الرئيسية الفن لماذا نجح برنامج الصدمة ؟ وما عوامل تميز فكرته؟

لماذا نجح برنامج الصدمة ؟ وما عوامل تميز فكرته؟

0

برنامج الصدمة هو أحد البرامج التلفزيونية التي تعتمد على أسلوب الكاميرا الخفية، حيث يقوم فريق البرنامج بتصوير الجمهور في مواقف مختلفة دون دراية منهم لاختبار ردود أفعالهم، تم تقديم موسمين حتى الآن من برنامج الصدمة في عامي 2016م و2017م وقد حظي كلا الموسمين بنسب مشاهدة عالية وتم كما جاء البرنامج في صدارة العديد من الاستفتاءات واستطلاعات الرأي المجراة عبر الإنترنت الراصدة لأفضل البرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان.. ترى لماذا ؟ وما سر نجاح هذا البرنامج وما العوامل التي ساعدت على انجذاب المشاهدين إليه؟

عوامل نجاح وتميز برنامج الصدمة :

ساهمت العديد من العوامل في صناعة نجاح برنامج الصدمة ومن أبرزها الآتي:

المحتوى الإعلامي الجاد :

رغم أن برنامج الصدمة أولاً وأخيراً يصنف ضمن مجموعة برامج الكاميرا الخفية أو ما يعرف باسم برامج المقالب إلا أنه يختلف عن النوعية السائدة في هذا النوع، إذ أن النسبة الغالبة من هذه البرامج تصنف ضمن البرامج الترفيهية وبعضها يعتمد على إثارة الفزع في نفوس الضيوف الأمر الذي يراه البعض ابتذالاً وتصرفاً غير أخلاقي.

لكن برنامج الصدمة يقدم محتوى جاد ويعمل على رصد ردود أفعال الضيوف من العوام على بعض المواقف الإنسانية الصادمة، مما جعل البعض ينظر إليه كبرنامج جاد يحمل رسالة، ولا يهدف فقط إلى تقديم محتوى ترفيهي أجوف يهدف إلى زيادة نسب المشاهدة ومن ثم زيادة عدد مواد الدعاية والإعلان المعروضة بين فواصله لتحقيق هامش ربح أكبر فقط.

تعدد الشعوب والثقافات :

من مميزات برنامج الصدمة بموسميه أنه لا يقتصر على دولة محددة مثل البرامج الأخرى، بل يعتمد البرنامج منذ موسمه الأولى في رصد ردود الأفعال في العديد من الدول العربية كما تطور الأمر بصورة أكبر في الموسم الثاني واشتمل على بعض الدول الأوروبية أيضاً، الأمر الذي يسمح للمشاهد بالسفر عبر العالم والتعرف على ثقافات الشعوب العربية والغربية المختلفة.

تطور المحتوى ومناقشة القضايا :

كان الموسم الأول من برنامج الصدمة بمثابة اختبار للإنسانية في عدد كبير من الدول العربية، حيث كان يعتمد بشكل كلي على تصوير موقف غير إنساني مثل اعتداء ابن عاق على والدته في الطريق العام أو قيام أحد الأشخاص بعملية احتيال في العلن، ومن ثم رصد ردود الأفعال السلبية والإيجابية.

في الموسم الثاني حرص صُناع برنامج الصدمة على تطوير المحتوى الذي يقدمونه من خلاله، فلم يعد يقتصر على رصد ردود الفعل فحسب، بل تمت من خلال حلقاته مناقشة العديد من القضايا المثارة على الساحة الاجتماعية والسياسية، مثل قضية اللاجئين السوريين ومدى تقبل المجتمعات العربية والغربية لهم وأسلوب تعاملهم معهم، كذلك سلط البرنامج الضوء في بعض حلقاته على قضايا الفكر العنصري والتمييز على أساس اللون والجنس والدين ومعاناة بعض المسلمين في دول العالم الغربي ومدى تأثير الإعلام على نظرة الشعوب الأوروبية للمسلمين.

برنامج تنموي صاحب رسالة واضحة :

ارجع برنامج الصدمة الأذهان إلى مجموعة البرامج التنموية مثل برنامج العلم والإيمان الذي قدمه الدكتور مصطفى محمود ومجموعة البرامج التلفزيونية للإعلامي السعودي أحمد الشقيري وغيرها، فرغم أن الصدمة يختلف شكلاً وموضوعاً عن النماذج المذكورة، إلا أنه يتشابه معها في كونه برنامجاً تنموياً يهدف إلى الارتقاء بالعقل والنفس.

تعليقات المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وخاصة موقع فيس بوك facebook تؤكد أن البرنامج قد نجح في إيصال رسالته وتمكن من إحداث فارق حقيقي، حيث أن حفز الكثير من الأشخاص في الوطن العربي ليكونوا أكثر إيجابية وتفاعل مع محيطهم.

Exit mobile version