الرئيسية الصحة لماذا كانت عملية أطفال الأنابيب ثورة تقنية وطبية وقتها؟

لماذا كانت عملية أطفال الأنابيب ثورة تقنية وطبية وقتها؟

0

عملية أطفال الأنابيب هي أعظم ما حدث في مجال بالولادة والإنجاب، حيث أن العالم ظل يعاني لفترات طويلة عدم القدرة على الإنجاب بسبب العديد من المشاكل مثل انسداد قناة فالوب، حدوث التهابات في عنق الرحم أو بطانته، أو قلة الحيوانات المنوية لدى الرجل، وغيرها من الأسباب التي تمنع حدوث الإنجاب في صورته الطبيعية، وعلى مدى عدة قرون لم يستطع الطب الوصول لحل تلك المشكلة، حتى توصلوا إلى عملية أطفال الأنابيب في الربع الأخير من القرن العشرين، وكان هذا بمثابة الطفرة الطبية التي ظل العالم ينتظرها لسنوات عدة، ومع مرور بعض الأعوام ازداد الأمر تعمقًا وتطورًا حتى أصبح من الممكن مراقبة البويضات وتحركاتها عن طريق الفيلم، وبذلك تمكن العالم من حل مشكلة الإنجاب الطبيعي بواسطة عملية أطفال الأنابيب وهذا ما جعل تلك العملية بدون شك ثورة طبية وتقنية في نهاية القرن العشرين، ونحن ومن خلال مقالنا هذا سنتعرف على أهمية عملية أطفال الأنابيب ودورها في معالجة الكثير من المشاكل، فتابعوا معنا.

القضاء على مشكلة انسداد قناة فالوب باستخدام أطفال الأنابيب

أولى المشكلات التي قضت عليها عملية أطفال الأنابيب هو انسداد قناتي فالوب، وهذه القنوات عبارة عن أنبوبتين يمر من خلالهما الحيوان المنوي والبويضة التي ستخصب، وهذه البويضة تنزل كل شهر لعدة أيام وتكون حينها جاهزة للتلقيح، ولكن من الممكن أن تحدث مشكلة انسداد هذه القنوات في بعض الأحيان سواء واحدة منهما أو كلاهما، وهذه الأمر خطير جدًا لأنه يمنع حدوث الحمل في صوره الطبيعية أو يمنعه من الأساس حيث أنه من الممكن أن يحدث الحمل خارج الرحم في قناة فالوب أو منطقة أخرى وهنا يقوم الطبيب المعالج بإخراج هذا الجنين، أو لا يحدث الحمل من الأساس نتيجة هذا الانسداد، وعادة ما يحدث هذا الانسداد نتيجة التهاب الحوض أو الإصابة بمرض السيلان أو الكلاميديا أو التعرض للإجهاض المتكرر أو جراحة البطن، هذه أشهر الأسباب التي تؤدي لإغلاق قناة فالوب وعدم القدرة على حدوث الحمل الطبيعي.

وهنا يأتي دور عملية أطفال الأنابيب حيث تقوم هذه العملية أولًا بأخذ بعض البويضات من رحم المرأة، ثم بعض من السائل المنوي الخاص بالزوج، ويبدأ التلقيح في ظروف هي الأشبه بباطن الرحم وتستمر هذه العملية لمدة خمسة أيام تقريبًا، ثم يتم إدخال البويضة الملقحة إلى باطن الحرم ويبدأ الحمل في صورته المعتادة.

ضعف وقلة الحيوانات المنوية لدى الرجل

يصاب بعض الرجال بمشكلة ضعف وقلة الحيوانات المنوية الخاصة به وهنا يأتي دور عملية أطفال الأنابيب، وتتلخص هذه المشكلة في عدم قدرة الحيوان المنوي على التحرك والتنقل داخل قناة فالوب ثم عدم قدرته على اختراق البويضة الخاصة بالزوجة، وهذا الضعف يأتي نتيجة بعض الأسباب مثل وجود مشكلة في الخصيتين فهما مخزن السائل المنوي وأي مشكلة تحدث بهما تؤثر عليه، أو التقدم في العمر فإن هذا بالتأكيد يؤدي لضعف الحيوانات المنوية مع مرور الوقت، أو الإجهاد وارتفاع درجة الحرارة، أو شرب المخدرات والمسكرات والتدخين، إحدى هذه الأسباب قد يؤثر بصورة كبيرة على قوة وقدرة الحيوانات المنوية على اختراق البويضة وتلقيحها، ولذا كانت عملية أطفال الأنابيب هي الحل في ذلك الأمر حيث أن التخصيب يحدث خارج الرحم وبتدخل الإنسان والأدوات الطبية في ذلك.

