الرئيسية الشخصيات لماذا يعد ليوناردو دا فينشي من “علماء” عصر النهضة؟

لماذا يعد ليوناردو دا فينشي من “علماء” عصر النهضة؟

0

ليوناردو دا فينشي لا جدال إنه أحد أهم وأبرز مبدعي عصر ونهضة، بل إننا لن نبالغ ولن نوفيه حقه إن قلنا بأنه أحد أبرز المبدعين في التاريخ على الإطلاق، فكيف لا يكون كذلك هو صاحب الروائع الفنية وأبرزها لوحة الموناليزا العجيبة، وُلِد دا فينشي في عام 1452م وتوفي في 1519م، ويشتهر بكونه فناناً مارس الرسم وكتابة الشعر وكذا قام بنحت التماثيل، لكن كثيرون يغلقون الوجه الآخر لـ ليوناردو دا فينشي .. وجه دا فينشي العالم والباحث والمخترع، فالفن هو صناعة البهجة وهو من أكثر الأشياء المحببة إلى نفوس البشر، لهذا ذاع صيت ليوناردو دا فينشي كفنان ومبدع، فهذا هو الجانب الذي أحبه الناس فيه، أما هو فيشتهر بكونه شخصية فضولية لا تكف عن التساؤل، وكان يستمد طاقاته من خلال تلك التساؤلات التي لا تتوانى عن العصف بذهنه، لكنه لم يكتف فقط بالتعبير عن تلك المشاعر من خلال الفن، بل حاول جاهداً الوصول إلى تفسيرات مدعمة بالأدلة والبراهين، فصار بذلك عالماً لا يقل في براعته وشموليته عن الفنان،

العالم والمخترع ليوناردو دا فينشي :

أحقية ليوناردو دا فينشي فيما حققه من شهرة وما ارتقى إليه من مكانة، لم يكن منشأه فقط كونه أحد أمهر الفنانين في عصره، بل لكونه أيضاً أحد أبرز وأبرع العلماء، والدليل على ذلك إسهاماته العلمية العديدة التي جعلت منه أحد أبرز رواد عصر النهضة، وهي كالآتي:

استحداث أسلوب البحث العلمي :

أسلوب البحث العلمي الذي وضعه ليوناردو دا فينشي وعمل به، يأتي على رأس الأسباب التي تجعله من رواد عصر النهضة، فقد جاء ليوناردو دا فينشي بأسلوب مغاير تماماً لأساليب جاليليو جاليلي ونيوتن، فقد كان يعني تماماً بأدق التفاصيل، ويتناول كل منها على حدا بالبحث والتحليل والفحص، كما كان يعتمد على التدوين بجانب الملاحظة، وهو الأمر الذي لم يكن يفعله العلماء السابقين لعصره.

أثر أبحاثه :

العديد من أبحاث ونظريات ليوناردو دا فينشي لم يتم تطبيقها في زمنه، والسر في ذلك راجع لضعف الإمكانيات وقتها، ولكن ذلك لا يعني إنها عديمة القيمة أو الفائدة، بل إن الحقيقة إنها على النقيض من ذلك تماماً، فأبحاث ليوناردو دا فينشي أثرت في العلماء الذين جاءوا بعده، بل إن تأثيرها لا يزال مستمر حتى يومنا هذا، فقد احتوت دراسات ليوناردو دا فينشي على أبحاث متعلقة بعمل الدورة الدموية، كذلك يعد من أوائل من درسوا ردة فعل العين، وهو بذلك يعد سابقاً للعالم الحسن بن الهيثم، إلا إن دراسات الأخير كانت أكثر عمقاً وأكثر شمولية، وكذلك توصل دا فانشي إلى العلاقة بين أطوار القمر وظاهرة المد والجزر.

ربط الفن بالعلم :

تحدثنا اليوم عن ليوناردو دا فينشي بصفته عالماً، لا يمكن أن يجعلنا نغفل كونه فناناً بارعاً أنتج العديد من الروائع، وقد كرس ليوناردو دا فينشي موهبته الفذة في الرسم والتصوير لخدمة المناحي العلمية، فإن نظرنا بالأبحاث التي أعدها دا فانشي سنجدها متضمنة العديد من الصور الإيضاحية، وأكبر مثال على ذلك البحث الذي تناول من خلاله آلية حركة الذراع البشري، والذي تضمنت الصفحة الواحدة منه حوالي أربعة رسومات، تصور كل منها واحدة من حركات المفصلات العظمية، وذلك الأسلوب أيضاً لم يُعرف في العصور التي سبقته، بينما في زمننا المعاصر صار استخدام وسائل الإيضاح في البحث العلمي من الأمور المُسلم بها، والفضل في ذلك يرجع إلى رائد عصر النهضة ليوناردو دا فينشي

سابق لعصره :

الخيال كان صفة أصيلة في ليوناردو دا فينشي سواء كعالم أو كفنان، ولهذا فإن الاختراعات أو الأعمال التي قدمها تنقسم في مجملها إلي قسمين، أولهما قسم الابتكارات العملية التي كانت قابلة للتنفيذ في زمنه، والقسم الثاني سُمي ابتكارات غير عملية، أي إن الإمكانيات الفقيرة التي كانت متاحة حينها حالت دون تنفيذها، ولكن ذلك حدث في العصور اللاحقة لعصر ليوناردو دا فانشي ،مثال على ذلك هو تصميمه لواحدة من بدل الغوص، وكذا كان لديه تصور حول مدى ابتكار آلة تساعد الإنسان على الطيران، ومن عاصروا ليوناردو دا فينشي واطلعوا على هذه التصورات اتهموه بالجنون، لكن وجود الطائرة في حياتنا اليوم هي وبدلات الغطس، يخبرونا بأنه كان عبقري فذ سابق لكل ابناء عصره.

Exit mobile version