الرئيسية الكون لماذا سمى كوكب عطارد بهذا الاسم وما أهم خصائصه؟

لماذا سمى كوكب عطارد بهذا الاسم وما أهم خصائصه؟

0
لماذا سمى كوكب عطارد بهذا الاسم

كوكب عطارد هو أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأقربها للشمس، رغم ذلك لا يأتي في المرتبة الأولى من حيث ارتفاع درجة الحرارة فيسبقه في ذلك كوكب الزهرة؛ نتيجة لغلافه الجوي المكون من ثاني أكسيد الكربون والذي لا يسمح للحرارة بالانعكاس للفضاء مجدداً، أما عطارد فتختلف درجة الحرارة على سطحه اختلافاً شديداً في ساعات النهار والليل، كما أنه الكوكب الأعلى كثافة بين كواكب مجموعتنا الشمسية، منذ بدايات استكشاف عالم الفضاء حظي هذا الكوكب بانتباه العلماء فأولوه اهتماماً خاصاً وبدا ذلك واضحاً في كم الرحلات التي انطلقت من كوكبنا الأرضي تشق عباب الفضاء لتحط على سطحه مستكشفة إياه، في هذا المقال سنكشف بعضاً من خبايا كوكب عطارد وسر تسميته بهذا الاسم وسبب شغف العلماء به.

لماذا سمى كوكب عطارد بهذا الاسم وما أهم خصائصه؟

عطارد في الثقافات القديمة

  • يُعتقد أن أول من رصد كوكب عطارد وذكروه في ثقافاتهم كانوا الأشوريين في القرن الرابع قبل الميلاد وأطلقوا عليه اسم الكوكب القافز، تبعهم بعد ذلك البابليين حيث وصفوه في سجلاتهم في الألفية الأولى قبل الميلاد وأطلقوا عليه نابو وهو إله الحكمة في ثقافتهم.
  • عرفه الإغريق أيضاً، لكنهم أطلقوا عليه عدة أسماء مختلفة في كل مرة يظهر فيها في السماء، فقد أسمو الجرم الذي يظهر عند الفجر أبوللو والجرم الذي يظهر عند الغروب هيرميز ثم أدركوا بعد ذلك أنهم يعودون لجرم سماوي واحد.
  • مثل عطارد رمز المياه في الثقافة الصينية القديمة والتي كانت تقوم على أن الكون مكون من خمس عناصر، وأطلقوا عليه اسم “شين إكسينج”.
  • في الحضارة الهندوسية لُقب باسم الإله بوذا أما في حضارة المايا فقد رمزوا له بطائر البوم والذي رمز إلى رسل العالم السفلي.
  • أما في القرن الحادي عشر الميلادي فقد وصفه العالم الفلكي المسلم إبراهيم بن يحيى الزرقالي ووصف مداره بأنه بيضاوي إهليلجي.

سبب تسميته بعطارد

  • في اللغة العربية أطلق عليه علماء العرب اسم “عطارد” وهي كلمة مشتقة من “طارد” أو “عطرد” وتعني المتتابع في سيره أو العداء السريع وقد أرادوا بذلك الإشارة لسرعة عطارد في دورانه حول الشمس.
  • أما في اللغات الغربية فيسمى “Mercury” وهي كلمة رومانية كانت تطلق على إله التجارة عند الرومان وقد أرادوا بها الإشارة لسرعة دوران عطارد أيضاً، فرسول الآلهة أو إله التجارة كان يتميز بسرعته في التنقل وتوصيل الرسائل.

خصائص كوكب عطارد

  • سطح كوكب عطارد يُشبه لحد كبير سطح قمرنا الأرضي، فهو يحتوي على العديد من البقع المعتمة التي تكونت نتيجة النشاط البركاني ويُطلق عليها اسم “بحار القمر” وذلك لأنها تشبه تلك التي وُجدت على سطح القمر.
  • يحتوي كذلك على فوهات تصادمية يُعتقد أنها تكونت عند تعرضه لقصف نيزكي في بدايات تكوينه، كما وُجدت بعض الفوهات أحدث في النشأة ويُعتقد أنها تكونت نتيجة قصف نيزكي شديد متأخر حدث منذ 3.8 مليار سنه مضت.
  • بمرور الوقت أصبح عطارد كوكب نشط بركانياً ما أدى لتكون تضاريس مختلفة، هذه التضاريس تتقاطع مع العديد من الفوهات التصادمية ما يؤكد اعتقاد أنها تكونت نتيجة النشاط البركاني.
  • يحتوي سطح عطارد على بعض الظواهر الغريبة؛ فمؤخراً اكتشف العلماء فوهة تصادمية شاذة ذات نشاط إشعاعي غريب أطلقوا عليها اسم “العنكبوت”، كما وجدوا أيضاً منطقتين حراريتين تصل درجة الحرارة لأقصاها فيهما، أولهما هي “فوهة كالوريس” والتي يُعتقد أنها تكونت منذ 4 ألاف مليون عام مضت نتيجة اصطدام جسم ضخم بسطح الكوكب، أما المنطقة الأخرى فهي منطقة مرتفعات ضخمة تمتد على 360 ألف كيلومتر، وهي عبارة عن مجموعة من الجبال والوديان تقع على ارتفاع 2 كيلومتر.

