الرئيسية الحقائق التاريخ لماذا يعد تاج محل رمزًا للحب والوفاء؟ وما أهميته الأثرية؟

لماذا يعد تاج محل رمزًا للحب والوفاء؟ وما أهميته الأثرية؟

0

يعد ضريح تاج محل واحد من أشهر وأبرز المعالم السياحية على مستوى العالم، يقع الضريح ذو العمارة الأنيقة داخل دولة الهند وتحديداً في ولاية أتر برديش التي يقصدها سنوياً ملايين السائحين من مختلف دول العال من أجل مشاهدة ذلك المزار السياحي الذي يتخذ رمزاً للحب الصادق والوفاء المطلق.. ترى لماذا يرمز ضريح تاج محل للوفاء والحب؟ وما أهميته السياحية والاقتصادية؟

أهمية ضريح تاج محل تاريخياً واقتصادياً :

ترجع الشهرة التي يحظى بها ضريح تاج محل إلى عوامل عديدة منها ما يتعلق بتاريخه ومنها ما يتعلق بطرازه المعماري الفريد، ومن أبرز تلك العوامل التالي:

مؤسس ضريح تاج محل .. من يكون؟

تخربنا دراسة التاريخ بأن بناء ضريح تاج محل يرجع إلى زمن الإمبراطور المغولي شاه جهان بن الإمبراطور جهانكير، والذي تولى الحكم خلال القرن الحادي عشر الهجري وشهدت ولايته عدد كبير من الثورات إلا أنه تمكن من إخمادها، وقد عرف عنه الحكمة والذكاء والحنكة السياسية والعسكرية، حتى أنه كان أول امبراطور يتمكن من انتزاع إقليم قندهار من أيدي الفرس واستعادة السيطرة عليه.

كان للامبراطور شاه جهان العديد من الزوجات -مثله مثل بقية الحكام المعاصرين له- إلا أن أشهرهم على الإطلاق هي أرجمان بانو بجيم الشهيرة باسم ممتاز محل والتي هام بها حباً، وقد قام بتشييد تاج محل فيما بعد تخليداً لذكراها وتعبيراً عن حبه لها.

الخلفية التاريخية لبناء ضريح تاج محل :

يتم اتخاذ ضريح تاج محل حتى اليوم رمزاً للحب الأبدي والإخلاص والوفاء المطلق، السر في ذلك يرجع إلى الخلفية التاريخية لذلك البناء المعماري المتميز، أو بالأحرى الواقعة الشهيرة التي أدت إلى إقامته في الأصل.

يعود تاريخ ضريح تاج محل إلى عام 1931 وهو العام الذي توفيت به الأميرة ممتاز محل، وقد تسبب ذلك في تبدل أحوال الإمبراطور شاه جهان حيث تملكه الحزن وفقد رغبته في الحياة، ومن ثم فكر في تخليد ذكراها والتعبير عن حبه ووفائه لها من خلال إقامة ضريحاً فريداً يحتضن رفاتها على أن يُدفن هو الآخر بداخله بعد وفاته ليكون بالقرب منها، ومن هنا وُلدت فكرة إقامة تاج محل البديع.

المدة الزمنية التي استغرقها البناء :

أهمية ضريح تاج محل التاريخية والسياحية ليست ناتجة فقط عن مظهره الفني البديع فحسب، بل ترجع كذلك إلى الكيفية التي تم بنائه بها، حيث استغرق إتمام العمل على تشييد الضريح قرابة 22 عاماً كاملاً حتى وصل إلى المظهر الذي هو عليه اليوم، كما شارك في عملية البناء حوالي 22 ألف فرداً من أمهر العمال في ذلك الزمان، وكذلك تمت الاستعانة بقطيع ضخم من الأفيال يقدره المؤرخون بحوالي 1000 فيلاً تم استخدامهم في نقل العتاد ومواد البناء وغير ذلك، وكان ذلك تحت إشراف نخبة من أبرع وأشهر المهندسين والمعماريين في ذلك الزمان على رأسهم مكرمات خان وعبد الكريم معمور خان بالإضافة إلى أحمد لاهوري صاحب التصميم الرئيسي للبناء، وقد تم الانتهاء من عملية تشييد الضريح بالكامل بما في ذلك الحديقة والملحقات الأخرى في عام 1653م.

تعرض ضريح تاج محل لبعض الأعمال التخريبية على يد الجيش البريطاني، لكن نظراً لقيمة ذلك الموقع الأثري أصدر اللورد البريطاني جورج كورزون أمراً بترميمه وإصلاح الأضرار التي لحقت به وإعادته إلى صورته الأصلية وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.

