الرئيسية العملي لماذا شهدت السياحة في آسيا رواجاً كبيرًا؟ وما الذي يميزها؟

لماذا شهدت السياحة في آسيا رواجاً كبيرًا؟ وما الذي يميزها؟

0

شهدت السياحة في آسيا طفرة هائلة خلال السنوات الماضية وتحولت أغلب دول شرق آسيا إلى وجهات سياحية عالمية تستقبل الملايين سنوياً من مختلف دول العالم، كما صارت إحدى الوجهات الرئيسية التي يقصدها السائح العربي.. ترى لماذا ؟ وما الذي يميز قطاع السياحة في آسيا عن الدول المنافسة بقارات العالم الأخرى؟

عوامل تميز السياحة في آسيا :

ساهمت العديد من العوامل في صنع حالة الرواج التي شهدتها السياحة في آسيا مؤخراً، ومن أبرز تلك العوامل الآتي:

انخفاض الأسعار بنسبة كبيرة :

يعد متوسط الأسعار أول ما يبحث عنه السائح أثناء المفاضلة بين مجموعة الدول التي يمكنه التوجه إليها، وقد كان الارتفاع النسبي في تقدير أسعار الرحلات السياحية سبباً مباشراً في تراجع معدلات السياحة في دول قارة إفريقيا وقارة أوروبا، كما كان سبباً في اقتصار النشاط السياحي في بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة –وتحديداً مدينة دبي- على فئات محددة.

انتبه المسؤولون عن السياحة في آسيا إلى ذلك الخطأ وتمكنوا من تداركه، وبناء على ذلك تمكنوا من جذب ملايين السائحين من مختلف الدول العالم، وأصبحت الدول الآسيوية مثل ماليزيا وتايلاند من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم، خاصة وأنها تناسب الشريحة الأكبر من الزائرين بما في ذلك أصحاب الميزانيات المتوسطة والمتواضعة.

الدعم الحكومي للاستثمار السياحي :

تدعم الحكومة مجال السياحة في آسيا وتسخر كافة إمكانياتها ومواردها من أجل الارتقاء به وتحسين مستوى الخدمات التي تقدم للزائرين، وذلك إيماناً منهم بأن السياحة تشكل أحد أهم مصادر الدخل القومي للبلاد، وقد استطاعت الدول الآسيوية بالفعل خلال العقد الأخير من تحسين أوضاعها الاقتصادية و زيادة معدلات النمو من خلال عائدات ذلك القطاع.

اتبعت الحكومات الآسيوية عدة أساليب لدعم قطاع السياحة وتنشيطه، من بينها الدعم المباشر عن طريق الارتقاء بمستوى البنية التحتية في البلاد متمثلة في تطوير شبكات الطرق والكباري ومضاعفة أعداد وسائل المواصلات وتحسين مستوى خدمات الاتصالات ومؤسسات الرعاية الصحية، وكذلك قدمت دعماً غير مباشراً لهذا القطاع من خلال تقديم عدد غير محدود من المزايا والتسهيلات لكل مستثمر في مجال السياحة، وقد نجحت بالفعل في جذب عدد من الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع وهو ما انعكس بصورة إيجابية على أوضاع السياحة في آسيا وساعد على ازدهارها بصورة كبيرة.

تقديم المزيد من المزايا والتسهيلات :

سعي الحكومات إلى تنشيط قطاع السياحة في آسيا لم يقتصر على تقديم الدعم المادي المباشر والغير المباشر فحسب، بل أنها دعمت ذلك القطاع من خلال تقديم عدد كبير من التسهيلات لكل شخص راغب في زيارة أراضيها، مثل إلزام السفارات التابعة لها في مختلف الدول بتسهيل عمليات إنهاء إجراء السفر وإصدار التأشيرات السياحية خلال فترة قصيرة بعكس الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية التي يتطلب الحصول على تأشيرتها الانتظار لفترات طويلة.

أقرت بعض الحكومات الآسيوية -مثل حكومة ماليزيا- قوانيناً تتيح إمكانية دخول الزائرين إلى أراضيها بدون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة مسبقة، حيث يمكن للسائحين في تلك الحالة حزم حقائبهم في أي وقت واستقلال الطائرة إلى الأراضي الماليزية والحصول على تصريح الدخول في مطار الوصول، ولن يحتاج زائر ماليزيا للحصول على تأشيرة إلا إذا كانت فترة إقامته في البلاد تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر.

التسهيلات الحكومية الهادفة إلى تنشيط السياحة في آسيا لا تنتهي بوصول السائح إلى أراضيها فحسب، بل أن القوانين الداخلية المعمول بها في تلك البلاد لا تفرض أي قيود على السائح كما تسهل عملية استقبال وإرسال الأموال، وهذا كله شكل عوامل جذب ساهم في زيادة رواج السياحة في آسيا ومضاعفة معدلات الإقبال عليها سنوياً.

