منذ وقت طويل فرض البقدونس نفسه على الساحة كغذاء رئيسي وهام، وفي نفس الوقت شكل من أشكال الزينة المُفضلة لدى الكثيرين، لكن بكل تأكيد لن تتوقف فوائد البقدونس وقيمته عند مجرد المساهمة في الزينة، وحتى اعتباره كتوابل تُعطي نكهة معينة للطعام لا يُمثل كل القيمة الموجودة في هذا النوع المميز في الخضروات، في النهاية نحن نتحدث عن كيان غذائي حقيقي يستحق الاهتمام به، وهو بكل أسف ما ليس موجودًا في زمننا الحالي، فالناس يستخدمون البقدونس في كل شيء يُمكن استخدامه به ثم تراهم في نفس الوقت لا يعطونه القدر الذي يستحقه من الاهتمام، وربما يُمكننا أن نُغير ذلك من خلال استعراض أهم الفوائد الخاصة به واستخداماته، وهذا تحديدًا ما سنقوم بفعله في السطور القليلة المُقبلة، فهل أنتم مستعدون لإعادة استكشاف البقدونس من جديد؟ حسنًا، لنبدأ في ذلك سريعًا.
لماذا يُعد البقدونس أحد الخضروات الهامة؟
مباشرة ندخل إلى إجابة السؤال الذي سبق وقمنا بطرحه في صدر هذا المقال، فجميعنا يعرف أن البَقدونس من النباتات الورقية وأنه عشب ثنائي الحول يتميز برائحة طيبة للغاية، وطبعًا كل ما سبق ذكره من الأمور المُسلم بها المعروفة لدى الجميع، لكن لماذا يا تُرى يُعد من الأعشاب أو النباتات والخضروات الهامة؟ هذا هو السؤال الذي نبحث عن إجابة مناسبة له، وربما ذلك سيحدث فقط من خلال استعراض أهم أسباب تفوقه التي هي في نفس الوقت فوائده، وأهم هذه الفوائد بالطبع أن نبات البقدونس له مجموعة أغراض وأدوار طبية أبرزها التخلص من الحصوات والبكتريا.
التخلص من الحصوات والبكتريا
من الأمور الرائعة جدًا التي يقوم بها البقدونس أنه يُسهم في عملية تخليص الجسم من الحصوات والبكتريا، وذلك من خلال احتواءه على مواد من شأنها تحفيز إدرار وتوافد البول، وبالتالي لا يكون لدينا أي مشاكل في المسالك البولية أو حتى التهاب المثانة، كذلك مسألة وجود حصوات أو شوائب على الكلى سوف تختفي مع وجود البقدونس، وهو في الحقيقة أمر أو وظيفة لا تؤدى من قِبل أدوية مرتفعة الثمن للغاية، لكن البقدونس يفعل ذلك بتكلفة قليلة، وربما لهذا السبب نجد أن أطباء المسالك البولية والجهاز الهضمي عمومًا غالبًا ما ينصحون المريض بضرورة تناول البقدونس وجعله عنصر رئيسي في طعامهم، إذ أنهم يثقون فيه وبقدرته على القيام بنصف مهمة الأدوية الكيميائية على الأقل.
محاربة خطر السرطان
كذلك من الفوائد المميزة للغاية في البَقدونس أنه يدخل في ذلك الصراع الشرس مع أحد أخطر الأمراض على الإطلاق وأكثرها بلاءً على البشرية، إنه مرض السرطان الخبيث، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أنه ثمة مواد موجودة داخل البَقدونس تُسهم في عملية التخلص من السرطان الموجود في الرئة والقولون والثدي، وفي أماكن أخرى مختلفة كثيرة، وطبعًا المكان هنا ليس هو الشيء المقصود وإنما الإشارة إلى أن حزمة بقدونس قد تساوي دولار واحد بمقدوره الوقوف أمام خطر مثل السرطان لا يزال الطب حتى الآن يقف عاجزًا أمامه، وطبعًا هذا يحدث بقدرة الله وقدره، إذ أن الأمر ليس مُسلمًا به مئة بالمئة، فيُمكن أن تُصاب بالسرطان وتموت به وأنت تأخذ البَقدونس بكميات كبيرة، الموضوع هنا يتعلق بالأخذ بالأسباب فقط لا أكثر.
