الرئيسية الحقائق التاريخ لماذا حدثت الحرب العالمية الثانية بين دول أوروبا؟

لماذا حدثت الحرب العالمية الثانية بين دول أوروبا؟

0

قبل حدوث الحرب العالمية الثانية بعشرين عام فقط كان العالم يحكي ويتحاكى بما حدث في الحرب العالمية الأولى من أعداد القتلى المهول والذي قارب العشرة ملايين بجانب الإصابات البالغة الخطورة، ولكن بحلول عام 1939ميلاديًا تغير كل شيء عندما أعلنت ألمانيا النازية في الواحد والثلاثين من شهر أكتوبر دك حصون بولندا، وهذا بالفعل ما حدث في صبيحة اليوم التالي حيث هاجمت القوت الألمانية بولندا بكل قسوة وعنف حتى استتبت لها البلاد في غصون ثلاثة أيام تقريبًا، فقامت بريطانيا العظمى بالتعاون مع فرنسا بإرسال تحذير عاجل بوقف هذا الاحتلال الغاشم في أسرع وقت، ولكن هتلر تعامل مع هذا التحذير بأذن من طين وأذن من عجين وأكمل مسيرته وفق ما خططه مسبقًا، ثم ما زاد الطين بلة هو دخول الاتحاد السوفيتي لبولندا بعد ستة عشر يوم من الحصار الألماني، وذلك لكي تستلم بولندا نهائيًا، وهذا ما حدث بالفعل، ونحن هنا سنتناول أسباب الحرب العالمية الثانية بشيء من التفصيل، فتابعوا معنا.

غضب الشعب الألماني من معاهدة فرساي

كانت معاهدة فرساي هي أهم عامل لقيام الحرب العالمية الثانية، حيث أن الدول المنتصرة كبدت خسائر الحرب المالية للشعب الألماني لأنها هي من بدأت الحرب، هذا بجانب أخذ جزء من أراضي الإمبراطورية الألمانية يصل إلى ثلاثة عشر بالمائة من مساحتها الكلية، مما يعني خسارة عدد كبير من سكانها، هذا بجانب تقليل العملية الصناعية لفترة داخل البلاد، كل هذا كان له كبير الأثر في نفوس الألمان وجعلهم لا يقدرون على النظر في أعين الشعوب الأخرى، فهي معاهدة إذلاليه عقدت بسبب ارتكاب ألمانيا لجرم كبير في نشوب الحرب من قبلها، وأيضًا تم نزع الأسلحة الثقيلة من الجيش الألماني وتقليل عدد قواته بحيث لا يزيد عن مائة ألف جندي فقط بعدما كان يتجاوز العشرة ملايين في الحرب الأخيرة، فهو بالطبع رقم ضئيل جدًا مقارنة بذي قبل ولكن جورج كليمنصو رجل الدولة الفرنسي أراد إذلال ألمانيا بسبب ما فعتله في هذه الحرب فأقر هذه البنود.

ونتيجة لذلك عم الفقر في أرجاء البلاد وأغلقت الكثير من المصانع وقامت الدول الأخرى بتقليل التعاون الاقتصادي معها كجزء من العقاب، مما أدى إلى انتشار الجوع والبطالة وغلاء أسعار المنتجات نظرًا لقلتها، كل هذا جعل الشعب الألماني ينادي بمن يخصلهم من هذه المحنة الكبيرة فظهر على الساحة الراجل الذي هز العالم أجمع أدولف هتلر.

أدولف هتلر وتجهيزاته السرية

نأتي هنا للحديث عن السبب الثاني الذي أدى لحدوث الحرب العالمية الثانية وهو السياسي المحنك أدولف هتلر، حيث عمل هذا الرجل على نشل الشعب الألماني من التدهور والاضمحلال الحادث وقتها في البلاد، فقد قام فور تعيينه بمنصب مستشارًا للبلاد عام 1933 بالتفكير في كيفية التوسع الخارجي لحمايتها حدوديًا وتوفير ما تحتاجه اقتصاديًا في ظل التدهور الاقتصادي الكبير في البلاد، فلذلك قام بزيادة أعداد الجيش في سرية تامة ثم تزويدهم بالأسلحة اللازمة والأسلحة الثقيلة والطائرات والغواصات التي منعت عنهم جراء معاهدة فرساي، وفي الحقيقية قد علمت الدول العظمى مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وفرنسا ما يحدث داخل الأراضي الألمانية، ولكنها قالت بأنها مجرد نزوات أو تحركات ضعيفة لا تمثل أي خطر، وأيضًا طمعًا منهم في القضاء على الخطر الشيوعي الراهن، ولكن هتلر قد فاجئهم في الحرب العالمية الثانية بما قد أعده لهم من قوة وعتاد رهيب، وقد قام هتلر أيضًا بإقرار التجنيد الإجباري من سن التاسعة عشر إلى الأربعين وذلك لكي يزيد أعداد الجيش التي قلت بصورة كبيرة بعد المعاهدة.

