الرئيسية العملي فن الماكيت : لماذا يُعد فن الماكيت ذو أهمية كبيرة ؟

فن الماكيت : لماذا يُعد فن الماكيت ذو أهمية كبيرة ؟

فن الماكيت من أعرق الفنون التطبيقية، الفراعنة كانوا أول المشتغلين به وحالياً يعد من ركائز العمل الهندسي.. فـ لماذا يهتم المعماريون بالماكيت؟

0

فن الماكيت أو فن صناعة المجسمات هو أحد الفنون أعرق الفنون التطبيقية، ويقصد به إقامة نموذج محاكي للواقع للمشاريع الكبرى بمقياس رسم صغير، وكان القدماء المصريين أول من عرفوا فن الماكيت واعتبروه جزءاً أساسياً من العمل الهندسي والمعماري، وكانوا يعدونه الخطوة التمهيدية الأهم التي تسبق إقامة المشروعات فعلياً على أرض الواقع.

أهمية فن الماكيت :

يولي المعماريون اهتمام كبير بـ فن الماكيت أو بناء المجسمات، وذلك لتعدد وظائفه وتنوع الأغراض التي تتحقق منه، ومن بينها التالي:

هام بالنسبة لغير المتخصصين :

كل ما يُظهره المجسم من تفاصيل يكون مرصدواً على الرسومات الهندسية، ولكن المشكلة أن الرسومات الهندسية يصعب على غير المتخصص في مجال الهندسة فهم رموزها وما تشير إليه، فهي في نظره مجرد مخططات وقياسات خالية من أية تفاصيل أو معالم، وهنا يأتي دور فن الماكيت ليلعب دور وسيلة الإيضاح، فهو هام بالنسبة للمستثمرين ورجال الأعمال أصحاب الخبرة القليلة في المجال الهندسي، ولعلك لاحظت إن الملوك ورؤساء الدول عادة ما تعرض عليهم مجسمات الماكيت مصحوبة بشرح المتخصصين والمشرفين على المشروعات، وذلك كي يسهل عليهم فهم تفاصيل المشروع واستيعاب المعلومات المتعلقة به.

التصور والتعديل :

يساهم فن الماكيت في وضع تصور عام دقيق للمشروع أو البناء المزمع إقامته، يتم توضيح كافة التفاصيل عليه، أي أن الماكيت يعد بمثابة البوصلة التي تقود منفذي المشروع إلى الشكل الذي يجب أن يظهر عليه المبنى في صورته النهائية، كما إن الماكيت يكون قابل للتعديل، ويمكن أن يتم ذلك أكثر من مرة إلى أن يتم الوصول إلى الشكل النهائي المُرضي بالنسبة للقائمين على المشروع، كما إن فن الماكيت بذلك يُخفض بنسبة كبيرة من احتمالات الوقوع في الأخطاء عند العمل على المشروع الفعلي، وكذا يحد من احتمالات ظهور عيوب متعلقة بشكل البناء أو زخارفه أو أي أمور تتعلق بالناحية الجمالية للتصميم.

الناحية التسويقية :

يلعب فن الماكيت دور فعال على الجانب التسويقي، ويمكن اعتباره من المقومات الأساسية لعملية التسويق العقاري في وقتنا الحالي، فقد صار التصميم جزء أساسي من الأعمال المعمارية الحديثة، ويعد أحد أهم عوامل الجذب التي تميز المباني والمدن والقرى السياحية عن بعضها البعض، وبناء عليه من حق العميل أن يتعرف على الشكل النهائي للمبنى قبل أن يكون بسداد النقود مقابل وحدته، وهنا يأتي دور فن الماكيت إذ يوفر نموذج مصغر يمثل الصورة النهائية للمشروع المزمع إقامته.

وقد استفاد المجال الهندسي من الطفرة التكنولوجية شأن شأن جميع المجالات، فلم يعد فن الماكيت يقتصر على تصنيع مجسمات جامدة صماء، بل صارت المجسمات تتحرك ومنها ما يجمع بين الواجهات الخارجية والتفاصيل الداخلية، بل واستفاد صُناع الماكيت من تقنية الثري دي 3D فباتوا يصنعون نموذج افتراضي للمشروع، يسمح للعميل بالتجول داخله ومشاهدة كافة تفاصيل البناء.

رؤية شاملة ومترابطة :

فن الماكيت بالغ الأهمية بالنسبة للمشروعات المعمارية العملاقة، مثل إقامة المدن المتكاملة أو القرى والمنتجعات السياحية، وما يشابهها من مشروعات تقام على مساحات شاسعة من الأرض، وهي في الواقع عبارة عن مجموعة من المشروعات الإنشائية يتم تنفيذها على التوازي، ويكون لكل مشروع أو قطاع منها مشرف وفريق عمل خاص، وهنا يأتي دور فن الماكيت ليوضح الأمور ويضع رؤية شاملة للمشروع العام ككل، فيضمن ترابط عناصره وأن يخرج في النهاية في صورة متناسقة وجذابة، خاصة وإن الماكيت الهندسي يكون متضمناً لأدق التفاصيل، مثل تخطيط الطرق وتحديد مواقع تمركز الوحدات السكنية والإدارية ومباني الخدمات والمسافات التي تفصل بينهم وما إلى ذلك، مما يعني إن فن الماكيت يوفر رؤية شاملة ودقيقة للمشروع، يتعرف كل طاقم عمل منها على الأهداف المراد منه إنجازها، وكذلك يتعرف على مدى ملائمتها لملحقات المشروع الأخرى وتأثيرها عليها، خاصة وإن بعض المشروعات الكبرى تتشارك العمل بها عشرات شركات المقاولات، ويكون من العسير التنسيق فيما بينهم والاجتماع بهم بصفة دورية.

Exit mobile version