الرئيسية الكون لماذا تحيط سحابة أورط بالمجموعة الشمسية وما هي؟

لماذا تحيط سحابة أورط بالمجموعة الشمسية وما هي؟

0
لماذا تحيط سحابة أورط بالمجموعة الشمسية

في الكتب المدرسية تُدرس المجموعة الشمسية دائماً على أنها الشمس ويدور حولها تسع كواكب آخرها بلوتو بالإضافة لحزام الكويكبات، ثم حُذف بلوتو وصار نبتون هو نهاية الفضاء بالنسبة لرجل الشارع العادي! لكن المفاجأة أن المجموعة الشمسية تحتوي على آلاف الأجرام خلف نبتون، وتمتد لملاين السنوات الضوئية الأخرى، فهناك حزام كويبر الذي يصل عدد أجرامه لنحو 70 ألف جرم، ثم سحابة أورط التي تمتد وحدها لنحو ثلاثة سنوات ضوئية! لك أن تتخيل عدد الأجرام الفضائية التي تحتويها هذه السحابة وحدها! في هذا المقال سنتحدث عن سحابة أورط، وتكويناها وسبب تسميتها وشكل وطبيعة الأجرام الفضائية التي تحويها.

لماذا تحيط سحابة أورط بالمجموعة الشمسية وما هي؟

ما هي سحابة أورط

  • سحابة أورط هي عبارة عن آلاف الكويكبات والمذنبات التي تُحيط بالنظام الشمسي في شكل دائري من كافة الاتجاهات، تمتد السحابة لنحو ثلاث سنوات ضوئية وتبعد عن الشمس نحو 30 تريليون كيلو متر.
  • نتيجة لوجود السحابة وما تحتويه من أجرام فضائية على حافة النظام الشمسي، بالتالي ارتباطها بجاذبية الشمس يكون ضعيف نسبياً، لذلك تتأثر أجسامها بقوى الجذب المحيطة بسهولة، حيث يُمكن أن تُخرج جاذبية الأجسام المحيطة بعض منها إلى الفضاء الخارجي، كما تجذب الكواكب والأجرام الشمسية بعض منها إلى نظامنا، فيمكن القول أنها المصدر الرئيسي للمذنبات والكويكبات السيارة في نظامنا الشمسي، بالإضافة لحزام كويبر.

سبب تسميتها

  • يرجع الفضل في اكتشاف سحابة أورط إلى العالم الفلكي الهولندي “جان أورت” عام 1950، فقد افترض نظرياً وجود سحابة ضخمة من الأجرام السماوية تُحيط بالنظام الشمسي، ثم اكتشفها عند تتبعه لمسارات النيازك القادمة من خارج المجموعة الشمسية، لذلك تم تسميتها نسبة له.

نشأة سحابة أورط

  • يعتقد علماء الفلك أن نشأت سحابة أورط تعود 4.6 مليار سنة مضت، حيث تعتبر بقايا القرص الكوكبي الأول.
  • كان هذا القرص حول الشمس في البداية، لكن تأثر بجاذبية الكواكب والأجرام المحيطة به، ما أدى لانحراف مسارات أجرامه حتى استقرت عند طرف المجموعة الشمسية.
  • بنهاية سحابة أورط ينتفي تأثير الشمس سواء من الناحية الجذبية أو الفيزيائية.

