الرئيسية الصحة لماذا تزداد فترات النوم عند البعض أكثر من غيرهم؟

لماذا تزداد فترات النوم عند البعض أكثر من غيرهم؟

0

فترات النوم تختلف عند كثير من الناس، وتختلف باختلاف المراحل العمرية أيضا، فينام البعض ساعات قليلة بينما يستغرق البعض الآخر ما قد يصل إلى 12 ساعة من النوم المتواصل، وهو أمر غريب ومثير للدهشة، ففي الوقت الذي يعاني فيه البعض من الأرق، قد يعاني آخرون من طول فترات النوم والنعاس الدائم، وقد يعتقد بعض الأشخاص أن النوم الكثير صحي ومفيد، وبالطبع هذا اعتقاد خاطئ، حيث تؤدي فترات النوم الكثيرة إلى خلل في الصحة العامة بل إنها قد تشير إلى وجود خلل بالفعل، لذلك إن كنت تعتقد أنك تستغرق أكثر من الوقت الطبيعي خلال النوم، فسنخبرك في هذا المقال عن سبب تلك الحالة وعلاجها كما نوضح لك فوائد النوم وأضرار كثرته.

أسباب فترات النوم الطويلة

يعود السبب الأول والرئيسي في زيادة فترات النوم إلى عدم الحصول على قدر كاف من النوم والراحة خلال الليل، ويرجع ذلك إلى العادات الخاطئة التي يتبعها المرء، مثل النوم في ساعة متأخرة من الليل، أو النوم خلال النهار والاستيقاظ طوال الليل، وشرب المنبهات مثل الشاي والقهوة أو الكحوليات والمشروبات الغازية أو تناول الأطعمة الدهنية في وقت متأخر، فتؤدي تلك الأسباب السابقة إلى الشعور بالخمول والرغبة في الاستلقاء وطول فترات النوم وعدم الاكتفاء منه، كما توجد بعض الاضطرابات الأخرى التي تساهم في دخولك إلى تلك الحالة، مثل:

تقطع النفس خلال النوم والشخير

ومثل هذا الاضطراب يؤدي إلى شد المجرى العلوي للهواء بشكل كامل أو جزئي، وتكرر ذلك خلال النوم يؤدي إلى تقطع النوم مما يؤدي إلى الإحساس بالنعاس طوال النهار والرغبة في النوم لمدة أكثر، وعادة يعاني الذكور من ذلك الاضطراب أكثر من النساء خصوصا أولئك الذين يعانون من الوزن الزائد، أو يحدث لمن يعانون من مشاكل الحلق والأنف أو مجرى الهواء.

مرض النوم القهري

في هذه الحالة يعاني المرء من مرض النوم القهري، وهو مرض يرافق الإنسان طوال حياته إن لم تتم معالجته بصورة سليمة، ويصيب هذا المرض جهاز الإنسان العصبي، ويعاني المرضى من رغبة كبيرة في النوم، ونوبات نعاس من العسير مقاومتها، وتأتي فجأة دون سابق إنذار، والغريب أنها تكون في أوضاع غير مناسبة، فقد تأتي خلال العمل أو أثناء التحدث أو وقت التركيز، فيقضي المريض فترات طويلة في النوم ليستيقظ بعدها نشطا لمدة قصيرة وتعاوده النوبة مرة أخرى، أو يقضي يومه خاملا.

ويصيب هذا المرض كلا الجنسين وتبدأ أعراضه عادة في الظهور عند مرحلة المراهقة، وتختلف أوقات ظهوره من شخص لآخر، ويتعرض المصابون بهذا المرض إلى شلل مفاجئ عند الاستيقاظ.

ويعد هذا المرض عضويا ولا يتعلق بالحالة النفسية.

الاضطرابات النفسية و فترات النوم الطويلة

بجانب وجود الاضطرابات العضوية التي تؤدي إلى زيادة فترات النوم فتوجد بعض الاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى نفس السبب.

فقد يلجأ الكثيرون إلى النوم عند شعورهم بالحزن الشديد أو بعد الصدمات المفاجئة بشكل حزين، أو عند توترهم وانتظارهم لشيء.

ويتعامل البعض مع النوم على أنه ملجأ للهروب من مشاكل الحياة اليومية، فليجأون إلى النوم الكثير.

ويعاني دائما المتشائمون والمحبطون والفاشلون من فترات النوم الطويلة والمنقطعة أيضا، ويكون ذلك كطريقة للتخلص من المشاعر السلبية وتجاهلها، وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية.

