الرئيسية العملي الخوف من الزواج : لماذا ترهب الفتيات تلك الخطوة في حياتهن؟

الخوف من الزواج : لماذا ترهب الفتيات تلك الخطوة في حياتهن؟

0
الخوف من الزواج

الخوف من الزواج هو شعور ينتاب النسبة الأكبر من الفتيات مع اقتراب الموعد المحدد للزفاف، وهو ما يدفع للتعجب حيث من المفترض أن تكون الفتاة في تلك المرحلة في قمة ساعدتها، لذا توقف الخبراء في علم النفس أمام تلك الظاهرة في محاولة للتعرف على العوامل المُسببة لها، والسر وراء الخوف من الزواج رغم أن الفستان الأبيض هو حلم بنات حواء بلا استثناء.

أسباب الخوف من الزواج لدى الفتيات :

أكدت الدراسات أن الخوف من الزواج ليس أمراً مرضياً ولا يشير إلى خلل نفسي إلا في حالات نادرة، لكنه في المُطلق أمر طبيعي ينتج عن عِدة عوامل من أبرزها الآتي:

خوض تجربة جديدة :

يعتقد البعض أن ظاهرة الخوف من الزواج التي تعتري الفتيات مع اقتراب موعد العرس يقف ورائها بالضرورة أسباب جسيمة، لكن الحقيقة على النقيض من ذلك تماماً، فالنسبة الغالبة من المقبلات على الزواج يرهبن التجربة الجديدة ليس إلا وهذا في حد ذاته أمر طبيعي تماماً يتسق مع العقل والمنطق.

الإنسان بطبيعته يأمن للأشياء المألوفة ويرتبك حين يواجه أموراً لم يعهدها من قبل، تلك القاعدة لا تقتصر على تجربة الزواج فحسب بل تنطبق أيضاً على الانتقال إلى مرحلة تعليمية جديدة أو الحصول على وظيفة مختلفة وغير ذلك، لكن لأن العلاقة الزوجية من الأمور المصيرية -ويفترض أن تكون أبدية- فإن شعور الخوف يكون أشد وأكثر وضوحاً، لكنه في النهاية يزول من تلقاء نفسه خلال فترة وجيزة.

المستقبل المهني والطموح الشخصي :

قد يكون الخوف من الزواج شعوراً ينتاب الرجال والنساء على السواء وإن كان ذلك بنسب متفاوتة، لكن الأمر المؤكد هو أن دوافع الخوف تكون مختلفة لدى كل منهما، ومن قد كشفت الدراسات المُقارنة أن الفتيات الناجحات في الحياة العملية واللواتي يمتلكن طموحاً مهنياً كانوا أكثر رهبة من فكرة الزواج مقارنة بغيرهن.

يرجع السر في ذلك لسبب بسيط جداً هو الخوف من الفشل في تحقيق الأهداف والطموحات الشخصية بسبب المسؤوليات الاجتماعية التي سوف تلقى على عاتقهم بعد الزواج، لكن الحقيقة أن الزواج لا يمكن أن يكون عائقاً إلا إذا أردنا له أن يكون كذلك بسبب إدارة الحياة الشخصية بشكل خاطئ، لكن الزواج في ذاته يضمن تحقيق الاستقرار ويُحفز الشخص على الاستمرار ومُضي قدماً نحو تحقيق أحلامه.

الرهبة من تجارب السابقين :

من المنطقي والمفترض أن تكون العروس في أسعد لحظاتها بينما تستعد للانتقال إلى عُش الزوجية مع شريك الحياة، ولا يعكر صفو ذلك سوى إحساس الرهبة أو الخوف من الزواج وكثيراً ما يكون السبب في ذلك هو التفكير في مصير تلك العلاقة، وعلى وجه التحديد الخوف من انتهاء تلك العلاقة والوصول إلى الطلاق.

تنتاب بعض الفتيات تلك الأحاسيس على الرغم من مشاعر الحب التي تجمع بينها وبين شريكها، إلا أنها لا تستطيع التوقف عن التفكير في تجارب الصديقات والمعارف التي انتهت قصص حبهن بالفشل، لكن المتخصصين في مجال الطب النفسي ينصحون المُقبلات على الزواج بضرورة طرد تلك الأفكار السلبية وعدم الانسياق ورائها؛ حيث أن كل علاقة لها ملابساتها الخاصة والتي لا تنطبق بالضرورة على العلاقات الأخرى، ولابد من العلم بأن في مقابل التجارب السلبية توجد العديد من التجارب الناجحة مما يُعني أن فشل العلاقات العاطفية والأسرية ليس أمراً حتمياً بل أنه يُمثل الاستثناء وليس القاعدة.

المسؤوليات المُستجدة :

يعتقد البعض أن المسؤوليات المُترتبة على الزواج تقع بالكامل على عاتق الزوج، وتلك النظر بكل تأكيد يشوبها الكثير من القصور، حيث أن الزواج عبارة عن مشاركة وبالتالي فإن الزوجة هي الأخرى تتحمل نصيباً كبيراً من المسؤولية، فبداية قد تتحمل جزءاً من الأعباء المادية إذا كانت امرأة عاملة خاصة في ظل حالة التضخم الاقتصادي التي تشهدها بعض الدول العربية وما ترتب عليها من مصاعب في المعيشة وغلاء في الأسعار.

