الرئيسية الفن شخصية الجوكر : لماذا يعتبر الجوكر أشهر الأشرار في سلاسل الكوميكس ؟

شخصية الجوكر : لماذا يعتبر الجوكر أشهر الأشرار في سلاسل الكوميكس ؟

من بين جميع الأشرار في عالم الكوميكس تبقى شخصية الجوكر هي الأبرز.. فترى لماذا ؟ وما هي العوامل التي كفلت لهذه الشخصية التميز؟

0

شخصية الجوكر هي واحدة من أشهر الشخصيات في عالم القصص المصورة، والتي اكتسبت على مدار العقود المنصرمة شهرة واسعة، وحققت شعبية طاغية في وسط المراهقين، ومتابعي قصص وسينما الخارقين بشكل عام.. أول ظهور لـ شخصية الجوكر كان خلال عام 1940م، وقد قام بوب كين بكتابة العدد الأول الذي تضمن ظهور شخصية الجوكر ،لكنه في مقابلة تليفزيونية تالية أكد إن جيري روبنسون هو من وضع الخطوط العريضة لتلك الشخصية، والتي كان مقرراً لها أن تكون العدو اللدود والرئيسي لباتمان، لكنهما لم يتوقعا أبداً أن شخصيتهما هذه ستصبح واحدة من أشهر الشخصيات حول العالم، وأن تنازع -رغم شرها- الأبطال المدافعون عن الحق والعدالة، على لقب شخصية الكوميكس الأكثر شعبية حول العالم.

شخصية الجوكر .. لماذا هي الأكثر شعبية؟

منذ عقود طويلة وشخصيات الخارقين أو الـ Superheroes تحقق نجاحات باهرة، هذا دفع المنتجين لمضاعفة عدد القصص المخصصة لهم، مما ترتب عليه مضاعفة عدد شخصيات هؤلاء الأبطال، وبالتبيعة صار لدينا عدد مضاعف من الخصوم والأشرار، الذين يواجههم هؤلاء الأبطال خلال مغامراتهم الشيقة، ومن بين هؤلاء جميعاً تبقى شخصية الجوكر هي الأبرز والأشهر، وبالتأكيد ذلك التميز وتلك الشهرة لم يأتيا من فراغ، مما يضعنا مجبرين أمام سؤال يبدأ بـ لماذا ؟، في محاولة للتعرف على العوامل التي تميز شخصية الجوكر عن سائر الأشرار، فماذا تكون؟.

1- الحس الفكاهي :

شخصية الجوكر أو كما يُعرف أيضاً بشخصية المهرج، هو شخصية -كما واضح من مُسماها- تتسم بالمرح الشديد، فعلى الرغم من إنه مجرم عتيد، صاحب سلوك وحشي لا يتردد في الفتك بخصومه، إلا إن كل مرة يظهر بها هذا المجرم، على صفحات القصص المصورة أو أفلام الكارتون أو أفلام السينما، فإن المتلقي عادة يكون في حالة ترقب للنكتة التي سيلقيها، أو اللقب الساخر الذي سينعت به أي من الشخصيات التي تشاركه المشهد، الحس الفكاهي الذي أظهرته شخصية الجوكر منذ ظهورها الأول، لم يكن فقط مجرد عامل تميزت به عن سائر شخصيات الأشرار في عالم الأبطال الخارقين، بل إنه مع الوقت تحول أيضاً إلى عامل جذب، جعل من هذه الشخصية الشرير المفضل لدى الملايين حول العالم.

2- الضعف الجسماني :

في عالم الأبطال الخارقين أمثال باتمان أو سوبر مان أو السهم الأخضر، جرت العادة على أن يمتلك الخصم قوة عضلية هائلة، تعجز الأجهزة الأمنية عن التصدي لها بوسائلها التقليدية، ومن ثم يأتي دور البطل الخارق الذي يكافح تلك القوى الشريرة، وينقذ العالم ويحقق السلام، وباعتبار شخصية الجوكر هي واحدة من أبرز شخصيات الأشرار في عالم الوطواط، فإن عقدنا مقارنة بسيطة بينها وبين الأشرار الآخرون، فسنجد إن شخصية باين مثلاً تتميز بالسائل الأخضر، الذي يتم ضخه داخل جسده بواسطة أنابيب دقيقة، فيتضخم ويتحول إلى عملاق متوحش يقضي على العشرات بيدين عاريتين، كذلك إيفا السامة فهي تلك المرأة التي تشبع دمها بخلاصة بعض النباتات السامة، فصارت قادرة على زهق أرواح ضحاياها بمجرد لمسهم أو تقبيلهم، أما شخصية الجوكر فهي على النقيض من ذلك تماماً، فالجوكر على الرغم من أنه الشرير الوحيد الذي تمكن من هزيمة باتمان عدة مرات، إلا إنه لا يملك أية قوى خارقة، بل العكس صوره مطوري قصص الرجل الوطواط، في هيئة رجل هزيل البنيات ضعيف العضلات نحيل الوجه، وتم تجريده من أية قوة عضلية تذكر، وهو بذلك يُصبح خارجاً عن كل مألوف في عالم الخارقين، وبالتالي استحق التميز وما اكتسبه من شهرة واسعة.

