الرئيسية الكون لماذا تصلح الحياة على الأرض فقط ؟ وما يميزه عن الكواكب؟

لماذا تصلح الحياة على الأرض فقط ؟ وما يميزه عن الكواكب؟

1

الحياة على الأرض بدأت قبل 3.5 : 3.9 مليار سنة، وكانت في آنذاك تقتصر على مجموعة من الكائنات الدقيقة، وذلك وفقاً لتقدير العلماء الذي توصلوا إليه من خلال دراساتهم، وفي ذات الوقت كانت هناك مجموعة أخرى من الدراسات، تبحث عن إجابة للسؤال المُلح.. لماذا كوكب الأرض تحديداً؟.. ففي البداية كان يعتقد بأن هناك حيوات أخرى على كواكب المجموعة الشمسية، ولكن مع التطور العلمي وبدء إرسال البعثات إلى الفضاء الخارجي، تبين أن الحياة على الأرض هي الحياة الوحيدة، وإن باقية الكواكب مهجورة تماماً ولا أثر يدل على أنها عرفت الحياة يوماً.. فترى ما الخواص التي تميز كوكب الأرض عن باقية كواكب المجموعة الشمسية، والتي جعلته ينفرد دونهم بإعمار سطحه بالمخلوقات الحية.

لماذا تصلح الحياة على الأرض ؟

استمرار الحياة يعتمد على توافر وتضافر مجموعة من العوامل، التي تضمن توفير الحماية والأمن للمخلوقات الحية، كي تتمكن من التناسل والحفاظ على استمرار نوعها.. وقد نشأت الحياة على الأرض لأنه الكوكب الوحيد الذي تتوفر به تلك العوامل، والتي يمكن أن نوجزها في النقاط التالية:

1- المجال المغناطيسي :

من العوامل المميزة لكوكبنا، والتي تضمن استمرار الحياة على الأرض آمنة، هو الحقل المغناطيسي الذي يُغلف كامل مساحة كوكب الأرض، والأمر أشبه بالمجال المغناطيسي الذي يخلقه المغناطيس ثنائي القطب، فكوكب الأرض أيضاً يمتلك قطبين متعاكسين، هما القطب الشمالي والذي يقع شمال خط الاستواء على بعد 90 درجة، أما مضاده فهو القطب الجنوبي، والذي يتواجد على نفس درجة البُعد ولكن بالاتجاه المعاكس، أي يتواجد على بعد 90 درجة ولكن جنوب خط الاستواء، والمسافة الممتدة بين القطبين تشكل محور وهمي، يُعرف بمسمى محور الأرض الذي تدور حوله، ونتيجة دوران الأرض الذي لا يتوقف، يتولد المجال المغناطيسي للأرض ويتداخل مع الغلاف الجوي لها، ويمتد المجال المغناطيسي المنبعث من كوكب الأرض، لمسافة حوالي 36 ألف ميلاً في الفضاء الخارجي، ويُحيط الأرض من جميع جهاتها بغلاف غير مرئي يسمى الغلاف المغناطيسي، وذلك الغلاف هو أحد الوسائل المحققة لأمان الحياة على الأرض ،حيث يمنع الجزيئات المُرسلة من الشمس من أن تضرب الأرض، إلا أن ذلك لا يتم بنسبة 100%، ففي بعض الأحيان تتسرب بعض جزئيات الريح الشمسية عبر الغلاف المغناطيسي، وهي ما تشكل ظاهرة الشفق القطبي.

تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا العامل لا ينفرد به كوكب الأرض، بل أن كل كوكب ونجم داخل المجموعة الشمسية، له مجاله المغناطيسي الخاص به، لكن الأرض يمتلك المجال المغناطيسي الأقوى على الإطلاق، ولهذا تصلح الحياة على الأرض بعكس الكواكب الصخرية الأخرى.

2- الحرارة المعتدلة :

 من أهم العوامل التي تميز كوكب الأرض عن سائر الكواكب الأخرى، هو المسافة المعتدلة التي تفصل بينه وبين الشمس، والتي يقدرها علماء الفلك بأكثر من 149 مليون كيلومتراً مربعاً، وتلك المسافة المتوسطة والمعتدلة نسبياً، من أسباب استمرار الحياة على الأرض لملايين السنين، وذلك على عكس مجموعتي الكواكب الأخرى، سواء المجموعة الأكثر قرباً إلى الشمس، والتي تستحيل الحياة على سطحها بسبب ارتفاع درجة حرارتها، وكذلك المجموعة الأكثر بُعداً عن الشمس، والتي تتسم بالبرود القارسة التي تستحيل -أيضاً- معها الحياة.

واعتدال الحرارة وتدفئة سطح الكرة الأرضية، هو ليس أمر مهم بالنسبة لابناء الجنس البشري وحدهم، بل أنه ضروري لاستمرار الحياة على الأرض بصفة عامة، أي أن تكاثر الحيوان والنبات واستمرار أنواعهم، يتطلب توافر تلك الدرجة المعدتلة من الحرارة، واستمرارها يؤدي بشكل غير مباشر إلى استمرار حياة البشر، إذ أنهما يمثلان المصادر الرئيسية للغذاء بالنسبة له.

