الرئيسية الطبيعة لماذا يعتبر الحصان العربي أعرق وأفضل سلالات الخيول ؟

لماذا يعتبر الحصان العربي أعرق وأفضل سلالات الخيول ؟

0
لماذا يعتبر الحصان العربي أعرق وأفضل سلالات الخيول

لطالما كانت الخيول العربية رمزاً للأصلة والعراقة، إضافة لكونها تمثل معنى الجمال والرقي لدى العرب، فقد تغنى الشعراء بها ووصفوا بها محبوباتهم في الكثير من القصائد العربية القديمة، إن دل هذا على شيء فيدل على المكانة العظيمة التي احتلتها هذه الخيول في قلوب العرب، ومازالت حتى اليوم من أرقى السلالات التي يُمكن اقتنائها وتربيتها لما تتمتع به من شجاعة ووفاء إضافة لصفاتها الجسمانية الرائعة، فالخيول العربية تتمتع بمظهر مميز عن باقي سلالات الخيل لدرجة تُمكن أي شخص من تميزها حتى ولو لم تكن لديه أي خبره سابقة بالخيول، في هذا المقال سنتعرف أكثر على الخيل العربي وأهم مميزاتها بالإضافة لتاريخ نشأتها.

لماذا يعتبر الحصان العربي أعرق وأفضل سلالات الخيول؟

الخيول العربية عبر التاريخ

تدل بعض الأدلة الأثرية على أن الخيل العربي يعود أصله لحوالي 4500 عام مضت، ما يجعله واحد من أقدم سلالات الخيول في العالم، الموطن الأصلي له هو شبه الجزيرة العربية كما وجدت لها آثار وحفريات في مصر القديمة وبلاد الرافدين، فأقدم حفرية وُجدت في شبه جزيرة سيناء تعود لعام 1700 قبل الميلاد، يُذكر أن الخيل العربية ذُكرت أيضاً في رسومات الحضارات الإغريقية والرومانية بشكلها المميز.

الخيول العربية والفتح الإسلامي

كانت الخيول العربية رفيقة سكان شبه الجزيرة العربية فكانت تسكن معهم في خيامهم وتوفر لهم المأوى والحماية ما أعطى لها سمات خاصة ميزتها عن غيرها من الخيول، أهمها الصبر والدقة والطاعة بالإضافة لسرعتها ورشاقتها، بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وانتشار الفتوحات الإسلامية إلى أماكن مختلفة في العالم عرف الحصان العربي كسلالة منفصلة من الخيول، بعد دخول البلاد العربية خاصة شبه الجزيرة تحت ولاية الدولة العثمانية بدأ الولاة والسلاطين العثمانيين في إنشاء مزارع خاصة للخيل العربي للمحافظة على أصولها النقية وبهذه الطريقة دخلت إلى جمهورية مصر العربية.

الحصان العربي في مصر

لمدة طويلة ظلت مصر تستورد الخيول العربية عوضاً عن تربيتها حتى عصر الدولة العثمانية، حيث قام عدد من السلاطين بالاهتمام بها وتربيها مثل السلطان ناصر محمد بن قلاوون والسلطان الظاهر، أما محمد على باشا فقد حرص على انتقاء مجموعة من أنقى الخيول وأرفعها نسباً لإنشاء مزرعة في عام 1811م، استمرت تربية الخيول في عهد إبراهيم باشا وعباس حلمي الأول، ثم بيعت بعد وفاته في مزاد علني.

في بدايات القرن العشرين وتحديداً عام 1908 تم تكليف قسم تربية الحيوان رسمياً بتربية الخيول العربية وإنشاء مزرعة خاصة بها، وفي عام 1928 تم شراء 60 فدان في صحراء عين شمس لتربية الخيول في بيئة أقرب إلى بيئتها الطبيعية وسميت بمحطة الزهراء، مازالت هذه المزرعة مستمرة حتى اليوم وتعتبر من أكبر المزارع التي تقوم بتوريد الخيول العربية لأنحاء مختلفة حول العالم في مزاد علني يُقام مرتين كل عام.

الحصان العربي في أوربا

كان المصدر الأساسي لوصول الحصان العربي للدول الأوربية هي الحروب، فقد تمكن الأوربيون من نقل عدد كبير من الأحصنة العربية الأصيلة خلال الحملات الصليبية كما تم أسر مجموعة كبيرة تقارب 300 ألف حصان خلال حروب الدولة العثمانية وفتوحاتها، بعدها أدرك الأوربيون أهمية هذه الأحصنة ومدى سرعتها ورشاقتها وقدرتها على التحمل لذلك أقاموا مزارع ضخمة لحثها على التوالد كي تكون مصدر دائم ومستقر لأسلحة الفرسان في الجيوش الأوربية.

وصول الحصان العربي للأمريكتين

لم تكن هناك أي أصول أو تواجد للحصان العربي في أمريكا حتى تم اكتشاف القارتين بعد وصول المستكشفون الأسبان في القرن السادس عشر، حيث وصلت أول مجموعة للمكسيك عام 1516، ثم وصلت مجموعات أخرى في عام 1540، وكانت هذه الأحصنة التي تم استجلابها للقارتين هي آباء الحصان الأمريكي المعروف حالياً باسم “الموستانج”.