الطراز المعماري الفريد لـ تاج محل :

يرى الخبراء أن ضريح تاج محل هو أبرز الأعمال المعمارية المغولية، كما يصنف كواحد من أفضل وأشهر الأعمال المعمارية في التاريخ الإنساني بالكامل، السر في ذلك يرجع إلى أن أسلوب البناء المتبع في ذلك المعلم يجمع بين الطراز المعماري الفارسي والتركي والعثماني والهندي.

تعد القبة الرخامية أبرز العناصر التي تميز تصميم تاج محل المعماري حيث يبلغ ارتفاعها نحو 35 متراً ترتكز فوق أسطوانات بارتفاع سبعة أمتار، وقد أطلق عليها لقب القبة البصلية أو القبة الجوافية نسبة لشكلها الفريد.

ملحقات ضريح تاج محل :

يشتهر تاج محل بأنه بناءً ضخماً من الرخام الأبيض جدرانه مزدانة بالنقوش وتعلوه قبة ضخمة، ورغم أن ذلك البناء بالغ الروعة وكفيل بإكسابه تلك الشهرة التي يحظى بها، إلا أن في الحقيقة أن ذلك ما هو إلا جزء صغير جداً من الضريح العتيق ويعرف باسم البوابة الرئيسية، بينما الضريح نفسه يتكون من أجزاء مختلفة من أبرزها الآتي:

  • المسجد: يقع في الجانب الغربي من موقع ضريح تاج محل وقد تم تشييده من الحجر الرملي وتم إلحاقه بثلاثة مآذن مكسوة بواسطة الرخام الأبيض، ويعتبر المسجد في حد ذاته آية معمارية باهرة ويمتاز بالنقوش والتصميم الهندسي الفريد.
  • حديقة تاج محل : تقع الحديقة في مواجهة البوابة الرئيسية وتقع على مساحة 300م2، وقد تم تصميم وإقامة الحديقة وفقاً لأسلوب العمارة الفارسية وتحديداً التصور الفني الذي يعرف باسم “تصور حدائق الجنة”.
  • بيت الضيوف: يعرف أيضاً باسم دار الاستراحة وهو عبارة عن مبنى يقع بالجانب الشرقي في مواجهة المسجد وهو يتشابه في أسلوب بنائه بدرجة كبيرة مع عمارة المسجد، إلا أنه بطبيعة الحال لا يستغل في العبادة وإقامة الصلاة، وعجز المؤرخون حتى اليوم عن معرفة الغرض الحقيقي من إقامة ذلك البناء غير المستغل وأغلب الظن أن الهدف الوحيد منه كان إحداث توازن في التصميم العام للضريح.

أهمية تاج محل الاقتصادية :

يعد ضريح تاج محل واحد من أبرز المعالم السياحية على مستوى العالم والأبرز على الإطلاق داخل حدود دولة الهند، حيث أنه يجذب ملايين السياح من مختلف دول العالم سنوياً، وقد أشارت الإحصائيات الصادرة عام 2015 أن عدد الزائرين الوافدين لمدينة أغرا التي يقع بها الضريح تجاوز 10 ملايين سائحاً، وبناء على ذلك فإن ذلك المعلم السياحي البارز يمثل أهمية بالغة بالنسبة لدولة الهند ويعد أحد الركائز الأساسية التي يقوم عليها القطاع السياحي في البلاد، حيث أن تم تقدير حجم عائدات السياحة في موقع ضريح تاج محل خلال الفترة ما بين 2013: 2016 بنحو 750 مليون دولار أمريكي.

يتبين مما سبق أن تاج محل منفرداً يعد أحد أبرز مصادر الدخل القومي في دولة الهند، وقد انتبهت منظمة اليونسكو في عام 1983م إلى أهميته التاريخية والثقافية، وبناء على ذلك تم اعتباره أحد مواقع التراث الإنساني وتم إدراجه بشكل رسمي ضمن لائحة الحفاظ على التراث العالمي.

أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة :

أقيمت في عام 2000 حملة عالمية الهدف منها تحديد سبع معالم أثرية حول العالم وإدراجها ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة، بدلاً من العجائب القديمة التي لم يعد باقياً منها إلا أهرامات الجيزة في مصر. وقد شملت التصفيات كم هائل من المعالم السياحية والأثرية في شتى بقاع كوكب الأرض.

حظي تاج محل بدعم كبير من المصوتين بعملية اختيار العجائب الجديدة وتمكن من اجتياز العديد من المراحل وصولاً إلى المنافسة النهائية والتي دارت بين 21 معلماً سياحياً مميزاً، وفي عام 2007م تم الإعلان أخيراً عن القائمة النهائية لمجموعة عجائب الدنيا الجديدة وكان ضريح تاج محل من بينها إلى جانب هرم تشيتشن إيتزا ومدينة البتراء وماتشو بيتشو وتمثال المسيح الفادي والكولوسيوم وسور الصين العظيم.

Exit mobile version