الرئيسية العملي فشل الحياة المهنية : لماذا يحدث في بعض الأحيان؟ وما أسبابه؟

فشل الحياة المهنية : لماذا يحدث في بعض الأحيان؟ وما أسبابه؟

0
فشل الحياة المهنية

فشل الحياة المهنية هو الشبح المروع الذي يلاحق الجميع في أفظع كوابيسهم ولا تتوقف مصائر من سبقوهم عن مطاردتهم في خيالاتهم حتى لو كانوا يمارسون أعمالاً محببة بالنسبة لهم؛ حيث أن هذا الفشل قد يترتب عليه انهيار حياتهم بالكامل؛ لكن الخبر الجيد هو أن الفشل لم ولن يكن يوماً أمراً حتمياً أو شراً لابد منه، فإن كان الأمر لذلك فترى لماذا يفشل البعض في حياتهم المهنية وما الأسباب التي تقودهم إلى ذلك المصير المفزع؟

أسباب فشل الحياة المهنية :

يمكن إيجاز أسباب فشل الحياة المهنية -بمختلف المجالات- على مجموعة من المفاهيم المغلوطة والسلوكيات الخاطئة التي يمارسها البعض بغير دراية، ومن أبرز تلك الأفكار والأساليب ما يلي:

لا تقدم نفسك بالشكل اللائق :

هناك حكمة تقول الانطباعات الأولى تدوم، ورغم أن هناك اختلافاً كبيراً في الآراء حول مدى صحة هذا القول المأثور، إلا أن يمكن اعتباره صحيحاً بنسبة 100% فيما يخص الحياة المهنية لأي شخص، فكي يتمكن الإنسان من تحقيق النجاح الذي يطمح إليه خلال فترة زمنية وجيزة عليه أولاً معرفة الطريقة الصحيحة التي يقدم بها نفسه للآخرين سواء كانوا زملاء أو عملاء جدد.

يلجأ البعض إلى المصافحة والتعريف بالاسم الأول فقط، إلا أن هذا -وإن بدا بسيطاً- قد يكون أحد أسباب فشل الحياة المهنية وعدم القدرة على اكتساب العملاء، والطريقة الصحيحة تكون عن طريق إضفاء المزيد من الرسمية حيث أن ذلك يجعلك تبدو أكثر احترافية ويدفعهم لأخذك على مَحمل الجد، هذا إذا كنت أنت صاحب العمل أو تدير مشروعك الخاص، أما إذا كنت تتقدم إلى وظيفة فسيكون عليك تعريف نفسك من خلال إعداد ملف سيرة ذاتية رسمي يتضمن أهم المعلومات حول مهاراتك وخبراتك.

عدم الوفاء بالوعود أو الالتزام بالاتفاقات :

أحد الأسباب المباشرة لـ فشل الحياة المهنية هي فقدان الثقة بين صاحب العمل والعملاء أو بين الموظف ومرؤوسيه، وأقصر الطرق المؤدية لتلك الحالة من فقدان الثقة هي عدم الوفاء بالوعود أو الالتزامات بالاتفاقات المبرمة بين الطرفين، حيث أن ذلك يُعطي انطباعاً بأن هذا الشخص غير جاد ولا يمكن الاعتماد عليه في شيء، ولهذا ينصح الخبراء دائماً بضرورة عدم قبول أي مهمة لا تثق في قدرتك على إنجازها.

يلجأ البعض إلى اختلاق الأعذار اعتقاداً بأن ذلك قد يشفع لهم لكن الحقيقة أن الاعذار لا تُعني شيئاً بالنسبة للطرف الآخر، لا مفر من ذلك الفخ إلا بالحرص على الالتزام التام وإتقان العمل الموكل إليك والعمل وفق جدول زمني صارم لضمان أداء المطلوب على الوجه الأكمل في الوقت المحدد له، أما في حالة اتباع أي أساليب أخرى فإنها لن تجدي ولن تجني منها سوى الفشل في تحقيق الأهداف والمزيد من فشل الحياة المهنية بشكل كامل.

شخصنة الأمور والتذمر من الأوامر :

أحد أسباب فشل الحياة المهنية وعجز الأشخاص عن التأقلم مع بيئة العمل المتواجدون بها هو شخصنة الأمور والنظر إليها على غير حقيقتها، بمعنى أن البعض يتذمر حين يتم توجيهه أو تعديل عمله من قبل رئيسه، حيث قد يرى في ذلك تقليلاً من شأنه، لكن الحقيقة أن المديرين هم الأعلم بالطريقة المثلى لسير العمل وقيامهم بإجراء بعض التعديلات أو تقديم التوجيهات يكون الهدف منه الصالح العام ولا يُعد تربصاً بالموظفين.

