الرئيسية العلوم لماذا يبكي الإنسان وماذا يحدث في جسده عند البكاء ؟!

لماذا يبكي الإنسان وماذا يحدث في جسده عند البكاء ؟!

1
لماذا يبكي الإنسان

البكاء هو أحد التأثيرات النفسية التي تحدث للإنسان نتيجة التأثر الشديد سواء بالفرح أو الحزن، وهي حالة خاصة بالإنسان وحده دون غيره من الكائنات الحية، كذلك فهي تختلف من شخص لأخر فالبعض أسرع بكاء وذرفاً للدموع من غيره، لكن ماذا يحدث في جسم الإنسان عندما يبكي؟ وكيف تتكون الدموع ؟

لماذا يبكي الإنسان وا تأثير ذلك على الجسد  ؟!

مما تتكون الدموع؟

الجهاز المسئول أساساً عن فرز الدموع هو الجهاز الدمعي، وهو جهاز متناهي الصغر يوجد في طرف العين الخارجي متصلاً بالأنف، لذلك يسيل أنف الإنسان عند البكاء نتيجة لتسرب الدموع في القناة التي تصل بين العين والأنف.

المكون الأساسي للدموع هو الماء بالإضافة إلى بعض الأملاح الأخرى، وينقسم الدمع إلى نوعان أساسيان هما:

  • الدموع الفيزيائية

وهي الدموع التي تفرز لحماية العين من أي ميكروب أو شيء قد يضرها وتنقسم إلى:

♦ الدمع المنظف:

وهي الدموع التي تفرزها العين بشكل طبيعي للمحافظة على الترطيب الخارجي لها، كما يحدث في حالات الإصابة بالبرد والحمى حيث تصبح العين الخارجية جافة فتفرز الدموع لترطيبها وحمايتها من الجفاف.

♦الدمع العاكس:

هذا النوع يفرز عندما تشعر العين بالتهديد نتيجة دخول أي شيء إليها قد يؤذيها كما يحدث تماماً عند تقشير البصل، فوجود بعض الغازات الطيارة التي تؤذي العين وتهيجها تدفعها للدفاع عن نفسها عن طريق إفراز الدموع.

  • دموع كيميائية

هذا النوع من الدموع يفرز عند التأثر الشديد سواء كان الإنسان فرحاً أو حزيناً، وعند تحليله وجد أن هذا النوع يحتوي على نسبة عالية من بعض الهرمونات المهدئة للجسم مثل البروكلاكتين والمنجنيز.

لماذا يبكي الإنسان؟

  • البكاء هو عملية طبيعية تحدث للإنسان عند شعوره بالألم سواء كان نفسياً أو جسدياً، فرغم قدرة العقل على التفريق بين أنواع الألم إلا أن الجسم لا يفعل ذلك، فقد أثبتت الدراسات أن الجسم يتعامل مع الآلام النفسية والجسدية بشكل واحد تقريباً لذلك يبكي الإنسان بنفس الطريقة إذا كان حزيناً أو إذا كسر زراعه.
  • أثبتت الأبحاث أيضاً أن البكاء يساعد جسم الإنسان على الاسترخاء رغم التغيرات الجسدية الشديدة التي تحدث له أثناء عملية البكاء كارتفاع ضغط الدم وتزايد معدل ضربات القلب، إلا أن البكاء يساعد الجسم على التخلص من بعض السموم والهرمونات التي تؤدي لتوتر الجسم وقد تسبب أعراضاً شديدة إذا زاد معدلها بشكل كبير كالصداع الدائم أو تساقط الشعر حتى أن الأمر قد يصل لبعض الأمراض النفسية، لذلك فإن عملية البكاء مفيدة جداً للجسم فوجد أن الأشخاص الذين يعبرون عن مشاعرهم بطريقة عفوية أكثر صحة ويعيشون أطول من الأشخاص الذين دأبوا على كتمها.

لماذا يبكي البعض أكثر

  • لم يتأكد العلماء تماماً بعد إن كان ذلك بسبب العادات والتقاليد أم الهرمونات الموجودة في جسم الإنسان، فمن المعروف أن النساء يتأثرن بشكل أسرع ويميلون للبكاء أكثر من الرجال، يعتقد العلماء ان ذلك عائد لهرمون في جسد المرأة يدعى البرولاكتين وهو مسئول عن نمو الجنين لذلك نسبته في جسد المرأة أعلى 60% من الرجل.
  • كما وجد العلماء عند ملاحظة الأطفال في سن الطفولة وحتى الذهاب للمدرسة يبكون بشكل متساوي سواء كان ذكر أم أنثى ثم تقل معدلات البكاء مع تقدم العمر بالنسبة للذكر حتى تعود متساوية في سن الشيخوخة، لذلك فمن المرجح أن يكون الأمر عائداً للهرمونات التي تعززها عادات وتقاليد المجتمع بإعتقادهم أن بكاء الرجال ضعف!

فوائد البكاء

كما ذكرنا سابقاً أن البكاء له العديد من الفوائد على صحة الإنسان العامة منها ما يلي:

  • المحافظة على صحة العين

    فالدموع التي تفرز بشكل طبيعي تساعد على حماية أنسجة العين الخارجية من الجفاف وبالتالي تساعد على تحسين الرؤية وإزالة الإفرازات المخاطية التي قد تؤدي لرؤية ضبابية.

  • الحماية من الإصابات البكتيرية

    تحتوي الدموع على مركب يسمى lisozom  له خاصية مطهرة وقاتلة للجراثيم، لذلك فهو يعمل على قتل البكتيريا الضارة التي تصل للعين من الجو المحيط وقد تؤدي لإصابتها بالعديد من الأمراض الخطيرة

  • خفض مستوي هرمونات التوتر

    عندما يتوتر الإنسان فإن كيمياء الجسم تصاب بالاختلال فيفرز العديد من الهرمونات التي قد تكون مضرة أو سامة إذا زادت عن الحدود الطبيعية، لذلك فالبكاء يساعد على التخلص من هذه السموم وخفض معدلات التوتر في الجسم، كما يساعد على إطلاق هرمونات تساعد على الاسترخاء كهرمون الغدة الكظرية.

  • يطيل العمر!

    نعم فالأشخاص الذين يبكون بمعدلات أكثر هم أقل عرضة للإصابة بالأزمات القلبية وغيرها من الأمراض التي تنتج عن الضغط العصبي الشديد مثل السكر وضغط الدم، كذلك فإن البكاء يخلص الجسم من بروتين الألبومين مما يساعد على تحسين عملية الهضم.

في النهاية البكاء طبيعة لم يخلقها الله ويميز بها الإنسان عبثاً بل جعل لها من فوائد تعود عليه، لذلك لا تستمع للعادات والتقاليد الواهية التي تتهم الرجل بالضعف عند البكاء، فقد بكى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حزناً على موت ابنه إبراهيم فقال قولته الشهيرة “إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون” ثم وصف البكاء بالرحمة، فلو كان البكاء ضعفاً أو عيباً لكان أولى برسول الله الامتناع عنه وهو أقوى وأشجع ولد أدم وأكثرهم تنزلاً عن الضعف أو النقصان!

1 تعليق

  1. البكاء يريحني جدا ويجعلني اكثر راحة واسترخاء
    وهو صدي صوتي واحزاني

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version