الرئيسية الطبيعة الذباب : لماذا يعد طيران الذباب مخالفًا لقوانين الجاذبية المعروفة ؟

الذباب : لماذا يعد طيران الذباب مخالفًا لقوانين الجاذبية المعروفة ؟

الذباب من الكائنات التي أثارت حيرة العلماء وخاصة فيما يتعلق بقدرتها على الطيران والتي تخالف قانون الجاذبية.. فترى لماذا ؟

0

الذباب هو من الحشرات التابعة لرتبة ذوات الجناجين، وهو من أعجب المخلوقات وقد تسبب في حيرة علماء الأحياء لسنوات طويلة، وحتى يومنا هذا لا يمكن القول بإن العلم قد كشف كل شىء يتعلق بقدرات الذباب ،وبصفة الخاصة ما يتعلق بقدرته العجيبة على الطيران، والتي لم يتوصل العلماء إلى تفسيرات دقيقة بشأنها، فهم يرون إنها في ظاهرها تخالف قوانين الجاذبية.

لماذا الذباب يخالف قوانين الجاذبية :

الأسباب التي دفعت علماء الأحياء لاعتبار قوانين الجاذبية غير منطبقة على الذباب عديدة، ومن أهمها ما يلي:

الإقلاع العمودي :

من أسباب القول بأن الذباب لا ينطبق عليه قانون الجاذبية، هو إنه من بين جميع الكائنات القادرة على الطيران سواء كانت من الحشرات أو الطيور، يمكنه الإقلاع في اتجاه عمودي مستقيم، بمعنى إن كافة الكائنات الأخرى حين تبدأ الطيران فإنها تتخذ وضعية الطائرة، أي إنها تنطلق في خط مائل من وضع الثبات على الأرض، أما الذبابة فبمقدورها الانطلاق في خط رأسي مستقيم، سواء كان ذلك من الأسفل إلى الأعلى أو العكس.

السرعة القصوى :

حين قام العلماء بدراسة قدرات الذباب وآلية طيرانه، وجدوا إن الذبابة -من بين جميع الكائنات- لا تضطر إلى التدرج في السرعة، بمعنى إنها لديها القدرة على الطيران بسرعتها القصوى منذ أولى لحظات انطلاقها، وهو ما يسفر براعتها الدائمة في الهروب، وصعوبة إبادتها أو قتلها، بخلاف بعض الحشرات المجنحة الأخرى مثل البعوض، والذي يسهل ضربه إذا كان ثابتاً على جسم ما.. وهذا لا يعني إن الذباب غير قادر على تغيير سرعته، بل على العكس فالذبابة قادرة على التحليق بسرعات مختلفة، ولكن ما يميزها عن الكائنات الأخرى هو إن وصولها لسرعتها القصوى ليس بالضرورة أن يتم بشكل تدريجي.

الهبوط :

تحدي الذباب لقوانين الجاذبية لا يقتصر فقط على الإقلاع أو الطيران، إنما أيضاً في الهبوط على الأجسام المختلفة، فقط اكتشف العلماء من خلال الدراسات الراصدة لقدرات هذه المخلوقات الصغيرة العجيبة، إن الذبابة لديها القدرة على الهبوط والوقوف على مختلف المسطحات، بغض النظر عن درجة ميل أو انحدار ذلك المُسطح، فحتى المسطحات العمودية مثل الجدران والحوائط يمكن للذبابة أن تقف عليها بثبات، بل وحتى الأسقف لا تجد الذبابة أدنى صعوبة في الثبات فوق مسطحها.

آليات وطرق الطيران :

حاول العلماء وعلى وجه الخصوص المتخصص منهم في مجال العلوم العسكرية وتطوير آليات التسليح والاستطلاع، صناعة طائرة تجسس واستطلاع دقيقة في حجم الذبابة، للاستعانة بها في تصوير مواقع العدو خلال الحروب، ورغم تعدد التجارب إلا إن أنجحها هي تجربة العالم رونالد فيرينج، والذي صنع طائرة استطلاع دقيقة الحجم يسهل التحكم في حركتها، ولكن هذا العالم الذي اتخذ من الذباب مصدراً لإلهامه، أقر في إحدى اللقاءات بإن طائرته رغم قدراتها الغير مسبوقة لم تقترب من قدرات حشرات الذباب ،ولم تبلغ حتى 1 / 100 من قدراته الفائقة في الطيران، إذ أن علماء الأحياء اكتشفوا إن الذباب يمكنه التحليق بأكثر من آلية بذات السرعة والمهارة، فهو ينطلق ويهبط في خطوط عمودية رأسية، وكذلك يمكنه الدوران على مستويات ثابتة أو مائلة، بل والأدهى وما يميزه عن كامل الكائنات التي بمقدورها الطيران، هو إن الذباب لديه القدرة على الطيران بشكل عسكي أي إلى الخلف، والأهم من هذا كله أن هذه الحشرات الصغيرة يمكنها التنقل بين أوضاع الطيران المختلفة خلال جزء من الثانية.

معجزة الطيران :

حتى اليوم لا تزال آلية طيران الذباب أمر محير بالنسبة لعلماء الأحياء، وإن كل ما توصلوا إليه من معلومات هو قطرة من غيث، ولا تزال هناك العديد من الأمور المتعلقة بتلك النقطة مبهمة وغير مفسرة، فوفقاً للحسابات العلمية فإن طيران الذباب هو معجزة بكل المقاييس، فبحساب وزنه وضعف أجنحته ولزوجة الهواء، يصبح نظرياً تحليقه في الهواء بشكل مستمر أمر مستحيل، والتفسير الوحيد لحدوث ذلك هو إن تلك الحشرات لا تنطبق عليها قوانين الجاذبية التي تؤثر بحركة الكائنات الأخرى.

Exit mobile version