ذات صلة

قد يعجبك ايضا

لماذا يضيء القمر ومن أين يأتي ضوء القمر؟

ليس غريبا ان تسأل لماذا يضيء القمر أو من أين يأتي ضوءه؟ لكن الجواب ليس معقدا كذلك. وانت كنت ممن يقولون إن القمر مضيء، فاعلم ان هذا ليس صحيحا فهو لا يشع نورا.

لماذا لون الدم احمر ولماذا يختلف في درجاته؟

ان تسآلت لماذ لون الدم احمر ، فببساطة لأنه يتكون من خلايا الدم الحمراء.  لكن ما اين اتت هذه الصبغة الحمراء، ولماذا الدم احمر غامق او أحمر فاتح او حتى أزرق؟

لماذا يعتبر شريف إكرامي حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب؟

شريف إكرامي حارس مرمى لعب في عدة أندية أبرزها نادي الأهلي، كما حرس عرين منتخب مصر لفترة من الوقت. يبقى شريف حارسًا مثيرًا للجدل داخل الملعب، فلماذا يا تُرى؟

لماذا يواصل أحمد حسام ميدو تصدر المشهد رغم اعتزاله الكرة؟

أحمد حسام ميدو لاعب مصري مُعتزل ويُعتبر من أشهر اللاعبين الذين مروا بتاريخ الكرة المصرية، لكن على الرغم من اعتزال هذا اللاعب منذ فترة إلا أنه لا يزال حتى وقتنا الحالي متصدرًا للمشهد الكروي، فلماذا يا تُرى يحدث ذلك؟
الرئيسيةالحقائقالسياسةلماذا إخفاق الديمقراطية هو حقيقة في أغلب دول الشرق الأوسط؟

لماذا إخفاق الديمقراطية هو حقيقة في أغلب دول الشرق الأوسط؟

لو تتبعنا المسار السياسي للدول في الشرق الأوسط رغم ما مر عليها من أحداث كبيرة كانت كفيلة بزلزلة حياتها الاجتماعية والسياسية وقلب النمط الاجتماعي والسياسي تماما إلا أننا لا زلنا نشهد إخفاق الديمقراطية في قيادة الدول العربية ودول الشرق الأوسط في المنطقة بشكل يصبح مأساويا في معظم الدول ويشهد موجة من القمع والقهر ونظام الحكم الواحد والتصارع الخفي على السلطة دون إعطاء فرصة للشعوب حق تقرير مصيرها، فما هي الأسباب التي أدت إلى إخفاق الديمقراطية بهذا الشكل في البلدان العربية؟ سنحاول الحديث بشكل أكثر بساطة ونجيب عن هذا السؤال في فقرات قصيرة وسهلة في السطور التالية:

انعدام الوعي لدى الشعوب

إحدى أهم أسباب إخفاق الديمقراطية في الوطن العربي هو انعدام الوعي لدى الشعوب، ولا نقول أنه يجب على أن يكون السواد الأعظم من الشعب فلاسفة أو حكماء أو أساتذة جامعيين ولكن على الأقل امتلاك الحد الأدنى من الوعي الذي يمكنهم من الانفراد بحرية الاختيار، انعدام الوعي لدى الشعوب يجعلهم مثل الذي يمتلك جهازا خطيرا ولكن لا يعي كيف يتم تشغيله، أو فهم الديمقراطية الخاطئ الذي يقضي بأنك يجب عليك أن تختار الشخص الذي يريحك بغض النظر عن الآليات التي يجب عليها أن تبني هذا الاختيار وهو يشبه إعطاء جهاز حاسوب متطور لطفل لا يهمه فيه سوى وجود الألعاب بينما به الكثير من البرامج التي يمكن الاستفادة بها وانعدام الوعي هذا ناتج بالأساس من انهيار المنظومات التعليمية وإصرار الأنظمة على دفع الشعوب في وديان الجهل والخرافات حتى يظلوا دائما غير قادرين على الفهم والوعي بحرية الاختيار.

