ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالشخصياتهارلند ساندرز : لماذا يعتبر مؤسس كنتاكي مثالاً للنجاح والتفوق ؟

هارلند ساندرز : لماذا يعتبر مؤسس كنتاكي مثالاً للنجاح والتفوق ؟

هارلند ساندرز مؤسس مطاعم كنتاكي العالمية يضرب به المثل كنموذج للكفاح والنجاح.. ترى لماذا ؟، وما سر نجاح مطاعمه كنتاكي ؟

مطاعم كنتاكي هي أشهر مطاعم الدجاج في عالمنا اليوم، لكن ذلك لم يتحقق بين ليلة وضحاها، بل أنه جاء نتاج سنوات من الجهد والعمل المتواصل، وسلسلة كنتاكي هي ثمرة كفاح مؤسسها هارلند ساندرز، الرجل الذي يضرب أروع مُثل الكفاح والمثابرة والإيمان بالذات.. فرغم بدايته المتعثرة تمكن من تخطي العراقيل والمعوقات، والطفل الذي وُلِد بولاية إنديانا الأمريكية لأسرة فقيرة جداً، تمكن وهو في عمر الثلاثين من الانضمام إلى نادي المستثمرين، وفي عمر الخمسين أصبح من أكبر رجال الأعمال حول العالم، وفي يومنا هذا هو أحد أنجح الشخصيات في تاريخ البشرية.

مؤسس كنتاكي ورحلة الكفاح :

مؤسس سلسلة مطاعم الكنتاكي المنتشرة حول العالم، يعرفه الجميع بأنه رجل الأعمال الأمريكي هارلند ساندرز، الذي حمل في حياته لقب كولونيل، وتوفي في عام 1980م مخلفاً ثروة تقدر بملايين الدولارات، وهذه بالفعل نهاية قصتنا، أما بدايتها فقد كانت على النقيض تماماً..

الحياة المبكرة :

تأسيس مطعم كنتاكي ما هو إلا حلقة بسلسلة كفاح هذا الرجل، فساندرز قد ولد لأسرة فقيرة متعثرة مادياً، وزد سوء وضع الأسرة المادي بوفاة الأب، ولم يكن الطفل ساندروز يملك الحياة سوى شيئان، أولهما طموحه ورغبته الجامحة في تغيير واقعه المرير، وثانيهما هوايته وموهبته في إعداد الطعام وابتكار طرق جديدة له.. أراد ساندرز أن يكمل تعليمه الثانوي فاضطر للعمل في سن مبكر، ولتفوقه الدراسي التحق بالجامعة وتخصص بدراسة القانون، ثم عمل لفترة كمحامي تابع لإحدى الشركات الاستثمارية، لكن الراتب الذي كان يتقاضاه كان زهيداً جداً، ورأى أنه لن يحقق طموحه المرغوب من عمله كمحامي، فقرر امتلاك محطة وقود على طريق ولاية كنتاكي السريع، وبالفعل انتقل إليها وهناك كانت بدايته الحقيقية.

المطعم الأول :

حين بلغ مؤسس كنتاكي السيد ساندرز الثلاثين، كان قد امتلك محطة وقود على إحدى طرق الولاية السريعة، لكن مشروعه الاستثماري المتواضع هذا، لم ينسيه هوايته الأساسي وهي الطهي وإعداد الطعام، والتي كان دائم الحديث عنها مع المقربين منه، وذات يوم كان يحدث صديق له عن الوجبات السريعة، فأخبره الأخير بأن المدينة لا يوجد بها مطعم جيد لهذه الوجبات، وهنا رأى ساندرز أنه آن أوان استغلاله لمهاراته، وأن ما قد يقدمه للعملاء بالتأكيد لن يكون أسوأ من المطاعم الأخرى، وبالفعل قام بتحويل المخزن الصغير الملحق بمحطة الوقود إلى مطعم، يقدم الوجبات الجاهزة والسريعة للمسافرين على الطريق السريع، وكان ساندرز على حق في اعتقاده وإيمانه بمواهبه، فخلال فترة زمنية وجيزة حقق مطعمه الصغير شعبية واسعة، وكان أغلب المسافرون يتوقفون عنده للحصول على وجبة الغداء من مطعمه.

