الرئيسية الصحة أسباب الفوبيا : لماذا يصاب بعض الأشخاص بمشكلة الرهاب ؟

أسباب الفوبيا : لماذا يصاب بعض الأشخاص بمشكلة الرهاب ؟

لماذا تصيبنا الفوبيا أو ما أسباب الفوبيا أو الرهاب؟ .. ذلك السؤال حيّر العلماء وعقدوا العديد من الدراسات للحصول على إجابة.. فترى ماذا كانت؟

0

أسباب الفوبيا أو الرهاب لم يتمكن العلم من التوصل إليها بصورة قطعية، خاصة الأنواع الشاذة أو الغريبة من الفوبيا مثل الخوف من الحيوانات الأليفة بشكل عام أو الخوف من الاستحمام والخوف من الأشياء الحادة مثل الإبر والمسامير، وغير ذلك من حالات الفوبيا الشاذة والخارجة عن كافة قواعد المنطق والعقل، فالخوف غريزة طبيعية في كل إنسان ولكن ذلك حين يكون هناك ما يدعو للخوف، فالجميع يرهبون المرتفعات أو الحيوانات أو التعرض للحوادث وغير ذلك، ولكن حين يتحول ذلك الخوف إلى حالة رعب غير مبررة، فإنه يسمى بالخوف المرضي أو الخوف الغير العقلاني والمعروف طبياً بمصطلح (الفوبيا).

أسباب الفوبيا أو الرهاب :

لم يتمكن العلماء من التوصل إلى أسباب الفوبيا أو داء الرهاب بشكل دقيق، ولكنهم أبحاثهم العديدة المتعلقة بذلك الأمر قادتهم إلى بعض الترجيحات أو العوامل التي رأوا إنها تؤدي إلى تلك الإصابة، وأهمها الآتي:

العامل الوراثي :

وجد العلماء والباحثين أن العامل الوراثي يعد أحد أسباب الفوبيا أو الرهاب المباشرة، وقد توصلوا إلى تلك النتيجة من خلال عقد أكثر من دراسة مقارنة، خضع لها العشرات من المصابين بأنواع مختلفة من أنواع الفوبيا، وقد وجدوا إن نسبة كبيرة منهم كان أقارب الدرجة الأولى لديهم يعانون من فوبيا من نفس النوع، الأمر الذي دفعهم للقول بأن العامل الوراثي أحد أسباب الفوبيا الرئيسية، وإن الطفل يرث العديد من الصفات السلوكية عن أبويه ولا يقتصر الأمر على الصفات الشكلية وحدها. فالأم التي تخاف من الحشرات أو نوع محدد من تلك الكائنات مثل العنكبوت أو غيره، تزداد احتمالية أن ينشأ طفلها هو الآخر لديه فوبيا من الحشرات ويصاب بالذعر عند رؤيتها، كذلك إذا كان الأب لديه فوبيا المرتفعات أو الظلام أو غير ذلك، فبنسبة كبيرة من المحتمل أن تنتقل تلك الحالة إلى طفله، والتقدير المبدأي يشير إلى أن هذا العامل هو المسئول عن 75% من حالات الفوبيا تقريباً.

التجارب السابقة :

الارتباط الشرطي بين شىء أو ظرف أو موقف محدد وبين النتائج المأساوية أيضاً يعد من أسباب الفوبيا الشائعة، ويعتبر ذلك السبب هو المسئول عن النسبة الأكبر من حالات الفوبيا أو الرهاب، وهو دليل على إن الفوبيا خلل نفسي مكتسب أي ليس بالضرورة أن يُولِد الإنسان به أو أن يصاب به منذ مرحلة الطفولة، فالعديد من الأشخاص أصابتهم الفوبيا بعد تعرضهم لحادث أليم لم يستطيعوا تناسي النتائج التي ترتب عليه، فمثلاً بعد الأشخاص عند تعرضهم إلى حادث سير يرهبون قيادة السيارة أو عبور الطرق، أو إن الطفل الذي تعرض في صباه إلى لدغ النحل نجده يرهبه بدرجة كبيرة في كبره.

التصور العام :

ليست الحوادث التي يتعرض لها الإنسان بصورة مباشرة وحدها تعد من أسباب الفوبيا أو الرهاب، بل قد تأت الإصابة بإحدى أنواع الفوبيا مترتبة على حادث تعرض له أحد المقربين، مما يخلق لدى الإنسان تصور خاطئ عن شىء محدد ويخشى فعله أو الاقتراب منه كي لا يتعرض لنتائج مماثلة، مثال ذلك الإنسان الذي فقد أحد أحبابه في حادث سقوط طائرة قد يقضي عمره كله خائف من فكرة الطيران ويصيبه الذعر لمجرد تصور إنه قد يضطر إلى استقلال الطائرة يوماً، أيضاً الطفلة التي عانت أمها من الطلاق أو التي كان أبيها يعامل أمها بأسلوب فظ أو به خشونه، تزداد هنا احتمالات أن تشب تلك الطفلة خائفة من الزواج.

الاضطراب السلوكي :

أرجع بعض الباحثين أسباب الفوبيا إلى الاضطرابات السلوكية التي تصيب بعض البشر نتيجة أخطاء في عملية التربية والتنشئة الاجتماعية، وخاصة أنواع الفوبيا المرتبطة بالتصرفات مثل الخوف من التحدث أمام الجمهور أو الرهبة من التحدث إلى الجنس الآخر، فيرجح العلماء إن ذلك قد يكون راجعاً إلى اعتقاد اجتماعي خاطىء أو عقدة نفسية نتجت عن صدمة ما تعرض لها في طفولته أو موقف محرج سبب له ألم نفسي.

Exit mobile version