عدم احترام الحريات بكافة أنواعها

يظن الكثير من الناس أنهم يجب أن يكون لديهم الحق في الرأي والتعبير والحريات الفردية والشخصية بينما هم يجب عليهم أن يمارسوا سلطتهم الكاملة المطلقة غير المحدودة إن أتيحت لهم الفرص ويحق لهم تكميم الأفواه كما يريدون فالأب يجب أن يمارس سلطته على أبنائه وزوجته والمدير يجب ممارسة سلطته على موظفيه والشرطي يمارس سلطته على المواطنين والهيئات القضائية تمارس سلطتها على الأبرياء وهكذا، سلسلة كبيرة من القمع لا يمكن أن تكون الديمقراطية حلا لها بل يجب أن تكون الديمقراطية نابعة من مناخ صحي وصالح يحترم فيه الناس الحريات بشكل عام من خلال الوعي بحقوقهم من أجل المطالبة بها والوعي بالمقابل بواجباتهم من أجل أدائها، ولا يمكن أن تكون الديمقراطية هي عصا الساحر الذي يجب عليه حل كل هذه التأزمات والمشكلات تلقائيا بمجرد تطبيقها، لذلك كان إخفاق الديمقراطية نتيجة طبيعية لكل هذا المناخ المحاط بالقهر والظلم وتكميم الأفواه والتدخل في الحياة الشخصية للمواطنين سواء من الدولة نفسها أو من المواطنين على بعضهم البعض.

الاحتلال الاقتصادي

الديمقراطية ليست منظومة شاملة، وإخفاق الديمقراطية لا يعود لخلل فيها لأنها ليست جهاز تنفد بطارياته فيتوقف عن العمل أو أنه يُصدر لبلادنا في الشرق الأوسط خط الإنتاج الذي يحتوي على عيوب التصنيع، بل الديمقراطية باختصار تتكيف مع الواقع المحيط بها، وهي حق ممارسة الأشخاص في اختيار وتقرير مصيرهم، وبالتالي لا يمكن منح هذا الحق لأشخاص لا يمتلكون الحق في تدبير أساسيات معيشتهم لأن الاستقلال الاقتصادي أداة من أهم الأدوات الفاعلة للتوصل إلى الديمقراطية وبدونها تصبح الديمقراطية تحصيل حاصل ولا يمكن لشعب مستهلك يعيش على الواردات والمعونات والأزمات الاقتصادية أو لا يوجد لديه مشاريع تنمية حقيقية وإنشاء ازدهار اقتصادي يجعلها تمتلك حق تقرير مصيرها أن يستطيع تقرير مصيره بنفسه لأنه سيصبح مجرد مستهلك واقع معيشته بالكامل في يد الشخص الذي يضخ له الغذاء والملبس والخدمات لأنه لا يستطيع توفيرها بنفسه، لذلك الحديث عن الديمقراطية دون استقلال اقتصادي للشعوب هو ضرب من ضروب العبث ولا يجب أن نؤصل لأسباب إخفاق الديمقراطية في أوطاننا العربية دون أن نضع الاستقلال الاقتصادي نصب أعيننا كجذر من جذور إخفاق الديمقراطية وعدم قدرتها على الصمود في المجتمعات العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

انهيار المنظومات التعليمية

إن كنا نتحدث عن انعدام الوعي لدى الشعوب كسبب هام من أسباب إخفاق الديمقراطية في أوطاننا العربية ومنطقة الشرق الأوسط فينبغي أن نرد الأمر إلى أساسه ونقول أن سبب انعدام الوعي من البداية هو عدم قدرة المنظومة التعليمية على إنتاج أفراد لديهم القدرة على التفكير الخلاق أو تكوين وجهة نظر موضوعية أو رؤى متماسكة تجاه الحياة فمن ثمَّ يستطيعون تقرير مصيرهم بمنأى عن أي خطابات زاعقة أو شعارات رنانة أو تأثير إعلامي ممنهج في وعيهم المبتسر، ومن يكتب لكم هذا المقال هو بالأساس مدرس في إحدى مدارس منطقة الشرق الأوسط ويكاد ينتحر كل يوم بسبب المنظومة التعليمية الفاشلة المعتمدة على التلقين وحشر أكبر قدر ممكن من المعلومات في ذهن الأطفال دون أي إكساب مهارات فردية أو تنمية مواهب أو تنشيط لخلايا التفكير والقدرة على الإبداع والابتكار، مما يخرج لنا أجيالا بعد أجيال تراكم من عمق المشكلة وتفاقم الأزمة أكثر وأكثر وتجعل إنشاء رأي حر مسألة عصية على التنفيذ في جو كهذا وسط قطعان من المُلقَنين الذين يسهل قيادتهم وأجيال كاملة من الجهلاء يمتلكون شهادات جامعية ربما حتى لا يستطيعون قراءة فحواها قراءة سليمة، لذلك إن كنت تفتش عن انعدام الوعي لدى الشعوب ففتش عن التعليم وإن كنت تسأل عن إخفاق الديمقراطية في البلدان العربية فالإجابة هي التعليم وإن أردت أن تنمي الجو العام وتجعله صالحا لاستقبال الديمقراطية في البلاد فابدأ بالتعليم.

