الرئيسية الحقائق التاريخ لماذا كأس العالم 78 هو الأسوأ في تاريخ كرة القدم؟

لماذا كأس العالم 78 هو الأسوأ في تاريخ كرة القدم؟

0

تعد بطولة كأس العالم 1978 والتي أقيمت في دولة الأرجنتين أسوأ بطولات كأس العالم في تاريخ رياضة كرة القدم الطويل، ذلك وفقاً لما أورده الصحفي الأرجنتيني ريكاردو كوتا في كتابه الذي حمل عنوان نحن الأبطال، وتم طرحه في المكتبات في عام 2008م بمناسبة مرور 30 عاماً على تحقيق المنتخب الأرجنتيني لقب كأس العالم، والذي رصد من خلاله العديد من الوقائع أو بالأحرى الفضائح التي شهدتها بطولة كأس العالم 78 والتي تجعل نتائجها بالكامل محل شك.

فضائح بطولة كأس العالم 78 بالأرجنتين :

رصد ريكاردو كوتا العديد من الوقائع التي شهدتها بطولة كأس العام 78 والتي أقلها تمثل طعنة نافذة في سُمعة ونزاهة اتحادات كرة القدم، ومن أبرز تلك الوقائع ما يلي:

توقيت مباريات الأرجنتين :

أولى فضائح كأس العالم 78 تتمثل في تنظيم جدول مباريات البطولة والذي يُعد الأسوأ على الإطلاق في تاريخ اللعبة، حيث تعمد المنظمون إقامة جميع مباريات منتخب الأرجنتين في فترة الليلة، وذلك بعكس أسلوب التنظيم المُتعارف عليه في عالم كرة القدم والذي يستمد شرعيته من مبدأ تكافؤ الفرص.

إذ أن وضع مباريات الأرجنتين في ختام اليوم كان يسهل على المدرب والجهاز الفني مهمتهم، حيث كانوا يعرفون نتائج مباريات الخصوم أولاً ومن ثم يمكنهم تحديد ما عليهم فعله في أرض الملعب، ومعرفة إن كان عليهم الفوز أم أن التعادل يكفيهم أو غير ذلك.

تهديد بالقتل :

كان المنتخب الهولندي أحد المنتخبات المُرشحة للفوز بـ كأس العالم 78 وفقاً لتوقعات المحللين وخبراء كرة القدم، وكان النجم يوهان كرويف أبرز نجوم المنتخب الهولندي في تلك الفترة وأهم عناصره، إلا أنه تخلف عن بعثة المنتخب ولم يسافر معهم إلى الأرجنتين للمشاركة في العرس الكروي الذي يحلم أي لاعب في العالم بالمشاركة به.

تلقى يوهان كرويف نقداً لاذعاً من النقاد في بلاده ومنهم من اتهمه بالخيانة والتخاذل، لكنه أعلن فيما بعد عن تلقيه أكثر من تهديد بالقتل إذا سافر إلى الأرجنتين، وأن ذلك ما جعله يتراجع رغم إدراج اسمه ضمن التشكيل الأساسي للفريق.

استبدال الحُكام :

ممارسة الرياضة والمنافسة في الملعب تقوم على الأخلاق والشرف، تلك هي أهم المبادئ التي يروجها الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA ويرددها في كل مناسبة، إلا أن الوقائع التي شهدها كأس العالم 78 تدل على العكس، وأبرزها واقعة استبدال حُكام المباريات بما يحقق مصلحة المنتخب الأرجنتيني على حساب خصومه.

حيث تم استبدال حكم المباراة قبل النهائية قبل انطلاقها بساعتين فقط، وكان ذلك بضغط من الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وبتدخل مباشر من رئيس الجمهورية، وبالطبع كانت نتيجة المباراة في صالح منتخب الأرجنتين بعدما شهدت المباراة فاجعة تحكيمية حيث تعمد الحكم عدم احتساب العديد من الأخطاء المستحقة للخصم، في حين تغافل عن عدد كبير من الأخطاء الصريحة التي ارتكبها لاعبي الأرجنتين.

المساومة السياسية :

الفاجعة الأكبر التي شهدها كأس العالم 78 تتمثل في المساومة السياسية على نتائج المباريات، حيث أن منتخب الأرجنتين كان في موقف صعب ويحتاج إلى الفوز بفارق 4 أهداف على الأقل كي يصعد، وبالفعل حدثت المعجزة وفازت الأرجنتين على منتخب بيرو بستة أهداف نظيفة.

كشف ريكاردو كوتا في كتابه أن الفوز لم يتحقق بمجهود لاعبي الأرجنتين، إنما لاعبي بيرو تعمدوا الخسارة أمامهم بأوامر مباشرة من حكومتهم، التي عقدت صفقة مع الجانب الأرجنتيني مفادها خسارة المباراة والسماح للأرجنتين بالصعود مقابل إمدادهم بشحنات القمح والإفراج عن بعض سجناء بيرو في سجون الأرجنتين.

في الختام لا يمكن القول إلا أن المنتخب الأرجنتيني من أقوى منتخبات كرة القدم في العالم، وأخرج عدد كبير من اللاعبين هم الأفضل في تاريخ اللعبة مثل ليونيل ميسي ومارادونا وباتيستوتا وغيرهم الكثير، إلا أن فوزه ببطولة كأس العالم 78 غير مُستحق ويعد وصمة عار في تاريخه وتاريخ اتحاد الفيفا، أما عن أسباب تلك المهازل فهي ترجع  إلى رغبة الحكومة الأرجنتينية في تهدئة الأوضاع الداخلية وشغل الجماهير عن الأمور السياسية بمنحهم بطولة كروية، حتى لو كان السبيل إلى ذلك هو ارتكاب مخالفات وتجاوزات هي الأسوأ والأفدح في تاريخ الرياضة.

Exit mobile version