الرئيسية العملي لماذا قد تكون أنت السبب في تأخر سن الزواج بالنسبة لك؟

لماذا قد تكون أنت السبب في تأخر سن الزواج بالنسبة لك؟

0

تعد مشكلة تأخر سن الزواج أحد المشاكل المؤثرة نفسيًا بشكل مباشر على الشباب سواء النساء أو الرجال. كلاهما يتعرض لنوع من أنواع الضغط من المجتمع المحيط به، هذا غير التكهنات التي يبدأ الناس من حول الشخص في التكلم عنها عن سبب تأخر زواج هذا الشخص أو هذه الفتاة. وهذا يضع الجميع من أهل الشاب أو الفتاة أو هم أنفسهم في نوع من أنواع الضغط النفسي والرغبة في تخطي مرحلة الزواج بصورة سوية وطبيعية. ولكن الأمر يصبح مشكلة حينما تكون الأسباب الحقيقية لتأخر سن الزواج عند الشاب أو الفتاة هي مشكلة داخلية عندهم. في هذا المقال سنتكلم عن أشهر الأسباب التي تجعلك أنت نفسك سببًا في تأخر سن الزواج.

الخلافات الأسرية التي يعاني منها هؤلاء الشباب في صغرهم

من المؤكد أن أي خلاف أسري في الصغر يخزنه عقل الطفل بصورة سلبية. وتكون هذه الخلافات مصدر تشوه وخوف داخلي في نفوس هؤلاء الأطفال. عندما يكبر الطفل ويتذكر هذه الخلافات التي عاشها بالفعل، يتم تحول فكرة الزواج في عقله إلى فكرة ساذجة وفاشلة، ويخاف من أن ما حدث بين والديه يحدث معه هو أيضًا. ليتكون حاجز داخلي مستتر داخل هؤلاء الشباب تجاه فكرة الزواج. بالنسبة للفتيات سيشعرن بعدم الأمان تجاه فكرة الزواج وتجاه الشخص التي ستتزوج منه. بالنسبة للشباب سيشعرون أن النساء مصدر مستمر للمشاكل وللحياة الغير مستقرة. صورة مشوهة عن الزواج يكون سببها الأساسي هو الأسرة التي ربت هؤلاء الشباب.

رؤية نماذج سلبية من أهم أسباب تأخر سن الزواج

قد يكون لأحد الشباب خبرة سلبية عن الزواج. ليس شرط أن تكون أسرته ولكن قد يكون المحيط المجتمعي له عبارة عن حالات زواج غير ناجحة. قال أحد أطباء الطب النفسي يدعى “جمال فرويز”، أنه كان يعالج حالة غريبة بين شاب وشابة تزوجوا لكن المرأة كانت تبتعد عن زوجها لمدة عام كامل. وعندما تحدث معها الطبيب، عرف أن هذه الشابة كانت قد شاهدت وهي صغيرة زفاف في قريتها ورأت فيه العروس وهي تعاني من نزيف حاد وأخذتها الإسعاف للمشفى. أضاف أيضًا الطبيب أن الكثير من الشباب في الوقت الحاضر يكون لديهم مخاوف مثل هذه تجاه الزواج تجعلهم دائمًا يتخذون موقف صارم بالابتعاد عنه، مما يسبب في الأخير تأخر سن الزواج. وفي بعض الأحيان يستمر الخوف لبعد الزواج لفترة طويلة، ولذلك الأمر ليس بسيط وقد يحتاج إلى علاج نفسي وتعامل حكيم مع مثل هؤلاء الناس.

التعلق بالأب والأم

أحيانًا يكون السبب الرئيسي في تأخر سن الزواج لأحدهم هو محبته لأحد أبويه أو كليهما. هذا الأمر خارج عن الإرادة، ولكن يمكن علاجه. يتمثل هذا الأمر عادة في عقدة فرويد، أو ما يمكن شرحه بانجذاب الولد لأمه وانجذاب الفتاة لأبيها. ربما الحب الأبوي مؤثر لكن عندما يكون مرضي فإنه يصير مشكلة كبيرة في حياة الشباب. لأن الحقيقة هي أن الآباء لن يعيشوا طويلًا، والطبيعي أن يحدث زواج. المشكلة الأكبر هي أن حب الأبوين يمنع الغريزة الداخلية للانجذاب للنوع الآخر، فتنتج لامبالاة لموضوع الزواج. هذا الأمر قد يؤثر سلبيًا حتى بعد الزواج، لأنه حتى لو تزوجت الفتاة أو الشاب المتعلق جدًا بأبويه فإنه سيبدأ في مقارنة شريك حياته بهم على الدوام. وسينشأ نوع من التنافسية والغيرة الغير جيدة بالمرة في مثل هذه الحالات.

