الرئيسية الحقائق السياسة أسباب الحروب .. لماذا تندلع الحروب بين الدول؟

أسباب الحروب .. لماذا تندلع الحروب بين الدول؟

0

ما هي أسباب الحروب ولماذا تندلع؟.. حتماً تساءلت يوماً عن سر ذلك وأنت تشاهد نشرات الأخبار، وأردت التعرف على أسباب الحروبوهل تستحق هذه المعاناة؟!.. هل تستحق تشرد ملايين الأسر وهدم المدن العامرة وتدمير الثروات؟!.. بالتأكيد هي لا تستحق، الحرب المشروعة الوحيدة هي أن يهب جيش دولة ما للدفاع عن سيادته على أرضه، لكن مجرد قيامه بالدفاع فهذا يعني إن هناك على الجانب الآخر، من خرق القواعد وبادر بالاعتداء وسعى إلى إشاعة الفساد في الأرض، وهذا ما يجعلنا نتعجب.. ويدفعنا للتساؤل: لماذا تقدم بعض الدول على القيام بذلك؟!

أسباب الحروب عبر التاريخ :

أيا كانت أسباب الحروب فهي بالقطع لا تبرر دمارها، ما دامت تلك الحرب ليست بغرض الدفاع عن البلاد وحفظ أمنها، وإن قلبنا صفحات التاريخ فسنجد أسباب عديدة وواهية للحروب، منها:

1- الطمع في الثروات الطبيعية :

من بين أسباب الحروب المتعددة والمختلفة، فإن ذلك السبب هو الأكثر شيوعاً، وهو الدافع الأول لاندلاع العديد من الحروب بين الدول، خاصة تلك الحروب التي وقعت في زمننا المعاصر، فإن الدول تمتاز عن بعضها البعض بأحد أمرين، إما إنها تمتاز بما تحتوي عليه أراضيها من الثروات الطبيعية، أو إنها تمتاز بتفوقها العسكري وامتلاكها نظم تسليح متطورة، ومن يمتازون بالعامل الثاني يطمعن دوماً في الاستحواذ أيضاً على الأول، ومن ثم تشن هذه الدول غارات عسكرية على الدول الأخرى، طمعاً في الاستحواذ على مساحات معينة من أراضيها واستنزاف مواردها، بدلاً من الحصول عليها بالطرق الشرعية والمتمثلة في عقد الصفقات والتبادل التجاري. وكان البترول الذي يعد من أهم مصادر توليد الطاقة في زمننا الحديث، أحد أسباب الحروب التي اندلعت في العقود الثلاثة الأخيرة، فمنذ أن صار البترول يمثل أهمية استراتيجية بالنسبة للدول، صار الحصول عليه ورفع نسبة المخزون الاحتياطي منه أمر بالغ الأهمية، يجب أن يتحقق حتى وإن كان السبيل الوحيد لذلك هو شن الحرب.

2- إيجاد منافذ حدودية :

الحدود السياسية الفاصلة بين مختلف دول العالم، هي خطوط وهمية وظيفتها تحديد مساحات محددة من الأرض، واقعة تحت سيادة دول بعينها، ولكن في بعض الأحيان لا تقنع الدول بما هو متوفر في نطاق حدودها، فتسعى إلى أن تتوسع خارج نطاق حدودها وفرض سيطرتها على الدول المجاورة، أو أجزاء منها، لتصبح بذلك الرغبة في التوسع خارج الحدود أحد أسباب الحروب ،وهذا النوع من أنواع الحرب غالباً ما تسعى إليه الدول الداخلية، أي تلك الدول التي تكون محاصرة بين مجموعة من البلدان، ولا تكون مُطلة على أي منفذ مائي، مما يؤثر بشكل سلبي بالغ على طبيعة الحياة بها، كما إن ذلك الأمر يُضعف من اقتصادها، فإن عدم إطلال الدول على مسطحات مائية، فإنه يصعب من عمليات التجارة والتصدير ويرفع تكليفاتها فيخفض من عائداتها، هذا بجانب العديد من المزايا الأخرى التي تحرم منها، وبالتالي كان الطمع في إيجاد منفذ مائي أحد أسباب الحروب

3- تحقيق الزعامة والسيطرة :

في ظل ما بات العالم يتسم به من وحشية وما أصابه من جنون، فبات العنف هو السبيل الوحيد لإظهار القوة، ومن ثم كان إظهار القوة سبباً من أسباب الحروب ،ومنذ فجر التاريخ شنت الأمبراطوريات حروباً شعواء عبر القارات، وذلك لبسط نفوذها على أراضيها، واتساع رقعة البلدان الخاضعة تحت سيطرتها، وعند دراسة التاريخ نجد مئات الأدلة على ذلك، فالأمبراطوريات المتعاقبة جميعها سارت على النهج ذاته، ومنها امبراطورية بريطانيا العظمى في العصور الحديثة، والتي كان يقال عنها إنها إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس، في إشارة إلى مدى اتساع مساحات الأراضي الواقعة تحت سيطرتها، والتي كانت تمتد من أوروبا إلى شرق آسيا وتشمل أجزاء من قارة إفريقيا، والأمر ذاته يمكن قوله عن الأمبراطوريات الرومانية واليونانية وغيرهما، فدائماً ما كان اتساع المساحة دليلاً على الزعامة والسيطرة، وللآسف كان سبباً من بين أسباب الحروب ونشر الخراب، وفي العصر الحالي اختلف مفهوم السيطرة وبسط النفوذ بعض الشئ، فباتت الدول الكبرى تسعى لتحقيق ذلك من خلال تحكمها في الاقتصاد، وإن كان ذلك لا يؤدي إلى سفك الدماء أو تدمير المدن، إلا أن آثاره السلبية على الدول الصغيرة، لا تقل ضرراً عن الآثار الناتجة عن اندلاع الحروب.