إيقاف أخطار الكلى والكبد
في يسار ويمين كل جسد ثمة جزء في غاية الأهمية، ثمة كلى وكبد، والحقيقة أن كلا الجهازين لهما من الأضرار والمخاطر ما يجعلنا نبذل قصارى جهدنا كي نحافظ عليهما وأيضًا نفعل كل شيء رغبةً في طرد الأمراض والأخطار منهما، وهذه في الحقيقة يُمكن وصفها بالمهمة البسيطة للبقدونس، فهو يُحافظ عليهما ضد الفيروسات في حالة عدم وجودها، أما عندما تتواجد فإنه يُصبح مساعدًا في العلاج، بل إن المفاجأة تكمن في كون أغلب الأدوية المُستخدمة في علاج أمراض كلا الجهازين يكون البقدونس أساسًا جزء رئيسي ومهم فيها، ومن هنا تكمن قوته.
استعمال البقدونس في الزينة
بعد كل ما سبق ذكره من أغراض طبية تُظهر بما لا يدع مجالًا للشك فوائد البقدونس فإنه ثمة استخدامات أخرى مميزة لن يكون من الجيد إغفالها، ومنها مثلًا استعمال البقدونس في الزينة، فبعد أن يتم تقطيع البقدونس، وإذا لم يكن هناك أحد يُفضل تناوله كطعام، فإن التصرف المنطقي في مثل هذه الظروف أن يتم تقطيعه وتوزيعه على جوانب الطعام وأسفله من أجل إعطاء شكل جيد ومميز له، وهذه في الحقيقة واحدة من الأمور التي جرى تجريبها منذ وقت طويل وأثبتت أنها مفيدة، من الناحية البصرية على الأقل، ففي النهاية نحن نتحدث عن شيء مذاقه جيد ورائحته طيبة، فلماذا لا نستخدمه بغرض الزينة؟
الاستعمال كأحد التوابل
مثلما هو الحال مع فكرة الزينة فإنه من الممكن كذلك استعمال البقدونس على أساس كونه شكل من أشكال التوابل كالملح وغيره من المسحوقات التي تُستخدم لتُعطي طعم آخر مُختلف ع الطعم الأصلي، فعندما نصنع طعام مثل المحشي مثلًا فإن ربات البيوت سيُفضلون تقطيع البقدونس على خلطة الحشو، والمتذوقون كذلك سيشعرون أنهم يتناولون شيئًا ذو مذاق أفضل بكثير من الخلطة العادية، وهذا ينطبق بالتأكيد على بقية الأطباق باختلاف أسمائها، المهم في النهاية أن البقدونس شكل من البهارات والتوابل المميزة، وفي نفس الوقت هو يُعطي لونًا ليس هناك أي ضرر أو تأفف منه، ولهذا يكثر استخدامه في أطعمتنا، لهذا نجد البقدونس في كل مكان حولنا.
الأعراض الجانبية لنبات البقدونس
على الرغم من كل هذه الفوائد التي قمنا بذكرها عن البقدونس إلا أن الأمر أبدًا لا يخلو من الخطر، في النهاية، وكما هو المعتاد، ثمة خطر يكمن في مكانٍ ما، والخطر هنا يتمثل في الأعراض الجانبية التي تظهر بسبب تناول البقدونس بكميات كبيرة أو مُبالغ فيها، والخطر هنا يبدأ من حساسية الجلد التي تظهر بالعين المجردة، ثم بعد ذلك يأتي خطر مثل فقر الدم مع تلك المشاكل التي تُرسب في الكلى والكبد، وإذا كنتم تعتقدون أن هذا يتنافى مع ما تم ذكره بخصوص فوائد تناول البقدونس بالنسبة للكلى والكبد فيجب أن تعرفوا بأن ذلك يحدث فقط في حالة الإكثار منه وزيادة الحد المُتاح منه، والحقيقة أن هذا الأمر موجود في كل شيء يبدو مفيدًا حولنا وليس فقط البقدونس، وكما يقولون، إذا زاد الشيء عن حده انقلب ضده.
ختامًا عزيزي القارئ، بعد كل ما ذكرناه عن أحد الخضروات الهامة للغاية مثل البقدونس فلابد وأنه ثمة شوق كبير لاستخدامه في صورة الفوائد التي استعرضناها، لكن ليكن في علمكم أنه ليس البَقدونس واحده من يحظى بفوائد بهذا الحجم، فكل شيء خلقه الله لنا جميل وبه الكثير من الفوائد، وبقية الخضروات الموجودة في حياتنا تشهد بذلك.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح لاستخدامات طبية لواحدة أو أكثر من الأعشاب الطبيعية أو النباتات أو الأطعمة أو الزيوت، هذه العلاجات في الأحوال العادية وبالنسبة للأشخاص الطبيعيين لا تسبب أضرارًا، لكن يجب دومًا الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها للتأكد من ملائمتها لحالتك الصحية وعدم تعارضها مع أدوية قد تتعاطاها وتحديد الجرعة الملائمة منها، وتزداد أهمية الاستشارة الطبية في حالة الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات.