الرئيسية الدين لماذا فرض الله الزكاة على المسلمين ومن هم مستحقوها؟!

لماذا فرض الله الزكاة على المسلمين ومن هم مستحقوها؟!

0
لماذا فرض الله الزكاة على المسلمين

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، تحديداً هي الركن الثالث، لا يكتمل إسلام المسلم بدون إخراجها، فحكمته سبحانه وتعالى في فرضها لا تكمن في اقتطاع جزء من أموال الأغنياء ومنحها للفقراء فقط، بل لما تضفيه من تماسك وترابط بين أفراد المجتمع الإسلامي، فتمني روح التعاون وتزيل الحقد من قلوب الفقراء والتكبر من قلوب الأغنياء، لكن ما هو تعريف الزكاة وعلى من تجب؟ وما مصارفها ومستحقوها؟

لماذا فرض الله الزكاة على المسلمين ؟!

تعريف الزكاة

الزكاة في اللغة العربية تعني النماء والإصلاح واصطفاء الشيء، بينما بالمعنى الشرعي تعرف الزكاة على أنها جزء من المال يجب على المسلم اقتطاعه منحه لمستحقيه من الفقراء الذين ورد ذكرهم تحديداً في القرآن إذا ما بلغت أمواله النصاب، وتم تسمية هذا الجزء بالزكاة لأنه ينمي أموال المسلم ويطهرها ويزيدها لا ينقص منها.

الحكمة من فرض الزكاة

لم يفرض الله الزكاة على المسلمين عبثاً ولا ليمنح ما لا يستحق جزء من تعب وعرق أخيه، بل فرضها تطهيراً لنفوس المسلمين من الكره والتكبر والبخل، وإشاعة للترابط والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، إذا نظرنا لفضل الزكاة نجد أن مخرجها أنفع به وأكثر حاجة إليها من متلقيها، فهي رحمة ينزلها الله على عبده المؤمن تجلب له الرزق والتأييد من الله عز وجل فينصره ويوفقه لما فيه خيراً من أمور دينه ودنياه، كما أن إخراجها والالتزام بها صفة أصيلة من صفات أهل الجنة.

أدلة وجوب الزكاة في القرآن الكريم

قد ورد ذكر الزكاة في أكثر من موضع في كتاب الله عز وجل وذلك تأكيداً لأهميتها وفضلها العظيم، من أمثلة هذه المواضع ما ذكر في سورة البقرة آية 43 (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ )، سورة التوبة آية 18 (‏إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله‏)، سورة المؤمنون آية 4 حينما عدد الله صفات المؤمن الحق (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ).

مصارف الزكاة

تختلف الزكاة كثيرا عن الصدقة والضرائب، فلا يغني عن أدائها أي من المصارف السابقة مهما كان مبلغها، فالزكاة محددة المصارف لا يجوز منحها لغير أهلها الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، على عكس الصدقة فيجوز إخراجها بأي قدر وفي أي مكان يرى المسلم أنه يستحق كما أنها لا تخضع لنسبة معين بل لتقدير الشخص وليست حكراً على فئة بعينها ولا مبلغ معين من المال كالزكاة، أما الضرائب فتستخدم في تمويل المنشئات العامة ورعاية مصالح عامة الشعب وتوفير الخدمات التي يحتاجونها سواء طبية أو أمنية ..إلخ.

أما مصارف الزكاة فهي ثمانية وردت في سورة التوبة آية 60 على سبيل الحصر لا المثال كما يلي:

(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)

  • الفقراء: والفقير هو من لا يجد قوت يومه ولا يستطيع إعالة نفسه وأسرته.
  • المساكين: المسكين هو من يستطيع تدبر قوت يومه بالكاد دون أن يدري إن كان سيستطيع توفير حاجته في الغد أم لا.
  • العاملون عليها: هم المختصون بجمع الزكاة من دافعيها وإيصالها لمستحقيها، وقد صرح الإسلام لهؤلاء بجواز أخذ ما يكفي حاجتهم من الزكاة لما يتطلبه جمعها من مشقة وتفرغ.
  • المؤلفة قلوبهم: وهم من دخلوا الإسلام حديثاً ومازالوا مشتتين غير مكتملي الإيمان أو من لم يدخلوا في الدين بعد، لاستمالت قلوبهم وتقريبهم من الإسلام وتعريفهم به.
  • الرقاب: وهم العبيد الذين تم تحريرهم من قبل مالكيهم حتى يجدوا قوت يومهم ويتمكنوا من ترتيب شؤون حياتهم، لكن هذا المصدر انتفى الآن لتحريم العبودية وانتهاء عصرها.
  • الغارمون: هو من استدانوا الكثير من الأموال ولم يستطيعوا توفيتها لضيق اليد فيجوز أن يتم منحهم جزء من الزكاة لرد ديونهم.
  • في سبيل الله: تعني أن يتم صرفها على تجهيز الجيوش الإسلامية والمجاهدين لا أن تصرف في الأعمال الخيرية كما هو شائع عن معظم الناس، فالأعمال الخيرية من مصارف الصدقة لا الزكاة.
  • ابن السبيل: هو الذي سافر من بلد لبلد وانتهى ماله أو سرق ولم يعد معه ما يكفيه للعودة إلى بلده فيتم إعطائه جزء من الزكاة تكفيه ليعود.

كانت هذه هي المصارف الثمانية التي حددها الإسلام للزكاة ولا يجوز وضعها في غير هذه المواضع، فإن فعل المسلم على سبيل الخلط أو عدم الفهم حسبت صدقة ويكون عليه إخراج الزكاة من جديد في مواضعها المعروفة.

شروط وجوب الزكاة

  • الإسلام

    وهو أول وأهم شرط فلا تجب الزكاة على غير المسلمين من أهل الكتاب أو الديانات الأخرى.

  • بلوغ النصاب

    وهو الحد الأدنى الذي يوجب على المسلم إخراج الزكاة إذا بلغت أمواله هذا الحد.

  • الحولية

    لا يتم إخراج الزكاة إلا بعد مرور عام كامل على وجود الأموال في حوزة المسلم، إلا أن هناك أنواع من الزكاة ترتبط بالمواسم وتسمى الزكاة الموسمية وهي مختصة بالزروع فقط، فيتم إخراجها بعد الحصاد.

  • النماء

    أن يكون المال دائراً جالباً للرزق كأموال التجارة والماشية، فيتم احتساب الزكاة على العائد منها لا على الأصول ذاتها.

  • استيفاء الديون

    يتم احتساب الزكاة على المال المملوك للشخص وفي حوزته بعد أداء كافة ديونه والتزاماته، ولا يتم حسابه على الأموال التي أدانها المسلم لأخيه حتى يقوم الأخر بسداده.

Exit mobile version