سحابة أورط عبر التاريخ

  • سحابة أورط كانت بمثابة مُنقذ لعلماء الفلك من حيرتهم الشديدة، حيث قدمت الكثير من التفسيرات التي سيطرت عليهم منذ عصور ما قبل التاريخ وأهمها ماهية المذنبات وأماكن نشأتها.
  • فقد كان العالم والفيلسوف اليوناني أرسطو أول من تسأل عن ماهيتها في القرن الرابع قبل الميلاد، وكان تفسيره للمذنبات على أنها سحب غازية مضيئة في طبقات الجو العليا.
  • بعد ذلك قدم الفيلسوف الروماني سينيكا في القرن الأول الميلادي تفسير آخر وقال أنها عبارة عن أجرام مقدسة تسبح في الفضاء، وقد أثبت تفسيره العالم الدنماركي “براها” في اقرن السادس عشر حيث استند لموقع نيزك مرصود عام 1577م في إثبات أن المذنبات لا تتواجد في غلاف الأرض الخارجي إنما تسبح مع النجوم وقال أنه أبعد بكثير من قمرنا الأرض.
  • في عام 1709 أصبح الأمر أوضح قليلاً حين قدم العالم الفلكي “هالي” نموذج مصور لنحو 24 مذنب، لكن حينها لم يستطع رصد مداراتها بالكامل، لذلك افترض أنها مدارات اهليلجية طويلة جداً تمتد عبر النجوم.
  • وقارن هالي المذنبات التي ظهرت عام 1531 و1607 و 1682 فوجد أنها تمر كل 76 عاماً ومداراتها متقاربة بشكل مثير للدهشة، فتوقع أنها مذنب واحد تستغرق دورته حول الشمس 76 عاماً.
  • بناء على ذلك قسم العلماء المذنبات التي تظهر في النظام الشمسي لثلاث مجموعات مختلفة، مجموعة مذنبات المشترى والتي يمتد دورانها لعشرون عاماً أو أقل، ومجموعة مذنبات هالي والتي يكون مدة دورانها بين عشرين ومائتي عام، وأخيراً مجموعة المذنبات طويلة المدار والتي تتراوح مدة دورانها بين مائتي ومليون عام.

تركيب سحابة أورط

  • تتكون سحابة أورط من آلاف المذنبات والكويكبات التي تُشكل كتلتها مُجتمعة نحو 40 ضعف كتلة كوكب الأرض، كما تحتوي على ما يُقارب ,1 تريليون جسم جليدي.
  • سحابة أورط هي المصدر الرئيسي للمذنبات طويلة المدار ويعتقد بعض العلماء أنها ربما تكون مصدر لبعض المذنبات المتوسطة أيضاً مثل مذنب هالي.
  • المذنبات طويلة المدار تظهر بشكل مفاجئ وتأتي من أي اتجاه لا يُتوقع، وذلك لأن مداراتها غالباً ما تتغير باستمرار من وقت لآخر، بينما المذنبات اللامعة يُمكن رصدها بشكل واضح كل 5 إل 10 سنوات.
  • قرب أو بعد المذنبات من الأرض لا يتوقف على حجمها ولكن على مدى تأثرها بقوى الجذب المحيطة، مثل مذنب هياكوتاك متوسط الحجم الذي مر على بعد 15 مليون كيلومتر من الأرض وتمكن العلماء من رؤيته بشكل واضح.
  • بينما مذنب هال بوب الذي تميز بكبر حجمه وتغير مساره باستمرار لم يقترب من الأرض أكثر من 197 مليون كيلو متر.

استكشاف سحابة أورط

  • سحابة أورط تمثل الكهف الفضائي المظلم لعلماء الفلك، فرغم كل ذلك لم يتمكن أحد من رصدها بشكل واضح حتى الآن نتيجة لبعدها الشديد عن الأرض، بالتالي لم ولن يتم إرسال مركبة فضائية في الوقت الحالي ولا يُتوقع ذلك حتى في المستقبل القريب نتيجة لعدم وجود إمكانيات تسمح بذلك، لكن ذلك لا ينفي وجودها فتأثيراتها واضحة بشدة على المجموعة الشمسية.
  • توقع العلماء كيف يُمكن أن تبدو المجموعة الشمسية من سحابة أورط، فإذا تمكن إنسان من الوصول لهذا البعد سيرى الشمس بعظمتها وضخامتها كسطوع كوكب الزهرة في سماء الأرض! بينما لا يصل إلا القليل جداً من حرارتها لهذا البعد، حيث تصل درجة الحرارة في سحابة أروط في فترة الظهيرة إلى 4 درجات مئوية لا أكثر!

Exit mobile version