء، وتناولوا الأمر بالبحث حتى تمكنوا من الوصول إليها وهي :

  •  عملية اجترار الطعام التي تقوم بها الأبقار وإعادة مضع الطعام بعد ترقيقه، تؤدي إلى تخفيض المدة الزمنية التي يستغرقها الطعام داخل القنوات المعوية، كما أنه ترقيق الطعام خلال مراحل الاجترار يحول الألياف الجافة والمواد الصلبة إلى مواد مستساغة، يسهل على البقرة هضمها وامتصاص العناصر الغذائية الضرورية منها.
  •  الأحياء الدقيقة التي تتخذ من أمعاء الأبقار موطناً لها فائدة عظيمة بالنسبة لحياة البقر، وقد وجد العلماء أن عملية الاجترار وإعادة المضغ تساهم في الحفاظ على تجانس هذه الأحياء، وذلك من خلال استفادة الأغنام عموماً من الطاقة الحرارية التي تنتج عن تخمر الغذاء داخل المعدة.
  •  عملية الاجترار تحول المركبات المعقدة مثل الكربوهيدرات إلى مواد مستساغة من المواد النشوية والسكرية، وتلك المواد تشكل ضرورة بالغة بالنسبة لـ الأبقار إذ أنها تمدها بالطاقة اللازمة لمواصلة حياتها.
  •  البروتين الحيواني من أهم العناصر الغذائية اللازمة للإنسان وكذلك الحيوان، ولكن السؤال كيف تستفيد الكائنات الحية من آكلات العشب من هذا البروتين، الإجابة أن عملية الاجترار التي تؤديها الأبقار وآكلات الأعشاب الأخرى توفر لهم ذلك، إذ أنها خلال هذه العملية تمتص الأحماض الأمينية المتوفرة بالألياف الكاسية للحشائش والنباتات، وخلال فترة بقاء الطعام يتم تصنيع بروتينات بكتيرية داخل المعدة، وهي توفر لها ما يوفره البروتين الحيواني للكائنات غير المجترة.

 تركيب معدة الأبقار :

الأبقار بوصفها أحد أنواع الحيوانات التي تعتمد على عملية الاجترار في الحصول على الغذاء، فهذا يعني أنه من الأنواع التي تحتوي على تركيب مختلف وغريب للمعدة، وهو التركيب الذي يمكنها من أداء هذه العملية واسترجاع الطعام الذي سبق وتناولته قبلاً.. فـ الأبقار والأغنام المجترة بصفة عامة تتكون معدتها من أربع غرف منفصلة، واحدة منهم تعرف باسم الأنفحة وهي المعدة الرئيسية أو الغرفة الرئيسية في تركيب المعدة، أما الثلاثة الأخريات فهي غرف يمكن اعتبارها ثانوية تسمى بالشبكية أو القلنسوة وأم التلافيف والكرش، وكل غرفة من تلك الغرف التي تتكون منها معدة الأبقار لها دور تؤديه، ويؤدي تكامل أدوارهم في النهاية إلى عملية استرجاع الغذاء أو اجترار الطعام، وبالتالي تتحقق الفائدة كاملة بالنسبة للبقرة إذ تتمكن آنذاك من الامتداد بالطاقة اللازمة لها.. وهذه الأدوار أو المراحل التي تتم من خلالها عملية اجترار الغذاء يمكن إيجازها فيما يلي :

 خطوات ومراحل عملية الاجترار :

رغم أن عملية اجترار الطعام لدى الأبقار وغيرها من الأغنام تبدو بسيطة، إلا أنها في الواقع من أكثر العمليات الحيوية في الكائنات الحية تعقيداً،

 الخطوة الأولى ( الاختزان ) :