نجاح المطعم :

لم يكن في خلد ساندرز في ذلك التوقيت، أنه سيقوم ذات يوم بإقامة سلسلة كنتاكي العملاقة، فقد كان اسم مطعمه الصغير “مطعم ساندرز للوجبات السريعة”، وبفضل النجاح الذي حققه المطعم وتضاعف أرباحه في فترة وجيزة، قرر ساندرز وصديقه إيقاف نشاط محطة الوقود نهائياً، وتحويل المساحة بالكامل إلى مطعم، يتسع لأكثر من 140 عميل بدلاً من مطعمهم الصغير الذي سعته 40 عميلاً فقط، وأعد ساندرز دراسة الجدوى اللازمة لتوسيع مشروعه، وبالفعل اتساع المساحة ترتب عليه ارتفاع معدلات الربح، حتى أن الولاية عرضت على ساندرز شراء مطعمه بمقابل مادي كبير، إلا أنه رفض العرض وقرر الاستمرار في إدارة مشروعه بنفسه.

صدمة جديدة :

بعد أن رفض ساندرز بيع مطعمه إلى الولاية بمبلغ ضخم، اضطر لبيعه بنصف قيمة المبلغ الذي كان معروضاً عليه، وذلك بسبب إعادة تخطيط المدينة وتغيير مساراتها، فالمطعم الذي كان يطل على الطريق الرئيسي السريع للمدينة، أصبح بذلك يطل على ضاحية سكنية فقيرة، وبالتالي انخفضت معدلات ربحه وتكبد ساندرز خسائر فادحة متلاحقة، ورغم قسوة الموقف كان ساندرز في قرارة نفسه يعلم أنه قادر على البدء من جديد، لكنه لم يعلم آنذاك أن بدايته الجديدة ستكون انطلاقته الكبرى، وإن تلك المصيبة التي لحقت به، ستكون سبباً في إقامة أكبر سلسلة للوجبات على مستوى العالم، وهي سلسلة مطاعم كنتاكي للوجبات السريعة والدجاج المقلي.

خلطة السرية :

الخلطة السرية هي العبارة التي تستخدم في الدعاية لمطاعم كنتاكي حتى اليوم، وقد يخال البعض أن تلك العبارة ما هي إلا جملة مبالغة، تطلقها إدارة سلسلة المطاعم فقد لجذب الزبائن، إلا أن الحقيقة أن هناك خلطة سرية بالفعل تستخدمها تلك المطاعم، أو بمعنى أصح كانت سرية لفترة طويلة من الزمن، واليوم هي حكر بموجب براءات الاختراع على سلسلة مطاعم كنتاكي ،وأول من توصل لسر تلك الخلطة هو ساندرز، الذي قام بإجراء العديد من التجارب، من خلال خلطه بين أنواع التوابل المختلفة، في محاولة للتوصل إلى أفضل مذاق للدقاق المقلي، وفي النهاية توصل إلى خلطته التي تتكون من حوالي 11 نوعاً من التوابل، وكان ذلك في عام 1940م تقريباً، وكان ساندرز آنذاك في الأربعين من عمره، أو أكثر قليلاً.

المتاجرة بخلطة كنتاكي :

لم يعرف السيد ساندرز -مؤسس كنتاكي – الاستسلام يوماً، وفي المرحلة العمرية التي يتجه خلالها الكثيرون إلى التقاعد، كان هو يبدأ رحلته مجدداً ومن نقطة البداية، وراهن على تلك الخلطة السرية التي توصل إليها، وراح يطوف أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، محاولاً إقناع أصحاب المطاعم بشراء تلك الخلطة منه، إلا أن مؤسسة سلسلة المطاعم الكبرى كان على موعد مع صدمة أخرى، إذ أن رحلته الطويلة لم يجن منها سوى خمسة تعاقدات فقط، وكان جني أمواله يتطلب منه السفر كل شهر إلى خمسة مدن مختلفة، والمقابل المادي لم يكن يتطلب كل ذلك العناء، إلا أنه وافق وقبل بذلك الوضع، إذ أنه كان يحتاج إلى المال لاستكمال مشواره وخطته وحلمه.

