الرئيسية العملي لماذا ينتقل اللاعبين المصريين بكثرة إلى الدوري السعودي ؟

لماذا ينتقل اللاعبين المصريين بكثرة إلى الدوري السعودي ؟

0

شهد الدوري السعودي في الخمسة عشر عام الأولى من القرن الواحد والعشرين استحواذ اللاعبين البرازيليين والتونسيين عليه، مع عدم وجود أي لاعب مصري به، ولكن مع بداية عام 2015 بدأت عملية الاحتراف المصرية بقيادة لاعب نادي الزمالك محمد عبد الشافي حيث أنتقل على سبيل الإعارة لنادي أهلي جدة السعودي، ومع انتهاء فترة الإعارة تم تقييده بشكل نهائي في النادي، ثم بعدها انتقل محمود عبد المنعم الشهير بكهربا لنادي اتحاد جدة السعودي، وهكذا توالى اللاعبين المحترفين ليتجاوز عددهم العشرة لاعبين أخرهم ثلاثي الأهلي المصري صالح جمعة، وحسين السيد، وعمرو بركات، وهكذا تقفز مصر للمرتبة الثانية بعد البرازيل في عدد المحترفين في الدوري السعودي، وفي الحقيقية قد تعددت الأسباب جراء هذه الظاهرة المفاجئة ما بين المبالغ المالية الكبيرة، والقدرات المتواجدة في الدوري السعودي، وكثرة اللاعبين المصريين من ذوي الكفاءات الرياضية، ونحن هنا سنوضح هذه الأسباب بالتفصيل فتابعوا معنا.

الحصول على مبالغ مالية كبيرة

مما لا يخفى عن العين أن دول الخليج هي أغني الدول العربية، وذلك نظرًا لتوافر البترول والنفط الذين أسهما بشكل رئيسي في التقدم الهائل الذي يحدث في هذه الدول، فلذلك تقوم حكومات هذه الدول بصرف مبالغ كبيرة من أجل تنميتها في شتى المجالات، ومن ضمن أحد هذه المجالات هي الرياضة التي تضخ الحكومة السعودية فيها الكثير من المال، فلذلك قامت إدارات الأندية بالتعاقد مع العديد من اللاعبين المصريين بمبالغ مالية كبيرة تغري عيون اللاعبين، فبالتأكيد تعتبر كرة القدم في المقام الأول وظيفة مهنية للاعبين لكي يجمعون الأموال التي توفر لهم حياة كريمة لهم ولأسرهم، فلذلك انتقل لاعب النادي الأهلي صالح جمعة بمبلغ وقدره مليون يورو إلى نادي الفصيلي، وهذا المبلغ نظير خدمات اللاعب لمدة عام ونصف فقط، هذا وقد انتقل محمود عبد المنعم الشهير بكهربا لنادي اتحاد جدة بمبلغ ثلاثة ملايين دولار، وانتقل اللاعبين حسين السيد وعمرو بركات إلى الدوري السعودي نظير سبعمائة وخمسين ألف دولار لكل لاعب منهم.

هذا بجانب المبالغ المالية الكبيرة التي دفعت نظير استغلال خدمات اللاعبين الآخرين مثل أحمد الشيخ، ومصطفي فتحي، وعصام الحضري، ومؤمن زكريا، وشيكابالا، وغيرهم من المحترفين المصريين، ولذلك يعد العنصر المادي هو من أهم عناصر انتقال اللاعبين المصريين إلى الدوري السعودي بكثرة في الآونة الأخيرة.

المهارات والقدرات الفنية للاعبين

من ضمن أسباب انتقال اللاعبين المصريين بكثرة إلى الدوري السعودي هو المهارات والقدرات الفنية العالية التي يمتلكها اللاعبين، حيث أنه في الآونة الأخيرة ظهر على الساحة الكروية المصرية العديد من النجوم ذوي المستوى العالي، وهذا قد ظهر في المنافسة المحلية في الدوري الممتاز المصري وأيضًا في البطولات الأفريقية التي يشاركون فيها، وهذا ما ظهر جليًا في تصفيات كأس العالم الأخيرة التي صعد فيها المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم والتي من المقرر أن تقام فعاليتها في روسيا، فقد أدى الفراعنة فيها أداء عالي وخاصة اللاعب محمد صلاح الذي حصد جائزة أفضل لاعب في القارة السمراء نتيجة هذا الأداء العالمي.