أن يكون الشخص متردد وغير قادر على الاختيار

أزمة اختيار شريك الحياة صعبة جدًا بالنسبة لهؤلاء الشباب الذين يعانون من التردد في اتخاذ القرارات الصعبة. ببساطة اختيار شخص سيعيش معك مدى الحياة هو أمر مهم، لكن بالنسبة لهؤلاء الناس فهو أمر مرهق. قد يصل الأمر أحيانًا إلى العزوف عن فكرة الزواج من الأساس بسبب عدم قدرة الفتاة أو الشاب على اختيار شريك الحياة. تظهر أعراض هذه المشكلة في صورة السوسة التي تحدث عند مقابلة شخص يتقدم لخطبة فتاة. فلو كان الشاب هو الذي يعاني من مشكلة القدرة على اتخاذ القرار سيلاحظ أشياء غريبة قد تبدو عادية بالنسبة للآخرين ولكن بالنسبة له ليست عادية. نفس الحال بالنسبة للفتاة. هذا الشيء يضغطهم جدًا. ويجعلهم يشعرون أنهم سيضطرون إلى العيش مدى الحياة وحيدين بسبب أنهم يخافون من الاختيار. وكلما تأخر سن الزواج لديهم يشعرون بالضغط أكثر من قبل لأنهم يشعرون أن فرصة الزواج ستزول للأبد.

الشك المرضي فيمن سيكون شريك الحياة

الشك صفة ذميمة جدًا فيما يخص مواضيع الزواج، وهذا لأن الشك يكون طعن في شرف وإخلاص الآخر. بعض الأشخاص يخافون من فكرة الزواج لأن لديهم وسواس الشك. يعتقدون ويؤمنون أن أي شخص سيرتبطون به سيقوم بخيانتهم. ويظهر هذا العيب كثيرًا في فترات الخطبة، حيث أن أحد المخطوبين يقوم بالشك في الآخر لينتهي الأمر بالانفصال، ثم نفس الشخص يرتبط بشخص آخر يشك فيه ثم ينفصل مرة أخرى، حتى يتأخر سن الزواج ويجد نفسه بدون من يرتبط به لأنهم يعلمون أنه شخص شكاك. ولو أردت أن تغير هذه الصفة فيجب أن تبدأ بالذهاب إلى شخص مختص ليتعامل مع هذه المشكلة بطريقة علمية وعملية.

ضعف الثقة في النفس

أن يكون الشخص واثق من نفسه لن يتعرض لمعظم المشكلات التي ذكرناها سابقًا. لأن الشك المرضي مثلًا ينتج في الأساس من الشعور الحاد بالنقص النفسي، حيث يشعر الشخص أن الآخرين أفضل منه في كل شيء، لدرجة أن من يرتبط بها لن تعجب به ولن ترى فيه أي شيء جيد وستخونه مع غيره. هذا بالطبع خطأ جدًا ولكنها طريقة تفكير الشخص الذي يعاني من ضعف الثقة في النفس.

ارتباط الشباب عاطفيًا دون علم الأهل

قد يكون هناك مشكلة لا توافق معظم المجتمع العربي، وهي أن تكون الفتاة على علاقة بأحد الشباب قبل الزواج. هذا الأمر يخص الشرف والعُرف المجتمعي، الذي يعتمد في اختيار الزوجة على عدم خوض الفتاة في علاقات عاطفية قبل الزواج كنوع من أنواع الاحترام والعفة. ولذلك أحيانًا يصل الأمر لخلاف حاد بين الآباء والأبناء بسبب هذه النقطة، حيث أن الأب لن يرتضي أن يزوج بنته لأي شخص كانت تعرفه من دون أن يعلم أهلها. أو بالنسبة للشاب لن يرتضي أهله أن يزوجوه لفتاة هم يعلمون أنها كانت في علاقة عاطفية مع ابنهم دون أن يعلم أحد، مما يجعل الأمر يتوقف عند الجميع. والفتاة والشاب والأهل يكونون جميعًا سبب في تأخر سن الزواج في مثل هذه الحالة.