ويكثر النوم الطويل لدى المراهقين أيضا، نتيجة تغير مزاجهم وتعكره بسرعة، فيكون المراهقون مفرطي المشاعر، وقد يشعرون بالمشاعر السلبية أكثر من الشباب في بعض الأحيان ليصبح النوم هو حلهم المثالي. وقد يعاني المرء من النوم الكثير بسبب زيادة نسبة الكالسيوم أو الصوديوم في الدم، ويؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى النوم الكثير، وبالطبع فإن السهر أو محاولة النوم في غرفة غير مريحة يؤديا إلى تقطع النوم وطول فتراته.

أضرار النوم الكثير

عند ازدياد فترات النوم عن الطبيعي يعاني المرء من عدة أعراض مثل:

  • الصداع المستمر أثناء وقت النهار.
  • الشعور بالخمول والتعب والإجهاد طول الوقت.
  • نقص الطاقة من الجسم وعدم القدرة على تنفيذ المهام اليومية.
  • النوم الكثير من الممكن أن يكون سببا في الإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب.
  • الإحساس بألم في الظهر والمفاصل.
  • حدوث الاضطرابات في هرمونات الجسم، وأبرز الأمراض الناتجة بسبب النوم الكثير هو خمول الغدة الدرقية.
  • ارتفاع احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد بأنواعه المختلفة.
  • النوم الكثير قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، مما يعد تهديدا صريحا بالموت.

أهمية النوم الصحي

كل شيء حولنا يتواجد في نظام متزن، حتى أجسامنا؛ فهي تعمل ضمن نظام محدد لكل العمليات الحيوية التي يجريها الجسم، لذلك فيجب الاتزان في النوم، لا الإكثار من فترات النوم ولا التقليل فيها.

والمعدل الطبيعي لعدد ساعات النوم لا ينبغي أن يتعدى التسع ساعات، وألا يقل عن سبع ساعات، فالنوم ليلا في وقت مبكر هو أهم ما يحتاج الجسم، وبالرغم من ذلك فمن الخطأ الاعتقاد بأن ساعات النوم هي المسؤولة عن إمداد الجسم بالراحة، بل إن عمق النوم هو المهم، فالنوم العميق يمد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء مهماته أثناء النهار.

وأوضحت الدراسات أن أفضل ساعات النوم هي الفترة بين العاشرة مساءا والثانية صباحا، لذلك عليك أن تكون نائما قبل العاشرة. وتساعد الرياضة في النوم العميق خلال الليل.

الأرق

على الجانب الآخر فهناك فئة كبيرة من الناس يعانون من الأرق، والأرق يعني عدم القدرة على البدء في النوم أو الاستمرار به أو الاستيقاظ مبكرا على غير المعتاد دون قضاء الساعات الكافية في النوم، ويحدث الأرق نتيجة بعض الأسباب مثل:

  • تناول بعض أنواع الأدوية والعقاقير.
  • تناول المنبهات والكحوليات.
  • اضطراب الغدة الدرقية.
  • قصور القلب.
  • التوتر والاضطرابات النفسية.

ويمكن علاج الأرق بتغيير نمط الحياة، مثل الحفاظ على نظافة الجسد والتعرض الكافي لأشعة الشمس والنوم في غرفة هادئة ومظلمة، وممارسة الرياضة على اختلاف أنواعها، ومن الممكن اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي عند تضخم المشكلة.

وعلى الرغم من أن الحبوب المنومة قد تفيد في حل المشكلة، إلا أن لها آثارا جانبية سيئة للغاية، حيث ترتبط بالخرف والإدمان فلا ينصح بها لأكثر من أربعة أو خمسة أسابيع.

يعاني حوالي 30% من البالغين من الأرق في أي وقت ويعاني نصف تلك النسبة من الأرق في وقت معين من السنة، ويوجد حوالي 6% فقط يعانون من الأرق دون أي مشاكل أخرى وتستمر حالة الأرق إلى عدة أشهر. وتعاني النساء بشكل أكبر من الرجال، ويتأثر كبار السن بصورة كبيرة بالأرق. وتوجد ثلاثة أنواع من الأرق:

  1. أرق مؤقت: ويستمر ليلة واحدة إلى بعض أسابيع. وفي الأغلب يعاني كل الناس منه بسبب القلق وضغوطات الحياة.
  2. أرق قصير المدى: يحدث حين تتراوح فترة عدم انتظام النوم بين ثلاثة أسابيع وستة أشهر.
  3. أرق مزمن: ويعاني صاحبه من استمرار الأرق لمدة طويلة تصل إلى سنوات، وهذا النوع هو الأكثر خطورة.

ومثل كثرة النوم، فإن قلة النوم قد ترجع أيضا إلى سبب نفسي أو عضوي.

Exit mobile version