هذا بجانب محاولة بعض اللاعبين أمثال شيكابالا وعماد متعب اللذين انتقلا إلى الدوري السعودي طمعًا في الانضمام والمشاركة من جديد مع المنتخب المصري، وذلك لأن عماد متعب لا يشارك مع النادي الأهلي مما يمنعه تمامًا من الانضمام للمنتخب فلذلك طلب الانتقال إلى نادي التعاون السعودي ليلحق بالحارس الكبير عصام الحضري، ومن قبله سافر شيكابالا لاعب نادي الزمالك إلى نادي الرائد السعودي بعدما لم يحقق أية إنجازات الموسم الماضي تؤهله للانضمام للمنتخب، وبالفعل ظهر شيكابالا بمستوى جيد جدًا جعله ينضم للمنتخب المصري في تصفيات كأس العالم وإحرازه أولى أهدافه مع المنتخب منذ عام 2007.

قدرات وإمكانيات الدوري السعودي

يتمتع الدوري السعودي بإمكانيات وأجواء احترافية تجعله بيئة مفضلة لجميع اللاعبين، وذلك نظرًا لما توفره الحكومة السعودية من تعاون مادي ومعنوي مع الهيئة الرياضة السعودية التي يرأسها تركي آل شيخ، وتقوم الحكومة بتطوير الملاعب الموجودة بجانب إنشاء أخرى جديدة بشكل وطراز عالمي يشرف عليه مجموعة من الخبراء الأجانب، وتوفر أيضًا معدات تصوير حديثة، هذا بجانب الراحة والنجومية التي يتمتع بها اللاعبين في السعودية، وقد وضعت الحكومة السعودية الرياضة ضمن مشروع رؤية 2030 الذي بدأ في عام 2016، وهذا المشروع يهدف إلى الارتقاء بالسعودية لتصبح ضمن أفضل خمسة عشر دول في العالم في جميع المجالات، وقد تم إدراج المجال الرياضي في هذه العملية ليصبح التطوير مضاعف وسريع جدًا، هذا بجانب الروابط الدينية واللغوية بين مصر والسعودية كونهما دولتين عربيتين إسلاميتين، مما يشعر اللاعبين بعدم الغربة وكأنهم في وطنهم، ولذلك يعد الدوري السعودي بقدراته وإمكاناته من أهم العوامل التي تشجع اللاعبين المصريين على الاحتراف به.

تعيين تركي آل شيخ رئيسًا شرفيًا للأهلي

تركي آل شيخ هو الرئيس التنفيذي للهيئة الرياضية بالمملكة العربية السعودية وقد تم تعيينه في نهاية العام الماضي رئيسًا شرفيًا للنادي الأهلي المصري، وذلك نظرًا للجهود الكبيرة التي يبذلها في تطوير النادي الأهلي، وقد ظهرت هذه الجهود جليًا في انضمامه لعملية إنشاء الإستاد الجديد للشياطين الحمر، ومع مرور فترة وجيزة من رئاسته الشرفية بدأ في التحدث مع مسئولي النادي الأهلي بغرض ضم بعض اللاعبين من ذوي الكفاءات إلى الدوري السعودي، وبالفعل قد تم انتقال بعض لاعبي الأهلي المصري جملة واحدة إلى الدوري السعودي وهم، مؤمن زكريا إلى أهلي جدة السعودي، وأحمد الشيخ وحسين السيد إلى الاتفاق السعودي، وعماد متعب إلى التعاون السعودي، وصالح جمعة إلى الفيصلي، وعمرو بركات إلى الشباب السعودي.

وهذا الأمر قد أحزن الكثير من جمهور الأهلي العريق فيقول أحد المشجعين لم نكن نستعد لهذه الصدمة المفاجئة فطوال الثمانية عشر عام الماضية لم ينتقل إلى أندية الخليج سوى عماد متعب وقد عاد سريعًا، ولكن كل هذه العدد في هذه المدة القصيرة إنه لأمر غير طبيعي، فهل تم تعيين تركي آل شيخ رئيسًا شرفيًا ليبني النادي أم ليهدمه! وهذا ما قد جعل أحد مسئولي النادي يخرج للتعقيب على الأمر، حيث قال إن النادي لم يجبر أي لاعب على الرحيل، فقد تم عرض بعض العروض من قبل الأندية السعودية وقد وافق عليها اللاعبين من تلقاء أنفسهم، وقد أردف أن العامل المادي يعد من أهم أسباب انتقال اللاعبين حيث أن الأندية تعرض مبالغ مالية كبيرة نظير فترة انتقالية بسيطة.

ختامًا

إن ما قد ذكرناه في هذا المقال هو تفسيرًا لظاهرة جديدة كليًا على الدوري المصري، وهذا ما استدعانا للقيام بالبحث والتنقيب حول حقيقة هذا الأمر، حتى توصلنا إلى العديد من الأسباب والعوامل التي قمنا يفلترتها بكل حرص لكي نحذف الخاطئ منها ونعرض الصحيح إليكم، وفي الحقيقة يعد أمر الاحتراف عملية ناجحة ولها الكثير من الثمار التي ستؤتي أُكلها في التصفيات النهائية القادمة لكأس العالم.

الكاتب: أحمد علي

Exit mobile version