عدم وجود مؤهلات مادية للشاب تُأخر سن الزواج

مشروع الزواج حاليًا يحتاج إلى الكثير من المال، وعدم توافر هذا المال، يكون سببًا رئيسيًا لتأخر سن الزواج بالنسبة للشباب خصوصًا. فالفتاة لا تدفع شيئًا في مجتمعنا العربي، الذين يدفعون هم والد الفتاة وزوج الفتاة. ولذلك فالموضع سهل نوعًا ما بالنسبة للفتاة، أما بالنسبة للشاب، فيكون عليه مسئوليات من أكثر من جهة. فهنالك أموال الشقة التي سيتزوج فيها، ثم أموال المهر الذي سيقدمه للعروس، ثم أموال الذهب الذي سيقدمه كهدية للعروس، ثم أموال الفرح. كل هذا المال حتى يكونه الشاب من الصفر قد يحتاج إلى 10 أو 15 عام. فلو تخرج الشاب من الجامعة ولديه 21 عام، فكي يكون لديه أموال تؤهله لأن يتزوج حينها سيكون 31 عام تقريبًا.

عدم الرغبة في تحمل المسئولية

هناك بعض الشباب لا يريدون أن يتحملوا المسئولية بشكل كلي، أو التوجه نحو فكرة الاستقرار. الحرية والعزوبية هي كل ما يشغلهم. هذا بالطبع يكون جيد عندما يكون الشاب في ريعان شبابه ويعيش بالفعل هذه الحياة. ولكن ما سيصدمه في النهاية أنه سيجد عمره مر دون أن يجد هدف لحياته، أو أشخاص قريبين بالفعل له، أو عندما ينظر حوله ويجد أصدقائه في مثل سنه صاروا أرباب عائلة ولهم أسرة ومستقرين. حينها سيدرك أنه تأخر وأن قراره غالبًا كان بسبب داخلي له، وهو أنه كان يخاف من مسئولية العائلة ولذلك فقد متعتها.

إرغام الفتيات على الزواج بالقوة

هناك مشكلة تحدث في بعض البيوت وهي أنه يتم إرغام الفتيات على الزواج، وربما هناك فتاة تذعن وتتزوج، ولكن قد يكون للفتاة شخصيتها الخاصة ورأيها في المتقدم لها وتقوم برفضه. حينها يحدث شد وجذب بين العائلة والفتاة نفسها، بسبب أنهم يرون أن هذا المتقدم للزواج مناسب لها وسيمنحها حياة كريمة وسخية، في حين أن الفتاة داخليًا غير مرتاحة لمثل هذا الشخص. وقد يكون سبب عدم الراحة شيء طبيعي ولا يمثل مشكلة بالنسبة للأهل مع هذا الشخص، ولكنهم لا يدركون أن هذا الشيء مهم جدًا بالنسبة للفتاة. في مثل هذه الحالات غالبًا الفتاة تبدأ في رفض العديد من المتقدمين لخطبتها من باب العناد. وأنها لن تتزوج شخص على هوى أهلها، بل هي ستتزوج شخص تختاره بنفسها.

عدم وجود الشخص المناسب

وهذا يعد واحد من أهم الأسباب في تأخر سن الزواج. العديد من الشباب يبحثون عن النصف الآخر الذي يناسبهم، وهذا صحي جدًا فالزواج ليس مشروع تجاري يتم التأقلم عليه. ولا سيما أن نسبة الطلاق في مجتمعاتنا العربية قد زادت بمعدل ملحوظ حسب المؤشرات العالمية، مما يدل على وجود خلل في عملية معايير الزواج من البداية بين الزوج والزوجة. وهذا أعطى الكثير من الشباب حاجز بينهم وبين موضوع الزواج خوفًا من فكرة الطلاق. أو أنهم سيمرون بهذه التجربة المؤلمة لا محالة. ولذلك يتأنى العديد من الشباب والفتيات في اختيار شريك حياتهم حتى يطمئنوا له ويجدون فيه الصفات التي تبعث باستقرار الزواج، ومن ثم يقدمون على هذه الخطوة. مع العلم أن أحيانًا وجود شريك حياة مناسب يأخذ الكثير من الوقت.

مرض الاكتئاب

ضمن أكثر الأسباب الغريبة في تأخر سن الزواج هو مرض الاكتئاب. وهذا بسبب أن هذا المرض يجعل المريض يرغب في الانعزال بشكل دائم، مع عدم الرغبة في الكلام. وقد يكون مريض الاكتئاب متعايش مع الآخرين ولكنه داخليًا يشعر بالغربة والرغبة الدائمة في أن يكون وحيد.

بالنهاية، أيًا كان سبب تأخر سن الزواج فيوجد دائمًا علاج. بعض العلاجات تأتي بمفردها، والبعض الأخر يحتاج لعناية الأهل للتخلص من المشكلة بالحديث والتواصل مع الشاب والفتاة. أو عناية طبية عند طبيب متخصص في العلاقات أو طبيب نفسي يثق فيه الشاب أو الفتاة. وعلى الأهل أن يصبروا على أولادهم وعدم الضغط عليهم، فعدم الزواج أفضل من الزواج المدمر.

Exit mobile version