احتلال ألمانيا لبعض الدويلات المجاورة قبيل الحرب العالمية الثانية

بعدما أتم هتلر تجهيزاته الحربية شرع في تنفيذ خطته الموضوعة وهو التوسع الخارجي، فقام هتلر بغزو ثلاثة دول في غضون ثلاثة أعوام كانت أخرهم هي بداية الحرب العالمية الثانية، فالأولى كانت لدويلة راينلاند التي كانت تجاور ألمانيا النازية وقد قام هتلر بشن غاراته عليها في عام 1938 حتى استولى عليها بكل سهولة، ثم تبعها في العام بعد التالي بغزو النمسا والتي كانت تتبع ألمانيا لفترة زمنية من الوقت ثم انفصلت عنها في الأحداث الأخيرة، وقامت النمسا بالاستنجاد ببريطانيا العظمى لوقف هذا التدخل العنيف وعلى الفور حدثت الاتصالات بين الدولتين لوقف هذا العدوان ولكن هتلر استمر بعض الشيء في تعمقه بالأراضي النمساوية، ثم أجريت اتصالات أخرى تهديده لهتلر حتى وعد بوقف ما يحدث، وبعد عدة أشهر عاد لما كان عليه واستمر في التعمق في الأراضي النمساوية.

وفي العام التالي قام هتلر بغزو دولة بولندا والتي أصبحت هي شرارة الحرب العالمية الثانية، وقد برر هتلر هذا الغزو بأن البولنديين قاموا ببعض الهجمات الحربية على الحدود الألمانية ولذلك ردوا على هذا التعدي، وتوغلت الجيوش الألمانية داخل الأراضي البولندية بسرعة كبيرة حتى أحكموا الحصار على أغلب مناطقها، ثم هبت روسيا لمساعدة الألمان وقامت بالدخول هي الأخرى للأراضي البولندية وإحكام السيطرة على البلاد كلها، مما أدى إلى تقديم بولندا طلب مساعدة سريع من بريطانيا وفرنسا.

ظهور الفاشية والديكتاتورية في بعض الدول

من ضمن العوامل الأساسية لقيام الحرب العالمية الثانية هو ظهور الفاشية والديكتاتورية في عدة دول كبيرة، حيث قامت الحركة النازية في ألمانيا الاتحادية عام 1933 عندما وصل زعيمها هتلر إلى رأس الحكومة في البلاد، وهي تهدف إلى التفرقة العنصرية وقمع كل الطبقات الدنيا حتى يصبح المجتمع نظيف ويحتوي على الطبقات والأعراق العليا فقط، ولذلك قام هتلر بقتل بضعة ملايين من اليهود فيما تسمى بالهولوكوست الألمانية وهي تعني المحرقة باللغة العربية، وقامت الدولة النازية بقتل ألاف السلاف أيضًا وهم مجموعة عرقية تسكن بعض مناطق ألمانيا وما يجاورها، وقد سبق ألمانيا النازية بعشرة أعوام تقريبًا ظهور الفاشية في إيطاليا بقيادة بينيتو موسوليني حيث استطاع الأخير بالوصول للحكم، وما لبث أن قام بقمع أي رأي معارض له حيث أنه يعتبر أن الحكم بالقوة والقتل للمعارضين، وهذا ما طبق في البلاد الخاضعة للحكم الإيطالي في قارة إفريقيا.

ثم ظهور قادة ديكتاتوريين في اليابان قاموا بغزو الصين وكوريا وأثاروا الفوضى والقتل في أرجاء البلاد، وذلك لتطلعهم للتوسع الجغرافي وإحكام السيطرة على قارة أسيا بأكملها، مما كان لهذه الحركات الغاشمة من دور هام في وقوع الحرب العالمية الثانية.