هذا على عكس الرحم الذي يحدث فيه التخصيب بدون تدخل أي شخص فإذا استطاع السائل المنوي اختراق البويضة كان بها وإن لم يستطع مات بدون منفعة، فيقوم الطبيب المعالج بأخذ بعض البويضات من رحم الأنثى وأيضًا بعضًا من السائل المنوي الخاص بالزوج، ثم يقوم بواسطة المعدات والآلات الطبية الحديثة بإدخال الحيوان الأقوى في البويضة، ويترك التخصيب يحدث لمدة تتراوح بين الأربع إلى ست أيام ثم يأخذ البويضة ويضعها داخل الرحم مرة أخرى، وهكذا يبدأ الحمل في صورته الطبيعية.

حل مشكلة التهابات الحوض

ظل الطب لعدة قرون يعاني من مشاكل التهابات الحوض التي تمنع حدوث الحمل بشكل نهائي حتى عرفنا عملية أطفال الأنابيب التي ساعدت في القضاء على تلك المشكلة الخطيرة، وتتمركز خطورة تلك المشكلة في منع الحمل وحدوث السرطان بجاب الآلام الشديدة التي ستشعر بها المرأة، ويحدث هذا الالتهاب بسبب وجود جرثومة انتقلت إلى المرأة مثل جرثومة المندثرة الحثرية والنسرية البينية، أو إجراء عمليا جراحية في البطن أو قناة فالوب، أو التهاب الزائدة الدودية، أو تلوث اللولب الذي دخل الرحم، وهذه الالتهابات من الممكن أن تكبر وتزداد خطورتها عندما تؤذي قناة فالوب أو المبيضين أو الرحم ذاته، حيث أنها تقوم بإخراج دم فاسد يسيل في هذه المناطق فيؤثر عليها، ولذا لابد من اكتشاف الأمر ومعالجته في أسرع وقت قبل أن يستفحل خطره وينتشر بصورة تؤذي الجسم بشكل أكبر.

وتظهر أعراض التهاب الحوض على هيئة ألم في أسفل البطن ومنطقة الحوض، وعسر في العملية الزوجية، والحمى، وحدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، وتقوم عملية أطفال الأنابيب بتنفيذ الحمل ولكن بصورة مختلفة ففي الوضع الطبيعي تكون الأمور مضطربة في الرحم وقناة فالوب، أما في أطفال الأنابيب فسيتم أخذ البويضة وتلقيحها بالسائل المنوي خارجًا، ثم إرجاع البويضة إلى بطانة الرحم بصورة مباشرة وبالتالي يحدث الحمل، ولكن من الضروري معالجة مشكلة التهاب الحوض حتى لا ننساها وننشغل بالحمل والإنجاب.

أطفال الأنابيب لحدوث التخصيب خارج رحم المرأة

حتى منتصف القرن العشرين لم تكن لدى الإنسان أي فكرة عن إجراء التخصيب خارج رحم المرأة، ولذلك فعملية أطفال الأنابيب هي أمر طبي تقني ثوري بطريقة رهيبة لم يسبق لها مثيل، فيقوم الطبيب المختص بإعطاء بعض الأدوية التي تقوم بتكثيف نشاط المبيضين حتى تخرج لنا بويضات كثيره يسهل لنا إجراء التخصيب بصورة كاملة، ثم يقوم بأخذ الحيوان المنوي القوي من سائل الرجل ونقوم بزرعه داخل البويضة، ويبدأ التخصيب في صورته العادية وبعد مرور أربع أو ست أيام تقريبًا يبدأ طور جديد في عملية التكاثر البشري وهو انقسام الخلية، ومن هنا لابد من إدخال البويضة إلى رحم المرأة في أسرع وقت حتي يحدث الحمل والنمو في صورته الطبيعية داخل بطانة الرحم، ونسبة فشل عمليات أطفال الأنابيب هي قليلة للغاية نظرًا للطور الطبي الهائل في هذا المجال.

ففي بداية القرن العشرين كان من غير المعقول أن نقوم بأخذ حيوان منوي من سائل الذكر ونأخذ بويضة من رحم الأنثى نقوم بعمل تخصيب خارج الرحم أو خارج الإنسان من الأساس، ولكن مع معرفة هذا الأمر الذي استحق عليه مكتشفها جائزة نوبل غير من مفاهيم الحمل وعملية التكاثر الإنساني، فلذا يعد التخصيب خارج رحم المرأة هو من الأسباب الهامة التي جعلت عملية أطفال الأنابيب إحدى الثورات التقنية والطبية في العالم.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: أحمد علي

Exit mobile version