ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالعمليلماذا لا يفضل الزواج من نفس المهنة وما التأثير السلبي لهذا؟

لماذا لا يفضل الزواج من نفس المهنة وما التأثير السلبي لهذا؟

قد يحدث وأن يتم الزواج من نفس المهنة الذي يعمل فيها كلًا من الزوج والزوجة. ولذلك هذا المقال غير موجه لمن هم تزوجوا بالفعل ولكنه موجه لمن سوف يتزوج من نفس المهنة، حتى يعرف لماذا هذا الأمر قد يكون سببًا في عدم نجاح الزواج في معظم الحالات وليس في عموم الحالات. وتُرى ما هي الأسباب التي تجعل هذا الأمر له سلبيات ليست بالقليلة كما يعتقد البعض؟ ولماذا يفضل أن يتم الزواج من اثنين يمتهنان مهنتين مختلفتين حتى يستطيعا أن يضيف كل منهما للآخر في حياتهما الزوجية.

نشوء غيرة بين الزوجين

الغيرة بمفهومها المتزن قد لا تكون مشكلة بين الزوجين. ولكن نشوء عامل الغيرة بين الزوجين في مجال عملهم يمثل مشكلة كبيرة. كل منهم سيحاول أن يتخطى الآخر لا أن يدعم الآخر. ربما من الخارج سينكر كل منهما هذا الأمر ولكن الحقيقي داخلهم أن كل واحد منهم يريد التفوق على الآخر. وهذا مع الوقت سيظهر في بضع تفاصيل قد تسبب العديد من المشاكل بين الزوجين. مثل أن يعدل الشخص على الآخر أثناء تأدية عمله، فيشعر الشريك بالإحراج أو برغبة شريكه في إثبات ضعفه وعدم معرفته مما سيجعل الزواج من نفس المهنة يعد لعنة وليس حُب. لأن كل منهما كان ليقبل التعديل من الآخر لو لم يكن زوجه.

المنافسة على المراكز والمناصب بين الزوجين

الطموح هو أمر مشروع لدى جميع الناس ولذلك لا عيب في أن يحلم كل فرد من الزوجين بأن يكون في مكان أكبر أو منصب أعلى. ولكن ماذا لو كان هذا المنصب بين الزوج والزوجة. حينها سيصير الزواج تنافس. حتى لو كانا متفاهمان ومحبان، لن يستطيعا أبدًا نزع الغريزة الداخلية الأنانية للوصول إلى منصب أعلى من الآخر. لذلك الزواج من نفس المهنة يعد عقبة في حالة التكافؤ بين الزوجين. وسيجعل الأمور تتداخل بين العمل والحياة الزوجية بدون شك. وربما يصير الأمر فيما بعد سببًا رئيسيًا لتفضيل كلًا منهم لشيء عن الآخر. إما العمل إما الزوج.

سيحدث أزمات إذا كان هناك اختلاف في الرتبة الوظيفية

في مجتمعاتنا الشرقية عمومًا لا يفضل الرجل أن يكون في رتبة وظيفية أقل من المرأة حتى لا يحدث مقارنات بينهما. أما الزواج من نفس المهنة فسيعرضك بصورة مباشرة إلى هذه المشكلة لو حدث أي نوع من الترقيات الغير متوقعة للزوجة. في حين ظل الزوج في نفس المكان. حينها ستصير المرأة هي الرئيس والرجل هو المرؤوس. وهذا في العرف العربي المجتمعي ملفت للنظر، غير أنه يثير غضب الرجال نوعًا ما لو حدث أي احتكاك بين الرجل وزوجته في العمل، حيث في العمل مرهون المرؤوس بالرئيس. عكس الزواج، المرهونة فيه الزوجة بالزوج، وذلك الأمر يعد مؤذي نفسيًا لبعض الرجال. لكن في المقابل هذا لا يعني أن المرأة لا تناسب المناصب الإدارية، بل المرأة قادرة على شغل أي منصب أو عمل ولكن المشكلة في الأعراف والتقاليد المجتمعية.

