الرئيسية الدين لماذا حرم الله الزنا وما الحكمة من تحريم الزنا ؟

لماذا حرم الله الزنا وما الحكمة من تحريم الزنا ؟

0
لماذا حرم الله الزنا وما الحكمة من تحريم الزنا

تحريم الزنا ورد بنص صريح في القرآن الكريم، وحين النظر ذلك الأمر ونبحث عن الحكمة الإلهية منه، دائماً ما ننظر إلى الأضرار الصحية التي تنتج عنه، والتي أثبتها العلم مدللاً ومبرهناً على رحمة الخالف بخلقه، فـ تحريم الزنا يقي الإنسان من العديد من الأمراض، التي تتفشى نتيجة تفشي الرذيلة وانتشار الفواحش، وإن كانت تلك النظرة صحيحة إلا أن بها الكثير من القصور، فالحكمة من تحريم الزنا لها بُعد آخر، بُعد اجتماعي :

تحريم الزنا وحماية المجتمعات :

تحريم الزنا لم يأت فقط لحماية الفرد من شر الفواحش، بل أن الحكمة من ذلك التحريم أكثر شمولاً وعمقاً، حيث أن تحريم الزنا قد جاء حماية للمجتمع بأسره وحفاظاً عليه..

كرامة المرأة :

إذا نظرنا إلى أحكام الشريعة الإسلامية في مجملها، سنجد أن جميعها قد تنزل لصالح البشرية وحرصاً على الإنسان، أما عن تحريم الزنا على وجه الخصوص، فأنه قد جاء ضمن سلسلة كبيرة من الأحكام الشرعية، التي جاءت حرصاً على كرامة المرأة المسلمة ومكانتها، فقد كفل الإسلام لها حق الموافقة على الزوج، بل جعل رضاها وقبولها شرطاً جوهرياً لإكساب الزواج شرعيته، وفي ذات الوقت أباح المولى عز وجل الطلاق، كي لا تجبر المرأة على الاستمرار في علاقة وهي مرغمة، أما عن تحريم الزنا فهو يحول دون تحويل المرأة إلى سلعة، يجعلها مستباحة ويسلبها كرامتها وعزتها في نظر نفسها قبل الآخرين، وفي زمن الجاهلية كان ينظر إلى المرأة نظرة مستحقرة، ثم جاء الإنسان ليرفع من قدرها وشأنها ويرد إليها حقوقها المهدرة.

الفطرة الإنسانية :

تحريم الزنا لا يختلف كثيراً عن تحريم الخمر أو تحريم السرقة، وكافة الأمور الأخرى التي تم تحريمها بالدين الإسلامي، إذ أن جميعها تتنافى وتتنافر مع الطبيعة الإنسانية التي فطر الله عليه عباده، فالإنسان بطبيعته يغار ويخشى على كل ما تملكه يداه، فما بالنا بعرض الإنسان وشرفه!.. فبالطبع هو الأحق بالغيره عليه والعمل على صونه وحفظه، وبالتأكيد أن شيوع الرذيلة وانتشار الزنا يتعارض مع صون العرض، لذا فأن تحريم الزنا قد جاء متسقاً مع طبيعة الإنسان، وفطرته الأولى التي برأه الخالق -عز وجل- عليها، بل أن العلماء المهتمون بالأحياء ودراسة طبيعة الحيوانات، أكدوا على أن بعض أنواعها يمتاز بالغيرة على أقرانه، ومن ثم فأن الإنسان باعتباره الكائن المميز بالعقل، هو الأحق بأن يغار على عرضه ويصونه، ومن يعارض تحريم الزنا فأنه يضع نفسه في مرتبة أدنى من الحيوان.

اختلاط الأنساب :

من بين أسباب تحريم الزنا وعده من ضمن الكبائر، هو أن ذلك التحريم يحافظ على قوام المجتمعات وتماسكها، ومن أهم العوامل التي تحفظ هذا الترابط والتماسك، هو ألا يحدث اختلاط بالأنساب، فإذا أبيح الزنا وتفشي بين ابناء المجتمع الواحد، فمن أين يمكن للولد أن يتعرف على أبيه، وكيف للأب أن يثق بأن أولاده قد جاءوا من صلبه؟، علاوة على أن تحريم الزنا يحمي الحقوق ويحفظها، منها حقوق المواريث التي قد تضيع نتيجة اختلاط الأنساب، كما أن تحريم الزنا يضبط معايير الزواج، فإذا اختلطت الأنساب فقد ينتج عن ذلك تزاوج الأخوة أو المحارم عن جهل.

الترابط الأسري :

تحريم الزنا كما يحمي المجتمع في المطلق، فأنه يساهم أيضاً في الحفاظ على الترابط الأسري بصفة خاصة، ولنا أن نتخيل ماذا كانت ستؤول إليه الأمر إذا كان الزنا أمراً مشروعاً، إذا كان من حق الزوج أن يتخذ عشيقة والزوجة عشيقاً، أنه أمر كفيل بأن ينسف الحياة الزوجية واستقرارها نسفاً، ويشتت أفراد الأسرة والابناء ويقطع الأوصال بينهم، وعلاوة على هذا وذاك يزرع بينهم بذور الضغينة والكره، فدين الإسلام كما وضع المعايير والضوابط التي تؤدي لتأسيس أسرة متماسكة، فأن تشريعاته قد جاءت لتحمي ذلك التماسك وتساعد على تقويته، ومن ضمن تلك التشريعات كان تحريم الزنا

حفظ حق الابناء :

ابناء الزنا دائماً ما يرفضهم المجتمع ويلفظهم، فيعيشوا في داخله مهمشين منبوذين، يحملون عاراً ليس ذنبهم ويدفعون ثمن جريمة لم يرتكبوها، مما يجعل حماية كرامة الابناء سبباً آخر، يضاف إلى أسباب عديدة لـ تحريم الزنا ،تتجلى بها حكمة الله عز وجل ورحمته بعباده.

Exit mobile version