مطعم كنتاكي الأول :

خلال سنتين لم يقم ساندرز بعمل شيء، سوى إعداد الخلطة وبيعها جاهزة إلى المطاعم الخمسة، وقد لاقت خلطته استحسان الزبائن وزاد الطلب عليها، وفي المقابل باتت المطاعم تطلب من ساندرز توفير كميات مضاعفة منها، ونتيجة كل ذلك زاد المقابل المادي الذي يحصل عليه في كل رحلة عمل، والذي عمل على ادخار النسبة الأكبر منه، وبعد سنتين كان قد توفر معه من المال ما يكفي لاتخاذ أول خطوة على طريق الحلم، فقام بتأسيس الفرع الأول من فروع مطاعمه الخاصة، والذي أطلق عليه اسم مطعم دجاج كنتاكي.

احتكار الخلطة :

بالطبع فور تمكن ساندرز من تأسيس مطعم كنتاكي ،امتنع تدريجياً عن بيع الخلطة السرية لقلي الدجاج إلى المطاعم الأخرى، فكلما انتهت مدة تعاقدته مع أحدهم كان يرفض التجديد لمدة أخرى، ومن ثم أصبح الدجاج المقرمش المميز بالنكهة السحرية حكراً عليه، ولم يكن هناك مطعم في الولايات المتحدة الأمريكية يقدمه سواه، وكان ساندرز قد استفاد من بيعه للخلطة للمطاعم بصورة أخرى، حيث كان ذلك وسياة دعائية غير مباشرة بالنسبة له، فقد كانت الزبائن قد سبق لها وجربت خلطته، وأعجبت بالدجاج الشهي والنكهة المميزة له، وحين احتكر هو الخلطة وقصر استخدامها على مطعمه، توجه الزبائن إليه ليحصلوا على ذات المنتج الذي بات من مفضلاتهم، وهذا جعله يحقق أرباح كبيرة في فترة زمنية قصيرة.

توسع مطاعم كنتاكي :

النجاح الذي حققته مطاعم كنتاكي فاق تصور ساندرز، فبحلول عام 1960 بلغ عدد أفرع المطعم بأمريكا وكندا حوالي 600 فرعاً، وصار في تلك الفترة الوجيزة أحد أشهر المطاعم العالمية، الأمر الذي جعله مطمعاً للعديد من المستثمرين بمجال الصناعات الغذائية، وتلقى ساندرز أكثر من عرض لشراء السلسلة، وفي عام 1964م تلقى ساندرز عرضاً سخياً من شركة بيبسيكو، فقام ببيع السلسلة بمقابل مليوني دولار أمريكي، بجانب راتب شهري ضخم يتقاضاه شهرياً مدى الحياة، وكان شرطه الأساسي هو ألا تنقطع علاقته بمشروعه الضخم، فنص العقد على أن يحتفظ ساندرز بمقعد دائم ضمن مجلس إدارة المجموعة، ونجاح مطاعم كنتاكي والأرباح الخيالية التي كانت تحققها، أجبرت الشركة على القبول بكافة شروط ساندرز دون نقاش.

مطاعم كنتاكي حالياً :

مطاعم كنتاكي حالياً تتبع إدارتها حالياً شركة “يام براندز”، وهي أكبر الشركات العاملة بمجال إدارة مطاعم الوجبات السريعة، وتملك بجانب كنتاكي مطعمي هارديز وبيتزا هت، وهي من أطلقت على السلسلة الشهيرة اسمها المختصر KFC، وهي الأحرف الأولى من Kentucky fried chicken وتعني دجاج كنتاكي المقلي، ويتواجد مطعم كنتاكي حالياً في أكثر من تسعين دولة حول العالم، من بينها جميع الدول العربية تقريباً، ولا تزال سلسلة المطاعم الكبرى تعرف بشعارها المميز، والذي يتمثل في صورة الرجل المُسن ذو اللحية والشارب الأشيبان، وذلك الرجل هو المؤسس الأول لسلسلة المطاعم هارلند دافيد ساندرز.

محمود حسين
محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأرى أن وصفها بالمهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل