ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالشخصياتلماذا يعتبر حمزة نمرة مطرب الشباب العربي الأول؟

لماذا يعتبر حمزة نمرة مطرب الشباب العربي الأول؟

مما لا شك فيه أنك إذا سألت أي شاب في الوطن العربي عن مطربه المفضل فسوف تجد الكثير من الخيارات تُشير إلى المطرب المصري حمزة نمرة، فالبعض يحفظ أغانيه عن ظهر قلب والبعض الآخر يُمكنه تمييز صوته من بين آلاف الأصوات، وهذا على الرغم من أن نمرة مُقل في أغانيه وظهوره الإعلامي، كما أنه لا يُقيم الكثير من الحفلات مثلما هو الحال مع بقية المُطربين، بمعنى أدق، يُمكننا القول أنه لم يسلك أبدًا الطريق الذي يُمكن أن تقود نهايته إلى كل هذه الشهرة، ولذلك فإن تربعه على عرش آذان الشباب وتفضيلهم له أمر يُمكن اعتباره غريبًا للغاية، بل يدعونا بلا شك إلى البحث خلف السبب الحقيقي لهذه الظاهرة، وهذا بالضبط ما سنحاول فعله في السطور القليلة المُقبلة، حيث سنتعرف سويًا على أبرز الأسباب التي جعلت حمزة نمرة مُطرب الشباب العربي الأول، فلماذا يا تُرى؟ الإجابة قادمة إليكم فيما يلي.

معالجة أبرز القضايا المُتعلقة بالشباب العربي

أول ما يُميز حمزة نمرة ويجعله على رأس قائمة مُطربي الوطن العربي أنه من ضمن القليلين الذين يقومون بمعالجة قضايا الشباب من خلال الفن، فنحن نتحدث هنا عن مُطربه يُفضله الشباب وربما لم يسمع به أصلًا كبار السن، والحقيقة أن هذا التفاوت يجعلنا أمام حقيقة واحدة، وهي أن نمرة قدم للشباب ما لم يتمكن من تقديمه لكبار السن، وهو ببساطة التحدث عن أبرز ما يشغلهم ومحاولة معالجة ذلك من خلال الأغاني أو الفن بشكلٍ عام، فالبعض يعتقد أن الفن مجرد شيء موجود من أجل الترفيه، بينما الحقيقة هي أن الفن رسالة، إذا تمكن الفنان من إيصالها فسوف يحصل على التقدير المُناسب ويُخلد في الأذهان، وهذا ما نجح نمرة في فعله بالضبط واستحق من خلاله التربع على قمة مطربي الشباب.

الحب والمستقبل والتعليم، ربما هذه هي أبرز القضايا التي تشغل الشباب في كل زمانٍ ومكان، وهذا ما نجح نمرة في معالجته من خلال القضايا التي عالجت كل هذه القضايا، قضايا في الأصل تُعد من أهم ما يشغل الشباب والمُراهقين ويبحثون دائمًا عمن يتحدث عنها ويُشعرهم بأنه قريب منهم، حمزة نمرة تمكن من فعل ذلك خلال عشر سنوات كاملة من الغناء، وهو عمر ليس بالطويل بالنسبة للمغني، لكن نجاحات نمرة جعلته عمُرًا مُثمرًا ومؤثرًا بشكل رائع.

تمتعه بنبرة صوت رائعة وفريدة

نأتي الآن إلى السبب الثاني الذي يجعل حمزة نمرة مطرب الشباب العربي الأول، وهو سبب بديهي في الحقيقة، فمن الطبيعي تمامًا أن يمتلك أي مُطرب في العالم نبرة صوت رائعة، يمتلك موهبة بالمعنى الأدق، وإلا فإنه لن يكون قادرًا على الوصول أصلًا من أجل تحقيق أهدافه واستعراض فنه، فطبعًا من الرائع جدًا أن تكون مهتمًا بمعالجة قضايا الشباب والتحدث عنها من خلال فنك، لكن عندما لا تكون مُمتلكًا لهذا الفن أصلًا فإن تحقيق هذه المعادلة سوف تكون أشبه بالمعجزة، تخيل أنك تُريد أن يسمعك الجميع ولا تمتلك مُكبرات الصوت التي توصل حديثك للجميع، وقتها هل سيكون لكلماتك أي قيمة؟ وهذا ما حدث تمامًا مع حمزة نمرة وكان سببًا في نجاحه، امتلاكه للصوت الرائع والفريد.

صوت نمرة لا يُشبه أي نبرة صوت قديمة، بمعنى أنه لا يُمكنك أن تقول إنه عبد الحليم حافظ القادم، أو أنه فريد الأطرش القادم، وهذا أمر جيد بكل تأكيد، فهو يمتلك صوته الخاص الذي تمكن من خلاله بناء مكانته الخاصة، مكانة توصف الآن بأنها مكانة مُطرب شباب الوطن العربي الأول، وهو أمر رائع بكل تأكيد.

قيامه بالتأليف والتلحين والغناء في نفس الوقت

البشر بطبيعتهم يميلون إلى الشخص الذي يُجيد القيام بأكثر من مهارة في نفس الوقت، فهو بالنسبة لهم أقرب بالشخص الكامل، وهذا ما يتحقق في حمزة نمرة أيضًا، فمن المعروف طبعًا أن منظومة الغناء تتكون من مغني ومؤلف ومُلحن، هذه هي العناصر الأهم، وفي كل مكان غالبًا ما يقوم المُغني بالغناء فقط ثم يأتي مُلحن ويُضيف الألحان الخاصة به وقبل ذلك يكون هناك مؤلف جيد قادر على كتابة كلمات مُناسبة من أجل الغناء، وكل ذلك لا ينطبق على نمرة لأنه في أغلب أغانيه يقوم بالأمور الثلاثة معًا، فهو يكتب الأغنية ثم يقوم بتلحينها وبعد ذلك يُغنيها بكل تأكيد، وهذا ما يجعلنا نُطلق عليه لقب الفنان الشامل، وهذا أيضًا من أسباب تفضيله لدى الشباب.

الفكرة ليست بالطبع في كون حمزة نمرة يستطيع القيام بكل هذه الأمور، فقد يقوم بها ويكون الناتج في النهاية أغنية ليست على المستوى، لكن المُدهش في نمرة أن الأغاني التي يقوم بكتابتها وتلحينها تخرج في النهاية بشكل جيد جدًا، كما أنها تظهر في صورة مُتماسكة للغاية، وهي الصورة التي يجب أن يظهر عليها أي عمل يعتمد على شخص واحد، عمل مُتماسك خارج من عقل واحد وليست مجموعة عقول تتفاوت نسبة إبداعها.

ظهور حمزة نمرة في توقيت الربيع العربي

التوقيت الذي ظهر فيه حمزة نمرة كان توقيتًا مُدهشًا، وهو أيضًا سبب مباشر من أسباب اعتباره أحد أفضل مُطربي الشباب في الوطن العربي، فقد ظهر نمرة مع انطلاق ثورات الربيع العربي التي قام بها الشباب أصلًا، وبالتالي فقد ارتبط بهم ارتباطًا وثيقًا، والحقيقة أن نمرة قد بدأ الغناء قبل سنوات قليلة من فترة الربيع هذه لكننا نتحدث هنا عن شهرته وانتشاره، فهذا الأمران لم يحدثا إلى مع مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، فترة الربيع العربي تحديدًا، وهذا لا يتعلق طبعًا بمشاركة نمرة في الثورة من عدمه، لكن الشباب بشكل عام بدأ بعد هذه الثورة في حب كل شيء ينتمي إليه مهما كان، حب الكتاب الشباب والفنانين الشباب والمُغنين الشباب.

فترة الربيع العربي أيضًا كانت تحتاج إلى الفن بشكل رئيسي، فتقريبًا كانت هناك أغنية جديدة عن كل حدث يتعلق بالثورات، فالثائرين يجعلون من هذه الأغاني صحبة لهم، الفن عمومًا هو أفضل طريقة لتوثيق أي حدث مهما كان، ولهذا فإن نمرة قد وجد له بابًا للدخول من خلال هذا الأمر، وقد نجح بالفعل في تحقيق نجاحات كبيرة خلال فترات الربيع أدت فيما بعد إلى حفر اسمه في أذهان الشباب الذي قاموا أصلًا بهذه الثورات.

عدم وجود أي انتماء سياسي له

أمر آخر يُميز حمزة نمرة ويضعه في مصاف المغنيين الكبار وفي نفس الوقت المُحبذين لدى شباب الوطن العربي بأكمله، وهو أنه لا يمتلك أي انتماء سياسي، وهذا أمر عظيم جدًا ومهم، فأولئك الذين دخلوا معترك السياسة وتحزبوا دفعوا الثمن غاليًا جدًا وفقدوا شعبيتهم، فبالتأكيد المُحبين أو المُعجبين ليسوا جميعًا يمتلكون نفس التوجه السياسي، فمنهم من يتحزب لفصيل معين ومنهم من يتحزب لفصيل مُعادي له، وبالتالي فإن انتمائك إلى أحد هذه الفصائل سوف يؤدي إلى فقدانك لجمهور الفصيل الآخر، والحقيقة أن الحل الأمثل للخروج من مثل هذه المُعضلة هو عدم الخوض في أي شيء يتعلق بالسياسة أصلًا، وهذا ما فعله حمزة نمرة بالفعل وكان من ضمن أسباب نجاحه.

