الرئيسية الصحة لماذا تعودنا على النوم ليلا وهل تنام جميع الكائنات ليلاً؟

لماذا تعودنا على النوم ليلا وهل تنام جميع الكائنات ليلاً؟

0

الطبيعي بالنسبة لكل البشر هو أن النوم ليلا . القليل من البشر هم الذين ينامون في النهار وهذا غالبًا يكون بسبب طبيعة عملهم. سواء كحراس لأماكن عامة أو أي وظيفة تتطلب من الشخص أن يظل ساهرًا لأي أمر طارئ. ولكن هناك من يتساءلون عن سبب كون الإنسان ينام في الليل ويستيقظ في النهار. هل فقط لمجرد تعود أن هناك ضوء في النهار أم أن الأمر غير ذلك!

هل تعود الإنسان على النوم ليلا ؟

لا نقدر أن نقول إن الإنسان لم يتعود على النوم ليلا، بل الطبيعة تجبر الإنسان أن ينام ليلي. فالإنسان كائن نهاري. وجسديًا يختلف عن بقية الكائنات الليلية الأخرى. حيث أنه لا يمتلك النظر الذي يستطيع أن يرى خلال الليل مثل البوم مثلًا. وليس لديه الرادار والذبذبات الطبيعية الذي يرسلها ومن ثم يستقبلها مثل الخفاش حتى يستطيع أن يرى. فالأمر بدأ من بداية الإنسان حيث يأتي الليل فيحاول الإنسان أن يذهب لأكثر مكان أمن ليحتمي فيه. ومن ثم تطور الأمر بتطور الإنسان ولكن الأصولية ثابتة في طبيعة نوم البشر، حيث أنهم ينامون في الليل ويعملون في النهار.

هل تنام جميع الكائنات ليلًا؟

بالطبع لا ليس كل الكائنات تنام ليلًا. بل هناك كائنات مثل الخفافيش لا تستطيع أن ترى في النهار، وترى جيدًا في الليل. وذلك بسبب أن الخفاش لا يمتلك نظر حاد بل يمتلك أسلوب رؤية يشبه الرادار. فهو يرسل موجات فوق الصوتية وهذه الموجات تصطدم بالأجسام وترجع مرة أخرى لمستقبلات معينة في أذن الخفاش. وتتحول هذه المستقبلات الحسية لرسم صورة فورية. نفس فكرة الضوء الذي يصطدم بالأجسام ثم يأتي للعين البشرية فتحولها العين لصورة، ولكن باختلاف المادة المرسلة والمستقبلات الحسية. أيضًا هناك مفترسات شهيرة مثل الذئاب الصحراوية التي تنشط في صيد فرائصها في الليل. وفصيلة السنوريات عمومًا حيث تجدهم كثيرًا ولهم عيون تلمع في الظلام. وسبب هذا اللمعان هو أن عيونهم مصممة لاستقبال أقل كمية من الضوء وتكوين صورة واضحة منها. ولذلك هناك كائنات أخرى غير الإنسان لا تنام في الليل وغالبًا تكون كائنات شرسة.

فوائد النوم ليلا

النوم ليلا له فوائد كثيرة جدًا ومختلفة على مستوى البناء الجسدي وعلى المستوى النفسي أيضًا. وهذا سبب أخر يخبرنا لماذا الإنسان ينام في الليل. وذلك لأن الفوائد التي تنتج من النوم ليلا تفوق نواتج النوم النهاري. هذا غير أن النوم نهارًا لفترات طويلة ضار بالصحة أكثر من أنه نافع. فالساعة البيولوجية والعمل الجسدي للإنسان مهيئ على النوم ليلا.

أحسن أوقات النوم للراحة الجسدية

الإنسان الطبيعي يجب أن ينام من 6 إلى 8 ساعات. ومن هنا يفضل أن ينام الشخص من العاشرة مساءً إلى السادسة صباحًا فهذا يعتبر أفضل ميعاد للنوم. وهذا الوقت من اليوم غالبًا يكون هادئ مما يتيح للشخص أن يغط في النوم بعمق جدًا دون أي مقلقات. أيضًا هذا الوقت يعطي الجسم البشري الكثير من الراحة على المدى الطويل. عندما يكون الجسم مشبع بالراحة بصورة دورية ويومية فإن ذلك سينطبع على كامل الجسد. ويصير الإنسان أكثر نشاطًا وصحة جسدية. هذا بالإضافة أن الجهاز العصبي يكون في أفضل حالاته عند النوم لفترات جيدة وليلية.

تحسن مناعة الجسم

هناك العديد من الدراسات الأمريكية والبريطانية أكدت أن الأجسام المناعية في جسم الإنسان تفرز بصورة مستقرة وهادئة ومستمرة في أوقات الليل أثناء النوم. أما لو كانت فترات النوم غير مستقرة لفترات طويلة فهذا أيضًا يؤدي إلى خلل في الجهاز المناعي ويجعل مناعة الجسم متذبذبة أحيانًا وجيدة أحيانًا أخرى ولكن ليست في أفضل أحوالها. أيضًا قال عدد من العلماء أن النوم فترات الليل يحسن جهاز المناعة ضد الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد عمومًا. ففي النوم ليلا يتخلص الجسم من السموم عن طريق الجلد. بعكس النهار، الذي فيه لا يفرز الجلد نفس كمية السموم خارج الجسم. مما يجعل النوم ليلا صحي جدًا على جهاز المناعة.

الوزن الجيد

يقولون إن النوم ليلا يسبب زيادة في الوزن، ولكن هذه المعلومة خاطئة جدًا. حيث أن في الليل تخرج الدهون أكثر بكثير من النهار من الجلد. مما يجعل الشخص في الليل يتخلص من كمية دهون كبيرة على المدى الطويل. ولكن بشرط ألا يأكل الشخص الكثير من الأكلات الدسمة في الليل. ومن أشهر وأكثر أنواع التخسيس فاعلية على الإطلاق. هو الأكل قبل السابعة مساءً و النوم ليلا بعدها. هذا النوم أثبت فاعلية كبيرة مع شريحة كبيرة من الناس. وهو سهل أيضًا.

تنظيم نسبة السكر في الدم

أثبتت احدى الدراسات بجامعة شيكاغو أن النوم بصورة يومية ليلًا لمدة 6 ساعات يعمل على تنظيم مستوى الكوليسترول في الدم بنسبة تزيد عن ال40% عن الذين ينامون نهارًا لمدة 8 ساعات. مما يجعل الشخص في حالة توازن من حيث مستوى السكر فلن يشعر بدوخة أو حدوث هبوط مفاجئ أو حدوث نوبات السكر. بل إن النوم ليلا يعد علاج طبيعي لمرضى السكر. حيث أن تنظيمهم لأوقات نومهم يجعل البنكرياس يفرز الأنسولين الطبيعي بصورة أفضل.

النوم ليلا أسهل

المميز في النوم ليلا عدم وجود حياة صاخبة بل المعظم نائم ومستقر وهادئ مما يدفع الجسد للاسترخاء والنوم. أيضًا في نفس الوقت يجعل الإنسان قادرة على النوم بصورة مستمرة وهادئة. فلا أصوات زحام ولا أصوات بشر ولا أصوات أجهزة إلكترونية. الجميع نائم. وفي الليل يكون الضوء غير متواجد والذباب أيضًا غير نشط مما يجعل الجو والرؤية مهيئين لأن يذهب الإنسان في نوم هادئ وغير مزعج.

فوائد النوم ليلا للبشرة

النوم ليلا يعتبر من أهم عوامل الحفاظ على البشرة من العجز. حيث أن في الليل تفرز البشرة الكثير من الدهون مما يجعل الجسم يتخلص من السموم ويجعل البشرة في نفس الوقت رطبة. مما يقلل التجاعيد. أيضًا النوم ليلا ينظم العمل الهرموني للجسم مما يؤدي إلى قلة ظهور حب الشباب. بعكس الأشخاص الذين يسهرون وينامون نهارًا فيكونون أكثر عرضة لحب الشباب. كما أن هناك الهالات السوداء التي تظهر حول العيون من كثرة الإرهاق والسهر مما يجعل الأوعية الدموية التي بجوار العين تظهر بهذا الشكل. أيضًا عملية تجديد خلايا البشرة تعمل بأفضل وقت خلال النوم ليلا .

فوائد النوم نهارًا

النوم نهارًا يفضل أن يكون في حيز القيلولة فقط، حتى يأتي بأفضل النتائج لك. ولكن لا تجعل نومك الرئيسي خلال النهار. فالقيلولة التي لا تزيد عن 20 أو 50 دقيقة تكون مفيدة جدًا للعقل والجسد. وفي نفس الوقت لم يصل عقلك للمستوى الثاني من النوم، مما يجعلك تستطيع المقاومة والاستيقاظ بسهولة لاستكمال يومك بنشاط وحيوية.

ختام

النوم ليلا مهم جدًا ولا يمكن أن تحول نومك للنهار لفترة طويلة، لأن ذلك سيضر بصحتك وسيحرمك من التمتع بكل الفوائد الذي يقدمها النوم ليلا لجسدك.

Exit mobile version