من أجل ضمان النجاح يجب عدم النظر للأمور من تلك الزاوية على الإطلاق، بل على العكس يُفضل الحرص على الاستفادة من التوجيهات والتعلم من الأخطاء، فإن هذا سوف يُكسبك بكل تأكيد ثقة الرؤساء ويعمل على الارتقاء بمستوى كفاءتك  ويرفع معدلات الإنتاج الخاصة بك، فاحترام الهيكل الإداري والتسلسل الوظيفي بكل تأكيد أحد أسرار نجاح أي منشأة وبالتالي نجاح الأفراد العاملون بداخلها.

المكابرة واعتياد تقديم الأعذار :

هذه النقطة لا تتعارض ما النقطة السابقة المتعلقة بعدم اختلاق الأعذار الواهية؛ فالخطأ في النهاية من الأمور الواردة والأمر يتم تقديره بالنسبة والتناسب، فمن غير الصواب أن تختلق اعذاراً تبرر بها تقاعسك عن أداء المهام الموكلة إليك، لكن في ذات الوقت إذا حدث وأخطأت فعليك الإقرار بهذا الخطأ والاعتذار عنه والتعلُم منه، أما المُكابرة فإنها من الرذائل التي طالما حذر منها خبراء التنمية البشرية واعتبروها أحد أبرز أسباب فشل الحياة المهنية والشخصية على السواء.

يُشار هنا إلى أن الإسهاب في الاعتذار قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث قد يعطي انطباعاً بأنك شخصاً مهزوزاً أو عديم الثقة بالنفس وهو الأمر الذي سوف ينعكس بالسلب على حياتك المهنية بكل تأكيد، أي أن لا مانع من تقديم الاعتذارات مع ضرورة أن يكون هذا عند الحاجة وحينما يكون الأمر يستحق فقط.

غياب الجدية وعدم احترام مكان العمل :

الالتزام هو كلمة السر التي يوصي بها أصحاب الخبرة دائماً، أينما تواجد الالتزام تواجد النجاح والعكس صحيح، ومن ثم يمكن اعتبار أحد الأسباب الرئيسية في فشل الحياة المهنية هو عدم أخذ العمل على محمل الجد، فالبعض يعتبر موقع العمل مكاناً للهو والمسامرة مع الزملاء وتناول وجبة الإفطار معهم.. إلخ

ذلك كله لا يؤدي إلا لإهدار الوقت والقول الغربي المأثور يقول Time is Money والعربي يقول الوقت كالسيف، لهذا إن كنت ترغب في تجنب فشل الحياة المهنية والتمكن من تحقيق طموحاتك في أقصر وقت ممكن عليك التوقف عن إهدار الوقت وبدء العمل الجاد على الفور، وهذا لا يعني أن التعامل داخل بيئة العمل يجب أن يكون صارماً وحاداً بل العكس لا شيء أفضل من أن يكون الزملاء ودودين ومُتحابين، لكن فقط يجب وضع حدوداً واضحة للعلاقات المهنية وعدم السماح للعلاقات الشخصية بالتأثير على سير العمل.

عدم العمل على تطوير الذات :

يضم القسم الواحد داخل أي من المؤسسات المالية والاستثمارية عدداً كبيراً من الموظفين لكن عدد قليل منهم هو من يمكنه الترقي إلى المناصب العليا بالمستقبل على الرغم من أن جميعهم يقومون بنفس العمل مما يعني أنهم في لحظة البدء كانوا يملكون ذات المهارات والمقومات التي تؤهلهم لشغل الوظيفة، فما الفارق بين من عانى من فشل الحياة المهنية ومن تمكن من الترقي؟!

الفارق واضح فإن كان جميع الموظفين يمتلكون المقومات التي تؤهلهم للوظيفة التي يشغلونها بالوقت الحالي فإن عدد قليل منهم هو من تمكن من تطوير تلك المهارات حتى تتناسب مع الوظائف الأعلى شأناً، بناء على ذلك إن كنت ترغب في الحصول على فرص أكبر عليك تأهيل نفسك أولاً لتلك الفرص وذلك عن طريق حضور الدورات التدريبية وتثقيف ذاتك عن طريق ممارسة هواية القراءة بشكل مستمر والعمل بجد والاستفادة من خبرات الآخرين.

خاتمة :

في النهاية نُذكر بأن فشل الحياة المهنية ليس أمراً حتمياً مفروغاً ومن الخطأ النظر للعمل في حد ذاته باعتباره شقاءً وجهداً، بل أنه السبيل الوحيد لارتقاء الإنسان بنفسه وتحسين أوضاعه على مختلف الأصعدة، وبلوغ النجاح ليس صعباً وكل ما يتطلبه هو تعديل بعض السلوكيات الخاطئة واكتساب عدداً من الصفات والتخطيط الجيد للمستقبل.

Exit mobile version