هذا الأمر غالبًا ما يتم اللجوء إليه في كرة القدم أيضًا، فالفنان، أو الشخص المشهور بشكل عام، لا يُعلن بأية حالٍ من الأحوال الفريق الذي يُشجعه، بل إنه يحرص على عدم التظاهر بالفهم في كرة القدم أصلًا أو متابعتها، على الرغم من أنه قد يكون عكس ذلك تمامًا، لكنه يفعل هذا الأمر من أجل ضمان مشجعين كل الفرق كمُحبين له، وهذا ما يتم اعتباره ذكاء من النجم بكل تأكيد وسبب من أسباب زيادة شهرته، تمامًا مثلما حدث مع نمرة.

عدم تواجده في السوق بشكل مستمر

طبعًا بلا شك التواجد في السوق الفني أو الغنائي أمر جيد للغاية ويُساعد بشكل كبير على زيادة فرص الاحتكاك بالجمهور، لكن لا يصح أبدًا أن يقوم المُغني بطرح أعداد كبير جدًا من الأغاني في مسافات قريبة للغاية، وبالتالي حدوث ما يُعرف بإغراق السوق بأغانيه، وقد يظن هذا الشخص بأن ما يقوم به أمر جيد، لكنه في الحقيقة يؤدي إلى تشبع السوق منه مع مرور الوقت، وهذا ما يدفع البعض إلى تركه وعدم الاستماع له مجددًا، إذا أنه غالبًا ما يخرج بكافة إبداعه وتحدث حالة من الإفلاس فيما بعد، لكن كل هذا لا يحدث مع حمزة نمرة، والذي على ما يبدو استوعب جيدًا حاجة السوق وعرف ما يحتاج إليه وما لا يحتاج إليه، ولذلك فإنه لا يُصدر ألبومات له إلا كل ثلاث أو أربع سنوات.

ألبومات نمرة مع قلتها إلا أنها تكون مؤثرة جدًا في أذهان كل من يسمعونها، وغالبًا ما تحدث حالة اشتياق لها ويكون الجمهور على الدوام في انتظار الألبوم التالي، وهذا هو النجاح الذي نتحدث عنه، ذلك النجاح الذي جعل من هذا الشاب مطرب الشباب العربي الأول والأكثر سماعًا في فئة الوقود الخاص بالشعوب، تلك الفئة التي من المفترض أنها الأكثر أهمية بين جميع الفئات الأخرى، لذا فتأثير نمرة عليها أمر إيجابي ورائع بكل تأكيد.

محاولة التحدث بكافة اللكنات العربية خلال أغانيه

في سابقة هي الأولى من نوعها قام حمزة نمرة بنشر ألبوم من الأغاني العام قبل الماضي، وتضمن هذا الألبوم عدة أغاني بجميع لكنات الدول العربية، مثل أغنية شلشل عليه الرومان من الفلكلور العراقي، وأغنية يا ظريف الطول من التراث الفلسطيني، وأغنية وساري سار الليل الأردنية، وأغنية مال المقادير من التراث البورسعيدي، وأغنية اناس اناس الأمازيغية، وغيرها من الأغاني التي استطاعت أن تجسد الفن الخاص بكل بلد عربي، مما جعل الشباب العربي أجمع بمختلف انتماءاته وأذواقه أن يجتمع على حب هذا المغني وترديد أغانيه دائمًا، ومحاولة الفنان حمزة نمرة تجسيد هذه الأغاني باختلاف لكناتها وصعوبتها هو أمر عظيم يحسب للمغني، فقد أدى حمزة نمرة الأغاني وكأنه من مواليد هذه البلد، وهذا يوضح مدى إتقانه للكنة والأسلوب، مع العلم أنه من ضمن هذه الأغاني توجد أغاني من التراث القديم الذي لم يعد موجود إلا بندرة، مثل أغنية إناس أناس الأمازيغية فاللغة الأمازيغية قليلة جدًا في المغرب العربي، مع أنه من الصعب تعلمها بالنسبة لمن هم ليسوا أمازيغ من الأصل، لذلك فما فعله الفنان حمزة نمرة هو أمر في غاية الروعة والإبداع، ولم يقدم عليه أي مغني من قبل.

محمود الدموكي
كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".