3- الذكاء الخارق :

شخصية الجوكر رغم اعتبارها واحدة من أشرس الشخصيات في تاريخ الأدب القصصي، إلا إنها في النهاية تحمل إلينا رسالة نبيلة، مفادها إن القوة الحقيقية تكمن في العقل لا في العضلات، فالشخص الوحيد الذي تمكن من تكبيد باتمان خسائر فاضحة، بقتله لمساعده الوفي روبن الثاني، وتسببه في إصابة مساعدته باربرا جوردون بالشلل النصفي، هو الجوكر الذي ذكرنا سلفاً مدى ضعفه جسمانياً، فتلك الشخصية -أي شخصية الجوكر – تمتاز بالذكاء الحاد، الذي يضاهي ذكاء باتمان المعروف بإنه المحقق الأبرع في عالم القصص المصورة، ومن ثم فإن الجوكر يعوض ضعفه العضلي بالدهاء والمكر، فيُعادل بذلك كفتي الخصومة، ليصبح مجرماً يستحق أن يغادر الوطواط وكره ليتصدى لشروره، وينقذ مدينة جوثام من مخططه المُدمر، الذي يهدف إلى إغراقها في فوضى عارمة.

4- الأساليب المبتكرة :

تحدثنا عن المواصفات الجسمانية لـ شخصية الجوكر وكذا قدراته العقلية، ومن ثم كان من لابد أن يكون حديثنا التالي عن أساليبه، أو كيفية استغلاله لمكره وقدراته العقلية في مواجهة بطل خارق مثل باتمان، وعند تناول أساليب شخصية الجوكر في ارتكاب جرائمه، لا يمكن لنا أن نسردها في نقاط محددة، وذلك لأن من أبرز العوامل التي تميز هذه الشخصية عن نظائرها من الأشرار، إنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال التنبأ بخطواته التالية أو توقع أفعاله، فـ شخصية الجوكر تمتاز بعقلية مُبتكرة ومُجددة، وهو ما يعد من الأسباب الرئيسية التي أكسبت الجوكر شعبيته الطاغية، فأعداد الكوميكس أو أفلام السينما التي ظهرت بها شخصية الجوكر ،كانت بعيدة كل البُعد عن الملل، فشرير مثل باين على سبيل المثال، يمكن للمتلقي بسهولة توقع الصورة التي سيظهر بها ضمن الأحداث، فهو ذلك الخصم القوي مفتول العضلات، الذي سيثير الذعر في نفوس سكان مدينة جوثام، ويُحطم السيارات ويُفجر المباني قبل أن يتغلب عليه باتمان في النهاية، أما بالنسبة لـ شخصية الجوكر فالأمر مختلف تماماً، فأنت لا تدرك أي أحجية سيصنع هذه المرة، أو ما الشراك التي سينصبها في طريق باتمان ليُوقع به، فالجوكر دائماً ما يطور من أدائه ويضع خطط مبتكرة ليبلغ أهدافه، ولهذا نجد المتلقي دوماً في حالة ترقب وانتظار، متلهف لمعرفة ما الذي يخبأه الجوكر هذه المرة في جعبته التي لا تفرغ أبداً.

5- الماضي الغامض :

خلال السنوات الماضية تم تقديم شخصية الجوكر بأكثر من شكل، فكل مؤلف تناول الشخصية حافظ على الإطار العام لها، والذي يمثل الصورة الذهنية المرتبطة بها لدى الجماهير، أما عن التفاصيل فقد أبدعوا بها بأشكال متباينة، وخلق كل كاتب شخصية الجوكر الخاصة به، والسر في ذلك هو إن ماضي شخصية الجوكر مُحاط بكثير من الغموض ولا نعرف عنه الكثير، فنحن لا نعلم أية تفاصيل عن حياة ذلك الشخص قبل أن يتحول إلى المهرج ذو الوجه الأبيض.. بعض الأعداد ذكرت إن الجوكر في الأصل كان أحد أفراد منظمة إجرامية، ثم سقط عن طريق الخطأ داخل حمض كيميائي، أصابه بالجنون وحول بشرته إلى ذلك اللون الأبيض، وبعض الروايات الأخرى ذكرت إن باتمان هو من أسقطه داخل ذلك الحمض أثناء تقاتلهما، ولهذا فإن شخصية الجوكر تسعى طيلة الوقت إلى الثأر منه، كذلك قام المخرج العالمي كريستوفر نولان بتقديم نسخة الجوكر الخاصة به، ضمن أحداث الجزء الثاني من ثلاثية فارس الظلام، وقد تغاضى تماماً عن فكرة السقوط في الحمض العجيب، وجعل شخصية الجوكر مجرد مجرم مهووس بالقتل، يضع مكياجاً عشوائياً أشبه بمكياج مهرجي السيرك.

6- برميل المخلل :

حين سُئل أحد كبار النقاد عن سر تميز شخصية الجوكر وشهرتها، قال إن السبب في ذلك يعود إلى أنه أشبه بـ”برميل المخلل”، فتلك الشخصية العجيبة لا تلتزم بسلوك محدد ولا يمكن التوقع بردود أفعالها أو خططها، كذلك الأهداف التي تسعى لتحقيقها تختلف في كل مرة تظهر بها على الشاشة أو صفحات القصص، وهذا يتيح للكاتب أن يُبدع في تناولها، ويقدمها في كل مرة بشكل جديد ومُبهر، أما عن تشبييه العجيب لـ شخصية الجوكر بإنها مثل برميل المخلل، فقال بإن مقصده من ذلك إن كل إضافة ستُكسبها طعماً طيبياً في النهاية، فـ شخصية الجوكر شخصية متمردة على كافة مقاييس، ولا يوجد لها حدود تحتم على مطوريها الالتزام بنسق محدد، ولهذا فإنها رغم الشر الذي تمتاز به، فإنها واحدة من الشخصيات الممتعة سواء للكاتب أو المتلقي، حتى إنها تتميز في ذلك على بطل السلسلة الرئيسي وهو باتمان.

Exit mobile version