الرئيسية الدين الحجر الأسود : لماذا يقدس المسلمون الحجر الاسود كثيرًا ؟

الحجر الأسود : لماذا يقدس المسلمون الحجر الاسود كثيرًا ؟

الحجر الأسود ليس مجرد حجراً كريماً بل إنه له فضل عظيم ومكانة رفيعة في نفوس المسلمين.. فترى لماذا ؟ وما العوامل التي أكسبته هذه الأهمية؟

0

الحجر الأسود هو عبارة عن كتلة ذات شكل بيضاوي ذو سواد برّاق، وموضعه هو الجانب الجنوبي الشرقي من الكعبة، ويتخذه المسلمون علامة يبدأ من عندها الطواف عند أداء فريضتي الحج والعمرة، ولهذا الحجر مكانة عظيمة في الشرع الإسلامي ونفوس المسلمين.

منزلة الحجر الأسود وأسبابها :

منزلة الحجر الأسود في نفوس المسلمين تخلقت من عِدة عوامل، من بينها:

أنزله الله من الجنة :

أول وأهم الأسباب التي جعلت الحجر الأسود ذو مكانة في قلوب المسلمين، هو إنه بحسب العقيدة الإسلامية حجراً ينتمي إلى الجنة، وإن الله عز وجل قد أنزله من السماء إلى الأرض، وهذا بحسب ما ورد في حديث خاتم المرسلين الرسول الأمي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، والذي رواه عنه الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه، وصححه الترمزي ورواه، كما روي الحديث نفسه من خلال الإمام النسائي.

معجزة الإسوداد :

ثاني العوامل التي خلقت مكانة الحجر الأسود لدى جموع المسلمين، هي إنه في حد ذاته يعتبر معجزة، إذ أن الثابت إنه حين أنزله الله عز وجل من الجنة كان بياضه أنصع من بياض الحليب، ولكن لونه انقلب إلى السواد بفعل ذنوب البشر، وهذا وفقاً للحديث النبوي الشريف، والذي روي من قبل الأئمة الترمزي وأحمد، كما صححه ابن خزيمة والحافظ بن حجر في كتابه فتح الباري.

العبرة :

أيضاً الحجر الأسود في نظر المسلم هو عبرة، وبمثابة رسالة تحذر كل مسلم من الانغماس في المعاصي أو الانجراف إلى الذنوب، فبعض المعادين للدين الإسلامي اتخذوا من هذا الحجر ذريعة لمهاجمته، وقالوا إن كان الحجر أبيض وأسوّد بفعل الذنوب والخطايا، فلماذا لم يحدث العكس، أي لم تعيده الأعمال الصالحة إلى بياضه الذي كان عليه؟!، وهؤلاء مردود عليهم بالقاعدة العامة القائلة بأن اللون الأسود في المطلق يصبغ الألوان لكنه لا يُصبغ بها، كما إن بعض الفقهاء أوصلهم اجتهادهم إن إسوداد الحجر الأسود فيه عبرة لمن يعتبر، فإن كانت الذنوب والمعاصي قد فعلت ما فعلته بالحجر، فكيف إذاً يكون تأثيرها على القلوب إذا انغمس صاحبها في حياة المعاصي وارتكاب الذنوب؟

الحج :

فريضة الحج لها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين لأسباب عديدة، وهذا عامل آخر منح الحجر الأسود تلك المكانة العظيمة التي يتمتع بها، فمن ضمن مناسك الحج استلام هذا الحجر ذو اللون الأسود، والاستلام هنا يقصد به مس الحجر باليد والمسح عليه وتقبيله، أو لمسه فقط إن تعذر على الحاج أن يلمسه بيده، أو على الأقل الإشارة إليه بالإصبع أثناء الطواف حول الكعبة، وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هذا الحجر، إنه يعلم إنه مجرد حجر لا يضر ولا ينفع وإنه يقبله لإن الرسول عليه الصلاة والسلام فعل ذلك، وقد روي الإمامين البخاري ومسلم هذا القول عن عمر رضي الله عنه، وهو أمر آخر يدل على المكانة العظيمة التي يحظى بها هذا الحجر لدى المسلمين.

يُكفر الخطايا :

من أفضال الحجر الأسود وكذا من أهم الأسباب التي جعلت له مثل هذه المكانة، هو إنه وفقاً للشريعة الإسلامية يكفر الخطايا، وهذا بحسب ما رواه الإمام الترمذي وصححه الحاكم والذهبي، عن قول ابن عمر رضي الله عنها إذ قال إنه سمع الرسول عليه الصلاة والسلام يقول أن: مسحهما كفارة للخطايا، وكان يشير عليه الصلاة والسلام بقوله إلى الحجر الأسود ،كما إنه في موضع آخر قال عنه النبي الكريم إن هذا الحجر يشهد لمن استلمه بحق وليس من استلمه بإيذاء عباد الله، مما يعني إن المسلم لابد أن يتوجه إلى هذا الحجر بنية صافية مخلصة لله تعالى، وألا يؤذي أي من العباد عند موضع الحجر سواء بالفعل أو حتى بالقول.

Exit mobile version