الرئيسية الحقائق التاريخ برج إيفيل : لماذا يُعتبر برج إيفيل ذو قيمة علمية كبيرة حتى...

برج إيفيل : لماذا يُعتبر برج إيفيل ذو قيمة علمية كبيرة حتى اليوم ؟

برج إيفيل بالتأكيد هو أحد أروع المباني، لكن تصميمه المتميز وارتفاعه الشاهق ليسا كل مميزاته فالبرج يعتبر بمثابة مركز بحث علمي.. لماذا ؟

0

برج إيفيل لا شك إنه إحدى أروع الآيات المعمارية، يرجع تاريخ إنشاء هذا البرج الفترة ما بين عامي 1887م : 1889م، وتم افتتاحه بشكل رسمي في مارس لعام 1889م، وهو من تصميم المعماري الشهير جوستاف إيفيل، الذي صمم العديد من المباني والكباري ذات الطابع المعماري الفريد بعدة دول، منها مصر وبنما والولايات المتحدة وفرنسا، يشتهر برج إيفيل بصفته واحد من أشهر وأبرز المعالم السياحية على سطح كوكب الأرض، لكن هذا ليس كل شئ، فكما يعرف هذا البرج بقيمته الفنية والتاريخية يُعرف أيضاً بقيمته العلمية.. والسؤال هنا هو لماذا يعتبر البعض هذا البرج بمثابة مركز للبحث العلمي؟!!

قيمة برج إيفيل العلمية :

برج إيفيل ليس مجرد بناء بديع التكوين أو عامل جذب سياحي، بل إن هذا البناء بعكس باقية الآثار والعجائب المعمارية، تم استغلاله لخدمة البحث العلمي، والأمثلة على ذلك عديدة ومن بينها:

وحدة البث الإذاعي :

مع بدايات تطوير آليات البث الإذاعي، وتحويلها من مجرد نظريات أو تجارب مبسطة إلى خدمة عامة حقيقية، من خلال توزيع المحتوي السمعي على عدد كبير من السكان، تم اختيار برج إيفيل من قبل الإدارة الفرنسية في عام 1906م ليكون وحدة البث، وذلك بسبب ارتفاعه الشاهق والذي يتعدى الثلاثمائة متراً، فقد كان برج إيفيل آنذاك البناء الأكثر ارتفاعاً، واستمرت محاولات البث من خلاله لعِدة سنوات، ثم تم الانتهاء منها وإدخاله إلى الخدمة فعلياً في عام 1957م.

وحدة البث التلفزيوني :

لنفس الأسباب السابق ذكرها تم استغلال برج إيفيل في اختبار عمليات البث التلفزيوني، وقد بدأت أعمال تثبيت عمود البث خلال 1957م تقريباً، ولكنها لم تستكمل إلا بحلول عام 1959م، أي بعد مضي ثلاث سنوات كاملة، وقد نجحت التجربة وبث الموجات من قمة برج إيفيل ،مكن المطورين من توزيع البث على أكثر من 10 مليون منزلاً بفرنسا، ولازال يستعمل البرج لذات الغرض حتى يومنا هذا، وذلك بالطبع بعد أن تم إدخال العديد من التحديثات على التقنيات المستخدمة، وفي 2005م كانت تبث من خلاله قنوات التلفزيون الأرضي الفرنسي TNT Francais، وإضافة أبراج البث الهوائية إلى بناء برج إيفيل أدت إلى زيادة ارتفاع بمقدار ثمانية أمتار.

اختبار المظلات :

يرجع ابتكار المظلات أو “البراشوت” إلى الفرنسي ذو الأصول النمساوية فرنز ريشلت، والذي أوجد تلك الوسيلة التي يمكن بها للطيار القفز من مركبته حال تضررها، وصار اليوم يستخدم عسكرياً لإنزال القوات بمواقع معينة، بل والأكثر من ذلك إن المظلات صارت إحدى أشكال الرياضة والترفيه، وأول تجربة قفز بالمظلات في التاريخ كانت في 1903م، وقرر فرنز ريشلت القيام بتجربته من داخل برج إيفيل ، وذلك لإنه كان يحتاج إلى مُرتفع ليختبر من فوقه مدى فاعلية ابتكاره، ولكن للآسف المظلة التي صممها ريشلت كانت بدائية وتختلف كثيراً عن تلك التي نعرفها الآن، فلم تعمل بالشكل المطلوب الأمر الذي أدى إلى وفاته، نتيجة سقوطه من هذا الارتفاع وارتطامه بالأرض.

معمل فيزيائي :

ارتفاع برج إيفيل وصلابته شكلا عامل إغراء بالنسبة لعلماء الفيزياء، فتوجهوا إليه من شتى بقاع الأرض لتطبيق نظرياتهم واختبارها، وبصفة خاصة تلك مجموعة التجارب المتعلقة بما يسمى “السقوط الحر”، وهو التعبير الفيزيائي الذي يشار به إلى سقوط جسم بشكل عمودي، متأثراً بعامل الجاذبية الأرضية وحده.

الطقس والأرصاد :

أيضاً من الاستخدامات العلمية لـ برج أيفيل هو استخدامه كمحطة للأرصاد الجوية، ولكن استغلاله في هذا الصدد لم يكن بشكل دائم، إنما اقتصر استغلاله فقط للبحث العلمي، فقد كان يتوجه العلماء وخبراء الأرصاد الجوية إليه والصعود إلى قمته، بهدف تطبيق نظرياتهم وأبحاثهم المتعلقة بأحوال الطقس ومدى إمكانية التنبؤ بتقلباته ودرجات الحرارة، والعديد من النظريات التي أُقرِت بعد تجربتها من قمة هذا البرج، لا تزال دول العالم أجمع تعتمد عليها للتنبؤ بحالة الطقس حتى اليوم.

Exit mobile version