الرئيسية الطبيعة لماذا لا تستطيع الأسماك البقاء حية خارج المياه ؟

لماذا لا تستطيع الأسماك البقاء حية خارج المياه ؟

0
لماذا لا تستطيع الأسماك البقاء حية خارج المياه

مصطلح ” الأسماك ” هو مصطلح عام يشار به إلى مجموعة هائلة من أنواع الكائنات الحية، تتميز بافتقارها إلى الأطراف المنتهية بالأصابع، وجميعها تعد من الحيوانات المائية حيث تتخذ من البحار والأنهار بيئات لها، وتتفرع منها العديد من الشعب والأنواع والفصائل مختلفة الخصائص، وشمولية مصطلح الأسماك أيضاً تتضمن الكائنات المائية المعروفة حالياً وكذلك المنقرضة، وباختصار فأن كافة الكائنات الحاملة لهذه الصفات التي سكنت الأعماق منذ 450 مليون سنة وحتى اليوم هي أسماك ، وهذا لأن البيئة المائية تتوفر بها كافة الخصائص التي تحتاجها الأسماك لتستمر في الحياة.

 لماذا تحيا الأسماك أسفل الماء ؟

 أولاً : الماء وتنفس الأسماك :

أي كائن حي يمكنه الصبر على الشراب لفترة ما وعلى الطعام لفترة أطول نسبياً، لكن التنفس هو العملية التي تتم بشكل لا إرادي في كل ثانية، وذلك لأن التوقف عن التنفس سيؤدي إلى هلاك ذلك الكائن خلال ثواني معدودة، والتنفس لدى كافة الكائنات الحية يعتمد بشكل رئيسي على عملية التبادل الغازي، أي استخلاص غاز الأكسجين عند الشهيق وإطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون مع الزفير، وبينما الثديات تقوم بتنفس الأكسجين في صورته الغازية من الغلاف الجوي، فإن أجسام الأسماك خلقت بالشكل الذي يمكنها من استخلاص الأكسجين المذاب بالمياه.

إذا لاحظت فأن الأسماك لديها حركة منتظمة للفم، هذه الحركة التي تقوم بها هي التي توفر لها كمية الأكسجين اللازمة للتنفس، فإن التيار المائي مع الحركة المستمرة للفم يؤديان إلى إتمام عملية التبادل الغازي، فحين تفتح السمكة فمها تسمح بمرور التيار المائي المحمل بالأكسجين، وحين تغلقه يتم تمريره على الخياشيم التي تقوم باستخلاص الأكسحين منه، أي أن الدور الرئيسي للخيشوم هو استخلاص الأكسجين وفصله عن الماء، ومن ثم ضخه إلى الدورة الدموية للسمكة.

 ثانياً : الماء وحركة الأسماك :

الهندسة الجسدية لأجسام الأسماك أبدعها الله عز وجل لتيسر عليه حركته داخل الماء، لكنها في ذات الوقت لا يمكنها أن تعينه على الحياة خارجها، فهي لا تملك أطرافاً ولا عمود فقري قائم يمكنها من الانتصاب، مما يضيف ذلك إلى الأسباب التي تجعل الأسماك غير قادرة على العيش خارج الماء، ومن الخصائص المتوفرة بأجسام الأسماك التي تمكنها من العيش بسهولة داخل الوسط المائي:

  • جسم السمكة ذو تصميم أنسيابي يسهل حركتها في طبقات المياه المختلفة، خاصة وأن الأسماك عادة ما تسبح في الاتجاه المعاكس للتيار.
  • عضلات الأسماك بقدر ما هي رخوة بالنسبة للإنسان، إلا أنها تمتلك قدراً من القوة والتماسك يمكنها من تحمل ضغط المياه، ويعينها على الحركة في أعمق أعماق المستطحات المائية وتسهل حركتها.
  • العمود الفقري الممتد من رأس السمكة إلى ذيلها يتميز بالقوة والمرونة في آن واحد، وهو ما يجعل حركة ذيلها إلى اليمين واليسار سريعة، وتعد حركة الذيل هي المسئولة عن معدل سرعة سباحة الأسماك.
  • جسم الأسماك من الدخال مدعم بما يعرف بالأكياس الهوائية، وهي جزء من النسيج الداخلي للسمكة يكون موضعه أعلى الجهاز الهضمي، ويتم امتلاء هذا الكيس بالهواء عند غوص الأسماك إلى الأعماق، ويتم إفراغه من الهواء عند الصعود إلى القرب من السطح، وهذه الأكياس تعين الأسماك على الحركة وتساهم في عملية التنفس أيضاً.
  • أي من الكائنات الحية إذا بقي لفترات طويلة أسفل الماء، فإن طبقة الجلد الخارجية له تتضرر بشكل كبير نتيجة لذلك، أما الأسماك فأن أجسادها مدعمة بطبقة صلبة من القشور اللامعة، وهي في ذات الوقت لا تخل بتوازن الأسماك عند السباحة.

 ثالثاً : الغذاء :

غذاء الأسماك على اختلاف أنواعها لا يمكن أن يتوفر إلا ضمن المحيط المائي، فأنواع الأسماك اللاحمة تتغذى على الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى، كذا السمك الكبير يتغذى على الأصغر منه في الحجم، وبشكل عام الطحالب والنباتات التي تنمو في قيعان البحار تعد غذاءً للأسماك.

 والخلاصة أن البيئة المائية وحدها هي ما تناسب حياة الأسماك ،ليس فقط لأنه لا يتمكن من التنفس خارج الماء، إنما لأنها ملائمة لأداء عمليات تكاثره ولا يستطيع التحرك إلا بها علاوة على توفر الغذاء اللازم له بها، فسبحان من خلقه على هذه الصورة وهيأه وخصه بالصفات التي تعينه على الحياة في بيئته الفريدة.

Exit mobile version