تكون المرأة هي المسئولة الأولى عن استقرار الحياة الأسرية وهذا أمر لا يمكن الاستهانة به، ذلك بخلاف المسئوليات المؤجلة نسبياً مثل رعاية الأطفال وتربيتهم وغير ذلك، وكلها مهام جسيمة من الطبيعي أن تُشعر الفتاة بشيء من الرهبة.

احتمالية تبدل المشاعر :

ليس الفشل التام -أي الانفصال والطلاق- هو وحده ما يتسبب في شعور الخوف من الزواج الذي يصيب بعض الفتيات المُقبلات على تلك الخطوة، بل يمكن القول أن الفشل الجزئي أو النسبي غالباً هو الأكثر رعباً بالنسبة لهم والذي يتمثل في احتمالية تبلد المشاعر بعد الزواج.

أوضحت العديد من الدراسات أن النسبة الأكبر من الفتيات اللواتي ينتابهن شعوراً بالتوجس والقلق مع اقتراب موعد الزواج يكون مبعث هذا الشعور قلقهن من تبدل مشاعر الشريك فيما بعد الزواج، خاصة في ظل بعض المفاهيم المغلوطة الشائعة في المجتمعات الشرقية مثل: الزواج يقتل الحب وأن الرجل الشرقي يزهد المرأة إذا امتلكها، لكن تلك الأقاويل ما هي إلا مجرد أفكار متوارثة تتردد ولا تعبر عن الواقع بدقة والحب الحقيقي سوف يدوم للأبد ولن يتأثر بشيء.

مدى توافق العائلات :

علاقة الزواج ليست ارتباطاً بين فردين بل أنها ارتباط عائلتين معاً، وهذا قد يكون أحد أسباب الخوف من الزواج في بعض الحالات، فالفتاة -الزوجة المستقبلية- تثق في شريك حياتها الذي اختارته وتدرك أن كل منهما مناسباً للآخر، لكنها لا تثق في مدى قدرتها على التأقلم مع عائلته فيما بعد.

كشفت بعض الدراسات المقارنة التي اعتمدت على التجاور مع عينة عشوائية شملت عدد كبير من المُقبلات على الزواج، أن الفتيات المقربات من عائلة الزوج كانوا أكثر تخوفاً من فكرة إتمام الزواج مقارنة بالأخريات ممن لم يتقربن من العائلة بالقدر الكافي لاختبار مشاعرهم تجاهها والتعرف على مدى توافقهم معها، ولذلك يوصي الخبراء في ضرورة استغلال فترة الخطوبة في توطيد العلاقات بين العائلتين.

رهبة الاستقلال التام بالحياة :

الخوف من الزواج لا يكون دائماً نابعاً من أسباب معقدة بل قد يكون ناتج عن بعض الأمور بالغة البساطة وأكثرها شيوعاً فكرة الاستقلال التام بالحياة والابتعاد عن العائلة؛ حيث أن فكرة هجرة الإنسان للحياة التي اعتاد عليها ومفارقة الأسرة التي عاش في كنفها طيلة حياته والانتقال لبدء حياة جديدة برفقة شخص آخر ليس بالأمر اليسير، مما يجعله أحد العوامل الرئيسية المُسببة للخوف من إتمام الزواج.

عوامل تتحكم في درجة الخوف من الزواج لدى الفتيات:

الدراسات النفسية التي أجريت في هذا الصدد للتعرف على أسباب الخوف من الزواج الذي يصيب البعض أكدت على أن تلك الأحاسيس لا تسيطر على كافة الفتيات بنفس الدرجة، إنما هناك عوامل عديدة تتحكم في درجة شدتها وفي مقدمتها:

  • درجة القرب من الطرف الآخر “الشريك” ومدى قوة علاقتهما
  • كلما ازدادت قوة العاطفة قلت مشاعر الخوف لذا تجد المتزوجات بأسلوب “الصالونات التقليدي” أكثر رهبة ممن تعرفن على أزواجهم المستقبلين في بيئة طبيعية عادية
  • التجارب السابقة ذات تأثير قوي لذا -على عكس المتوقع- تجد النساء اللواتي سبق لهن الزواج أكثر رهبة ممن تتزوج للمرة الأولى، حيث أن أصحاب التجارب السابقة يخشون تكرار الفشل
  • مدى استقرار فترة الخطوبة حيث أن تلك الفترة تمثل اختباراً أولياً للعلاقة الزوجية وبالتالي كلما كانت أكثر هدوئاً واستقراراً كان هذا مُبشراً وساهم في الحد من مشاعر التوتر والقلق وبالتأكيد الخوف

في الختام يمكن القول بأن الخوف من الزواج لدى الفتيات أمر طبيعي تماماً نابع من الغريزة الإنسانية، وعادة ما يزول بعد فترة قصيرة من إتمام الزواج وبدء اعتياد الشريكين على بعضهما وعلى نسق حياتهما الجديد، لكن يشار هنا إلى أن قد يكون الأمر أكثر تعقيداً من ذلك في حالات نادرة، وإذا بلغت مشاعر الخوف الدرجة التي ترغب عندها الفتاة في إتمام الزيجة وتدفعها للتهرب منها فمن الأفضل في تلك الحالة التوجه لأحد المختصين مثل استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية للاستفادة من خبرته والحصول على التوجيهات اللازمة لتنعمن بعلاقة عاطفية مستقرة.

Exit mobile version