الرئيسية الفن المسلسلات الهندية : لماذا غزت قلوب العرب وحظيت بتلك المكانة؟

المسلسلات الهندية : لماذا غزت قلوب العرب وحظيت بتلك المكانة؟

0

تحولت المسلسلات الهندية إلى ظاهرة في الدول العربية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، حيث حققت انتشاراً واسعاً ونسب مشاهدة مرتفعة جداً، الأمر الذي دفع عدد من الفضائيات إلى إطلاق قنوات جديدة تكون مقتصرة على عرض أفلام السينما و المسلسلات الهندية دون غيرها، فترى ما السر وراء انتشار هذا النوع من الأعمال التلفزيونية؟ ولماذا اتجهت إليها إدارات القنوات ولماذا جذبت المشاهدين من مُختلف الفئات؟

المسلسلات الهندية وأسباب انتشارها

الانتشار الواسع الذي حققته المسلسلات الهندية في زمن قياسي يُمكن أن نرجعه إلى العديد من العوامل، أهمها الآتي:

نوعية المسلسلات

المسلسلات الهندية على نقيض أفلام بوليوود لا تنتمي إلى نوعية الإثارة أو الخيال العلمي، بل أن النسبة الغالبة منها تنتمي إلى نوعيات الدراما الاجتماعية الرومانسية، وذلك النوع من الأعمال يعتبر المُفضل لدى المشاهد العربي، ولذلك تمكنت الدراما الهندية من تحقيق انتشار واسع في البلاد العربية خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.

المحتوى المتنوع

تحتوي المسلسلات الهندية على العديد من العناصر المتنوعة التي تمثل نقاط جذب لشريحة كبيرة من المشاهدين، حيث أن بناء المسلسل الهندي الواحد يتضمن العديد من الخيوط الدرامية الفرعية، مما يتيح إمكانية تنوع محتواه ما بين العلاقات العاطفية والاجتماعية والتي تشكل الخط الدرامي الرئيسي في أغلب المسلسلات الهندية ،إلى جانب بعض الصراعات الفرعية بين الشخصيات والتي تصنع أجواءً تشويقية مثيرة، بالإضافة إلى قدر لا بأس به من اللمحات الكوميدية والاستعراض.

نجاح التجربة التركية

يعد نجاح تجربة المسلسلات التركية -أيضاً- من الأسباب المباشرة التي أدت إلى نجاح المسلسلات الهندية في الوطن العربي، حيث أن الدراما التركية سبقت الهندية إلى الشاشات العربية بعِدة سنوات وحققت نجاحاً كبيراً عند عرضها وجذبت عدد هائل من المشاهدين، حيث أن ذلك شجع إدارات القنوات الفضائية على تكرار التجربة مع الدراما الهندية على أمل أن تحقق نفس الدرجة من النجاح، كما شجع المشاهدون على متابعتها لعلها تحقق لهم نفس المتعة.

تراجع الدراما العربية

لا يُمكن إغفال أن تراجع مستوى الدراما العربية كان سبباً في اتجاه المشاهد العربي إلى المسلسلات الهندية والتركية، حيث أن المسلسلات العربية خلال السنوات الماضية رغم كثرتها لم تقدم جديداً للمشاهد، بل أن أغلبها تحول إلى نسخ مشوهة من الأعمال الأمريكية مثل بريزون بريك أو 24، أي المسلسلات التي تعتمد على التشويق والإثارة واستخدام الخدع البصرية.

المسلسلات التشويقية لا تجذب المشاهد العربي بقدر المسلسلات الاجتماعية والرومانسية التي قدمت بكثرة خلال التسعينات وأوائل الألفية الحالية، مثل لن أعيش في جلباب أبي والضوء الشارد ومسلسل ليالي الحلمية وباب الحارة وغيرها، لكن تراجع هذا النوع جعل المشاهد يتجه إلى الدراما الهندية كبديل.

انخفاض الميزانية

في النهاية يجب الإشارة إلى أن الناحية الاقتصادية أيضاً ساعدت في انتشار هذا النمط من الأعمال على الشاشات العربية، حيث أن أسعار المسلسلات الهندية منخفضة بنسبة كبيرة مقارنة بأسعار الأعمال العربية الحديثة، مما يعني أن تكاليف شراء القنوات الفضائية حقوق عرض مسلسل عربي حديث الإنتاج يُعادل شراء مسلسلين هنديين على سبيل المثال، مع الأخذ في الاعتبار أن المسلسل الهندي تدوم مدة عرضه لأكثر من 100 يوم في حين متوسط الحلقات التلفزيونية العربية تتراوح ما بين 30 : 35 حلقة فقط.

باعتبار القنوات الفضائية مؤسسات تجارية ربحية في المقام الأول كان من الطبيعي أن تنجذب إلى المسلسلات الهندية وتفرد لها مساحات كبيرة على شاشتها، حيث أنها ذات تكلفة منخفضة وفي ذات الوقت تحقق نسب مشاهدة مرتفعة، مما يعني مضاعفة الأرباح الناتجة عن فقرات الدعاية والإعلان التي تتخلل عرض الحلقات.

Exit mobile version