الرئيسية الدين لماذا الإسراء و المعراج من أبرز الأحداث الإسلامية ؟

لماذا الإسراء و المعراج من أبرز الأحداث الإسلامية ؟

0
لماذا الإسراء و المعراج من أبرز الأحداث الإسلامية

الإسراء و المعراج هي ليلة يحتفل بها المسلمون كل عام، ولها منزلة خاصة في نفوسهم وقلوبهم، وسبب الاحتفال بها سنوياً لا يخفى على أحد، ففي تلك الليلة العظيمة حدثت واحدة من معجزات الرسول الأمي، وقد وقعت هذه المعجزة في الفترة ما بين العامين الحادي عشر والثاني عشر الهجريان، حين قام الرسول عليه الصلاة والسلام بالسفر ليلاً على البراق من مكة إلى فلسطين، ومن أرض بيت المقدس ابتدأ رحلته السماوية أو المعراج، فعظمة الإسراء و المعراج ومكانتها، لا تستمد فقط من كونها معجزة، بل تستمد قدسيتها وأهميتها أيضاً من النتائج التي ترتبت عليها، ومن العبر والدروس التي استفيدت منها.

الإسراء و المعراج .. نتائج وعبر :

بالنظر إلى معجزة الإسراء و المعراج ،نجد أن أهميتها لا تكمن في الحدث وحده، بل أيضاً من الأحداث التي جرت بعدها، وما تم تشريعه خلالها من أحكام، وما ترتب على حدوثها من نتائج.

مكانة النبي صلى الله عليه وسلم :

من أهم النتائج المترتبة على رحلة الإسراء و المعراج ،والتي تجعلها من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، أن تلك المعجزة قد أظهرت مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد خصه الله تعالى بما لم يخص به سواه، وما مكنه منه لم يمكن منه سواه من ابناء الأرض أو السماء، فبعد أن أذن المولى له وسمح بالعروج إلى السماوات، جعله يُصلي إماماً لكافة الأنبياء والمرسلين ممن سبقوه، وذلك الحدث الجلل الذي جرى أثناء الإسراء والمعراج ،يعد دليلاً قاطعاً على أنه عليه الصلاة والسلام، خاتم الأنبياء والمرسلين الذي جاء ليتتم رسالة الخالق لخلقه.

 فرض الصلاة :

إقامة الصلاة هي الركن الأول من أركان الإسلام، وحسب الشريعة الإسلامية هي الأساس الذي يقام عليه الدين، وذلك ما جاء صراحة بنصوص أحاديث الرسول الكريم، فأقر بأن صلاحها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بصلاح أعمال الإنسان، وكذلك إن فسدت فأن أعمال الإنسان كافة تكون فاسدة، وقد تم فرض الصلاة على المسلمين للمرة الأولى خلال الإسراء و المعراج ،وقد كانت الصلوات المفروضة في باديء الأمر عددها 50 صلاة، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام سأل ربه أن يخفف عن أمته، فجعلهم الرحمن 5 صلوات فقط كل واحدة منهم تعادل عشرة، وذلك وفقاً لما ورد بصحيحي البخاري ومسلم، ومن تلك القصة يبين مدى إشفاق الرسول عليه الصلاة والسلام على أمته، وكذا تتجلى بها رحمة الله -عز وجل- بعباده.

 قوة الإيمان

معجزة الإسراء و المعراج تعد اختباراً لقوة إيمان المسلمين، فما جرى بتلك الرحلة منذ بدايتها وحتى ختامها، لا يخضع للمنطق ويصعب على العقل البشري إدراكه وتصديقه، مما جعل من الإسراء والمعراج اختباراً لقوة الإيمان وسلامة العقيدة، فذوي الإيمان الضعيف لم يصدقوا بحدوث المعجزة، أما أصحاب القلب العامر والإيمان القوي، فقد رأوا أنهم يصدقون رسول الله فيما هو أعظم من هذا، ألا وهو إيمانهم بأنه يوحى إليه وجاء لهم بالحق يبشر وينذر، وكان على رأس المصدقين بـ الإسراء و المعراج ،الصحابي الجليل أبو بكر بن أبي قحافة، والذي لُقب بلقب الصديق بعد تلك الواقعة، حيث كان شديد الإخلاص لدينه وللنبي مُصدقاً له في كل ما يصدر عنه من قول.

المسجد الأقصى :

منزلة المسجد الأقصى من الأمور التي دلل عليها الإسراء و المعراج ، وورد ذكره في القرآن ضمن الآيات البينات الواصفة للرحلة، فقد كان المسجد الحرام هو النقطة التي بدء منها رسول الله الإسراء، أما المسجد الأقصى فقد كان نهاية الإسراء وبداية المعراج، أي أن تلك النقطة شهدت معراج النبي إلى السماء، ولهذا المسجد الأقصى له مكانة ومنزلة خاصة بقلوب المؤمنين، وهو ما يفسر نضالهم في الماضي من أجل تحريره، ويدفعنا لاستمرار النضال من أجله ضد العدوان الصهيوني الغاشم.

Exit mobile version