غلق المجال العام

من يستطيع أن يقتل المجال العام في بلد ما فمبارك عليه قيادتها وأن يسوقها كما يشاء ويوجهها نحو الاتجاه المناسب، لذلك أكثر ما يؤدي إلى إخفاق الديمقراطية هو أن تغلق المجال العام تماما وتغلق الباب أمام أي نشاط لممارسة العمل السياسي والحزبي والذي يبدأ من الجامعة إن لم يكن من المدارس والقدرة على إجراء نقاش عام حول القضايا المجتمعية التي تواجهنا، غلق المجال العام يعني عدم إعطاء فرصة لتنمية الكوادر الحزبية والسياسية وإعداد قادرة قادرين على قيادة البلاد والترشح للمناصب الحزبية والنيابية والمنافسة على المناصب السيادية في البلاد من خلال إدخالهم في المجال العام وممارستهم النشاط السياسي لإكسابهم الخبرة اللازمة وصقلهم بتجارب العمل السياسي والميداني من أجل تنمية خبراتهم وإعطاءهم خلفية أكبر عن طبيعة المجتمع الذي يحيون فيه ويريدون خدمته، والحقيقة لقد أسرفت السلطات المتعاقبة في بلداننا العربية على اختلاف أشكالها وتوجهاتها ومهما كان الشعار الذي يرفعونه في الحرص على خنق المجال العام تماما لوعيهم بخطورته وأنه التهديد الوحيد إليهم وبالتالي لا مجال للحديث عن الديمقراطية لأنه حتى مع السماح بها ستجلب أشخاصا يمتلكون خطابات عاطفية أيضًا وشعارات رنانة تشبه سابقيهم مما يؤدي إلى فشل التجارب وإخفاق الديمقراطية فإما يستبد صاحب التجربة الفاشلة بسلطته ويخنق المجال العام أكثر وأكثر وإما تزيحه سلطات أقوى منه ليصبح لها الشرعية في خنق المجال العام ووأد أي بادرة لنشاط سياسي أو حزبي في مهده وبالتالي النتيجة واحدة.

استشراء الفساد في الدول

لا يمكننا أن نغفل أن من أسباب إخفاق الديمقراطية هو الفساد المستشري في الدول والفساد هنا لا يأتي من السلطة فحسب بل من الأشخاص أنفسهم فرمي المخلفات في الشارع فساد والتعدي على أملاك الدولة فساد والتهرب الضريبي فساد، وعدم مراعاة الضمير فساد وأداء العمل دون نتيجة لمجرد فقط الحضور من أجل استحقاق الراتب الشهري فساد، وهذا الفساد المتراكم منذ عشرات السنين إن لم يكن منذ مئات السنين يجعل الديمقراطية تسحق تحت الأقدام وتخلق مناخا ملوثا تنمو فيه القبليات وتكمم الأفواه وتخنق النزعات الفردية ويصبح الناس نسخا من بعضهم حتى تخرج الأمور عن السيطرة تماما ويصبح الأمر مجرد شكليات والديمقراطية تصبح صورية تماما مثل حياتنا بأكملها.

