الرئيسية الطبيعة لماذا لا تعبتر التماسيح أحد أنواع القواطير ؟

لماذا لا تعبتر التماسيح أحد أنواع القواطير ؟

0
لماذا لا تعبتر التماسيح أحد أنواع القواطير

التماسيح هو مسمى أطلق مجازاً على كافة الزواحف العملاقة المنحدرة من رتبة التمساحيات، وهذا يشكل خطأً فادحاً وخلطاً بيناً بين أنواع عديدة تتشارك بعض الخصائص وتختلف في معظمها، ودائماً ما يكون هذا الخلط بين نوعين من هذه الرتبة هما التماسيح والقواطير، وذلك بسبب التشابه في الشكل العام بين كلا النوعين، لكن إذا دقننا النظر سنجد أن هناك اختلافات جوهرية عديدة تفرق بينهما، والتي لا يمكن معها اعتبار التمساح أحد أنواع القواطير.

 الاختلاف بين التماسيح والقواطير :

وبغض النظر عن الصفات التي تميز كل نوع من كلاهما عن غيره، والتي أوردها العلماء والتي هي متعلقة بالتكوين الفسيولوجي لكل منهما، فأن علماء الطبيعة ومستكشفي البرية قد حددوا مجموعة خصائص جسدية شكلية، تفرق بين أنواع التماسيح وأنواع القواطير الأخرى، وهي سمات ظاهرية شكلية بسيطة يمكن للعوام ملاحظتها بسير، وهذه الفروقات الجسدية تتمثل في النقاط التالي ذكرها :

 الرأس :

أول العوامل المميزة بين التماسيح والقاطوريات وأكثرها ظهوراً هو الشكل الذي تأخذه رأس كل منهما، فنجد أن رأس التمساح أقل عرضاً من رأس القاطور، بجانب أن رأس القواطير تُعرف بكونها أقصر نسبياً من الرأس المدبب لأنواع التمساحيات الأخرى، كما أن رأس القواطير تكون بها شيء قليل من الفلطحة بسبب زيادة عرضها النسبي عن رأس التماسيح ،ويمكن تمييزها من الشكل الذي تتخذه والذي هو أقرب إلى شكل حرف ( U )، بينما رأس التمساح فهو أقرب إلى أن يكون مدبب الطرف، إذ يتميز بشيء من العرض بأعلى الرأس بالمنطقة الفاصلة بين العينين، وتنحدر بضيق في اتجاه منخاري الأنف، مما يجعله أقرب إلى شكل الرقم سبعة بالعربية أو شكل حرف ( V ).

 الطول :

الاختلاف التماسيح والقواطير من حيث الطول هو أحد الفروق المتجلية بين كلا النوعين، ولكن قد يكون من الصعب الاعتماد على هذا العامل منفرد في التفرقة بين التمساح والقاطور، إذ أن رتبة التمساحيات في مجملها تتميز بتفاوت أطوال أنواعها على تعددها واختلافها، وفي المُطلق يمكن اعتبار أن التماسيح أكبر من القواطير من حيث امتداد الطول، إلا أن تفاوت الأحجام في هذه الرتبة قد يكون سبباً في تداخل الأمر خاصة بالنسبة لغير المتخصصين في علم الحيوان.

فـ التماسيح منها ما هو صغير ويبلغ من الطول حوالي بضعة إنشات، ومنها ما يعرف باسم التمساح العملاق والذي يتجاوز طوله الـ7 أمتار كاملة، وهو التمساح الذي يحيا في محيط الماء المالح، وبين هذا وذاك أنواع عديدة من التماسيح الأخرى المتفاوتة الأطوال والأحجام.

أما بالنسبة إلى القواطير فأن متوسط طوله الدارج والمنتشر يكون حوالي 2.5 متراً، لكن هناك أرقام قياسية سجلت لأنواع من القواطير وجنس الكايمن من حيث الحجم، مثل الكايمن الأسود الذي يتوافر في محيط نهر الأمازون وهو من المخلوقات المعرضة إلى الانقراض، والذي يستمر نموه لفترات طويلة من حيته حتى أنه قد يبلغ حوالي خمسة أمتار، وأيضاً القاطور الأمريكي سجل الرقم الأكبر في عالم القاطوريات باكتشاف أحد أنواعه بطول 5.79 متراً.

ومما سبق نستنتج أن هناك تماسيح تماثل القواطير في أحجامها أو تقل عنها، إلا أن أضخم أنواع القواطير المسجلة يقل في حجمه عن بعض أنواع التمساح الأخرى، مما جعل القاعدة السائدة هي أن التماسيح تتفوق من حيث الضخامة على القواطير، ومن ثم صار عامل الطول والحجم أحد أهم العوامل التي يمكن من خلالها التفرقة بين كلا الجنسين.