عدم التواجد في المنزل سويًا

أحيانًا ولا سيما في مهنة الطب يكون هناك مشكلة بين الطبيب والطبيبة المتزوجان. لأنه كثيرًا يحدث أن يأخذ كلًا منهم مواعيد إضافية تتعارض مع مواعيد وجود الشخص الآخر في المنزل. والعكس صحيح. لذلك يجد كلًا منهما أنه تقريبًا لا يرى شريك حياته إلا بضع ساعات في الأسبوع. غير أنه يراه في المستشفى أو العمل أكثر من المنزل. مما يجعل العلاقة بينهم مبنية على العمل وليست على شراكة الحياة والتفاصيل البسيطة جدًا. الأمر يكون ممل ولا يبني المبادئ الأساسية للزواج من الشراكة والحب ومعرفة شريك الحياة عن حق، بسبب عدم التواجد مع الآخر. لدرجة أنه من الممكن أن ينتج بينهم شعور من الغربة نحو بعضهم البعض وتتحول علاقتهم إلى علاقة عملية وليست علاقة عاطفية.

الملل من رؤية شريك الحياة طيلة الوقت

الزواج من نفس المهنة أحيانًا يضعك في نفس المكان الذي تعمل فيه مع شريك حياتك. وفي هذا الوضع تكونان متشبعان من بعضكما البعض تمامًا. أي لا تشعران بالحاجة لأن تكونان سويًا، لأنكما بالفعل سويًا طوال الوقت سواء في المنزل أو في العمل. الملل سيكون عرض جانبي، لكن سرعان ما سيتحول إلى مرض مستمر، وربما سيتفاقم الشعور بالملل يتحول إلى لامبالاة بشريك الحياة، ويؤدي هذا إلى مشكلة كبيرة وهي الرغبة في الانفصال والرغبة في التجديد أو التغيير. وحتى لا تضع نفسك في هذا الموقف فحاول أن تنتقي شخص يعمل في مجال مختلف عن مجال عملك.

تداخل الحياة الشخصية في العمل

مشكلة الزواج من نفس المهنة أنه قد يحدث تداخل بين ما يحدث في المنزل وبين ما يحدث في العمل. فمثلًا لو حدث شجار بين الزوج والزوجة في المنزل قبل أن يذهبان للعمل. بالطبيعي سيؤثر هذا على سير العمل. أو على التعامل الشخصي بينهما لو كانا يعملان في نفس المكان. بل ربما يتطور الأمر ويبدأ كل منهما في محاولة إثبات خطأ الآخر في العمل ويصير الأمر عدائي أكثر، بسبب أن العمل لا يمكن فيه التحلي ببعض الصبر والمشاعر اللطيفة. هذه المشكلة عادةً تواجه معظم الأشخاص الذين يعملون في نفس المهنة ونفس المكان. والحل لها أن ينتقل أحدهم لمكان بعيد عن الآخر على الأقل، حتى لا يكون هناك احتكاك مباشر في العمل. ويصير الاحتكاك المباشر في المنزل فقط حيث يمكن التفاهم في الأمور والمشاكل بصورة حرة.

تركيز الموظفين الآخرين معهم طوال الوقت

لو كان الزوجان يعملان في نفس المكان، هذا عادةً سيجعل بقية الموظفين ينظرون لكيفية تعامل الرجل والمرأة سويًا داخل العمل. فهذا الأمر يكون مسلي بالنسبة للموظفين، ومثير للنميمة، والأحاديث السرية. لذلك الزواج من نفس المهنة يضعك تحت ثقل المقارنات. ولو حدث في مرة شد وجذب بين زوج وزوجته في مجال العمل سيكون هذا الشد والجذب حديث الموظفين جميعًا، وسيبدئون في رواية القصص عن سبب الشد والجذب. وأن هناك خلاف داخلي بينهم. وربما يبدأ بعض الموظفين في قول بعض النصائح لأحد الزوجين كنوع من أنواع التطفل أو المساعدة. كل هذه التفاصيل السيئة ستضر الزوجين جدًا. لأنهما سيشعران باستمرار بعدم وجود حياة خاصة وأن الجميع يمكنه التدخل في حياتهم معظم الوقت.

عدم وجود فاصل بين ضغط العمل والحياة الزوجية

من الطبيعي أن تكون الحياة الزوجية هي الجزء المريح في يوم الشخص. الأسرة والاستقرار والحياة الزوجية، كلها أشياء تجعل الشخص يسعى للحياة والاجتهاد من أجل هذه الأسرة. أما في حالة الزواج من نفس المهنة ونفس مكان العمل. فأنت ستجد صعوبة في عدم الفصل بين الحياة الزوجية والحياة العملية. الضغط النفسي الذي ربما ستوجهانه معًا في العمل سترجعان به سويًا للمنزل حينها لن يكون المنزل مكان للراحة بل مكان لاستمرار الشعور بالضغط.

