الرئيسية الفن برنامج العلم والإيمان : لماذا نجح برنامج العلم والإيمان ؟

برنامج العلم والإيمان : لماذا نجح برنامج العلم والإيمان ؟

برنامج العلم والإيمان هو البرنامج الأكثر شهرة وشعبية في تاريخ التلفزيون العربي.. ترى لماذا حقق النجاح؟ وما العوامل التي كفلت له هذا التميز

0

برنامج العلم والإيمان هو أحد أهم وأشهر البرامج التلفزيونية في تاريخ التلفزيون العربي، وقد كان ذلك البرنامج من إعداد وتقديم العالم والمفكر المصري مصطفى محمود رحمه الله. بدأ عرض البرنامج في عام 1971م وتوقف بثه في 1999م، وقد حقق خلال فترة عرضه نسب مشاهدة غير مسبوقة على القنوات المصرية الأرضية، كما قامت بعض قنوات التلفزيون العربية بشراء حقوق عرضه وحقق نجاحاً مماثلاً، ليصبح العلم والإيمان بذلك هو البرنامج التلفزيوني صاحب أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ التلفزيون العربي، ولا زالت المقاطع الخاصة به تسجل أرقاماً قياسية في عدد مرات المشاهدة على موقع يوتيوب حتى اليوم.

سر نجاح برنامج العلم والإيمان :

يعد برنامج العلم والإيمان ظاهرة تلفزيونية فقد حطم البرنامج كافة الأرقام القياسية، سواء من حيث عدد المواسم والحلقات التي بلغ عددها قرابة 400 حلقة أو من خلال نسب المشاهدة المرتفعة التي حظي بها، وذلك بالطبع لم يأت من فراغ بل هو نتاج العديد من العوامل التي ميزته، ومن أهمها الآتي:

المعلومة واستكشاف الكون

من أهم العوامل التي أكسبت برنامج العلم والإيمان للراحل مصطفى محمود هذه الدرجة من الشهرة في مصر وفي الدول العربية بصفة عامة، هو أن البرنامج كان يصحب المشاهد عبر رحلة بعيدة وفريدة، حيث كان الدكتور مصطفى محمود من خلاله يقوم باستعراض الكون بصفة عامة، دون أن يحصر حلقات برنامجه في مجال علمي واحد، فقد كان يهتم بعلوم الطبيعة والحياة البرية وبعض ظواهره مثل ظاهرة الانقراض وما يماثلها، في حلقات أخرى كان يتحدث عن الفضاء الخارجي وعلم الفلك والكواكب، كما تتطرق لموضوعات كيميائية وفيزيائية وطبية، وكان البرنامج يسلط الضوء على التقنيات الحديثة التي تستخدم في كافة المجالات ليُعرف المشاهد بمدى التطور الذي وصل إليه العالم من حولنا.

هذا كله كان سببا في مضاعفة أعداد مشاهدي برنامج العلم والإيمان حيث أن محتواه المتنوع جعله مرضياً للجميع على اختلاف اهتماماتهم، مع مراعاة أن ذلك كان فترة ما قبل الإنترنت، مما يعني أن الوصول إلى المعلومة كان أمراً صعباً.

العمق والبساطة

برنامج العلم والإيمان رغم إنه كان يستعرض الظواهر العلمية ويناقش القضايا الفلسفية الوجودية، إلا إنه حظي بنسبة مشاهدة مرتفعة وكان جماهيره من مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك من لم يحظ بقدر كبير من التعليم أو الثقافة، والسر في ذلك يرجع إلى أسلوب دكتور مصطفى محمود في طرح الموضوعات ومناقشتها وشرحها، حيث أنه تمكن من إحداث توازن بديع بين عمق الموضوع وبساطة الطرح، إذ كان يقدم تلك الموضوع بصورة مبسطة يسهل استعابها وفهمها حتى بالنسبة لغير المتخصصين بل وغير المتعلمين.

المادة البصرية

من أهم عوامل الجذب التي توفرت في برنامج العلم والإيمان هو توفيره للمادة البصرية، فلم يعتمد دكتور مصطفى محمود على أسلوب التلقين في نقل المعلومة، بل كان شرحه يتضمن عرض مقاطع فيديو اللغة الإنجليزية هي لغتها الأصلية، وكان يتولى هو شرحها وتوضيح ما تعرضه.

بهذا الأسلوب كان برنامج العلم والإيمان يصحب المشاهد في رحلات فريدة بالصوت والصورة، مرة إلى أعماق البحار ومرة في قلب الغابات وأخرى في أعالي السماء، ولهذا كان يحرص المشاهد العربي على متابعته، كي ينتقل إلى أمكان قد يستحيل عليه الوصول إليها إلا من خلال كاميرا العلم والإيمان

الجانب الديني

لم تخل حلقة واحدة من حلقات برنامج العلم والإيمان من الجانب الديني، ولعل هذا واضحاً في اسمه والذي دمج به بين العلم والإيمان بالله الواحد، فقد كان البرنامج بمثابة جلسة تأمل في خلق الله عز وجل، كما حاول الدكتور مصطفى محمود من خلاله أن يبين الحكمة من تحريم بعض الأمور في الشريعة الإسلامية، مثل تحريم الخمر أو تحريم الميسر أو السرقة وغيرها، حيث كان يتطرق حديثه لتلك السلوكيات ويبين تأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع على السواء.

أيضاً حين كان يتحدث عن عجائب المخلوقات أو الكون أو جسم الإنسان، كان يرد ذلك كله إلى عظمة الله وقدرته وحكمته وتدبيره، مما دفع البعض لاعتبار البرنامج برنامج ديني في المقام الأول، وهذا ضاعف من شعبيته وزاد نسبة مشاهدته على القنوات المصرية والعربية.

Exit mobile version