حين يتوفر الغذاء بالنسبة للأغنام بأنواع كالخراف أو الماعز أو الإبل أو الأبقار ،فأنها تقدم عليه بشراهة ونراها تتناول كميات كبيرة من ذلك الطعام -الذي هو بالضرورة نباتي- في المرة الواحدة، ولكنها بعكس أغلب الثديات فإن عملية الهضم لا تأتي كخطوة تالية لعملية تناول الطعام مباشرة، بل أن الطعام في بادئ الأمر فور تناوله يمر من خلال المريء وصولاً إلى المعدتين الأولى والثانية، ولا تقم هاتين المعدتين بهضم الطعام واستخلاصه ودفع فضلاته مع المخرجات العضوية كما هو الحال غالبية الثديات، إنما هي عبارة عن غرف معوية مخصصة فقط لتخزين الطعام الذي تتناوله البقرة، وهي وحدات تخزينية كبيرة تتسع لاحتواء كميات كبيرة من الطعام تقدر بعِدة كيلوجرامات، وذلك تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية التي يمر بها الغذاء في أمعاء البقرة.

 الخطوة الثانية ( التفتيت ) :

الأبقار عند توفر مصادر الغذاء المناسبة لها تدرك بأنها ستقوم باختزانه فقط، ومن ثم فإنها أثناء عملية تناول الطعام لا تقم بمضعه بدرجات كبيرة، إنما هي فقط تعمل على تفيته بالمضغ البسيط، وبالقدر الكافي لتتمكن من تمريره عبر قنوات المريء وإيصاله إلى وحدات التخزين بمعدتيها الأولى والثانية، وداخلهما يتم خلط الطعام مع مادة لعبية تفرزها الأبقار ،والتي تساعد على ترقيق الطعام خاصة الأنواع الصلبة منه مثل أعلاف الأغنام وما يشابهها، كذلك هناك مجموعة كبيرة من الكائنات الدقيقة تحيا داخل هاتين المعدتين، وتلك الكائنات الدقيقة تساهم في عملية تكسير المواد المركبة مثل الكربوهيدرات، ومن ثم يتم تحويلها إلى عناصر مبسطة أو أقل تركيباً مثل النشويات والسكريات، وهي العناصر التي تعمل على إمداد الأبقار والأغنام بما تحتاج إليه من طاقة، وكذلك تساعد تلك الكائنات الدقيقة على تخليق مركبات البروتين وفيتامين ب.

 الخطوة الثالثة ( الإرجاع ) :

بمجرد انتهاء المرحلة الثانية يتم الانتقال مباشرة إلى المرحلة الثالثة وهي ارتجاع أو ارتداد الطعام، إذ تقوم عضلات معدة الأبقار بالتقلص ودفع الطعام مجدداً عبر قنواتها إلى الفم، إذ تقوم الأبقار بمضع الطعام المُرتجع مجدداً، ومن ثم تقوم بإرجاعه مجدداً إلى المعدة الأولى للقيام بالمرحلة الثانية من عملية التفتيت والاعتصار.

 الخطوة الرابعة ( التفتيت الثاني ) :

بعد إعادة الأبقار للطعام المجتر إلى معدتيها الأولى والثانية تبدأ مرحلة جديدة من التكسير الكيميائي، وهذه العملية تعمل على اعتصار المواد الغذائية التي تم تناولها، وفصل المواد العضوية المفيدة عن السوائل المستخلصة من الطعام، فيتم نقل السوائل إلى داخل المعدة الثالثة حيث تجرى عملية امتصاصه، وبعدها يتحول الطعام إلى المعدة الرابعة وهي الرئيسية المسماه بالأنفحة.

 الخطوة الخامسة ( الهضم ) :

بعد إنهاء الأبقار لعملية اجترار الطعام المختزن واستقراره داخل الأنفحة، تقوم جدران المعدة بإفراز مقدار معين من العصرات الهضمية، شأنها في ذلك كافة الكائنات غير المجترة بما في ذلك الإنسان، ومن ثم ينتقل من المعدة إلى تفرعات الأمعاء لاستكمال عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.

Exit mobile version