مناخ كوكب عطارد

  • تتباين درجات الحرارة بشكل كبير جداً على كوكب عطارد حيث تصل إلى نحو 460 درجة مئوية في النهار بين تنحدر إلى -173 مئوية في الليل، يرجع التباين الواضح هذا إلى عدم امتلاك عطارد غلاف جوي بالمعنى المعروف، بالتالي لا يستطيع الاحتفاظ بالحرارة أو الضوء على سطحه، فيبدو سطحه مظلم تماماً حتى في ساعات النهار.
  • كشفت بعض الصور التي تم اتخاذها للقطبين عن احتمالية وجود جليد مائي على سطح عطارد خاصة في منطقة القطبين، ويرجع ذلك إلى أن ميل محور الكوكب يبقي هذه المناطق في ظلام دائم ما يجعل درجة حرارتها نحو -160 مئوية بالتالي تسببت في تشكل الجليد، ويُعتقد أن مصدر هذا الماء هو المذنبات والأجرام الفضائية التي تصطدم بسطحه.

الغلاف الجوي لعطارد

  • عندما تكون كوكب عطارد قبل نحو 4.6 مليار عام مضت كان له غلاف جوي كباقي الكواكب، لكنه لم يدم طويلاً لعدة عوامل أهمها صغر حجم الكوكب وضعف جاذبيته بالتالي لم يستطع الحفاظ على غلافه الجوي ضمن نطاقه، كذلك ساعدت الرياح الشمسية على تأكل طبقاته واختفائه بشكل شبه كامل بسبب هبوبها المستمر عليه.
  • يوجد حول عطارد طبقة خارجية رقيقة لا ترتقي لكونها غلافاً جوياً، تتكون من عدة عناصر أهمها الهيدروجين والهيليوم والأكسجين والصوديوم والكالسيوم كما لوحظ وجود لبخار الماء أيضاً، لكن يعتقد العلماء أنه يتكون نتيجة اندماج الأكسجين والهيدروجين ببعضهما في طبقات الجو.
  • ذرات هذه الطبقة تتبدل باستمرار بفعل الرياح الشمسية والغبار المتطاير من اصطدام الأجرام بسطح الكوكب، حيث يتمكن من الإمساك بها لمدة قصيرة قبل أن تُفلت للفضاء.

دوران كوكب عطارد

  • يبعد عطارد عن الشمس نحو 46 إلى 70 مليون كيلو متر ويتم دورتها حولها كل 88 يوم أرضي، لكن الغريب في الأمر أن سنة كاملة على سطحه تساوي نصف يوم من أيامه الشمسية! وذلك لأن اليوم على سطحه يستمر نحو 176 يوم أرضي!
  • لا يمتلك عطارد أي أقمار حوله كذلك ويعتبر الكوكب الأعزل الوحيد بجانب الزهرة، أرجع بعض العلماء ذلك لصغر حجمه وضعف جاذبيته بينما أرجعها آخرون إلى احتمالية أنه كان قمر تابع للزهرة لكنه تمكن من الإفلات وأصبح كوكب مستقل.

استكشاف عطارد

  • أول رصد لعطارد كان في القرن السابع عشر على يد العالم “جاليليو جاليلي” كما تمكن العالم بيير جاسيندي من رصده عام 1631 أيضاً واستمر العديد من العلماء الآخرين في متابعته ورصده حتى تأكدوا من دورانه بشكل قاطع حول الشمس.
  • بعد ذلك حاول العديد من العلماء استكشافه فبدأ السوفيت في إرسال ترددات راديو لسطحه وتحليل انعكاستها، كما تم إرسال العديد من المركبات الفضائية مثل مارينر 10 وميسنجر وببي كولومبو.

Exit mobile version