الحروب اليابانية وبداية الحرب العالمية الثانية

قبيل بدء الحرب العالمية الثانية بعامين بدأت دولة اليابان بغزو البلاد المجاورة لها مثل الصين ومنغوليا والاتحاد السوفيتي، حيث أنها قامت أولًا في العام السابع والثلاثين من القرن العشرين بالتوجه صوب الصين وذلك على أثر حادثة جسر روكوكيو على الحدود اليابانية الصينية، فقامت الجيوش باقتحام مدينة شنغهاي الصينية واستطاعت النيل منها بعد شهرين ونصف تقريبًا، ثم قامت بعد ذلك بالتوجه شرق البلاد عند مدينة نانجينغ وأعملت فيهم السلاح حتى قتل ما يقارب الثلاثمائة ألف مواطن صيني، ثم واصلت الجيوش اليابانية جهودها الضخمة في أجزاء الصين حتى خرجت منها بعد عام، ثم انتقلت إلى أراضي الاتحاد السوفيتي وما يجاورها من منغوليا، وأجريت عدة حروب كان أغلبها ينتهي بهزيمة للجيش الياباني ولكنه في الأخير يقوم بزعزعة الأمر في المناطق المجاورة مما كان له أثر كبير في بداية الحرب العالمية الثانية ودخول اليابان في دول المحور، والصين والاتحاد السوفيتي في دول الحلفاء.

عدم قدرة عصبة الأمم على ردع الأنظمة الديكتاتورية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهر ما يسمى بعصبة الأمم وذلك لكي يمنع نشوب أي حرب جديدة وضبط القوى الأوروبية، فبناءً على هدف هذه العصبة وهو إحلال السلام في العالم أجمع قامت جاهدة على وقف أي تسلح شديد أو ردع أية حروب قبل إشعالها، وهي في الأساس أتت لكي تحجم قوة الجيش الألماني المهولة لكيلا يفتعل أي مشكلة أخرى تشبه الحرب العالمية الأولى، وكانت تستند هذه العصبة على الدول الحليفة وأهمهم الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا والاتحاد السوفيتي وذلك نظرًا لقوتهم العظمى، حتى أنها قامت بنزع السلاح الألماني بكل سهولة وبدون أي مقاومة من الألمان وقالت بأنها ستنزعه من أي قوى تحاول أثارة المشاكل في المنطقة، هذا بجانب العمل على توثيق العلاقات بين الدول المنضمة للعصبة وعددها ثلاثة وثلاثون دولة.

ولكن مع مرور عدة أعوام وظهور بعض الأنظمة الفاشية في إيطاليا واليابان وألمانيا لم تستطع هذه العصبة إيقاف هذا الخطر الفاشي، ولذلك استمرت ألمانيا في تسلحها وزيادة عدد جنودها بصورة كبيرة للغاية فبعدما كان إلزامًا عليها مائة ألف جندي فقط دخلت الحرب العالمية الثانية في أكثر من خمسة عشر مليون جندي، فلذلك انفصلت هذه الدول الفاشية والنازية عن عصبة الأمم وأصبحت العصبة تقتصر على دول الحلفاء ومؤيديهم فقط، مما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية.

استغلال الطامعين في الحكم للأزمة الاقتصادية

في العام التاسع والعشرين من القرن العشرين ضربت الأمة الاقتصادية بعض دول أوروبا الكبيرة أولها الولايات المتحدة الأمريكية، ومع مرور بعض الأيام طالت هذه الأزمة أغلب دول العالم وتسببت في إغلاق الكثير من المصانع وإيقاف بعض الصناعات التي قل عليها الطلب، وقد استغلت هذه الأحداث بعض الجماعات النازية والفاشية في ألمانيا وإيطاليا واليابان وقاموا بالوصول إلى الحكم بغرض إصلاح هذا الخراب الحادث في البلاد، ولكنها في الحقيقية كانت أنظمة ديكتاتورية وقاموا بإغلاق سوق التجارة العالمي في وجه الدول المجاورة، بجانب عدم قبلوهم أي شيء من أحد والخروج من عصبة الأمم وهذا ما يعني انهم يكتفون بذاتهم ولا يحتاجون شيء من أحد، وبهذا كانت الأزمة الاقتصادية عامل مهم في وصول المتعصبين والغاشمين إلى كراسي الحكم وبدأهم في المناوشات الأولى لما قبل الحرب العالمية الثانية.

الحرب الأهلية الإسبانية

أيضًا حدثت حروب أهلية في إسبانيا بسبب التنازع على الحكم وحدوث انقلاب 1937، حي أن إيطاليا وألمانيا كانوا يؤيدان هذا الانقلاب والذي كان بقيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو في حين أن روسيا كانت تسعى لإبقاء الحال كما هو عليه واستمرار نفس الحكومة الموجودة وقتها، وحدثت الحرب الأهلية وكل دولة منهم تساند ما تفضل في أطياف الشعب الإسباني حتى قتل الكثير من الإسبانيين، ولكن في النهاية وصلت إيطاليا وألمانيا لما كانوا يريدونه وتولى فرانسيسكو حكم البلاد، وقد ساعد هذا الرئيس الجديد الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية ولكن كانت مساعدات على استحياء خوفًا من دول الحلفاء التي ظلت طويلاً تساند الإسبانيين في دولتهم.

الكاتب: أحمد علي

Exit mobile version