الرئيسية العملي لماذا يحب البشر النميمة في المجالس العامة والخاصة؟

لماذا يحب البشر النميمة في المجالس العامة والخاصة؟

0

هناك دراسات على موضوع النميمة أفادت أن 60% من وقت الجلسة بين أي مجموعة من الناس يتحدثون بشكل ودي، فهم غالبًا يتكلمون عن شخص غير موجود معهم، أو عدة أشخاص، الأمر سيان. ومن هنا راقب الباحثين هذه الظاهرة القديمة جدًا. والتي يشعرون أنها غريزية. حيث أنها تزداد عند النساء خصوصًا، أكثر من الرجال. ولكن هذا لا يمنع وجود سيرة وأفعال شخص غير موجود في كل أحاديث البشر. ترى ما هي الأسباب لهذا الفعل. وماهي أضراره وفوائده؟

الكبرياء

الشخص المتكبر دائمًا يحب أن يشعر أنه أعلى من الآخرين. والجدير بالذكر أنه قد يكون هناك مجموعة من الناس يعانون من داء الكبرياء أو العنصرية. وهذا يجعل الأمر أكثر حدة وانتشارًا بينهم حيث أن مثل هؤلاء القوم لا يفعلون شيء سوى أن يتكلموا على الآخرين ويحاولون أن يقللوا من شأنهم لهدف واحد فقط. وهو إثبات نفسي عميق داخلهم أنهم الأفضل على الإطلاق. وما يعزز هذه العملية، هو توافق الكبرياء بينهم. حيث أن الإنسان عندما يجد شخص يشاركه نفس الرأي فهو تلقائيًا يعتقد أن هذا هو الصواب. حتى ولو لم يكن هذا صواب. ولكن لحظة وجود أكثر من شخص يتفقون على شيء ما فهذا يعطي هذا الشعور. وهذا الإحساس يعزز غريزة النميمة لدى المتعالين جدًا لسبب بسيط، لأنهم كلما تكلموا عن الآخرين وأفصحوا عن سلبياتهم كلما أشبعوا بعضهم البعض أنهم أفضل من بقية الخلق.

النقد يشعر البشر بالرضا

هناك أيضًا الأشخاص الذين يحبون النقد، أو الذين يأخذون دور الواعظين. وهم الذين ينقدون أفعال الآخرين باستمرار. وهذا الفعل يشعر مثل هؤلاء الناس أنهم في منطقة أمنة من الفهم والدراية. ولذلك هم يركزون جدًا على أفعال الآخرين. ويأخذون منها مادة خام لكلامهم في أحاديثهم. أيضًا النقد عمومًا يحتاج إلى منقود، أي شخص أو فعل يتم نقده. ولذلك سيرة شخص آخر تكون هي الحل الوحيد أمام مثل هؤلاء الناس. فيبدئون في النميمة كنوع من أنواع فتح موضوع بناء. وهذا ليس بسيئ. فهم بهذا الشكل يتعلمون من أخطاء الآخرين. مما يجعل هذه النقطة جيدة فيما يخص النميمة. فليس كل نميمة سلبية كما يعتقد البعض.

النميمة ممتعة

بالنسبة للنساء خصوصًا. فهناك صفة لا توجد في الرجال وهي أنهن يتكلمن ما يفوق الـ35 ألف كلمة يومية. فهذا احتياج طبيعي لدى أي امرأة لتخرج هذا العدد من الكلمات بصورة يومية. والبعض يسميها ثرثرة، ولكنها ليست هكذا بل هي طريقة عمل دماغها ليس أكثر. ولذلك أي جلسة نسائية تحتاج فيها السيدة أن تجد موضوع لتتكلم فيه عن شيء. ربما بعض الأوقات يتكلمن عن الأشياء ولكن الأشياء ليست ممتعة بقدر أن تتكلم المرأة عن شخص آخر. خصوصًا أن المرأة تركز على التفاصيل مما يجعل أي شخص هو مادة خام للحديث عنه بسبب أن المرأة تريد ذلك من أجل المتعة ليس أكثر.

إثارة الفضول

من أحد أسباب انتشار النميمة المهمة، هي إثارة فضول الآخرين. حين تجد واحد في أي جلسة، يقول “اصمتوا ألم تدروا ماذا حدث لفلان!”. هذه الجملة كفيلة أن تثير فضول الآخرين في لحظة واحدة فقط. وذلك لأن الناس تحب أن تعرف أخبار الآخرين لأنه كما قلنا هناك مشاعر متباينة من النقد والمتعة في الكلام عن حالة الآخرين وتحليلها. ولو كان هذا الشخص قد وقع في مشكلة، فيبدأ الناس في إيجاد حلول له وكأنهم هم من كانوا في هذه المشكلة كنوع من أنواع الرغبة في الشعور بمعاناة الغير.