إن أفلس مكان العمل ستصيران عاطلان

مشكلة كبيرة عند الزواج من نفس المهنة والشركة. حيث أنكما سويًا تكونان مهددان دائمًا في حالة الإفلاس بالبطالة. لن يستطيع كلاكما أن يحمل الآخر. وهذا أمر ليس جيد على النحو النفسي. بل كلاكما سيخاف من فقدان العمل. لأن حينها ستصيران سويًا بلا عمل وستضطران سويًا أيضًا أن تبحثان عن عمل حتى تقوما بتعويض العمل الذي فقدتموه. هذا غير أن في حالة فقدان العمل في سن متوسط لن يتم قبولكم بسهولة في بقية الشركات. ولذلك من الناحية العملية لا يفضل أن تتزوج من نفس الشركة الخاصة. أو حتى العامة. فلو افترضنا أن مجال العمل الخاص بكم تأخر في دفع الرواتب لجميع الموظفين لمدة شهر. فراتبكما سويًا سيتأخر.

الزواج من نفس المهنة يقلل فرص العطلات

لو كنتما تعملان في نفس المكان ونفس المهنة حينها ستجدان صعوبة كبيرة في أخذ إجازة سويًا. ذلك لعدة أسباب، لأن نفس مجال العمل أحيانًا لا يقبل بإجازات طويلة لموظفين اثنين. حتى تضمن الشركة أو مكان العمل حسن سير العمل. فلو تم غياب أحدهم يجب على الآخر أن يحل محله ويحمل عبء عمله. وهذا الأمر يؤثر على الزوجين كثيرًا على المدى الطويل حيث أنهما يجدان أنفسهم غير قادرين على أخذ إجازة صيفية أو الذهاب في رحلة سويًا أو تقضية الوقت معًا، بل الأمر سيتحول إلى العمل وهو الأولوية وليس الأسرة.

عدم وجود ثراء فكري كبير بين الزوجين

الزواج من نفس المهنة قد يبدو من الخارج جميل من حيث تشابه طريقة تفكير الزوجين، ولكن الحقيقة هي أن عدم وجود اختلاف في طريقة التفكير يعد شيء سلبي وليس إيجابي. الاختلاف في نمط التفكير يعطي ثراء ويعطي مواضيع للنقاش بين الزوجين. نوع محبب من الشد والجذب بينهما. خلق نوع من أنواع الحوار. أما التشابه في وجهات النظر لا يجعل هناك نوع من الحوار لأن معظم القرارات تكون متوقعة من الاثنين ولا يوجد أي نوع من الاعتراض على الحلول أو الأفكار. وهذا مع الوقت يلغي عملية الحوار المهمة جدًا بين الزوجين ويبدأ كل منهما في اتخاذ قرارته بنفسه دون الرجوع للآخر، مع عدم تأزم الآخر من هذا الوضع.

عدم وجود وقت كافي لتربية الأطفال

في كثير من الأوقات الزواج من نفس المهنة يكون عائق في عملية تكوين أسرة وتربية أطفال. فلو افترضنا أن الزوجين أطباء في نفس المشفى. حينها لن يتم تربية الأطفال بالطريقة المعتادة وهي وجود الأب والأم معًا من أجل الأطفال. بل إما الأب وإما الأم. لأن الآخر سيكون لديه عمل. هذه الطريقة في التربية غير جيدة للأطفال. حتى لو كان العمل مربح وحتى لو كان هناك نوع من الرقابة عن طريق أحد المتخصصين. ولكن سيظل هناك حاجة للأب والأم معًا في حياة الأولاد. وليس الأطباء فقط بل معظم أزاوج المهن الواحدة يعانون من فكرة نقص الوقت للعائلة.

من الممكن أن ينجح عمليًا ولكن ليس مضمون حياتيًا

بعض الرجال يبحثون عن زوجة من نفس المهنة لأجل مساعدتهم في مهنتهم وليس من أجل بناء منزل. هذا الشيء ليس صحي بالنسبة للأسرة، لأن ما قد يُبنى على شعور عملي لن يكتمل سوى بصورة عملية ليس بها أي نوع من المشاعر المتبادلة. ولذلك تحذير مهم للأشخاص الذين يبحثون على أزواج مناسبين لمهنتهم وليس لشخصيتهم، فالفرق كبير.

ختام

أخيرًا الزواج من نفس المهنة ليس شرطًا أن يكون مشروع زواج فاشل. بل أحيانًا يكون ناجح ومثمر. ولكننا نتكلم على أنه قد يكون ليس عملي مثل الزواج بين شخصين مختلفين في مهنتهم. ولكن الأمر أولًا وأخيرًا يعتمد على شخصية الرجل والمرأة.

أيمن سليمان
كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".