الطبيعة الساحرة :

أكدت الإحصاءات أن السياحة الترفيهية -خلال السنوات الماضية- تفوقت بشكل ملحوظ على الأنماط السياحية الأخرى مثل السياحة الثقافية والدينية وغيرها، وقد كان ذلك سبباً مباشراً في ازدهار السياحة في آسيا وتزايد معدلات إقبال السياح الوافدين إليها، حيث أن الدول الآسيوية مثل ماليزيا وسنغافورة وتايلاند هي في الأساس مجموعة من الجزر الساحرة التي تمتاز بالطبيعة الخلابة والشواطئ الرائعة شديدة النقاء، كما تضم عدداً من الشلالات والجبال الخضراء وغيرها.

اهتمت دول شرق آسيا خلال السنوات الماضية بإقامة المشروعات السياحية الكبرى مثل المنتجعات السياحية والبحيرات الصناعية بالإضافة إلى الحدائق والمحميات، وأصبحت تلك الأماكن مع الوقت من أبرز المعالم التي يقصدها السائحين من مختلف بقاع العالم للحصول على فرصة للاسترخاء في أحضان الطبيعة وتحقيق أكبر قدر من المتعة والمرح، كما تعد دول شرق آسيا موقعاً مثالياً لهواة ممارسة رياضة السباحة أو الغوص والطيران الشراعي وغير ذلك من الأنشطة.

ازدهار مجال طب التجميل :

كانت السياحة العلاجية أحد الركائز التي قام عليها قطاع السياحة في آسيا بشكل عام، حيث حرصت الحكومات الآسيوية على الارتقاء بمستوى المنظومة الصحية بهدف جذب المزيد من السائحين الوافدين إلى أراضيها، وتحظى عمليات التجميل بنصيب الأسد من قاصدي مؤسسات الرعاية الصحية في تلك الدول.

تتعاون مراكز التجميل في دول شرق آسيا مع نخبة من كبار الأطباء في ذلك التخصص وتعتمد في القيام بتلك العمليات على أحدث التقنيات الطبية المعروفة في العالم، مما يضمن تقديم خدمات طبية فائقة الجودة تقترب من المستوى الذي توفره كبرى مراكز التجميل في أوروبا والولايات المتحدة ولكن بأسعار منخفضة، وقد كانت تلك السياسة المتبعة من مراكز التجميل أفضل وسائل الدعاية والإعلان للسياحة الآسيوية ونجحت في جذب ملايين العملاء خاصة في ظل ما تحظى به عمليات التجميل من شعبية كبيرة.

منطقة آمنة بالنسبة للعرب :

تعتمد السياحة في آسيا بنسبة كبيرة على السائحين الوافدين من منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة ومجموعة الدول العربية على وجه الخصوص، وقد تزايدت معدلات إقبال العرب على تلك الدول في أعقاب أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، حيث كانت تلك الحادثة وغيرها من الهجمات الإرهابية سبباً في اتخاذ بعض الشعوب الغربية موقفاً عدائياً تجاه العرب والمسلمين بصفة عامة وقد تم تسجيل عدة حوادث تأذى بها أشخاص عرب على أيدي بعض العنصريين المتعصبين.

بدأ السياح العرب في تلك الفترة يبحث عن دول بديلة يتوجه إليها في فترات العطلات وقد وجد هؤلاء ضالتهم في مجموعة الدول الآسيوية، خاصة أنها تتسم بالتعدد الثقافي والتنوع العرقي وتضم فعلياً عدد كبير من المسلمين، مما يجعلها بلداناً مثالية وآمنة بالنسبة لهم من المستبعد أن يواجهوا داخلها أي مصاعب بسبب جنسياتهم أو ديانتهم.

تعدد المعالم والمزارات السياحية :

تعد الدول الآسيوية بطبيعتها دول سياحية من الطراز الأول حيث أنها من أعرق دول العالم واحتضنت أراضيها عدد كبير من الحضارات الإنسانية المتعاقبة، وقد نتج عن ذلك تعدد المواقع الأثرية والتراثية الواقعة داخل حدودها، كما مكن ذلك الجهات المعنية بالشأن السياحي والثقافي من إقامة عدد كبير من المتاحف متعددة الأغراض.

اهتمت الحكومات الآسيوية كذلك بإقامة عدد كبير من المشاريع الترفيهية متمثلة في مدن الملاهي الكبرى ومراكز التسوق العملاقة وغيرها من المنشآت ذات الطابع السياحي، وقد ساهم كل ذلك في جعل السفر إلى دول آسيا تجربة فريدة وساحرة وساهم بشكل مباشرة في تنشيط السياحة الآسيوية ومضاعفة معدلات الإقبال عليها.

Exit mobile version