الرئيسية الحقائق التاريخ برج بيزا المائل : لماذا يميل برج بيزا المائل على أحد جانبيه...

برج بيزا المائل : لماذا يميل برج بيزا المائل على أحد جانبيه ؟

برج بيزا المائل ينعت بهذه الصفة لأنها العامل الأهم الذي منحه شهرته.. فترى لماذا اتخذ هذا البرج الشاهق تلك الوضعية؟

0

البرج التابع لكتدرائية بيزا الإيطالية والمعروف بمسمى برج بيزا المائل ،هو أحد أهم وأشهر المعالم السياحية على سطح كوكب الأرض، ورغم تاريخ هذا البناء الذي يعود لعدة قرون خلت، ورغم إنه آية معمارية مميزة بزخارف أنيقة تجعله منافس قوي لأي أثر معماري آخر، إلا أن العامل الأساسي الذي وهب برج بيزا المائل هذه الشهرة، هو كونه برج ضخم بارتفاع أكثر من 55 متراً ومائل باتجاه الأرض.

لماذا برج بيزا المائل على هذه الوضع؟

برج البيزا المائل ينعت بهذا الوصف دوماً لأنه كما ذكرنا المسبب الأول لشهرته، والسؤال هو لماذا اتخذ هذا البناء الضخم تلك الوضعية؟، وما خطورة هذا الوضع على البناء وعلى زائريه؟ وكيف تمت حمايته من الانهيار على مر العصور؟

أسباب ميل البرج :

هناك عدة نظريات هندسية حول سر الميل في برج بيزا المائل ،ولكن أقربها إلى المنطق والحقيقة تلك النظرية المتعلقة بنوع التربة، إذ يقول علماء الجيولوجيا إن حدث خطأ في اختيار موقع بناء البرج، فأقيم فوق منطقة تمتاز بالتربة الرخوة، والتي لم تحتمل ثقل ذلك البناء الضخم، الأمر الذي أدى إلى إحداث ميل في انتصابه منذ المراحل الأولى للبناء.

توقف عملية البناء :

وفقاً للمصادر التاريخية الراصدة لتاريخ بناء برج بيزا المائل ،فإن البدء في عمليات الإنشاء كان في العام الميلادي 1173م، واستغرقت عملية البناء وقت طويل بالنظر إلى التقنيات البدائية المستخدمة آنذاك، وبعد خمسة أعوام من العمل المتواصل وبعد إقامة الطابق الثالث تحديداً، لاحظ العمال حدوث ميل في البناء ولم يستطيعوا معالجته، فتم صدور أوامر بوقف أعمال بناء البرج خشية انهياره. لكن في عام 1272م أي بعد مضي قرن كامل من الزمن، اقترح بعض المعماريون إكمال عمليات إنشاء طوابق برج بيزا المائل ،مفترضين إن تعديل زاوية البناء قد يعالج ميل البرج، لكن هذا لم يحدث فكانت النتيجة النهائية إقامة الطابقين الرابع والخامس بنفس درجة الميل، وفي عام 1372م أقيم الطابق الأخير الذي اكتمل به إنشاء البرج، الذي بقي مائلاً رغم كل المحاولات لتعديل ذلك.

درجة الميل :

ميل برج بيزا المائل بحسب قواعد وقوانين البناء المعماري يعتبر ميلاً شديداً، إذ أن يمكن ملاحظة الميل في بناء البرج بالعين المجردة، فهو واضح تماماً للعيان إذ أن ميله يفوق الـ 18 قدماً، الأمر الذي يضحى معه تماسك برج بيزا المائل وصموده لمدة زمنية تتعدى الثمانية قرون معجزة بكل المقاييس.

محاولة الإصلاح الفاشلة :

وكأن برج بيزا المائل قدره أن يُبنى على هذا الوضع ويظل عليه، فقد أولى القائد الإيطالي موسوليني اهتماماً كبيراً بهذا البرج، باعتباره أحد أهم المعالم الأثرية في العالم، وأصدر أوامره للمهندسين بإعادة البرج إلى الوضع الرأسي الطبيعي المفترض له، وبالفعل تم عمل الدراسات والتوصل إلى الكيفية التي يمكن بها إحداث ذلك، فقام المعماريون القائمون على مشروع إعادة وضع برج بيزا المائل للوضع القائم، فتم صب الأسمنت في أساسات البرج، ولكن بدلاً من أن يساهم ذلك في إرجاعه وإعادة انتصابه، تحققت المفاجأة –غير المتوقعة- وغاص البرج أكثر في التربة، فأصدر موسوليني أمراً آخر بالوقف الفوري لهذه الأعمال خشية انهيار البرج العظيم.

إغلاق البرج وحمايته :

برج بيزا المائل منذ القدم وحتى اليوم هو وجهة كل سائح يزور إيطاليا، ولكن في عام 1990م لم يعد بمقدور هؤلاء السياح الصعود إلى طوابقه العليا، وذلك لأنه معرض للانهيار في أي لحظة.. ففي عام 1964م أعلنت الإدارة الإيطالية حاجتها إلى المساعدة لحماية برج بيزا ومنعه من الانهيار، وقد تمت تلبية هذه الدعوة من قبل العديد من الخبراء المعماريون في العالم، واستغرقت دراسة برج بيزا المائل وطبيعة الأرض التي أقيم فوقها لسنوات، وتم تقديم العديد من الاقتراحات لتثبيت بناء البرج، وتم الاستقرار على الفكرة القائمة على إزالة قرابة 40 متراً مكعباً من التربة الواقعة عند سفح الجانب المرتفع، وفي عام 2001م تم إعادة فتح البرج أمام السياح، وتم اعتباره اخيراً مستقراً وآمناً.

Exit mobile version