لم تكن هذه المجموعات البسيطة من الخيول هي المؤسس الوحيد لتواجد الخيول العربية في قارة أمريكا، فقد سارع المربون لاستيراد أعداد ضخمة وإقامة مزارع خاصة لها حتى أصبحت أعداد الأحصنة المسجلة في شمال أمريكا اليوم يفوق أعدادها في باقي دول العالم أجمع! فقد سارع العديد من الزعماء والرؤساء لاقتناء أفراد مميزة من الخيل العربي مثل حصان جورج واشنطن الملقب بـ “بلوسكن”.

تواجد الحصان العربي في أستراليا

تشير السجلات إلى أن أول خيول عربية وصلت لقارة استراليا كانت في أواخر القرن الثامن عشر أثناء الاحتلال الأوربي وتحديداً من عام 1788 وحتى عام 1802، بعد ذلك بدأ التجار في استيراد مجموعة من الأحصنة واستيلادها، لكن أغلب هذه الأحصنة كانت تهجن مع سلالات أخرى لتحسين خواصها واستخدم انسالها في السباقات فلم تترك سلالات عربية أصيلة.

بداية من القرن العشرين بدأ الاستراليون في استيراد الخيول العربية من جميع أنحاء العالم وإنشاء مزارع خاصة بها حتى أصبحت تحتل المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في عدد الخيول المسجلة لديها.

الصفات الجسدية للخيول العربية الأصيلة

يتميز الحصان العربي الأصيل برأسه الصغير، وتعتبر هذه أهم ميزاته وأكثرها وضوحاً، فكلما كان وجهه صغير خالي من الشحم عند الوجنتين، مغطى بجلد لامع ليس به أثر للوبر كلما كان أكثر أصالة، كما يتميز أيضاً بعينين واسعتين شديدتا السواد تضفيان عليه لمحة وجاذبية خاصة، له كذلك أنف واسع يُمكنه من التنفس بسهولة شديدة أثناء الركض لمسافات طويلة دون أن يشعر بالإرهاق، فمه واسع تزينه عظام الوجنتين البارزة، كما تعلو رأسه أذنين صغيرتين كلما كانتا منتصبتين كلما دل ذلك على قوة الحصان وحيويته.

عند النظر لعنق الحصان العربي تجد انه عالي منتصب دقيق في تركيبه، أما الظهر فهو قوي وقصير مقارنة بغيره من الأحصنة، فعدد فقرات ظهر الحصان العربي أقل بفقرة عن باقي السلالات ما يعطيه قوة واستقامة أكبر، يتميز أيضاً باتساع الصدر ما يعطيه مساحة أكبر للتنفس وإدخال كميات كبيرة من الأكسجين لرئتيه فيتمكن من قطع مسافات طويلة بسرعة شديدة جداً دون أن يبدو عليه أي إرهاق.

العلامة الأخرى المميزة للحصان العربي هي ارتفاع ذيله عند بدايته بشكل ملحوظ إضافة لقصره، حيث تقل عدد فقرات الذيل عنده بمقدار فقرتين عن باقي الأحصنة، كما أن بطنه متناسبة مع حجم الجسم ويغطي جسده شعر ناعم يتميز بلمعانه الشديد فيبدو كقطعة كرستالية متلألئة تحت أشعة الشمس.

الخصائص المميزة للحصان العربي الأصيل

  • لياقته وقوته البدنية

    يتميز الحصان العربي بجسد شديد القوة واللياقة، كما أنه نادراً ما يتعرض للأمراض التي تصيب باقي السلالات، بالإضافة لقدرته السريعة على التماثل للشفاء إذا تعرض لأي إصابة ما يجعله مثالي للتربية والسباقات.

  • الصبر والشجاعة

    أظهر الحصان العربي جلد كبير في تحمل ظروف الحياة القاسية لفترات طويلة والتأقلم مع تقلبات المناخ، كما أنه يتميز بشجاعة منقطعة النظير في مواجهة الحيوانات المفترسة أثناء الصيد والثبات أثناء المعارك.

  • الوفاء

    يمكن اعتبار الحصان العربي من أوفى سلالات الأحصنة لصاحبة، كما أنه يتميز بذكاء شديد وقدرة على فهم إشارات مربيه والامتثال لها، بالإضافة لطبعة الحالم البعيد عن الشراسة والهوجائية.

  • خصوبته

    يتميز الحصان العربي بقدرته على التناسل لفترات طويلة جداً مهما تقدم عمره دون أن تتأثر خصوبته أو تقل.

  • صغر حجمه

    صغر حجم الحصان العربي أعطاه ميزه خاصة في التأقلم مع الظروف المحيطة، فهو قادر على العيش مع كميات قليلة من الطعام والمياه دون أن يتأثر، كما أنه عداء شديد السرعة ما يجعله الأفضل في خوض السباقات.

Exit mobile version