 الأقدام الخلفية :

الاختلاف بين كلا النوعين المذكورين في الطول والحجم كان من الطبيعي أن يتبه اختلاف في طبيعة الأطراف، فنجد أن أطراف التماسيح تتميز بالسمك العضلي وهي أكثر قوة من الأنواع الأخرى وهي القواطير، وذلك كي تتمكن من حمل أوزانها الهائلة وكذا تمثل الأطراف القوية عامل اتزان للجسم الطويل المحمول فوقها، وليست القوة وحدها ما يميز أقدام التمساح عن أقدام القواطير، فنجد أن هناك أختلاف ظاهري واضح وهو انتشار كم من النتؤات بالغة الخشونة على أرجل التمساح الخلفية بالأخص، بينما القواطير على اختلاف أنواعها تفتقر إلى هذه النتؤات وتكون أقدامها ملساء أكثر، ولكن هذا لا يعني أن التماسيح تثتأثر بكافة المميزات فيما يخص الأقدام، بل على عكس فأن القواطير تمتلك ميزة عظيمة تتفوق بها على قرينتها، وهي أن القواطير تمتلك غشاءً غاية في الرقة يربط بين أصابع أقدامها الخلفية، ويعد ذلك الغشاء من العوامل بالغة الأهمية بالنسبة لحياة القواطير، إذ أنه يسهل عليه عملية السباحة ويجعل حركته أيسر وأسرع في الماء.

  المحيط المائي :

التمساحيات بكافة ما يندرج تحتها وما يتفرع عنها من أجناس وأنواع تهوى الماء، ورغم قدرة هذه الكائنات على العيش خارج المياه إلا أنها تفضل البقاء بداخلها لفترات طويلة، مما جعل المحيط المائي أحد العوامل التي لا يمكن إغفالها عند الحديث عنها، أو الحديث عن الفروق التي تميز أحد نواعها مثل التماسيح ونوع آخر كالقواطير، فبعقد مقارنة بين البيئة المائية التي تتلائم مع هذا وذاك سنجد أن :

القواطير : المحيط المائي المحبب إلى القواطير هو الماء العذب، ولهذا نجدها أكثر انتشاراً في ماء الأنهار وعلى ضفافها الجانبية، ويتميز نهر الأمازون على سبيل المثال باحتوائه على أكثر من نوع من أنواع القواطير.

التماسيح : هي على النقيض تفضل العيش في محيط مياه البحار والمحيطات المالحة، وهذا بفضل ما حباها به الله من خصائص جسدية تمكنها من تحمل درجات الملوحة المرتفعة.

ولكن هذا الاختلاف لا يعني التزام كل من هذين النوعين ببيئة مائية معينة، إنما المقارنة هنا من حيث التفضيلات فقط ونسبة الانتشار، لكن بالنسبة للخواص الجسدية فإن كل من التماسيح والواطير يمكنهما العيش في المياه المالحة والعذبة، وخير دليل على ذلك هو تماسيح الأنهار التي تنتشر في محيط المياه العذبة.

 الفك والأسنان :

ذكرنا في السابق أن هناك اختلاف جوهري بين الشكل الذي تتخذه رؤوس التماسيح ورؤوس القواطير، وذلك الاختلاف نتج عنه اختلاف آخر في شكل الفك وتركيب الأسنان، ويبين هذا الاختلاف جلياً عند انغلاق فم كلا النوعين فيبرز اختلاف الأسنان بمعنى :

التماسيح : فك التمساح المُتخذ لوضعية حرف V يجعل فكيه غير متطابقين، وهو ما يؤدي إلى بروز أسنان الفك السفلي لخارج الفك العلوي، بمعنى أنه يكون بمقدورنا رؤية صفي أسنان التمساح حتى مع غلقه لفمه، وبالأخص الناب الناتئ بالنسبة للتماسيح يعد علامة مميزة للتفريق بينها وبين غيرها.

القواطير : على خلاف التماسيح الرأس العريض المفلطح للقواطير يجعل هناك تطابق بين حجم الفكين، وهو ما يؤدي إلى اختفاء أسنانهم داخل أفواههم عند غلقها.

 الشراسة :

رغم أن كلا من القواطير و التماسيح ينحدرا من رتبة واحدة إلا أن هناك تفاوت كبير في سلوكهما، فنجد أن القواطير تتسم بالاستكانة والخمول في أغلب الأحيان ولا تهاجم إلا إذا كانت جائعة، حتى أن حركة الإنسان في محيطها لا تثيرها ولا يكون معرضاً لخطر كبير في جوارها، أما التماسيح فهي على النقيض تماماً تشتهر بشراستها وعدوانيتها المفرطة، فالتمساح من الكائنات التي من السهل استثارتها وتهب لمهاجمة المخلوقات الأخرى بمجرد استشعارها في وجودهم.

Exit mobile version