3- بنية الكوكب وتركيبه :

كون كوكب الأرض ينتمي إلى مجموعة الكواكب الصخرية، فإن ذلك من الأسباب التي سمحت بنشوء الحياة على الأرض ،فبنية كوكب الأرض تتسم بالشدة والصلابة، وهو أمر نادر وتفتقر إليه أغلب الكواكب الأخرى، ويكفي القول بأن المجموعة الشمسية التي تضم الأرض، لا تحتوي إلا على أربعة كواكب فقط من الكواكب الصخرية الصلبة، أما باقي المجموعة فإن بنيتهم تتكون من الكتل الغازية العملاقة، حتى كوكب المشترى والذي يُعد الأضخم ضمن مجموعتنا الشمسية، هو كوكب يتركب من كتل عملاقة من الغازات.. كما أن كوكب الأرض هو الأكبر بين مجموعة الكواكب الصخرية، إذ تقدر مساحته بأكثر من 510 ملايين من الكيلومترات المربعة.

صلابة كوكب الأرض ليست ظاهرية فقط، بمعنى أن تلك الصلابة لا تتمثل فقط في القشرة الأرضية التي نحيا فوقها، بل أن بنية الكوكب ككل تتميز بتماسكها وقوتها، وجميعها عوامل ساهمت في ظهور الحياة على الأرض واستمرارها، فإذا نظرنا إلى مُعدل كثافة بنية كوكب الأرض، سنجدها تقدر بحوالي 5.513غ /سم3، مما يعني أن الأرض هو صاحب الكثافة الأعلى بين مختلف الكواكب، كذلك هو الأعلى من حيث مستويات الجاذبية على سطحته، وباطن كوكب الأرض يتميز بتركيبه المعقد المتين، إذ أن مكونه الرئيسي هو عنصر الحديد، الذي تتجاوز نسبة تواجده بتركيبه الـ 30%.

4- الغلاف الجوي :

الحياة على الأرض كانت لتنعدم لولا وجود الغلاف الجوي، وذلك ليس لأنه يوفر للكائنات الحية غاز الأكسجين اللازم للتنفس فقط، بل أن الغلاف الجوي له العديد من الفوائد والمنافع.. وذلك الغلاف ما هو إلا طبقة غازية تحيط بالكرة الأرضية، تتكون من مجموعة من الغازات، النيتروجين يشكل النسبة الأكبر من تركيب الغلاف الجوي، إذ أنه يتوفر به بنسبة تقدر بحوالي 78%، بينما غاز الأكسجين فيأتي في المرتبة التالية بنسبة 21%، والنسبة الضئيلة المتبقية تشكل كافة أنواع الغازات الأخرى، مثل الهيليوم والنيون والأرجون وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وغيرهم..

الغلاف الجوي من العوامل الرئيسية، التي كانت سبباً في استمرار الحياة على الأرض ،وكما ذكرنا فإن وظيفته لا تقتصر على تزويد الأحياء بالهواء، بل أنه يعتبر في ذات الوقت من وسائل الحماية، حيث يشكل الغلاف الجوي درعاً متعدد الطبقات، أو بمعنى أدق هو أشبه بفلتر للإشعاعات الشمسية، إذ يسمح بنفاذ الأشعة المرئية والأشعة تحت الحمراء وغيرها من إنبعاثات الشمس المفيدة، وفي الوقت ذاته يمنع نفاذ الأشعة فوق البنفسجية والأشعة الكونية الضارة، كما يلعب دور أيضاً في تنظيم انتشار الضوء على سطح الأرض، بجانب أن وجود الغلاف الجوي يساهم في تفتيت النيازك والشهب، وذلك في حال اقترابهم من الأرض واختراقهم للغلاف الجوي، والخلاصة أن الغلاف الجوي من بين أهم الأسباب التي سمحت بإقامة الحياة على الأرض

 5- الماء :

خدعوك فقالوا أن الماء لا يتوفر إلا على سطح كوكب الأرض، بينما الحقيقة أنه من المحتمل أن يكون هناك ماء على سطح كواكب أخرى.. هذا ما تشير إليه النتائج الأولية لمجموعة من الدراسات الفلكية، لكن وجود الماء لا يعني إمكانية الحياة على تلك الكواكب، إذ أن الحياة على الأرض لا تعتمد فقط على توافر الماء، بل تعتمد على الصورة التي يتوافر عليها هذا الماء، فكوكب الأرض هو الوحيد ضمن المجموعة الشمسية، الذي تتوافر عليه مصادر عديدة للماء في صورته السائلة، وذلك لأنه يبتعد عن الشمس مسافة معتدلة، تمكنه من الاستفادة بالضوء والحرارة المنبعثان منها، وفي ذات الوقت تقينا من المخاطر والآثار السلبية لها.

الكواكب الأكثر قرباً من الشمس ينعدم وجود الماء على سطحها، وذلك بسبب ازدياد معدلات عملية التبخير، أما الكواكب المتواجدة في مؤخرة مجموعة الكواكب، فإن كان هناك ماء عليها فسيكون في صورة جليد متجمد، وذلك بسبب ابتعادها الشديد عن مصدر الدفء والحرارة، ومن المعلوم أن الماء العنصر الأساسي لوجود حياة. ومن ثم يصبح ذلك سبب آخر لعدم إمكانية الحياة إلا على سطح الأرض، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الماء يشكل النسبة الغالبة من سطح الأرض، إذ تشغل المسطحات المائية المختلفة مساحة 70.8% من إجمالي سطح الأرض.

1 تعليق

  1. موقع راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع للغاية . موقع يستحق التعليق الرائع– موقع رائع وجدت فيه ما احث عنه

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version