الصراعات الداخلية والطائفية

أكثر ما يمزق حياتنا في الوطن العربية هو الصراعات الداخلية والطائفية التي تنخر في واقعنا المعاصر منذ ملايين السن وحساسية هذه الأمور لدرجة عدم قدرتنا على حلها حيث أي محاولة للحل تخلق مزيدا من التعقيد ولا يمكن لأمة مكوّنة من قبائل وطوائف متعددة وعصبيات مختلفة أن تجتمع من أجل النهوض بهذه الأمة من خلال الديمقراطية بل تنمو هنا العصبيات والقبليات وانهيار الواقع الحر ويحل بدلا منه الواقع الكئيب الذي يُحتقر فيه الآخر لأنه لا يشبهنا ويصبح كل فردا يشعر أنه ينتمي للجنس الأفضل واللون الأنقى والمعتقد الصحيح المطلق والحزب الأكثر وطنية والشعار الأكثر انتماء ويتم تخوين وتكفير وتحقير وممارسة العنصرية والنبذ لأي شخص لا يشبهنا وبالتالي إخفاق الديمقراطية بل وانهيارها في وضع كهذا يصبح أمر لا مفر منه ولا يمكن أن تنجح أي تجربة ديمقراطية دون وعي الشعوب بأن تصبح كلها يد واحدة مع استيعاب الاختلافات بينها وبين بعضها وأن تصبح السلطة على مسافة واحدة من الجميع دون تمييز أو محاباة وأن يعي كل فرد بحقوقه وواجباته بغض النظر عن لونه أو معتقده أو طائفته أو جماعته أو فرقته أو قبيلته أو جنسه.

اتباع الخرافات ونبذ العلم

لا حرية حقيقية دون بحث علمي، العلم هو سلاحنا الوحيد لرفع وعي الشعوب واتباع الخرافات أكثر مناخ غير صالح لأي ديمقراطية بل على العكس مناخ غير صالح لممارسة القهر والظلم بل وجود من يصفق له، بالعلم نستطيع فهم واقعنا بشكل أفضل أما بالخرافات نزداد ضلالا وتيها، بالعلم نستطيع فتح آفاق جديدة لرؤانا وتفكيرنا ونستطيع امتلاك الوعي اللازم لتقرير مصيرنا، أما بالخرافات فنحن نسلم أنفسنا لمن يوهمنا بأنه يفهم أكثر ويدرك أكثر بينما يجب أن نظل نحن دائما تحت سلطته وتبعيته حتى لا نهلك ونزداد ضلالا وتيها، إخفاق الديمقراطية من إخفاق العلم والتفكير العلمي، بوضوح واختصار.

إخفاق الديمقراطية نتيجة الإرهاب

ليس لدي معلومة مؤكدة حول منابع الإرهاب أو من يريد أن نظل دائما فريسة لهذا الوحش القاتل الذي يفتك بنا يوما بعد يوم ولا كيف أصبحت بلداننا العربية ساحة عبث ولهو للإرهابيين بهذا الشكل وحلبة للإرهاب يركض فيها حيثما يشاء ولكن مما لا شك فيه أننا نتحمل جزءا كبيرا للأسباب التي ذكرناها بالأعلى من انعدام الوعي ونبذ العلم واتباع الخرافات وانهيار المنظومة التعليمية وغير هذا لنمو الإرهاب لدينا ووجود تربة خصبة لترعرعه في بلداننا، لذلك لا يمكن تخيل وجود نظام ديمقراطي مع وجود منابع الإرهاب وتهيئة الجو لنموه في بلادنا بهذا الشكل، نعم الإرهاب يقتلنا يوما بعد يوم وينزع الأمان والطمأنينة من قلوبنا ويزرع الخوف والرعب في نفوسنا، ولكن تأثيره يمتد لسنوات بل وقرون أيضا حيث يحرمنا من حق تقرير مصيرنا ويعمل على إخفاق الديمقراطية لأزمنة متتالية بعده.

خاتمة

لا يمكن لنا أن نفهم حقيقة إخفاق الديمقراطية دون النظر إلى أنفسنا ومحاولة تغييرها، دون أن نقبل الآخر ونفتح آفاق تفكيرنا على أفق جديدة ونعتمد المنهج العلمي كأساس لفهم واقعنا ومعالجة قضايانا، هذه هي أسس تهيئة الجو للديمقراطية ونجاحها في منطقة الشرق الأوسط وبلداننا العربية.

محمد رشوان
كاتب وقاص مصري من سوهاج.