4- السعي إلى مقومات الحياة الأساسية :

حين طرحنا سؤال لماذا تصلح الحياة على الأرض فقط؟، كان العامل الأول الذي تضمنته الإجابة هو توفر الماء على سطح كوكب الأرض، ولكن الماء والعذب منه خصيصاً غير موزع بالتساوي على مسطح الأرض، فهناك دول تمتلك الماء بوفرة ودول أخرى صحراوية البيئة تفتقر إليه، ومن ثم كان الحصول على الماء سبباً من أسباب الحروب ،وذكرنا للماء ما هو إلا مثال لا يقصد به الحصر، فـ أسباب الحروب المتعلقة بالحصول على مقومات الحياة متعددة، ومن الممكن أن تندلع كي تحقق الدولة القوية الاكتفاء من تلك المقومات، وحروب المياه لم تعد في يومنا هذا كما كانت في الماضي، وذلك بفضل التقنيات التكنولوجية التي يمكن بها الكشف عن آبار المياه بسهولة، ومنها تقنية الاستشعار عن بعد، وكذلك التقنيات التي تسهل من القيام بعمليات تحلية المياه من المحيطات والبحار، كذلك في الماضي كان الاستحواذ على أراضي الزراعة من بين أسباب الحروب، وقد كانت الأمبراطورية الرومانية تسمي مصر سلة الغلال، والسبب الأول في سعيها إلى احتلالها كان استمداد المحاصيل الزراعية من أراضيها.

5- حماية الأمن القومي :

نادراً ما تكون أسباب الحروب أسباب نبيلة، فمن الصعب أن يتفق النبل مع إراقة الدمار وقذف القنابل وإطلاق الرصاص!، لكن كل قاعدة لابد أن يكون لها شواذ، ومن شواذ قواعد و أسباب الحروب ،هو أن تكون الحرب دفاعية أو بهدف حماية حدود البلاد وأمنها القومي، فإن استشعرت الإدارة الحاكمة لدولة ما إن هناك خطر يهددها، أو إنه يقترب منها وسيؤدي إلى خلخلة أوضعها، فحينها يحق لها المبادرة بإعلان الحرب تجاه ذلك الخطر، قبل أن يتفاقم وتخرج الأمور عن سيطرتها، وأشهر الأمثلة على ذلك هي ما تشنه الدول من حروب على أوكار الجماعات الإرهابية والمتطرفة، فعلى الرغم من أن في هذه الحالة الخصم لا يكون جيشاً نظامياً بمعنى الكلمة، إلا إنها تسمى في النهاية حرباً، ومن ثم تعد حماية الأمن القومي أحد أسباب الحروب

6- النزاعات العرقية والعنصرية :

من الأحق بالحكم من هم الأكثرية ومن الأقلية؟.. أسئلة حمقاء ذات طابع عنصري شديد الوضوح، الإجابة عليها تكلفت إشاعة الدمار وزهق ملايين الأرواح على مر العصور، وذلك لإن النزاعات القبلية أو العرقية هي واحدة من أخطر أسباب الحروب ،بل إنها أشد أنواع الحروب ضراوة، وأشدها خطورة وأكثرها إشاعة للفوضى والدمار، وذلك لإن الحروب الطائفية أو العرقية أو التي تقوم على أساس عنصري، هي حروب تكون الفرق المتناحرة خلالها تنتمي إلى وطن واحد وشعب واحد، وهي ما يطلق عليه بمصطلح آخر الحرب الأهلية، وما يجعل تلك النزاعات واحدة من أخطر أسباب الحروب هو ما ينتج عنها من آثار، والتي قد تصل إلى حد تفتت البلدان وتفككها، والأدلة على ذلك عديدة بدءاً بالحرب الأهلية الأمريكية التي نشبت في عهد الرئيس أبراهام لينكون، والتي اندلعت بسبب رغبة الولايات الجنوبية في الانفصال عن الولايات المتحدة، وأطلقوا على أنفسهم مسمى الولايات الكونفدرالية الأمريكية، ووصولاً إلى الحرب السودانية والتي انتهت بانقسام البلاد، فصارت اليوم تتكون من دولة شمالية وأخرى جنوبية، كل منهما له نظام حاكم وسياسة خاصة وحدود فاصلة، والأدهى إن كل منهما له جيش لم يتوقف عن مقاتلة الآخر، على الرغم من أنهم في الأمس كانوا ينتمون لذات الوطن.

Exit mobile version