عرض القوى في معرفة الأسرار

هناك بعض الأشخاص يكون لديهم عيب كبير وهو أنهم يتفاخرون بمعرفة أسرار الغير. كنوع من أنواع عرض العضلات وأن هذا الشخص يمتلك زمام الأمور عن طريق معرفة كل هذا الكم من المعلومات. ولذلك تجد مثل هؤلاء الأشخاص يريدون أن يعرفوا أخبار الآخرين بطريقة مجنونة حتى يقولونها أمام أشخاص آخرين. ليس لغرض حقيقي سوى أنهم يريدون أن يظهروا أنفسهم وأنهم يعرفون كل شيء.

الرغبة في أن يستمع لهم من في الجلسة

هناك بعض الناس يعانون من الشعور بالنقص. وهو مرض نفسي منتشر بشدة بين البشر يشعر فيه الإنسان بنوع من أنواع التدني. بسبب عدم اهتمام الآخرين به. ولذلك يلجأ لأفعال كثيرة كرد فعل لهذا الشعور بالنقص، منها النميمة. حيث أنه عندما يتحدث في سيرة الآخرين فهو يشعر بأفضلية خصوصًا في حالة النقد. هذا غير أنه عندما يتكلم بأسرار يعرفها عن أي شخص يعرفه، فهو يضمن بهذه الطريقة سماع الآخرين له واحترامهم لكلامه وللمعلومات التي أحضرها. ولذلك يلجأ للنميمة كنوع من أنواع لفت نظر الآخرين.

تشويه الآخرين

هناك بعض الناس يستغلون النميمة كسلاح مهم جدًا في عملية تشويه سمعة شخص لا يعجبهم. ويبدأ مثل هذا الشخص في سرد بعض القصص الحقيقية عن أشخاص هو لا يحبهم ومن ثم يبدأ بتضخيم هذه القصص. ويحاول أن يثبت هذا الكلام بأي طريقة. والمشكلة في هذا النوع من النميمة، أنه واسع الانتشار وخصوصًا فيما يخص الأعراض في مجتمعنا العربي. وهذا ضار جدًا ومؤثر، حيث من الممكن أن تنتشر إشاعة بسيطة غير صحيحة في المجتمع بسرعة كبيرة وتؤثر على أحد الأسر أو الأفراد. ومن هذا المنطلق، هذا النوع من النميمة يعد الأبشع على الإطلاق والذي يكون غرضه الأساسي ليس عملية نقد، بل عملية الهدم والتشويه. ولذلك تبينوا في مثل هذه الجلسات الكلام جيدًا، لئلا يأتيكم كاذب بنبأ باطل.

أحيانًا غيرة

هناك سبب آخر للنميمة وهو الغيرة. هناك الكثير من الأشخاص يكونون محط الأنظار والعين عليهم. مثل هؤلاء الأشخاص غالبًا يكونون موضوع الكلام عند المحيط المجتمعي لديهم. وهذا يكون لسبب الغيرة منهم. فتجد الآخرين يحاولون أن يبرزوا سلبياتهم أو أخطائهم التي فعلوها. أو امرأة تغير من امرأة أخرى فتجدها تحاول أن تسخر من تسريحة شعرها أو من ملابسها. وقد يصل الأمر أحيانًا لطلب الأشخاص معرفة أخبار مثل هذا الشخص المشهور بصورة دورية في كل جلسة. مما يظهر جدًا عملية الغيرة من هذا الشخص.

الفراغ سبب النميمة

الشخص النمام غالبًا لا يجد ما يشغله عن الاهتمام بشئون الآخرين، فيقرر أن يراقب من حوله، ويبدأ في متابعة حياتهم. والتركيز على أخر مستجداتهم. ويبدأ في مناقشة ما يعرفه عن الناس مع أشخاص آخرين. كل ذلك فقط لأنه لا يجد شيء آخر يشغله. وهذه الصفة نجدها سببًا رئيسيًا في انتشار النم وسط النساء. لأنهن أكثر اجتماعية من الرجال. ويحبون أن يوفروا وقت للعلاقات الاجتماعية أكثر من العمل، حتى على مستوى العمل. فهن يرغبن في قتل الوقت عن طريق النميمة. وليس شرط أن تكون النميمة سيئة. ولكنها واحدة من أفضل وسائل قتل الملل في تاريخ البشرية.

أخيرًا النميمة ليست داء يصعب معالجته. بل فقط يجب عليك ألا تستمع للمشوهين. وأن تنصت للناقدين. ولو كان لديك رأي في أحدهم وتريد أن تقوله من خلفه، فتأكد أنه يمكن أن تقول هذا الرأي أمامه. حتى لو وصل له الكلام فلا يتهمك بالجبن، وتستطيع مواجهته برأيك بكل صراحة.

Exit mobile version